الجيش يعزّز انتشاره على الحدود ومراقبة النازحين
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
في خضمّ انهيار المدن الكبرى، ودخول الفصائل المسلحة في سوريا إلى حماة بعدَ حلب، تتركّز الأنظار على حمص، ويسود انطباع في بيروت بأن مصير لبنان لن يكون معزولاً عن المتغيّرات في سوريا بارتداداتها الأكيدة على الواقع اللبناني ومسار وقف النار جنوباً. وقد فرضَ عامل التوقيت ضغطاً كبيراً على المشهد الداخلي، إذ أتَت هذه الأحداث في موازاة مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار وتفعيل عمل لجنة المراقبة ، وبداية استعداد الجيش اللبناني الدخول إلى جنوب الليطاني، إضافة إلى إعادة تحريك ملف الانتخابات وسطَ كباش سياسي يسبق إنجاز الاستحقاق في جلسة 9 كانون الثاني.
وكتبت" النهار":يبدو لبنان من اكثر دول المحيط السوري اهتماما وترقبا وتحوطا لتداعيات الحدث السوري المتدحرج والذي بات يخطف أنظار العالم بأسره بفعل الانهيار السريع القياسي للجيش السوري امام تقدم صاعق للفصائل المعارضة التي تساقطت تحت هجماتها كبريات مدن سوريا من حلب إلى حماه الى حمص على نحو مذهل . وإذ أرغم هذا الحدث لبنان على اتخاذ إجراءات استثنائية على حدوده الشرقية والشمالية البرية مع سوريا في وقت أمعنت فيه إسرائيل في الإغارة على الجانب السوري من المعابر الشمالية ، ارتسمت مع الانهيار الواضح والمتسارع المتدرج للنظام السوري كما يبدو من التراجعات الضخمة لقواته العسكرية صورة ذات طابع استثنائي تاريخي قد تكون المنطقة امام تداعياتها الكبيرة اذا مضت الأمور نحو اسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد ، الاحتمال الذي صار واردا بكل قوة واقرب من أي وقت مضى . الإسقاط المرجح او المحتمل للنظام السوري سيرسم الكثير مما يصعب إبرازه من التداعيات الان قبل التيقن من مسار التطورات الجارية في سوريا. ولكن من ابرز التداعيات الفورية التي بدأت تترجم على الأرض قطع وسائل التواصل الميداني بين "حزب الله" وقوات النظام عبر الغارات الإسرائيلية على المعابر البرية كما عبر السيطرة الكاملة للمعارضين على معظم المناطق السورية وتهديدهم النظام في قلب دمشق وما تبقى لجيشه من سيطرة ؟ هذا التطور يقود إلى الأعمق في معادلة تحالف "حزب الله" مع نظام بشار الأسد واثار انهيار النظام على ما تبقى من قدرات الحزب اذ يشكل هذا الانهيار الضربة الاستراتيجية القاصمة الثانية للحزب بعد الضربات الكبيرة التي أصابته جراء الحرب الإسرائيلية عليه بما يثير التساؤلات الكبرى عن مصيره كلا بعد هذين الزلزالين.
مصدر أمني أكد لـ "نداء الوطن" أن حركة النزوح نحو الداخل اللبناني ربطاً بتطورات الأوضاع الميدانية والأمنية في حمص وريفها لا تزال خفيفة جداً، وإن الإجراءات الأمنية المتخذة على المعابر الشرعية، إضافةً إلى تواجد الجيش على الحدود يكبح جماح هذا النزوح. وأن قرار المديرية العامة للأمن العام الذي يمنع دخول النازحين السوريين أو اللبنانين من الأراضي السورية والبلدات اللبنانية الواقعة ضمن الجغرافيا السورية، قبل تنظيمها بشكل رسمي، دفع بمركز أمن عام "معبر مطربا" أول من أمس إلى طلب مؤازرة الجيش اللبناني، بعد توافد أكثر من ستين سيارة حاولت الدخول، حيث قام الجيش بإبعادها مانعاً دخولها، مشيراً إلى تدخل عناصر "حزب الله" في إبعادهم نحو بلدة زيتا اللبنانية المقابلة لبلدة القصر السورية، من دون معرفة إذا تم تسهيل مرورهم عبر المعابر غير الشرعية التي لا يزال بعضها يعمل بوتيرة أخف.
اضاف المصدر إن المعبرين الوحيدين الرسميين في المنطقة هما "جوسيه" و "مطربا"، الأول قد تم قصفه من إسرائيل وأصبح خارج الخدمة إلا لمن يحاول العبور سيراً على الأقدام، أما "مطربا" فقد أقفل تماماً بقرار من الأمن العام، الذي يحاول قوننة عودة اللبنانيين الذي غادروا نحو سوريا خلال الحرب من دون أي بيانات رسمية.
