اليهود في روسيا من هامش التاريخ إلى قلب القرار.. قراءة في كتاب
تاريخ النشر: 17th, May 2025 GMT
صدر حديثاً عن مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في العاصمة اللبنانية بيروت كتاب بعنوان "الطائفة اليهودية في روسيا: من التهميش إلى النفوذ"، للكاتبة الدكتورة هبة جمال الدّين العزب، أستاذ مساعد بمعهد التخطيط القومي بجمهورية مصر العربية، ورئيس قسم الدراسات المستقبلية، وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية وجمعية الصداقة المصرية الفلسطينية واللجنة المركزية لمكافحة التطبيع والأبارتهايد، وخبيرة في الشؤون الإسرائيلية.
وجاء الكتاب في 166 صفحة من القطع المتوسط، وهو يُمثِّل إضافة نوعية للاطلاع على المراحل المفصلية التي مرّ بها يهود روسيا للتحول من أقلية مهمَّشة لنخبة مسيطرة استطاعت التحكم في مقاليد الاقتصاد والثروة في روسيا، ودورهم في بناء العلاقات بين روسيا "إسرائيل" التي كانت مقطوعة إبان الاتحاد السوفييتي، وفي الحرب الروسية الأوكرانية الأخيرة.
يشتمل الكتاب على مقدمة وفصلين رئيسيين وخاتمة. يحمل الفصل الأول عنوان "القوة السياسية لليهود في روسيا "من أقلية مهمشة إلى نخبة مسيطرة""، ويتناول المسار الذي سلكه يهود روسيا للتحوّل من أقلية المهمَّشة لنخبة مسيطرة مُتحكِّمة في مصادر القوة والنفوذ. وينقسم الفصل إلى ثلاثة أقسام، يستعرض القسم الأول أبرز النظريات التي فسّرت وجود اليهود في روسيا، مع الإشارة إلى اعتماد بعضها على الأساطير والروايات الشعبية المتداولة باعتبارها أدلّة كافية على صحة هذه النظريات. ويقدّم هذا القسم لمحة عامة عن تطور الحضور اليهودي في روسيا، في ظلّ غياب أرقام موحّدة حول أعدادهم، على الرغم من التراجع الملحوظ في تعدادهم على مرّ العقود. فبعد أن كان عددهم يتجاوز 5 مليون نسمة سنة 1914، بدأ يتناقص بعد سقوط الاتحاد السوفييتي بسبب موجات الهجرة إلى أن وصل إلى نحو 180 ألف نسمة سنة 2022.
ويتناول القسم الثاني وضع اليهود داخل روسيا القيصرية وحتى اقتراب سقوط الاتحاد السوفييتي، حيث اتَّسمت هذه المرحلة في العلاقة بين اليهود والسلطات الروسية بالعنف المتبادل من الطرفين. وفي محاولة لحل المشكلة اليهودية، قام جوزيف استالين سنة 1934 بمحاولة التقريب بينهم وبين حلمهم لإقامة وطن قومي لليهود، فأنشأ لهم إقليم الحكم الذاتي بيروبيدجان جنوب شرق روسيا وشمال الحدود الصينية. وقد هدفت هذه المبادرة إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، من أبرزها: إنشاء منطقة عازلة، وتغيير طبيعة العنصر العضوي اليهودي ليصبح عنصراً مفيداً ونافعاً عبر تحويلهم إلى فلاحين، علاوة على إنشاء أول وطن قومي لليهود مما يمثل مكسباً سياسياً للظهور بمظهر الداعم والمساند لليهود بالعالم.
في محاولة لحل المشكلة اليهودية، قام جوزيف استالين سنة 1934 بمحاولة التقريب بينهم وبين حلمهم لإقامة وطن قومي لليهود، فأنشأ لهم إقليم الحكم الذاتي بيروبيدجان جنوب شرق روسيا وشمال الحدود الصينية.ويتناول القسم الثالث من الفصل تطوّر مكانة اليهود في روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي خلال التسعينيات، وهي مرحلة شهدت صعوداً غير مسبوق لهم على المستويات السياسية والاقتصادية والتنظيمية؛ فقد تمكّنوا من التحوّل من أقلية مهمّشة إلى نخبة نافذة تتحكم في العديد من مفاصل الاقتصاد الروسي، وتؤثر في مسار سياساته الداخلية. وأسهمت شبكة العلاقات الممتدة بين يهود روسيا ويهود "إسرائيل" والشتات في تعزيز نفوذهم، كما استخدموا خطاب "معاداة السامية" كأداة دفاعية وسياسية لتبرير مواقفهم وتوسيع مكاسبهم. ويُقدّر عدد الأثرياء اليهود في روسيا بـ 48 مليارديراً، 42 منهم من الأشكناز، يمثلون نحو ربع قائمة أغنى 200 شخصية في روسيا، ومن أبرزهم ليونيد ميشيلسون الذي يعمل في مجال الغاز والكيماويات بثروة تُقدَّر بـ 24.4 مليار دولار.
