قالت مؤسسة فكرية بريطانية إن الأزمة اليمنية انعكاس لديناميكيات القوة الاقليمية في المنطقة ممثلة بالمملكة العربية السعودية وإيران والولايات المتحدة الأمريكية.

 

وأضافت مؤسسة القرن القادم (N C F) في تقرير لها ترجم أبرز مضمونه إلى العربية "الموقع بوست" بعد ما يقرب من عقد من الحرب في اليمن، لا يزال الوضع غير مستقر، ويظل اليمن أحد أكبر الأزمات الإنسانية في العالم.

 

وقالت إن الصراع المتطور في الشرق الأوسط، أدى إلى حالة من عدم اليقين وعدم القدرة على التنبؤ في اليمن، وخاصة فيما يتعلق باستجابة الحوثيين للحرب على غزة. لافتا إلى أن التحول الديناميكي بين الجهات الفاعلة الدولية، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، أدى إلى عدم الاستقرار في أزمة اليمن.

 

أزمة متعددة الأوجه

 

وحسب التقرير فإنه يمكن وصف الأزمة في اليمن بأنها صراع متوقف على السلطة، ينطوي على ثلاثة أشكال رئيسية يمكن تعريفها للسلطة: الحكومة المعترف بها دوليًا، وجماعة الحوثي والمجلس الانتقالي الجنوبي.

 

وقالت "على الرغم من التفتت الكبير في جنوب اليمن، فإن المجلس الانتقالي الجنوبي يحتفظ بسلطة قوية في عدن وغيرها من المحافظات الجنوبية الغربية، على الرغم من أن نفوذه أكثر محدودية في المناطق الجنوبية الشرقية".

 

وطبقا للمؤسسة فإنه لطالما وُصفت الحرب في اليمن بأنها مرحلة حرب بالوكالة بين المملكة العربية السعودية وإيران، حيث تدعم السعودية الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا وتدعم إيران الحوثيين.

 

التقارب السعودي الإيراني

 

يقول التقرير "في عام 2023، أعادت السعودية وإيران العلاقات الدبلوماسية بعد انقطاع دام سبع سنوات، في صفقة توسطت فيها الصين. أعاد التقارب الدبلوماسية وخلق علاقة أقل عدائية بين البلدين، لكن التوترات لا تزال قائمة.

 

وتابعت "من الواضح أن العلاقات الدبلوماسية مع إيران مفضلة من منظور سعودي على العلاقات العدائية. ومع انعدام الثقة الكبير والصراعات الإقليمية المستمرة، لم يؤد التقارب بعد إلى أي تقدم كبير فيما يتعلق بأزمة اليمن".

 

دور الولايات المتحدة

 

وعن دور واشنطن يفيد التقرير أن التقارب يتماشى مع الأهداف الأمنية الأوسع للمملكة العربية السعودية، مما يشير إلى التحول نحو الاستقلال عن الدعم الأمريكي. في حين تظل الولايات المتحدة لاعباً نشطاً للغاية في الدفاع عن دول الخليج العربية وأمنها، فضلاً عن دعم مصر والأردن.

 

وأكدت أن التقارب يأتي بمثابة ضربة للولايات المتحدة، حيث عملت منذ فترة طويلة على عزل إيران، باعتبارها الحليف الوثيق لإسرائيل. وقالت "ربما تفقد الولايات المتحدة بعض نفوذها في المنطقة، وربما يرجع ذلك إلى التراجع الأخير في استراتيجيتها في الشرق الأوسط والتزاماتها الدفاعية السطحية على نحو متزايد".

 

ومع ذلك، مع انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، يرى التقرير أن يشهد دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط تغييرًا جذريًا اعتبارًا من يناير 2025. ففي دول الخليج العربية، يُنظر إلى ترامب باعتباره قوة استقرار، بسبب تركيزه على "تعزيز التحالفات وكبح القوى المتطرفة". ومع ذلك، خلال رئاسته السابقة، أثار ترامب الشكوك حول التزام الولايات المتحدة بشكل عام في الخليج، وحول حيادها بين دول الخليج.

 

من ناحية أخرى، تقول المؤسسة أن المشاعر في إيران مختلفة. خلال رئاسته الأخيرة، سحب ترامب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة، الاتفاق النووي الإيراني الذي يهدف إلى وقف البرنامج النووي الإيراني، بسبب فشلها في معالجة برنامج الصواريخ الإيراني واستمرارها في تمويل الوكلاء الإقليميين.

 

ورجحت أن ترامب يمضي قدماً في سياسة "الضغط الأقصى"، من أجل إفلاس إيران. مشيرة إلى أن الديناميكيات المتطورة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وإيران قد تؤدي إلى تحول في المشهد الجيوسياسي، والتأثير على مسار أزمة اليمن وتشكيل آفاق مفاوضات السلام المستقبلية.

 

وزادت "بالنظر إلى مستقبل الأزمة اليمنية، يمكن أن يلعب التقارب السعودي الإيراني دورًا حاسمًا في تشكيل آفاق السلام".

