الجزيرة:
2025-06-01@06:51:00 GMT

كاي فو لي الرجل الذي أثار حربا بين مايكروسوفت وغوغل

تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT

كاي فو لي الرجل الذي أثار حربا بين مايكروسوفت وغوغل

في سبتمبر/ أيلول من العام الماضي، طرحت مجلة "تايم" الأميركية قائمة أهم 100 شخصية في الذكاء الاصطناعي، ومن بينهم، كان كاي فو لي، عالم ذكاء اصطناعي الذي اتخذ من بكين مقرا لشركته الجديدة في مجال الذكاء الاصطناعي "01. إيه آي" (01.AI).

استطاع كاي فو لي من الوصول إلى هذه القائمة رغم أنها تضم أسماء العديد من عمالقة الذكاء الاصطناعي والمؤثرين فيه مثل مارك زوكربيرغ وسام ألتمان وغيرهم من الأسماء اللامعة في مجال التقنية التي يبدو أنه بالمقارنة معهم شخصية مجهولة.

ولكن هذه الشخصية المجهولة ترأس جهود الصين لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها ومنافسة "شات جي بي تي"، ولكن في الحقيقة، فإن كاي فو لي هو أحد أهم علماء الذكاء الاصطناعي في العصر الحالي، فمن هو؟

جنسية تايوانية وهوية صينية

حصل كاي فو لي على جنسيته التايوانية فور ولادته على الأراضي التايوانية عام 1961، وذلك رغم أن والده يحمل الجنسية الصينية، وربما كان هذا هو السبب الذي جعل رحلته في الأراضي التايوانية قصيرة، إذ غادرها وهو يبلغ من العمر 10 أعوام برفقة والديه في عام 1973 للولايات المتحدة، ليلتحق هناك بعدة مدارس وهيئات تعليمية خلال مسيرته العلمية لينهي دراسته الجامعية بتخصص علوم الحاسب من جامعة "كولومبيا" (Columbia University) عام 1983، ويحصل على الدكتوراه في علوم الحاسب أيضا من جامعة "كارنيجي ميلون" ( Carnegie Mellon) عام 1988 بعد أن قدم "سفينكس" (Sphinx)، وهو نموذج ذكاء اصطناعي وتعرف على الكلام يدعي كاي بأنه أول نموذج لغة عملاقة في العالم.

إعلان

حصل كاي فو لي على الجنسية الأميركية بفضل جنسيته التايوانية، وذلك بعد إقامته أكثر من الفترة اللازمة داخل حدود الولايات المتحدة، ولكن في عام 2011، قرر التخلي على الجنسية الأميركية ليعود إلى الصين رغبة منه في العودة إلى وطنه الأم الذي لم يره سابقا.

تخصص كاي أثناء دراسته للدكتوراه في التعلم الآلي، وفي عام 1986 تمكن بالتعاون مع سانجوي ماهاجان من تطوير نظام آلي قادر على إتقان لعبة "أوتيلو" (Othello) اللوحية تحت اسم "بيل" (Bill) وفي عام 1989 تمكن هذا النظام من الفوز في بطولة الولايات المتحدة للاعبين الآليين.

استمر كاي فو لي في تقديم الأطروحات العلمية حول أنظمة التعرف على الكلام حتى بعد حصوله على الدكتوراه، إذ قدم أكثر من 60 ورقة بحثية حول هذه الأنظمة وقدم كتابا منفصلا حول مستقبل أنظمة التعرف على الكلام في عام 1990، فضلا عن كتاب آخر قدمه بعد حصوله على الدكتوراه مباشرة حول تطوير نظام "سفينكس" وقدراته في التعرف على النصوص بشكل آلي وتلقائي.

تخصص لي أثناء دراسته للدكتوراه في التعلم الآلي (الفرنسية) "آبل" ثم "مايكروسوفت" و"غوغل"

تمكن كاي فو لي من الانضمام إلى "آبل" في بداية رحلتها ورحلته عام 1990 رئيسا لقسم الأبحاث والتطوير في الشركة، وذلك بعد أن أمضى عامين عضوا في هيئة تدريس في جامعة "كارنيجي ميلون"، ورغم أن الفترة التي أمضاها مع "آبل" كانت قصيرة، فإنها شهدت عمله على العديد من المشاريع الهامة، بدءا من "كاسبر" (Casper) واجهة التعرف على الحديث و"غالاتيا" (GalaTea) واجهة تحويل النصوص إلى كلام، فضلا عن نظام "بانداي بيبين" (Bandai Pippin) الذي كان نظام لتشغيل ملفات الوسائط المتعددة في حواسيب الشركة ونظام "بلين توك" (PlainTalk) الذي كان يمزج بين عدة أنظمة لتحويل النصوص إلى أصوات والتعرف على الأصوات أيضا.