وكتبت" الاخبار":أمام المشهد السوري، يبدو لبنان بمختلف مستوياته متهيّباً اللحظة وهو يبدو غير قادر على تحييد نفسه، رغمَ النداءات بضرورة الابتعاد عن كرة النار، من خلال القيام بإجراءات احترازية تمنع تكرار السيناريو الذي شهده لبنان بعد عام 2011، ولا سيما لجهة النزوح. أما على الصعيد السياسي ورغمَ أن أعداء محور المقاومة في لبنان يعتبرون أن ما يحصل في سوريا هو فرصة لاستعادة التوازن الداخلي بضغط سياسي دولي – إقليمي يتبع الحرب العسكرية على حزب الله، فإن هؤلاء أنفسهم يشعرون في قرارة أنفسهم بأنهم لن يكونوا بمنأى على الخطر الذي يطل برأسه من الحدود الشمالية. وعليه بدأت الأسئلة تتوالى حول قدرة لبنان على التعامل مع هذه التطورات وهل بإمكان الجيش وحده التصدي لها في حال تقدّمت الفصائل المسلحة باتجاه الحدود مع لبنان ودخولها إلى مناطق لبنانية يُمكن أن تجِد فيها بيئة حاضنة لها، وكيف سيتعاطى حزب الله في حال عدم قدرة الجيش على الصمود.
على الأرض يبدو الجيش مترقّباً لما سيحصل خلال الساعات المقبلة للتأكد من وُجهة المسلحين، على اعتبار أنّ «الخطر عليه سيزداد في حال تقدّمت هذه الفصائل باتّجاه الساحل السوري لتُسيطر على مناطق متاخمة للحدود اللبنانيّة». وإزاء هذه التطوّرات، قام الجيش برفع إجراءاته على طول المعابر غير الشرعيّة عند السلسلة الشرقيّة، كما تمّ تعزيز الأفواج البريّة المنتشرة على طول الحدود مع سوريا، عبر زيادة العناصر وتزويدهم بالمزيد من الأسلحة. ولفتت مصادر أمنيّة إلى أنّ هذا التعزيز ركّز على منطقتي الهرمل وعكّار، خصوصاً أنّ الجيش يعتبر أن القلمون والنبك ومحيطهما هي من أشد المناطق خطورة لناحية تسرّب المسلّحين، خصوصاً أنّه سبق للمسلحين أن دخلوا منها بعد عام 2011. كما عمد الجيش إلى تشديد إجراءاته في المراكز الأمنية الحدودية، وتمّ استقدام تعزيزات من فوج المجوقل ومغاوير البحر إلى ثكنة شدرا مقابل تكثيف الدوريات التي يقوم بها فوج الحدود البري الأول على طول المنطقة الحدودية.
ويؤكد العميد المتقاعد فادي داوود الذي قاد معركة «فجر الجرود» في جرود بعلبك، أنّه «علينا انتظار ما تحمله الساعات المقبلة لناحية تقدّم المسلحين ووجهتهم، إن كان باتّجاه السّاحل السوري للانقضاض على رأس النظام السوري، وحيث إن القطع البحريّة تقع تحت حماية القوّات الروسيّة والاشتباك معها أم سيتم تحييد الروس ليتّجهوا باتجاه القصير، حيث ستتم مواجهة حزب الله والحشد الشعبي».
ويعتقد داوود بأنّ سقوط حمص يعني قطع طريق تموين الأسلحة الآتي من العراق إلى سوريا ومنها إلى لبنان. وهو يستبعد انتقال الفصائل السوريّة إلى الدّاخل اللبناني باعتبار أنّ هذا الأمر «يحتاج إلى توازنات وتفاهمات إقليمية وغربية»، ودخولها يعني أن يتصدّى لها حزب الله أو الجيش اللبناني الذي سيكون عليه نقل الألوية التي تتضمن نحو 10 آلاف عنصر من الجنوب لحماية الحدود مع فلسطين المحتلة، نحو الحدود السوريّة.
من جانبه، قال محافظ بعلبك - الهرمل بشير خضر لـ«الأخبار» إن المنطقة «لم تشهد حتى الساعة أي حركة عبور من سوريا باتجاه لبنان، والجيش اللبناني موجود في المنطقة وعلى الحدود. وبالتالي لن يكون سهلاً على أي فصيل مسلّح التحرك. أما في عرسال، فالوضع تبدّل منذ معركة فجر الجرود، لأن الجيش انتشر بشكل حازم، كما جرى التخلص من المجموعات الإرهابية هناك. لذلك لا يزال الوضع مضبوطاً اليوم».