 

ورجحت أن تحافظ إيران على علاقة وثيقة مع الحوثيين. وقالت: ماذا يعني كل هذا بالنسبة لليمن؟ مع توقف مفاوضات السلام منذ 7 أكتوبر 2023، يبدو أنه من أجل تحقيق السلام في اليمن، يجب أن يكون هناك سلام في البحر الأحمر أولاً.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن أمريكا السعودية ايران الحوثي العربیة السعودیة الولایات المتحدة السعودیة وإیران أزمة الیمن فی الیمن

إقرأ أيضاً:

السعودية ومصر ترحبان بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران

رحبت مصر والسعودية بإعلان ترامب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، فيما أكدت الصين على أهمية حفظ السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

ومن جانبها، ثمنت المملكة العربية السعودية الجهود المبذولة لخفض التصعيد.

وقالت الخارجية السعودية في بيان لها: "تتطلع المملكة أن تشهد الفترة المقبلة التزاما من جميع الأطراف بالتهدئة والامتناع عن استخدام القوة أو التلويح بها، وأن يسهم هذا الاتفاق في إعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة وتجنيبها مخاطر استمرار التصعيد".

وتابعت: "وتجدد المملكة موقفها الثابت في دعم انتهاج الحوار والوسائل الدبلوماسية سبيلًا لتسوية الخلافات والنزاعات الإقليمية انطلاقًا من مبدأ احترام سيادة الدول وترسيخ الأمن والاستقرار والرخاء والازدهار في المنطقة والعالم".

بدورها، شددت مصر على كون إعلان ترامب تطورا جوهريا نحو احتواء التصعيد الخطير الذي شهدته المنطقة خلال الأيام الأخيرة، ومن شأنه أن يشكل نقطة تحول هامة نحو إنهاء المواجهة العسكرية بين البلدين واستعادة الهدوء بالمنطقة.

وأكدت مصر، في بيان لوزارة الخارجية اليوم الثلاثاء، أن "هذه الخطوة تمثل فرصة حقيقية لوقف دائرة التصعيد والهجمات المتبادلة، وتهيئة البيئة المواتية لاستئناف الجهود السياسية والدبلوماسية، وتدعو مصر الطرفين الإسرائيلي والإيرانى بالالتزام الكامل بوقف إطلاق النار، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس خلال هذه المرحلة الدقيقة، واتخاذ الإجراءات التي تسهم في تحقيق التهدئة وخفض التصعيد، بما يحافظ على أمن واستقرار المنطقة وسلامة شعوبها".

وفي السياق، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، الثلاثاء، إن بكين لا ترغب في تصعيد التوتر بين إسرائيل وإيران، وإنها مستعدة للعمل مع المجتمع الدولي للحفاظ على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

وأضاف المتحدث قوه جيا كون في مؤتمر صحفي دوري أن الصين تدعو جميع الأطراف المعنية إلى العودة إلى التسوية السياسية في أقرب وقت.

وقال ترامب، الثلاثاء، إن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران "دخل حيز التنفيذ الآن"، ودعا الجانبين إلى عدم انتهاكه.

وذكر ترامب في منشور على منصته تروث سوشيال أن "وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ الآن، الرجاء عدم انتهاكه".

وفي وقت سابق، قال ترامب: "جاءتني إسرائيل وإيران، في آنٍ واحد تقريبًا، وقالتا: سلام".

وأضاف: "عرفتُ أن الوقت قد حان. العالم، والشرق الأوسط، هما الرابحان الحقيقيان. سيشهد كلا البلدين حبًا وسلامًا وازدهارًا هائلين في مستقبلهما".

وتابع: "لديهما الكثير ليكسباه، لكنهما سيخسران الكثير إذا انحرفا عن طريق البر والحق. مستقبل إسرائيل وإيران لا حدود له، ومليء بالوعود العظيمة. بارك الله فيكما".

مقالات مشابهة

  • عاجل | الملك يغادر أرض الوطن في زيارة خاصة إلى الولايات المتحدة
  • ترامب يبلغ نتنياهو: الولايات المتحدة انتهت من استخدام القوة العسكرية ضد إيران
  • نائب أمريكي: لماذا يحتاج الكونغرس للتصويت على قراري المتعلق بصلاحيات حرب إيران؟ (ترجمة خاصة)
  •  لماذا حظرت أمريكا واتساب وما البدائل التي قدمتها؟ (ترجمة خاصة)
  • تحليل: هل سيصمد الحوثيون إذا قطعت إيران إمدادهم؟ (ترجمة خاصة)
  • نيويورك تايمز: ازدهار المقاهي اليمنية في أمريكا لكن الحرب في اليمن أثرت على عملها؟ (ترجمة خاصة)
  • أستاذة قانون: ضربات ترامب على إيران كانت غير قانونية.. لهذه الأسباب
  • السعودية ومصر ترحبان بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران
  • عاجل| الخليج على صفيح ساخن.. إيران تستهدف قواعد أمريكية في قطر والعراق والإمارات تغلق مجالها الجوي
  • إيران: الولايات المتحدة خانت الجهود الدبلوماسية والتاريخ لن يغفر أفعالها