أكد الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الصلاة على النبي وآل بيته في التشهد تُعد ركنًا أساسيًا في المذهب الشافعي، وتركها يُبطل الصلاة.

 وأوضح خلال البث المباشر عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء على فيسبوك، أن ذكر آل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وأولياء الله الصالحين مشروع في كل صلاة، مشيرًا إلى أن الإمام الشافعي -رضي الله عنه- شدد على أهمية الالتزام بالصلاة الإبراهيمية في التشهد.

وأضاف وسام أن الصيغة الإبراهيمية، وهي: "اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد"، تُعتبر ركنًا لا يمكن تجاوزه، وغيابها يبطل الصلاة وفقًا للمذهب الشافعي.

من جانبه، أوضح الدكتور عويضة عثمان، مدير الفتوى الشفوية بدار الإفتاء، أن تكبيرة الإحرام أيضًا تُعد شرطًا أساسيًا لصحة الصلاة، ولا تُدرك الصلاة بدونها. 

وأشار إلى أن المأموم إذا أراد اللحاق بالإمام في الركوع، يجب عليه أولًا أن ينطق تكبيرة الإحرام، موضحًا أنه إذا ركع مباشرة بعد تكبيرة الإحرام دون تكبيرة الركوع، فلا شيء عليه.

هل يجوز قطع الإصبع الزائد في اليد أو القدم؟.. دار الإفتاء تجيبما حكم فصل الأجهزة الطبية عن المريض الميؤوس من شفائه؟.. الإفتاء تجيبحكم الشرع في التدليك الطبي والمساج.. دار الإفتاء تجيبحكم العقيقة وما ينبغي فعله على من تأخر في آدائها.. دار الإفتاء تجيب

وشدد عثمان على أن الركعة لا تُدرك إلا بركوع المأموم مع الإمام واطمئنانه في الركوع قبل أن يرفع الإمام. 

أما إذا لحق بالإمام وهو يرفع من الركوع، فعليه أن يقضي الركعة لاحقًا.

تأتي هذه التوضيحات ضمن جهود دار الإفتاء للإجابة على استفسارات الجمهور حول الأحكام الشرعية المتعلقة بالصلاة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الصلاة الصلاة على النبي المزيد المزيد سیدنا إبراهیم دار الإفتاء سیدنا محمد على سیدنا

إقرأ أيضاً:

ما حكم سجود التلاوة في أوقات النهي عن الصلاة؟.. الإفتاء تجيب

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا مضمونه: ما حكم سجود التلاوة في أوقات النهي عن الصلاة؟

وأجابت الإفتاء عن السؤال قائلة: سجود التلاوة في الأوقات المنهي عن الصلاة فيها جائزٌ، ولا كراهةَ فيه.

حكم سداد تكاليف توصيل المياه والصرف من أموال الزكاة .. الإفتاء توضحالإفتاء تعلن تعذر رؤية هلال جمادى الآخرة ويوم السبت غرة الشهرما حكم التسمية باسم "رحيم" و"كريم"؟.. الإفتاء توضحهل يجب قضاء الزكاة لمن تركها لعدة سنوات؟ الإفتاء تجيب

المراد بسجود التلاوة في الشرع
سجود التلاوة: هو الذي سببه تلاوة آيةٍ من آيات السجود في القرآن، وهو مشروعٌ باتفاقِ الفقهاءِ. ينظر: "المبسوط" للسرخسي (2/ 4، ط. دار المعرفة)، و"حاشية الدسوقي" (1/ 308، ط. دار الفكر)، و"المجموع" للنووي (4/ 61، ط. دار الفكر)،  و"الإقناع في فقه الإمام أحمد" للحجاوي المقدسي (1/ 154، ط. دار المعرفة).

والأصلُ في ذلكَ: قولُه تعالى: ﴿قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا ۝ وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا ۝ وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا﴾ [الإسراء: 107-109].

قال العلامة الزمخشري في "الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل" (2/ 699، ط. دار الكتاب العربي): [فإذا تُلِىَ عليهم خرّوا سجدًا، وسبحوا الله؛ تعظيمًا لأمرهِ، ولإنجازه ما وعد في الكتبِ المنزلةِ، وبشَّرَ بِهِ من بعثةِ محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم وإنزالِ القرآنِ عليهِ، وهو المرادُ بالوعدِ في قوله: ﴿إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولًا﴾.. ﴿وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً﴾ أي: يَزِيدُهُم القرآنُ لينَ قلبٍ ورطوبةَ عينٍ] اهـ.

وما رواه البخاري في "صحيحه" عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: "كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ علينا السورة، فيها السجدة فيَسْجُد ونَسْجُد، حتى ما يجد أحدنا موضع جبهته".