وفي عرسال، التي شهدت منذ سنواتٍ دخول التنظيمات الإرهابيّة إلى جرود المنطقة، وسيطرتها على أحياء داخلية فيها، تبدو المنطقة هادئة، على حد تعبير المصادر الأمنيّة التي تُشير إلى أنّها تُراقب كل الأمور، بما فيها ما يتم تناقله على وسائل التّواصل الاجتماعي، إضافةً إلى خُطب الجمعة في مساجد عرسال وسائر المناطق اللبنانيّة. ويؤكّد نائب المنطقة ملحم الحجيري أنّ «الوضع الأمني فيها مستتبّ، ولم نلحظ أي تحرّك مُريب خلال الفترة الأخيرة»، مشدّداً على أن «نوّاب المنطقة يُتابعون التطوّرات في سوريا، وينسّقون مع الأجهزة الأمنيّة للتأكيد على ضرورة بسط سيطرتها على المناطق الحدوديّة، ونحن تحت هذا السقف».
أمّا عن أوضاع النّازحين السوريين، فيشير الحجيري إلى وجود نحو 90 ألف نازح في مخيّمات عرسال، لافتاً إلى أنّ هذا الرقم ازداد نتيجة الاعتداءات الإسرائيليّة خلال الشهرين الماضيين، ونزوح أكثر من ألف و200 عائلة سوريّة إلى عرسال في الفترة الأخيرة. ومع ذلك، يؤكّد أنّ وضع المخيمات حتّى الساعة «مريح، والأجهزة الأمنية تراقبها عن كثب».
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الجیش اللبنانی حزب الله فی سوریا ة التی
إقرأ أيضاً:
الجيش السوري الجديد: من العقيدة البعثية إلى التوجّه الجهادي.. ماذا بعد؟
بعد سقوط نظام الأسد، يسعى الجيش السوري الجديد لترسيخ هوية جديدة، في ظل تحديات تسليح وغياب الوحدة الوطنية، ما يثير تساؤلات حول مستقبله كمؤسسة عسكرية مهنية تمثل كل السوريين. اعلان
بعد سقوط نظام بشار الأسد الذي استمر أكثر من عقدين، بدأت سوريا مرحلة جديدة بإدارة رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع الذي أعلن عن مشروع إعادة بناء الدولة وتشكيل جيش وطني يخدم الشعب. لكن ما يبدو للعيان أن هذا المشروع يمر بتحولات جوهرية في البنية والأيديولوجيا، تثير قلقاً لدى الخبراء والمراقبين.
من البعث إلى الجهاد... انقلاب في العقيدة العسكرية؟لم يعد خافياً أن الجيش السوري الجديد، الذي أعلنت عنه الحكومة الانتقالية مؤخراً، يشهد تحولاً جذرياً في طبيعة تكوينه وتدريباته. فبدلاً من العقيدة القومية العربية التي كانت ركيزة الجيش النظامي السابق تحت حكم حزب البعث، بدأت ملامح توجه أيديولوجي جديد تتبلور، يحمل طابعاً دينياً جهادياً، بحسب شهادات متعددة لعناصر داخل المعسكرات الجديدة.
في أحد المراكز التدريبية في دمشق، كشف أحد المجندين الجدد، مفضلاً عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، أن "التدريب اليوم لا يتضمن سوى القليل من المهارات العسكرية، مثل فكّ وتركيب السلاح، بينما تركّز الدروس على الصلاة، وتعليم الفقه، وتفسير القرآن، والحث على محاربة الإرهاب"، دون أن يحدد هوية هذا "الإرهاب".
المكوّنات الأخرىرغم الإعلان عن إنشاء جيش "وطني" يمثل كل السوريين، إلا أن الواقع يشير إلى هيكلية غير متجانسة، حيث يسيطر المكوّن السني فقط على صفوف الجيش الجديد، فيما لم تُسمح أو لم تُشجَّع لانضمام من المكونات الأخرى، كالأقليات العلوية أو الدرزية أو المسيحية.
وكان لافتاً أن العناصر الأجنبية، من الإيغور والتركستان، دخلوا ضمن تشكيلات الجيش الجديد، مما أثار تساؤلات حول مدى سيطرة القيادة السورية على هذه العملية، وهل تُعتبر خطوة لإعادة تشكيل الهوية الوطنية للجيش أم مجرد حل مؤقت لنقص الكادر البشري؟
Relatedمن ساحات القتال إلى أسواق إدلب: "الجهاديون الأجانب" يبحثون عن وطن في سورياالمبعوث الأمريكي: فتوى تحريم القتل في سوريا "خطوة عظيمة" نحو دولة القانونتركيا تثبت أقدامها في سوريا.. دعم للقوات الحكومية وانتشار طويل الأمد300 ألف مقاتل في خضمّ أزمة تسليحتشير التصريحات الرسمية إلى أن الخطة تهدف إلى تشكيل جيش قوامه 300 ألف مقاتل، ينقسم إلى مرحلتين، الأولى تستهدف نحو 80 ألف مقاتل. لكن المشكلة الرئيسية تكمن في النقص الحاد في المعدات العسكرية، بعد أن استهدفت الغارات الإسرائيلية معظم المنشآت الاستراتيجية للجيش النظامي السابق، بما فيها الطيران، الدفاعات الجوية، والمدرعات.