وفي عام 1996 انتقل كاي فو لي من "آبل" إلى شركة "سيليكون غرافيك" (Silicon Graphics) نائبا لرئيس منتجات الإنترنت حيث أمضى في هذا المنصب عاما، قبل انتقاله إلى منصب آخر هو رئيس قسم برمجيات الوسائط المتعددة، إذ عمل لمدة عام آخر قبل أن يترك الشركة وينتقل إلى "مايكروسوفت" في عام 1998، ليكون جزءا من جهود الشركة لتأسيس الفرع الصيني لها.

إعلان

أمضى كاي عامين في الصين تمكن خلالهما من تأسيس ما يعرف اليوم باسم "مؤسسة مايكروسوفت للأبحاث في آسيا" وهي إحدى أهم المؤسسات البحثية في قطاع علوم الحاسب حول العالم، وبفضل هذا النجاح، عاد كاي إلى الولايات المتحدة عام 2000 وانضم إلى المجلس الإداري للشركة ليصبح نائب رئيس الخدمات التعاونية في مايكروسوفت بين عام 2000 وحتى 2005، ثم قرر الانتقال للعمل في "غوغل".

ترك كاي العمل في "مايكروسوفت" عام 2005 لينضم إلى صفوف "غوغل" في عرض وظيفي يصفه المقربون من الشركة بأنه غير مسبوق، وذلك وفق ما جاء في موقع "سي نت" (Cnet) في العام ذاته، تضمن عرض "غوغل" أن يحصل كاي فو لي على إجمالي تعويضات تخطت 10 ملايين دولار، مقسمة إلى 2.5 مليون دولار مكافأة فورية لانضمامه للشركة ثم 1.5 مليون دولار نقدا بعد عام من انضمامه إلى الشركة، فضلا عن راتبه الشهري الذي يشكل الجزء الأكبر من قيمة الصفقة.

كاي فو لي تمكن من الانضمام إلى "آبل" في بداية رحلتها ورحلته عام 1990 رئيسا لقسم الأبحاث والتطوير في الشركة (الفرنسية) صراع "مايكروسوفت" و"غوغل"

في عام 2005، خرج ستيف بالمر الذي كان يشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة "مايكروسوفت" في ذلك الوقت بتصريح مفاجئ عبر موقع "سي نت" (Cnet)، إذ وعد بتدمير "غوغل" تماما عقب انتقال كاي فو لي للعمل لصالحها.

لم تتوان "مايكروسوفت" عن رفع دعوة قضائية ضد "غوغل" تتهم فيها الشركة، فضلا عن كاي، باختراقها لاتفاقية عدم الإفصاح وعدم التنافس التي تنص على ألا يعمل كاي لمدة عام كامل مع أي منافس لشركة "مايكروسوفت".

استمرت هذه القضية قرابة عام كامل، أخرجت "مايكروسوفت" فيها عددا من المراسلات بين "غوغل" وكاي أثناء عمله فيها، ومن خلال هذه المراسلات أوضحت أن كلا الطرفين ينويان الإضرار بمصالح "مايكروسوفت"، بينما ادعت "غوغل" أن ستيف بالمر و"مايكروسوفت" من خلفه يتبعون أساليب تهديد وترهيب تمنع موظفيهم من الانتقال إلى "غوغل" تحديدا، في إشارة إلى أن صراع "مايكروسوفت" من دون أسس وموجه ناحية "غوغل" بشكل شخصي.

بالطبع، حاولت "غوغل" في تلك الفترة إيضاح أن عمل كاي لديها لن يتعارض مع ما قام به في "مايكروسوفت"، حتى وإن قام بتأسيس فرع للشركة في الصين، وهو السبب الرئيسي لانتقاله إليها، إذ إن هذا الفرع سيكون مسؤولا عن تطوير منتجات مناسبة للصين وليس مؤسسة بحثية مثل فرع "مايكروسوفت".

إعلان

وفي النهاية، توصل كلا الطرفين إلى اتفاق نهائي تضمن شروطا لا يمكن الإفصاح عنها وفق ما نقله موقع "سي نت" (Cnet)، ولكن على الأغلب أنه تضمن تعويضا ماليا يدفع لصالح "مايكروسوفت".

طريق ريادة الأعمال

في عام 2009، وبعد 4 أعوام من الصراع الذي خاضته "غوغل" مع "مايكروسوفت"، قرر كاي ترك "غوغل" في خطوة وصفها موقع "بيزنس إنسايدر" (business insider) بهجرة الأدمغة من "غوغل".