وناقش هذا القسم أيضاً مشاركة اليهود في النظام السياسي الروسي، حيث بلغ عدد اليهود في مجلس الدوما 20 عضواً من أصل 450 خلال الفترة 2003-2007، على الرغم من أنّ نسبتهم السكانية لا تتجاوز 1%. وقد فاق تأثيرهم هذا التمثيل العددي، نظراً لنجاحهم في تشكيل مؤسسات ومنظمات ذات طابع إثني ديني ترتبط بشبكات دولية عابرة للحدود، مما يجعلهم من الجماعات الأكثر تأثيراً، مثل مظلة المنظمات اليهودية العابرة للحدود، والبرلمان العالمي لليهود المتحدثين بالروسية، والبرلمان الأوروبي الآسيوي لليهود المتحدثين بالروسية، والمنتدى العالمي لليهود، حيث يصل عدد المنظمات اليهودية العاملة في روسيا إلى 600 منظمة. كما تقلّد بعض اليهود مناصب عليا في مجلس الدوما كمنصب نائب رئيس الدوما الذي شغله النائب فلاديمير زيرينوفسكي خلال الفترة 2000-2011. واستعرض الكتاب كذلك الأدوار التشريعية التي لعبها هذا النفوذ، من بينها الدَّفع نحو قوانين تخدم وجود اليهود في روسيا وتصبّ في صالح زيادة النفوذ اليهودي، إلى جانب تشكيل لوبي يهودي فعّال داخل البرلمان الروسي يعبّر عن مصالحهم، لم يقتصر على النواب اليهود بل شمل التأثير على نواب آخرين. كما تطرّق القسم إلى وضع إقليم الحكم الذاتي "بيروبيدجان" بعد سقوط الاتحاد السوفييتي.
أما الفصل الثاني من الكتاب يتناول تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على يهود روسيا، في ضوء عودة المسألة اليهودية على الساحة الدولية من جديد خلال الحرب. وينقسم هذا الفصل إلى ثلاثة أقسام، يركّز القسم الأول على كيفية إثارة المسألة اليهودية خلال الحرب في الخطابات المتبادلة بين روسيا وأوكرانيا؛ فقد استخدم الخطاب الروسي الاتّهامات بالنّازية ضدّ الحكومة الأوكرانية ورئيسها...، بينما عبّر يهود أوكرانيا عن رفضهم للحرب، داعين نظراءهم في روسيا إلى معارضتها... . كما تصاعد الموقف الإسرائيلي ضدّ روسيا متدرِّجاً بين التنديد والانتقادات الحادة إلى التلويح بدعمٍ عسكري مباشر لأوكرانيا.
بلغ عدد اليهود في مجلس الدوما 20 عضواً من أصل 450 خلال الفترة 2003-2007، على الرغم من أنّ نسبتهم السكانية لا تتجاوز 1%. وقد فاق تأثيرهم هذا التمثيل العددي، نظراً لنجاحهم في تشكيل مؤسسات ومنظمات ذات طابع إثني ديني ترتبط بشبكات دولية عابرة للحدود، مما يجعلهم من الجماعات الأكثر تأثيراً، مثل مظلة المنظمات اليهودية العابرة للحدود، والبرلمان العالمي لليهود المتحدثين بالروسية، والبرلمان الأوروبي الآسيوي لليهود المتحدثين بالروسية، والمنتدى العالمي لليهود، حيث يصل عدد المنظمات اليهودية العاملة في روسيا إلى 600 منظمة.أما القسم الثاني، فيستعرض تباين مواقف يهود روسيا تجاه الحرب، فمنهم القريب من الرئيس الروسي بوتين ممن يدعمون الحرب علناً، ومنهم من انتقد الحرب والقرار الروسي جهراً، وآخرين تبنّوا مواقف حيادية أو لجأوا إلى الهجرة، خصوصاً إلى "إسرائيل". وتكشف البيانات عن مغادرة أكثر من 24 ألف يهودي روسي إلى "إسرائيل" منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا في شهر شباط/ فبراير 2022، بمساعدة الوكالة اليهودية، في موجة هجرة تعكس المخاوف من التجنيد والعقوبات وخصوصاً الاقتصادية الغربية على رجال الأعمال والأثرياء الروس. ومن بين المهاجرين رجال أعمال كبار مثل رومان أبراموفيتش، مالك نادي تشيلسي الإنجليزي، والمقرب من بوتين، للتهرّب من العقوبات الاقتصادية عليه بحكم جنسيته الروسية.
ويبحث القسم الثالث في تطور الموقفَين الرسمي والشعبي الروسي من يهود روسيا بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، حيث اتّخذ الموقف الرسمي للدولة الروسية تجاه الطائفة اليهودية عدة خطوات أهمها تقييد الهجرة الخارجية، والتأكيد على الإرث التاريخي المشترك للشعب الروسي والطائفة اليهودية. أما على المستوى الشعبي، فقد تباينت التقارير حول حالات فردية لـ"معاداة السامية" في روسيا، لكنها لم تتطور إلى ظاهرة مجتمعية. ويخلص الفصل إلى أنّ "إسرائيل" تظلّ عاملاً حاكماً في توجّه اليهود وانصهارهم في أيّ مجتمعات خارج "إسرائيل"؛ فهي بمثابة حائط الصَّدِّ الذي يواجه عملية الاندماج والانصهار المجتمعي، في ضوء إيجاد مفاهيم صهيونية كمفهوم "الشعب اليهودي"، و"الأمة اليهودية"، التي تربط بين الدِّين والقومية والمصير المشترك.
يشكّل هذا الكتاب إضافة نوعية إلى الدراسات المعنية بأوضاع اليهود في العالم، وخصوصاً في روسيا، خصوصاً في ظلّ تشابكها مع السياقات الإقليمية والدولية الراهنة. ويقدّم قراءة تحليلية معمّقة للأبعاد التاريخية والسياسية والاقتصادية التي أسهمت في نشوء هذا النفوذ وتعزيزه، مستنداً إلى معطيات دقيقة ورؤية تفسيرية. ومن خلال أسلوب منهجي يجمع بين التوثيق والتحليل، تسلّط د. هبة جمال الدّين العزب الضوء على تفاعل العوامل المحلية والدولية في رسم ملامح حضور الطائفة اليهودية داخل المشهد الروسي.
ويمثّل الكتاب مرجعاً مهماً للمهتمين بالشأن الروسي والإسرائيلي، وللباحثين في قضايا الأقليات، والنّفوذ العابر للحدود.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير كتب كتاب اليهودية روسيا روسيا كتاب يهود عرض كتب كتب كتب كتب كتب كتب أفكار أفكار أفكار سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاتحاد السوفییتی المنظمات الیهودیة الیهود فی روسیا یهود روسیا من أقلیة
إقرأ أيضاً:
روسيا تتحدى الغرب: أوكرانيا لن تكون أداة لهزيمتنا
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الأحد، أن الغرب الجماعي يسعى لاستخدام النظام في كييف كـ”كبش فداء” لمحاولة إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، لكنه لن ينجح في ذلك.
وجاء ذلك خلال محادثات أجراها لافروف مع نظيره القيرغيزي جانبيك كولوباييف في مدينة بشكيك، حيث أوضح لافروف أن الغرب قرر خوض حرب ضد روسيا باستخدام أوكرانيا كأداة، لكنه لم يحقق هذا الهدف سابقًا ولن يحققه هذه المرة، معربًا عن اعتقاده بأن القوى الغربية بدأت تدرك ذلك.
وأشار لافروف إلى أن العلاقات الروسية-القرغيزية وثيقة في كافة المجالات، خصوصًا في ظل الأوضاع الدولية الراهنة المتقلبة، مؤكداً حرص روسيا على الدبلوماسية في معالجة القضايا الدولية، ومن بينها الملف الأوكراني.
من جانبه، أبدى كولوباييف دعم بلاده للحفاظ على الذاكرة التاريخية ومنع تشويه الحقائق المرتبطة بالحرب الوطنية العظمى.