قال العلامة الصنعاني في "سبل السلام" (1/ 311، ط. دار الحديث): [الحديث دليل على مشروعية سجود التلاوة، وقد أجمع على ذلك العلماء] اهـ.

المراد بالأوقات المنهي عن الصلاةِ فيها
والمراد بالأوقات المنهي عن الصلاةِ فيها، أي: الأوقات التي يُمْنَع الصلاة فيها، على تفصيلٍ بين الفقهاء في عَدِّها، ومدى المنع هل هو للتحريم أو للكراهة؟ ينظر: "الاختيار" للموصلي (1/ 41، ط. مطبعة الحلبي)، و"مواهب الجليل" للحطاب (1/ 416، ط. دار الفكر)، و"روضة الطالبين" للنووي (1/ 192، ط. المكتب الإسلامي)، و"كشاف القناع" للبهوتي (1/ 450، 451، ط. دار الكتب العلمية).

آراء الفقهاء في سجود التلاوة في الأوقات المنهي عن الصلاة فيها
واختلف الفقهاء في حكم سجود التلاوة في الأوقات المنهي عن الصلاة فيها؛ فذهب الشافعية، والحنابلةُ في روايةٍ إلى أنَّ سجود التلاوة في أوقات النهي جائزٌ بلا كراهةٍ؛ سواء كان سببه مُتقدِّم على الأوقات المنهي عن الصلاة فيها، أو مقارِن لها، ووافقهم الحنفيةُ في ذلك إذا تلا القارئُ آيةَ السجدةِ في وقت الكراهة، وكذا المالكيةُ إذا سجدَ القارئُ بعدَ صلاةِ الفجرِ قبل الإسفار، أو بعدَ العصرِ قبل اصفرارِ الشمس.

وقال العلامة الزيلعي الحنفي في "تبيين الحقائق" (1/ 85، ط. الأميرية): [ومُنِعَ عن الصلاةِ وسجدةِ التلاوةِ وصلاة الجنازة عندَ الطلوع والاستواء والغروب... والمرادُ بسجدةِ التلاوةِ ما تلاها قبل هذه الأوقات؛ لأنَّها وجَبَتْ كاملةً فلا تتأدى بالناقص. وأما إذا تلاها فيها جاز أداؤها فيها من غيرِ كراهةٍ؛ لكن الأفضل تأخيرها ليؤديها في الوقت المستحب؛ لأنها لا تفوت بالتأخير] اهـ.

وقال العلامة النفراوي المالكي في "الفواكه الدواني" (1/ 251، ط. دار الفكر): [(ويسجُدُها من قَرَأَهَا) في غيرِ صلاةٍ ولو (بعدَ الصبحِ ما لم تسفر الشمس) أي: يظهر الضوء.. (و) سجدها (بعد) أداء فرض (العصر ما لم تَصْفَرَّ الشمس) على الجدران] اهـ.

وقال الإمام النووي الشافعي في "المجموع" (4/ 72، ط. دار الفكر): [مذهبنا أنَّه لا يُكْرَه سجودُ التلاوةِ في أوقاتِ النهي عن الصلاةِ، وبه قال سالم بن عمر والقاسم بن محمد وعطاء والشعبي وعكرمة والحسن البصري] اهـ.

وقال العلامة ابن قدامة الحنبلي في "المغني" (1/ 446، ط. مكتبة القاهرة): [وعن أحمد روايةٌ أخرى: أنَّه يسجد. وبه قال الشافعي. وروي ذلك عن الحسن، والشعبي، وسالم، والقاسم، وعطاء، وعكرمة؛ ورخَّصَ فيه أصحابُ الرأي قبلَ تَغَيُّر الشمس] اهـ.

وكَرِهَ الحنفية للقارئ أنْ يَسجُد للتلاوةِ في أوقاتِ الكراهةِ إنْ كانت تلاوته قبلَ أوقاتِ الكراهةِ؛ لأنَّها سجدةٌ وجَبَت كاملةً فلا تتأدَّى بالناقص؛كسائرِ الصلواتِ، وهو ما يُسْتَفَاد من نَصِّ الإمام الزيلعي السابق ذكره.

ويرى الحنابلةُ في المذهب حرمةَ سجودِ التلاوةِ وعدم انعقاده في وقتِ الكراهةِ، وحُرْمَةَ إتمامهِ إذا دخَلَ وقتُ الكراهةِ بعدَ الشروعِ فيه، وبه قال المالكيةُ إذا سجدَ القارئ سجدةَ التلاوةِ عندَ خطبةِ الجمعةِ وعندَ طلوعِ الشمسِ أو غروبها.

وقال العلامة الصاوي في " بلغة السالك" (1/ 419، ط. دار المعارف): [فليسَ الإسفارُ والاصفرارُ بوقتٍ لسجدةِ التلاوةِ، بل تُكْرَه فيهما. وتُمْنَع عندَ خُطْبَة الجمعةِ وعندَ طلوع الشمس وعند غروبها] اهـ.