كان كاي يرأس في ذلك الوقت مكتب "غوغل" في الصين، وعقب تركه الشركة، تقاسمت بون لوك يو دوره مع جون ليو، وبينما كانت بون ترأس المكتب الهندسي في شنغهاي التابع للشركة، فقد تولت مهام كاي الهندسية، ولكن مهامه التجارية وإدارة العمليات وقعت على عاتق ليو.

برر كاي فو لي هذه الخطوة برغبته في نقل مهاراته وخبراته إلى شباب الصين، فضلا عن تأسيس صندوق استثماري خاص به للمساهمة في هذا الأمر، وفي العام ذاته، أسس صندوق "سينوفيشن" للاستثمار برأس مال يوازي 2.5 مليار دولار موزعة بين اليوان الصيني والدولار الأميركي، وفي وقت قصير، أصبح الصندوق أحد أهم المستثمرين في قطاع التقنية بالصين.

وفي عام 2023، قام كاي بإطلاق شركته الخاصة للذكاء الاصطناعي تحت اسم "01 إيه آي"، وهي شركة تسعى لتطوير نموذج ينافس "شات جي بي تي"، وبعد أقل من 8 أشهر، استطاعت الشركة الحصول على تمويل من "علي بابا" و"سينوفيشن" بأكثر من مليار دولار.

استطاعت الشركة في الوقت ذاته تطوير نموذج ذكاء اصطناعي مفتوح المصدر قادر على تقديم تجربة تحاكي تجارب "شات جي بي تي" وتتفوق عليه في بعض الحالات، وهو ما يعزز رؤية كاي بأن الصين يجب أن تكون هي الرائدة في قطاع الذكاء الاصطناعي حول العالم، لأنها في النهاية تملك محصول لغوي وقواعد بيانات أكبر من أي دولة في العالم.

آراءه حول الذكاء الاصطناعي

يملك كاي فو لي العديد من الآراء حول الذكاء الاصطناعي ودوره في المجتمع، إذ يرى أن الذكاء الاصطناعي العام "إيه جي آي" (AGI) كان أمرا مستبعدا في السنوات الماضية، ولكن بشكل ما، "قد وصلنا إلى تجربة تحاكيه عبر نماذج الذكاء الاصطناعي الموجودة والمتاحة حاليا، لذا أصبح من المتوقع أن نراه قريبا".

إعلان

كما يرى أن الذكاء الاصطناعي سيكون له أثر كبير وممتد على المجتمعات المختلفة حول العالم وسيتسبب في زعزعة سوق العمل والتخلي عن العديد من الوظائف، ولكن رغم قوته الهائلة، فإنه لن يستطيع تقديم معلومة غير معروفة للإنسان من قبل، ناهيك عن التعاطف وبناء نصوص مليئة بالعاطفة، وأشار كاي سابقا في أحد أحاديثه مع صحيفة "تايم" أن الذكاء الاصطناعي قد يستخدم لبناء جيل جديد من الأسلحة أو يلعب دورا في بث المعلومات الخاطئة والمزيفة حول العالم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الذکاء الاصطناعی التعرف على حول العالم العدید من فضلا عن وفی عام لی على فی عام

إقرأ أيضاً:

لماذا لن يُفقدنا الذكاء الاصطناعي وظائفنا؟

#سواليف

أكدت صحيفة “إيكونوميست” البريطانية في تقرير حديث لها أن #المخاوف_المتزايدة بشأن قيام #الذكاء_الاصطناعي بالقضاء على #الوظائف لا تزال حتى الآن غير مدعومة بأي أدلة اقتصادية حقيقية، مشيرة إلى أن #سوق_العمل_العالمي لا يزال صامدًا بل ويُظهر مؤشرات نمو في عدة قطاعات.

وقالت الصحيفة إن الذكاء الاصطناعي يواصل تطوره أسبوعًا بعد أسبوع، حتى بات قادرًا على تنفيذ مهام متقدمة مثل كتابة التقارير وإنشاء الفيديوهات الفورية، مع انخفاض ملحوظ في معدلات “الهلاوس” التي كانت تميز الجيل السابق من هذه النماذج.

ومع ذلك، لم تظهر أي موجة تسريح جماعي بسبب الذكاء الاصطناعي، رغم أن مصطلح “AI unemployment” (البطالة بسبب الذكاء الاصطناعي) سجل أعلى معدل بحث عالميًا عبر غوغل في وقت سابق هذا العام.