روسيا تشن أكبر هجوم جوي منذ بدء الحرب.. وتصعيد واسع يبدد آمال السلام
شنت روسيا خلال الليل أكبر هجوم جوي على أوكرانيا منذ اندلاع الحرب قبل ثلاث سنوات، في تصعيد غير مسبوق اعتبرته كييف انتكاسة كبيرة للجهود الرامية إلى إنهاء الصراع المستمر.
وقال يوري إهنات، رئيس قسم الاتصالات في القوات الجوية الأوكرانية، لوكالة “أسوشيتد برس”، إن الهجوم الجوي الذي استُخدمت فيه طائرات مسيرة وصواريخ متعددة الطرازات، يُعد “الأضخم” من حيث عدد الأسلحة المستخدمة ونطاق المناطق المستهدفة.
ووفقاً لبيان القوات الجوية الأوكرانية، فقد أطلقت روسيا 537 سلاحاً جوياً، شملت 477 طائرة مسيرة وهجمات خداعية، إضافة إلى 60 صاروخاً. وتمكنت الدفاعات الأوكرانية من إسقاط 249 طائرة مسيرة، بينما يُعتقد أن 226 طائرة أخرى سقطت بفعل إجراءات الحرب الإلكترونية الروسية.
الهجمات استهدفت مناطق في أنحاء البلاد، بما في ذلك غرب أوكرانيا، بعيداً عن خطوط التماس، حيث أفاد مسؤولون محليون بوقوع خسائر بشرية وأضرار مادية واسعة، وفي منطقة خيرسون، قُتل شخص جراء هجوم بطائرة مسيّرة، بينما أُصيب ستة أشخاص في تشيركاسي، بينهم طفل. كما أدى هجوم بطائرات مسيّرة على منشأة صناعية في مدينة دروهوبيتش بمنطقة لفيف إلى اندلاع حريق كبير وانقطاع الكهرباء عن أجزاء من المدينة.
وفي ظل هذا التصعيد، أعلنت القوات الجوية البولندية أن بولندا ودولاً حليفة سارعت إلى إرسال طائرات لحماية مجالها الجوي، في إجراء احترازي وسط المخاوف من اتساع نطاق الهجمات.
وتأتي هذه الضربات المكثفة بعد يومين فقط من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداد موسكو لاستئناف محادثات السلام المباشرة في إسطنبول، رغم فشل الجولات السابقة في تحقيق أي تقدم.
ميرتس يحذر من “رعب الألمان” من الحرب مع روسيا: دعوات لإعادة التجنيد الإجباري وزيادة الضغوط على موسكو
أعرب المستشار الألماني فريدريش ميرتس عن مخاوف متصاعدة داخل المجتمع الألماني بشأن احتمال اندلاع حرب مع روسيا، محذراً من حالة “الخوف العميق” التي تسيطر على بعض شرائح الشعب الألماني نتيجة التصعيد العسكري المستمر في أوروبا الشرقية.
وقال ميرتس في مقابلة مع صحيفة زود دويتشه تسايتونغ، إن “هناك خوفاً متجذراً من الحرب (مع روسيا) بين بعض شرائح شعبنا، أنا لا أشاركهم هذا الخوف، لكنني أستطيع فهمه جزئياً”.
وأضاف أن ألمانيا تقف أمام تحديات كبيرة، لا سيما في ظل النقص في الأفراد والمعدات، رغم توفر الميزانية الكافية لتعزيز القدرات الدفاعية.
وفتح ميرتس الباب أمام احتمالات إعادة العمل بالخدمة العسكرية الإلزامية، قائلاً إن بلاده “ستضطر قريباً لاتخاذ قرار بشأن إعادة التجنيد”، مشدداً على ضرورة التحرك السريع لمواكبة التحديات الأمنية في القارة الأوروبية.
وفي إشارة واضحة إلى موقفه المتشدد تجاه موسكو، أعرب ميرتس عن تشككه في إمكانية تحسين العلاقات مع روسيا في ظل الظروف الراهنة، داعياً إلى زيادة الضغوط الغربية على الكرملين.
من جانبه، رد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هذه التصريحات خلال مشاركته في قمة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، معتبراً مزاعم تهديد روسيا لدول “الناتو” بأنها “هراء تام”، وأكد أن الإنفاق العسكري الروسي سيتجه نحو الانخفاض في المرحلة المقبلة، على عكس دول الغرب التي وصف إنفاقها الدفاعي المتصاعد بأنه “مؤشر خطر”.
