منذ قامت الولايات المتحدة الأمريكية برفع أذان الجهاد في كابول، حسب تعبير عميد الصحافة العربية الراحل محمد حسنين هيكل، والجماعات التكفيرية على الضد دوما من القضية الفلسطينية. وحتى بعد أن أنهت مهمتها في أفغانستان، عاد ما يسمى بالأفغان العرب إلى بلدانهم الأصلية وانخرطوا في التكفير والتهديد بتغيير الأنظمة عبر قوة السلاح وتحت عنوان الجهاد، ثم سرعان ما أعلن أسامة بن لادن عن تأسيس تنظيم قاعدة الجهاد، وصولا إلى أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2011، التي أعلن بن لادن مسؤولية ” القاعدة ” عنها.

ومع أن القاعدة غدا لها تنظيمات فرعية في عدد من الدول العربية والإسلامية، إلا أن أحدا من قادتها لم يفكر في الاقتراب من ” إسرائيل” والدعوة إلى الجهاد من أجل تحرير المقدسات الإسلامية في فلسطين المحتلة.

ربما سقطت فلسطين من أجندتهم سهوا، وربما كان لهم سياسة مختلفة من باب التكتيك، هكذا كان يبرر لهم من يحسن الظن فيهم، إلا أن الانعطافة الكبيرة في العراق وسوريا، أبانت عن حجم التخادم الكبير بين القاعدة ثم داعش وبين المشروع الأمريكي في العالم العربي، وإذ كادت دولة الخرافة على مرمى حجر من بغداد، فإنها وجدت المسرح السوري سالكا للعبث بكل ما هو إنساني وأخلاقي، حيث تقاطر إلى الساحة السورية عشرات الآلاف من شذاذ الآفاق بزعم دعم الثورة السورية، والنتيجة أن عشرات التنظيمات التي انسلت وتناسلت عن التنظيم الأم، أطلقت العنان لكل أنواع التوحش والقتل والإجرام، من قطع لرؤوس الأبرياء في مشاهد متلفزة، وذبح وإحراق متعمد للأطفال، واغتصاب للنساء بزعم السبي أو جهاد النكاح، ومن رجم وجلد لمن يتهموهم بالزنا وقطع للأيدي، وإلى كل ما يمكن أن يشوه صورة الإسلام والمسلمين في العالم.

ولما اختلفت أهدافهم وتضاربت مصالحهم – وقد تشابهت نفسياتهم المريضة مع أشكالهم القميئة- عادوا ليكفروا ويضربوا رقاب بعضهم البعض.

وهكذا عاشت الأمة تحت سطوة الجماعات التكفيرية فصلا مأساويا من العشرية السوداء في الجزائر إلى عشرية النار في العراق وسوريا، وتحت نيران الاحتلال والعدوان الأمريكي الذي اتخذ منهم ذريعة لما يسمى بالحرب على الإرهاب.

بيد أن الأسوأ جاء في وقت قاتل، فبينما كان الأحرار من الأمة منخرطون في معركة طوفان الأقصى، وبينما كان أحرار العالم يتداعون للتضامن مع غزة وأهلها في وجه جرائم الإبادة التي يرتكبها الكيان الصهيوني، لزم شيوخ التكفير الصمت في أحسن الأحوال، فيما أطلق البعض تصريحات تنم عن تخاذل غير مسبوق، والبعض منهم راح يذكي نار الطائفية مجددا بالطعن في حزب الله وإيران وحركات الجهاد والمقاومة. وليت الأمر توقف عند هذا الحد.

المفجع أنه بينما كان المجاهدون الحقيقيون يقاتلون نيابة عن الأمة ويضربون أروع صور الصمود والفداء في غزة ولبنان، كان التكفيريون وراعيهم الأمريكي وشقيقهم التركي وصديقهم الصهيوني يشحذون أسلحتهم، ويتربصون بالمقاومة، التي تركت فراغا ملحوظا في سوريا، وما إن وجد الصهيوني نفسه عاجزا أمام أبطال حزب الله، حتى استدار من الخلف، لكن عبر هذه الأدوات التكفيرية، التي سرعان ما تحركت بتوجيه المجرم نتنياهو ونيابة عنه، وأنقضت على حلب الشهباء، في طعنة غادرة وماكرة، بهدف فرض واقع جديد عنوانه عزل سوريا وإيران عن المقاومة اللبنانية.