وحتى اللحظة، تبقى مسألة تسليح الجيش الجديد غامضة، حيث لم تعلن الحكومة الانتقالية عن أي صفقات رسمية لتزويده بالسلاح، سواء من المعسكر الغربي أو الشرقي الذي كان يعتمد عليه النظام السابق في تسليحه.
وقال مصدر عسكري سابق كان يعمل في وزارة الدفاع سابقاً لـ يورونيوز : "الجيش السابق كان له نظام واضح ومدارس تدريبية تعتمد على الأسلحة الحية وفقاً للتشكيلات المقاتلة ومهامها القتالية، وكان هناك توجيه معنوي سياسي يستند إلى عقيدة حزب البعث، أما الآن فلا وجود لسلاح حقيقي، ولا توجد عقيدة واضحة، فقط تدريبات دينية تُقدّم ربما كحلٍ مؤقت".
قواعد سلوك جديدة... ولكن؟في خطوة أولى نحو تنظيم عمل الجيش الجديد، أصدرت وزارة الدفاع السورية في بداية يونيو الجاري مرسوماً يتضمن "قواعد سلوك وانضباط" جديدة، تهدف إلى "بناء جيش وطني محترف"، وفق بيان رسمي. وتنص القواعد على ضرورة احترام حقوق الإنسان، حتى في التعامل مع العدو، وحماية المدنيين، واحترام الأوامر المشروعة والنظام العام، مع التأكيد على ضرورة مراعاة حقوق الإنسان حتى في التعامل مع عناصر العدو وفق تعبيره البيان.
لكن واقع الحال لا يزال بعيداً عن التطبيق. فاللباس العسكري غير موحّد، وثمة ظاهرة إطلاق الشعر واللحى وسط نقص في الانضباط والامتثال للأوامر العسكرية. وهذا ملاحظ من طريقة التعامل في الكثير من الأحداث التي جرت في الساحل وفي جرمانا وصحنايا وشرق سوريا، كما يقول أحد الضباط العسكريين المتقاعدين في النظام السابق، ويضيف: معظم المعامل التابعة للجيش، التي كانت تنتج الأحذية والزي الرسمي، لا تزال متوقفة. كما أن الفصائل المسلحة لم تنضم بعد بشكل كامل تحت مظلة الجيش الجديد، مما يثير التساؤلات حول جدية الخطوة بحسب ما قال.
من سيدرب الجيش الجديد؟ورغم الحديث عن عروض تدريبية من دول الجوار، كالأردن وتركيا، إلا أن الحكومة الانتقالية برئاسة أحمد الشرع لم تعلن رسمياً عن أي اتفاق تم توقيعه. ويتساءل الشارع السوري: من سيكون المدرب الحقيقي لهذا الجيش؟ وماذا عن العقيدة التي سيتبناها؟ هل ستكون عقيدة وطنية جامعة، أم أنها ستظل متأرجحة بين التوجه الديني والسياسي؟
يقول محلل عسكري لـ يورونيوز : "لا يمكن بناء جيش بدون عدوّ واضح، أو عقيدة قتالية محددة. إذا كان الهدف هو محاربة داعش، فمن المفارقة أن يتم تدريب الجنود على فتاوى الجهاد، وليس على الاستراتيجيات العسكرية. كيف سنُفتي جهادياً يقتل جهادياً؟ هذه معضلة تحتاج إلى توضيح".
التحديات المستقبليةبين الحاجة الملحة إلى بناء جيش قوي، ونقص التسليح والبنية التحتية، وغياب الوحدة الوطنية في صفوفه، يواجه الجيش السوري الجديد تحديات جمة. ويبقى السؤال الأكبر: هل سيتمكن من تقديم نفسه كمؤسسة مهنية بعيدة عن نظام المحاصصة الدينية أو السياسية؟ أم أنه مجرد غلاف لفصائل مسلحة تحمل أجندات خارجية؟
في الوقت الذي يأمل فيه السوريون بأن يكون الجيش الجديد ضمانة لاستقرار البلاد، فإن الطريق يبدو مليئاً بالتحديات التي إن لم تُعالج بدقة، فقد تعيد إنتاج حالة الفوضى تحت مظلة جديدة.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة