عربي21:
2025-05-18@15:50:22 GMT

قراءة التاريخ.. حلول للدراسة (2-3)

تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT

التقليدية مشكلة وليست حلا:

النظر إلى صُلب الحياة المدنية وكأنها من صُلب الدين كثوابت أو تقديس الأشخاص المجتهدين في عصورهم أو أيٍّ من الصحابة وآل البيت دون فصل حياتهم المدنية عن مكانتهم في الدين أو معرفتهم واجتهادهم في العبادات؛ معضلة أمام تفسير حقيقي للتاريخ والاعتبار منه أو التقدم إلى الأمام، لأن أي رأي تجد من يعيدك إلى مقدس ليس مقدسا كرأي فقيه أو مجتهد وظرف عصر مختلف.



فالمشكلة الكبرى وهي الفتنة، بدأت باغتيال لخليفة وهدأت بإدارة خليفة رفض الاستمرار (الحسن رضي الله عنه) وحل المشكلة سياسيا، بشرط عودتها للأمة وهي من قواعد الشورى الفكرية في الحضارة الإسلامية، أي حكم الشعب لنفسه من خلال حقه في تنصيب أدوات الحكم وإبدالها أو خلعها، وهي مسألة قيمية إرشاديه للحياة المدنية وأهم ما فيها هو الاستقرار بإنشاء حكم أمين رشيد.

السؤال: هل كان يمكن تفادي الفتنة؟ الجواب افتراضيا نعم، لأنها في واقع الحال مشكلة سياسية تطورت إلى الاتجاه السلبي وأخطاء بشرية من الطرفين، رغم أن موقف معاوية كان به خلل في بعض المفاصل كمواجهة جيش فيه الخليفة ونهضة العصبية القبلية، ثم بعد صلحه والحسن t لم يلتزم بشرط الصلح وهو إعادة الولاية إلى الأمة وإنما جعلها ملكا وأسس لولاية التغلب التي ما زالت فاعلة الأمر الذي تسبب في حيثيات خروج الحسين رضي الله عنه، وما زال المتغلب لحد الآن مدنيا أو مغامرا أو عسكريا يحكم الأمة، وقد أصبح كالسيد الذي يسوس العبيد بلا إرادة ويكرر ما قاله فرعون في وصف المصلحين بما وصف فرعون موسى عليه السلام "لا أريكم إلا ما أرى"، "وأخاف أن يفسد عليكم دينكم"، وهو في الحقيقة يخاف أن تزول ركائز حكمه وظلمه.

كيف تحل مثل هذه المعضلة:

في التاريخ مهما كتبنا من حلول فهي محض رأي لا ينتج عنه أمر إلا تبريرات المخالفين له وجدل بيزنطي لا غرض لنا فيه. لذا فنحن ننتقل بالحالة إلى واقع اليوم مستفيدين من التطور المدني في مسائل القيادة والسيطرة والإدارة والحكم ونظم التعامل بين الجمهور والحاكم، ليس نقلا عن نظام ليبرالي رأسمالي فهذا النظام اقتُبس من الفلاسفة اليونانيين وتجربة أثينا ليحمي أصحاب المصالح أو النظام الرأسمالي ككل؛ بل نلجأ إلى ما يوافق العقيدة من فكر مستخدمين الآليات المتاحة لحين يلد الواقع والتجربة آلية مناسبة لمجتمع التكافل وسيادة الشريعة التي ليست الشريعة المنقولة من اجتهاد البشر، وإنما ما ينتج بشكل نظام أو قوانين من خلال استقراء الواقع ثم الاستنباط من القرآن والسنة والسيرة النبوية التي هي تاريخ يحمل خصوصية سير الشريعة على الأرض، وفق نظام معرف فيه الثابت والمتغير وما هو رأي بشري وما هو قول نبوي وما هو نص منزّل، وكيف يتعامل الحاكم، وكيف يتعامل القاضي وكيف يكون تقييم الرأي الشرعي والرأي المدني ضمن فكرة الإسلام ككل لحماية الأهلية للمواطن وخياراته لأنه من سيحاسب على قراراته الخاصة، أما ما يتعلق بأعماله وأقواله وفعل ما له تأثير على أرض الواقع على الناس ومعتقداتهم والدولة والحكم؛ فهنالك القوانين التي تحاسبه وتقدر كيف يكون عقابه أو إصلاحه إن كان ممكنَ الإصلاح أو يعد خطرا على المجتمع، وعندها فكل القوانين ستكون معرّفة مستنبطة على استقراء الواقع.

الحل الأمثل:

الحكم كان فرديا عندما كانت الحياة بسيطة والدولة لا تدخل التفاصيل في حياة الأفراد، لكن اليوم تشعبت الوسائل والحاجات والمخاطر والتحديات، وأضحت بيئة الدولة تتقبل الكثير ومنفتحة وتحتاج إلى تجاوز هذه المواقف التي حصلت في صفّين والطف، بل وضعها في نظام لا يقبل التمرد، بل يضع خيارات الأمة هي الحكم وبشكل واضح، ففقدان الفهم والوضوح نتيجة توسع الدولة بلا وسائل الإفهام والتعليم والاجتهادات المنفردة، بعيدا عن المركزية لضعف التواصل وفقدان المؤسسات أوجد تلك الحالات.