هكذا تجلت الحقيقة المرة وكشفت في أوضح وأبشع صورة، عن قوم استجمعت فيهم كل عناوين اللؤم والخسة والنفاق والحماقة، قوم لا يشبههم أحد إلا من يعمل مثل عملهم، أو يهلل ويصفق لفتوحاتهم.

4- 12-2024

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي

إقرأ أيضاً:

الرهوي: ماضون في خدمة الشعب وبناء ما دمره العدوان الأمريكي الصهيوني

يمانيون../
أكد رئيس الوزراء أحمد غالب الرهوي عزم الحكومة الثابت على إعادة إعمار ما دمره العدوان الأمريكي الصهيوني، والمضي في مسار البناء والتنمية دون أن تعيقها التحديات.

جاء ذلك خلال مشاركته، اليوم الأربعاء، في أعمال المؤتمر الأول للتنمية والمشاركة الشعبية، الذي احتضنته العاصمة صنعاء.

وفي كلمته، شدّد الرهوي على ضرورة تبسيط الإجراءات الحكومية، بما يُمكّن المواطنين من الشعور بثمار التغيير، لافتًا إلى أن الحكومة تعمل بتوجيهات السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في سبيل إطلاق برامج تنموية تسهم في تخفيض فاتورة الاستيراد وتعزز خطوات تحقيق الاكتفاء الذاتي بمشاركة مجتمعية واسعة.

وأوضح رئيس الوزراء أن المرحلة القادمة ستشهد تنفيذ برامج تنموية متكاملة يكون فيها المجتمع شريكًا فاعلًا في البناء والتنمية، بما يواكب متطلبات الصمود ويفتح آفاق الاعتماد على القدرات الوطنية.

من جانبه، أعلن وزير الإدارة المحلية والتنمية الريفية الدكتور محمد المداني عن تدشين 42 برنامجًا إنتاجيًا وطنيًا يستهدف خفض الاستيراد وتحقيق تقدم في مسار الاكتفاء الذاتي، إضافة إلى انطلاق المرحلة الأولى من التخطيط التنموي التشاركي التكاملي لعام 1447 هـ في 51 مديرية.

بدوره، أكد وزير الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية الدكتور رضوان الرباعي جاهزية وزارته لتنفيذ البرامج التنموية المقرّة على أرض الواقع، وتطوير آليات إدارة ملف الاستيراد، بما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي والمائي.

ويعكس انعقاد المؤتمر الأول للتنمية والمشاركة الشعبية توجه حكومة التغيير نحو ترسيخ ثقافة الاعتماد على الذات وتعزيز التنمية المستدامة بمشاركة مجتمعية واسعة، رغم استمرار التحديات التي فرضها العدوان والحصار.

مقالات مشابهة

  • مفتي القاعدة السابق: أميركا منعت تحول بن لادن من الجهاد للسياسة
  • وقفة ومسيّر لقوات التعبئة في الحديدة تأكيداً على الجهوزية القتالية والنفير لمواجهة الأعداء
  • الرهوي: ماضون في خدمة الشعب وبناء ما دمره العدوان الأمريكي الصهيوني
  • قراءة في مضامين كلمة السيد القائد حول العدوان على غزة وفشل العدوان الأمريكي على اليمن
  • رسالة ماجستير بجامعة الأزهر حول معالجة الإعلام الصهيوني لقضايا العالم العربي
  • مفتي القاعدة السابق يروي قصة إعدام الجهاد شابين عملا جاسوسين
  • حركة الجهاد تدين اغتيال قوات العدو الصهيوني الصحفي “حسن أصليح”
  • حركة الجهاد تدين اغتيال قوات العدو الصهيوني الصحفي حسن أصليح
  • اليمن في عمق المواجهة.. خطوات عملية وسريعة لإعادة البنى التحتية التي دمرها العدو الصهيوني والأمريكي
  • كيف كانت علاقة بن لادن بالجماعات الجهادية خلال تواجده في السودان؟