مقالات ذات صلة حيرة لدى العلماء بسبب جسم كوني غامض يصدر موجات راديوية وأشعة سينية 2025/05/30

ترجمان لا أكثر.. وتكنولوجيا لا تُطيح بالبشر
واستند التقرير إلى دراسة شهيرة نُشرت مؤخرًا للباحثين كارل بنديكت فري وبيدرو يانوس-باريديس من جامعة أكسفورد، والتي تربط بين الأتمتة وتراجع الطلب على المترجمين. إلا أن بيانات وزارة العمل الأميركية تكشف أن عدد العاملين في مجالات الترجمة والتفسير ارتفع بنسبة 7% مقارنة بالعام الماضي، وهو ما يدحض هذه الفرضية.

كما أشار التقرير إلى شركة التكنولوجيا المالية “كلارنا” التي كانت قد تباهت سابقًا باستخدام الذكاء الاصطناعي لأتمتة خدمات العملاء، لكنها عادت مؤخرًا عن هذا التوجه. وقال المدير التنفيذي للشركة، سباستيان سيمياتكوفسكي: “سيظل هناك دائمًا إنسان إذا أردت ذلك”.

لا دليل على “كابوس الوظائف”
وحلل التقرير أيضًا معدلات البطالة بين خريجي الجامعات الجدد مقارنة بمتوسط البطالة العام في أميركا، وهو مقياس غالبًا ما يُستخدم لاستشراف آثار التكنولوجيا على الوظائف.

ووجدت “إيكونوميست” أن نسبة بطالة الخريجين بلغت نحو 4% فقط، وهي نسبة منخفضة تاريخيًا، وأن الفارق بين بطالتهم وبطالة باقي السوق بدأ منذ 2009، أي قبل ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي بزمن طويل.

وفي تحليل شامل لبيانات التوظيف حسب المهنة، ركز التقرير على وظائف “الياقات البيضاء” مثل العاملين في الدعم الإداري، والخدمات المالية، والمبيعات، وهي الفئات التي يُعتقد أنها الأكثر عرضة للاستبدال بالذكاء الاصطناعي. لكن النتيجة جاءت معاكسة تمامًا، إذ ارتفعت نسبة العاملين في هذه الفئات بشكل طفيف خلال العام الماضي.

وأشار التقرير إلى أن معدل البطالة في الولايات المتحدة لا يزال منخفضًا عند 4.2%، وأن نمو الأجور لا يزال قويًا، وهو ما يتعارض تمامًا مع فرضية انخفاض الطلب على العمالة.

أما عالميًا، فقد سجل معدل التوظيف في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) مستوىً قياسيًا في عام 2024.

لماذا لا يُفقدنا الذكاء الاصطناعي وظائفنا؟
وطرحت “إيكونوميست” تفسيريْن رئيسييْن لثبات معدلات التوظيف رغم ضجة الذكاء الاصطناعي:

قلة الاستخدام الفعلي للتقنية: حيث تُظهر الإحصاءات الرسمية أن أقل من 10% من الشركات الأميركية تستخدم الذكاء الاصطناعي فعليًا في إنتاج السلع والخدمات. تحسين الأداء لا الاستغناء عن البشر: حتى عندما تعتمد الشركات هذه التكنولوجيا، فإنها لا تُقيل موظفيها، بل تستفيد من التقنية في زيادة الكفاءة وتسريع المهام.

وختمت المجلة تقريرها بالتأكيد على أنه لا يوجد في الوقت الحالي ما يستدعي الذعر، فالحديث عن “نهاية الوظائف” لا يزال أقرب إلى صبي يصرخ بوجود ذئب، بينما لا شيء في الأفق حتى الآن.

مقالات مشابهة

  • ترامب يوجه نصيحة لماكرون بعد الفيديو الذي أثار ضجة كبيرة مع زوجته بريجيت: عليك إبقاء باب الطائرة مغلقًا
  • “غوغل” تفعل ميزة تلخيص البريد الإلكتروني بالذكاء الاصطناعي تلقائيا في “جي ميل” العالم
  • "غوغل" تفعل ميزة تلخيص البريد الإلكتروني بالذكاء الاصطناعي تلقائيا في "جي ميل"
  • لماذا لن يُفقدنا الذكاء الاصطناعي وظائفنا؟
  • الذكاء الاصطناعي يثير ضجة حول عادل إمام
  • ترامب يطلق منشوراً غامضاً يلهب الجدل الديني.. وهاجس الذكاء الاصطناعي يلاحق مديرة حملته
  • الذكاء الاصطناعي يقلب موازين البحث في في غوغل
  • الذكاء الاصطناعي يدخل عالم التسوق
  • ميتا تكسر حاجز المليار… زوكربرغ يعلن قفزة تاريخية باستخدام «الذكاء الاصطناعي»
  • الذكاء الاصطناعي والدراما العراقية.. صراع بين تطور التقنية السريع وبطء الواقع