وكانت قمة “الناتو” السنوية قد انعقدت هذا الأسبوع في مدينة لاهاي الهولندية، حيث تبنت الدول الأعضاء التزاماً مشروطاً بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي سنوياً بحلول عام 2035، ما يعكس تصعيداً جديداً في سباق التسلح بين الشرق والغرب.
صحيفة تركية تحذر المجتمع الدولي: تصريحات بوتين في الشرق الأوسط تحمل رسائل مهمة ويجب الانتباه لها
أكدت صحيفة “ديك غازيتي” التركية على أهمية الاستماع بانتباه لتصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيرة إلى أن العديد من توقعاته الجيوسياسية قد تحققت بالفعل، وهو ما يجعل تصريحات بوتين حول الأحداث في الشرق الأوسط ذات وزن وتأثير كبيرين.
وأوضحت الصحيفة أن بوتين سبق وحذر من أن أوكرانيا وحلف “الناتو”، خصوصًا الولايات المتحدة، قد يصبحون معادين لروسيا وعدد من الدول الآسيوية مثل الصين، مؤكدة أن هذه التوقعات باتت حقيقة ملموسة مع تصاعد الأزمة الأوكرانية والصراع المتصاعد بين إيران وإسرائيل.
ودعت الصحيفة القوى العالمية إلى الضغط على أوكرانيا وإسرائيل باعتبارهما المصدر الرئيس للأزمة الحالية، خاصة في ظل المخاوف المتزايدة من اندلاع حرب عالمية ثالثة نتيجة تصعيد التوترات في المنطقة.
وجاء ذلك في تصريحات أدلى بها بوتين خلال الجلسة العامة لمنتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، حيث أعرب عن قلقه البالغ من خطر اندلاع نزاع عالمي جديد، مشيرًا إلى أن روسيا تتابع عن كثب التصعيد المستمر في منطقة الشرق الأوسط.
فرنسا: اتفاق أوروبي وشيك على الحزمة الـ18 من العقوبات ضد روسيا رغم الخلافات
توقّع وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، أن يتوصل الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق بشأن الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات ضد روسيا خلال الأيام القليلة المقبلة، في خطوة تؤشر إلى تزايد الضغوط الأوروبية على موسكو رغم الانقسامات داخل التكتل.
وقال بارو في مقابلة مع قناة LCI الفرنسية: “نتوقع الاتفاق خلال الأيام القريبة، لأن المباحثات تشرف على الانتهاء”، مؤكداً أن هناك تنسيقاً مكثفاً بين الاتحاد الأوروبي والكونغرس الأميركي لضمان فاعلية الحزمة الجديدة.
وتأتي هذه التصريحات عقب فشل القادة الأوروبيين في التوصل إلى توافق خلال قمتهم الأخيرة، حيث أفادت مصادر دبلوماسية بأن سلوفاكيا كانت من أبرز المعارضين للحزمة الجديدة، وهو ما تسبب في تعطيل إقرارها مؤقتاً.
ورغم ذلك، تستمر المفاوضات بين الدول الأعضاء بهدف تجاوز الخلافات، بينما تسعى بروكسل إلى توسيع قائمة العقوبات لتشمل قطاعات إضافية ومؤسسات مالية وتكنولوجية ذات صلة بمجهود روسيا الحربي في أوكرانيا.
من جهته، أعرب رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيتسو عن تحفظاته، قائلاً إن “الحزمة الجديدة تبدو جذابة سياسياً، لكنها غير فعالة عملياً”، في إشارة إلى عدم جدواها الاقتصادية أو السياسية في ردع موسكو.
وتُعد هذه الحزمة هي الثامنة عشرة منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، وتستهدف تقويض القدرات الاقتصادية والعسكرية الروسية من خلال تقييد صادرات التكنولوجيا، وتجميد أصول، وفرض قيود على قطاعات الطاقة والمال والنقل.
الولايات المتحدة تؤكد استمرار دعم أوكرانيا مع التركيز على الحل الدبلوماسي
قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، إن الولايات المتحدة تظل الداعم الرئيسي لأوكرانيا لكنها تولي أولوية للتسوية الدبلوماسية للنزاع المستمر.
وأضافت بروس في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” أن الدبلوماسية الأمريكية مستمرة والمفاوضات جارية، مشيرة إلى أن الصراع تحول إلى جبهة متعددة الجنسيات يشارك فيها العديد من الدول.