بالعمل المؤسساتي تنتهي تلك المشكلة عندما يكون كل أمر مؤسساتي من الحكم وإدارته كمؤسسة الخلافة، وفيها تفاصيل تقود حركة الحكومات، إلى مجالس توظف الخبرة، فلا يوجد حاكم مدى الحياة حتى النظام الملكي، بل هنالك تغيير وفق إرادة الشعب، لكن منظومة الحكم لا تتبدل وإنما تحدّث وتبقى المشاريع متابعة وعن طريق مجلس التخطيط الاستشاري يتابع كل أمر دون أن يتدخل في إدارة الدولة، وإنما يستمر العمل والمخطط بحيث يكمل كل جديد من سبقه ويضع مشروعاته لينفدها ويكملها أو يكملها من يليه (هنالك مقالات للكاتب حول هذه الحلول مفصلة؛ ومنشورة سابقا) وكل فقرة بها شرح مهام وتفاصيل.

ألم بلا عواقب:

إن الإحساس بألم الظلم أولى الخطوات التي تحرك نحو الحرية، لكن لهذا شروط وأهمها الفهم ووضوح الرؤية، وكسر قيود التقليد والتحجر، وإبعاد التأليه والتقديس لكل ما هو قديم وبناء مدنية تعبر عن المجتمع ذاته من مخرجاتها وتشارك العالم في بنائها.

هذا الكلام هو مقدمة لما سنتحدث عنه في الجزء الثالث من قراءة التاريخ..

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات المدنية الحضارة التاريخ اسلام تاريخ مدنية حضارة مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

عبد الله الجنيبي: أفتخر بتمثيل الإمارات في «سينما الواقع»

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

أخبار ذات صلة مهرجان كان: الذكاء الاصطناعي مهم في السينما هنا الزاهد.. «مدربة أسود»

أعرب المخرج والممثل والكاتب الإماراتي عبد الله الجنيبي عن سعادته بعرض فيلمه «كيمره» في حفل افتتاح الدورة الرابعة من «المهرجان الدولي لسينما الواقع» في مدينة طنجة بالمملكة المغربية. 
وقال: أفتخر بتمثيل دولة الإمارات، ضيف شرف الدورة الرابعة من مهرجان «سينما الواقع» الدولي الذي انطلق 14 مايو، وتستمر فعالياته حتى 18 مايو، بمدينة طنجة بالمملكة المغربية، وذلك بعرض فيلم «كيمره» في افتتاح المهرجان الذي يأتي بدعم من المركز السينمائي المغربي، ومجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، وبتنظيم جمعية أسود الشمال للثقافة والفن، وتشهد دورته برنامجاً غنياً ومتنوعاً، يشمل ندوات فكرية وورشات موجهة للشباب والطلبة العاشقين للسينما، إلى جانب عروض للأفلام المختارة التي تتسابق ضمن مختلف المسابقات الرسمية للمهرجان.

تجربة فريدة
وأوضح الجنيبي أن هذه الخطوة تعكس تطور السينما الإماراتية، وما تشهده من تنوع في القصص والمضامين. وقال: «كيمره» تجربة سينمائية فريدة، ويُعتبر أول فيلم روائي طويل من تأليفي وإخراجي، ومن أوائل أفلام الأكشن في السينما المحلية، إذ تدور أحداثه حول مجموعة من الشباب الإماراتيين يقررون القيام برحلة إلى الصحراء، موثقين مغامرتهم بكاميرا صغيرة، لكن تتحول الرحلة إلى كابوس حين يشهدون جريمة تعذيب ترتكبها إحدى العصابات، وتبدأ المطاردات المليئة بالتشويق.

جرس إنذار
وأشار الحنيبي إلى أنه رغم قصته الخيالية، فإن الفيلم يحمل رسائل اجتماعية عميقة، حيث يُعتبر بمثابة «جرس إنذار» للشباب حول أهمية الاستعداد لمواجهة تحديات الحياة، من خلال اكتساب المهارات اللازمة.

أفضل مخرج
أوضح المخرج والكاتب عبد الله الجنيبي، بأن فيلم «كيمره» قد حصل على جائزة «المهر الإماراتي» لأفضل مخرج في الدورة الـ14 من مهرجان «دبي السينمائي الدولي»، ونال إشادة كبيرة من صناع السينما، ما يعكس التقدير الفني الذي حظي به العمل، وعرضه في افتتاح «سينما الواقع».

بصمة خليجية
أكد الجنيبي أن عرض فيلم «كيمره» في مهرجان «سينما الواقع» يُعد فرصة للجمهور المغربي وللمشاركين من مختلف دول العالم، لاكتشاف تجربة سينمائية جديدة تحمل بصمة خليجية، وتُبرز إمكانات السينما الإماراتية في تناول قضايا مجتمعية بأسلوب مشوق ومختلف.

مقالات مشابهة

  • ويتكوف: الظروف على أرض الواقع في غزة خطيرة للغاية
  • الواقع الاقتصادي في القدس: اختناق يتصاعد في ظلال العدوان
  • مياه دمشق وريفها: الفيديو المتداول حول فيضان نبع الفيجة غير صحيح ويعود لأعوام سابقة
  • “أسئلة الرواية السعودية”.. قراءة نقدية في تحوّلات الواقع عبر السرد
  • الأسس الفكرية في رواية مئة عام من العزلة لماركيز
  • اليهود في روسيا من هامش التاريخ إلى قلب القرار.. قراءة في كتاب
  • عبد الله الجنيبي: أفتخر بتمثيل الإمارات في «سينما الواقع»
  • بحوث الإسكان عن انهيار عقارات بكورنيش الإسكندرية: لا صحة للدراسة المتداولة
  • مصر التي خرجت من التاريخ والسياسة وزيارة ترامب
  • إنعام محمد علي.. رائدة الدراما المصرية التي أنصفت المرأة وكتبت التاريخ بالصورة