وكانت الجولة الثانية من المفاوضات الروسية-الأوكرانية قد عقدت في الثاني من يونيو في إسطنبول، حيث تم التباحث في تبادل واسع للأسرى ووقف إطلاق نار محدود لجمع جثث القتلى، لكن الجانب الأوكراني تراجع لاحقاً عن الاتفاق.
يُذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شدد على ضرورة تحقيق سلام طويل الأمد في أوكرانيا، قائلاً إن الحل يجب أن يحترم مصالح جميع الأطراف المعنية.
أوكرانيا تبدأ الإعداد لمرحلة ما بعد الحرب: البرلمان يعمل على مشروع قانون لتنظيم الانتخابات
أعلن رئيس البرلمان الأوكراني، روسلان ستيفانتشوك، أن كييف بدأت فعلياً في صياغة مشروع قانون خاص لتنظيم الانتخابات العامة بعد انتهاء العمليات القتالية، في خطوة تعكس استعداد السلطات للانتقال إلى مرحلة سياسية جديدة فور التوصل إلى اتفاق سلام.
وقال ستيفانتشوك، في مقابلة مع التلفزيون الأوكراني مساء السبت، إن “البرلمان يعمل على إعداد مختلف السيناريوهات لإجراء الانتخابات، بما يضمن تمكين المواطنين من ممارسة حقهم الدستوري في الاقتراع”، مؤكداً أن مشروع القانون الجديد سيكون ضرورياً نظراً لخصوصية المرحلة المقبلة وما تتطلبه من ترتيبات قانونية وتنظيمية جديدة.
وأوضح أن القوانين الحالية لا تكفي لتنظيم العملية الانتخابية في ظل آثار الحرب، مشيراً إلى أن البرلمان يناقش حالياً جملة من التحديات أبرزها تنظيم التصويت للعسكريين، وتحديث قوائم الناخبين، وتحديد الدوائر الانتخابية، إضافة إلى ضمان أمن مراكز الاقتراع.
وشدد على أن الانتخابات لن تُجرى إلا بعد وقف شامل للعمليات القتالية وتوقيع اتفاق سلام رسمي، مؤكداً أن الدستور الأوكراني يمنع إجراء الانتخابات في ظل ظروف الحرب.
وكانت آخر انتخابات رئاسية في أوكرانيا قد جرت في عام 2019، وأسفرت عن فوز فولوديمير زيلينسكي، الذي بقي في منصبه منذ ذلك الحين وسط الحرب المستمرة مع روسيا منذ فبراير 2022، وما تبعها من تعليق للمواعيد الدستورية بسبب إعلان حالة الطوارئ والأحكام العرفية.
ويأتي الإعلان في وقت يواجه فيه زيلينسكي ضغوطاً متزايدة من بعض شركائه الغربيين للمضي في إصلاحات سياسية وتحضيرات لمرحلة ما بعد الحرب، وسط غموض يكتنف مستقبل التسوية السياسية ومسار المفاوضات مع موسكو.
بوتين: تعزيز أسطول كاسحات الجليد النووية أولوية استراتيجية لضمان الملاحة في القطب الشمالي
صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأحد، بأن تطوير وتعزيز مجموعة كاسحات الجليد النووية يمثل أولوية قصوى لروسيا، بهدف ضمان الملاحة المستمرة على مدار العام عبر الممر القطبي وطريق البحر الشمالي.
وجاء ذلك خلال كلمة بوتين بمناسبة “يوم بناة السفن”، حيث أكد على أهمية تحديث القدرات الإنتاجية في قطاع بناء السفن، وتبني تقنيات تنافسية متقدمة، بالإضافة إلى تعميق التعاون الدولي في هذا المجال، مع التركيز على تدريب الكوادر المتخصصة.
وأشار بوتين إلى أن هذه الخطوات ضرورية لضمان أمن الحدود البحرية الروسية، وتحقيق التنمية الشاملة والمتوازنة للأسطول البحري الروسي، خصوصاً في ظل التحديات المتزايدة على الساحة الدولية.
ويعد تطوير أسطول كاسحات الجليد النووية محوراً رئيسياً في استراتيجية موسكو للهيمنة على الممرات البحرية في القطب الشمالي، والتي تكتسب أهمية متزايدة مع تزايد حركة الشحن والتجارة العالمية عبر هذه المنطقة.