وقال العلامة البهوتي في "دقائق أولي النهى" (1/ 258، ط. عالم الكتب): [(ولا ينعقد) التطوع (إن ابتدأه) مصلٍّ (فيها) أي: في أوقاتِ النهي (ولو) كانَ المصلي (جاهلًا) بالتحريمِ، أو بكونهِ وقتَ نهي؛ لأنَّ النهي في العباداتِ يقتضي الفساد. وظاهره: أنَّه لا يَبْطُل تطوع ابتدأه قبله بدخوله، لكنْ يأثَم بإتمامه (حتى ما له سبب) من التطوعِ؛ (كسجودِ تلاوةٍ)] اهـ.

أدلة من قال بكراهة سجود التلاوة في أوقات النهي عن الصلاة
واستدل مَن قالَ بالكراهةِ بعمومِ قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لا صلاةَ بعد الصبحِ حتى ترتفعَ الشمسُ، ولا صلاةَ بعد العصرِ حتى تغيبَ الشمسُ» رواه البخاري في "صحيحه".

الرد على من قال بكراهة سجود التلاوة في أوقات النهي عن الصلاة
وفي استدلالهم بعمومِ الحديثِ نظرٌ؛ لأنَّ عمومه خُصَّ بالإجماعِ على جوازِ صلاةِ عصر اليومِ، وقضاء المنسيةِ والفائتةِ، قال الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم" (5/ 226، ط. دار إحياء التراث): [النهيُ إنَّما هو عمَّا لا سببَ له؛ لأنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى بعدَ العصرِ ركعتين قضاءَ سنةِ الظهرِ فخَصَّ وقتَ النهي، وصَلَّى به ذاتَ السببِ، ولم يترك التحيةَ في حالٍ من الأحوالِ، بل أمرَ الذي دخلَ المسجدَ يوم الجمعةِ وهو يخطبُ فجلسَ أن يقوم فيركع ركعتين؛ مع أنَّ الصلاةَ في حالِ الخطبةِ ممنوعٌ منها] اهـ.

وقال الشيخ ابن القيم في "إعلام الموقعين" (4/ 153-155، ط. دار ابن الجوزي): [وحديثُ النهي عن الصلاةِ في أوقاتِ النهي، عامٌّ مجمل قد خُصّ منه عصرُ يومه بالإجماع، وخُصّ منه قضاءُ الفائتة والمنسية بالنَّص، وخصّ منه ذواتُ الأسبابِ بالسنةِ، كما قضى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم سنة الظهرِ بعد العصرِ، وأقرَّ مَنْ قضى سنة الفجر بعد صلاة الفجر، وقد أعْلَمَهُ أنَّها سنةُ الفجرِ، وأمر مَن صلَّى في رَحْله ثم جاء مسجد جماعة أن يُصلِّيَ معهم وتكونُ له نافلةً، وقاله في صلاةِ الفجرِ، وهي سببُ الحديث، وأمرَ الداخلَ والإمامُ يخطب أن يصلِّيَ تحيةَ المسجدِ قبل أن يَجلس] اهـ.

وأكدت بناءً على ذلك: أنَّ سجود التلاوة في الأوقات المنهي عن الصلاة فيها جائزٌ، ولا كراهةَ فيه.

طباعة شارك الصلاة سجود التلاوة أوقات النهي عن الصلاة المراد بسجود التلاوة الإفتاء

مقالات مشابهة

  • ما حكم سجود التلاوة في أوقات النهي عن الصلاة؟.. الإفتاء تجيب
  • التربية تحسم الجدل حول الطابور الصباحي للعام الدراسي الجديد
  • ما هي أذكار ختام الصلاة؟.. أمين الإفتاء يحدد كلمات علمنا النبي أن نقرأها
  • ​"خريجة وليست طالبة".. جامعة المنيا تحسم الجدل حول اتهام "الإغواء الجامعي" وتحذر من الإساءة لسمعتها
  • «الأزهري»: دار الإفتاء المصرية تستند إلى إرث علمي عميق يمتد منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم
  • إبراهيم عبد الجواد يثير الجدل بشأن توقعات الزمالك وزيسكو
  • حكم الصلاة على النبي في الميكرفون آخر الأذان.. الإفتاء تجيب
  • البركي: دار الإفتاء انحرفت عن دورها وتحولت إلى كيان حزبي.. وعلى العلماء التدخل لإنقاذها من التطرف
  • مفتاح الفرج والبركة.. أوصانا النبي به وشدد على عدم تركه
  • ما هي صيغة الصلاة على النبي لزيادة الرزق؟.. لا يعرفها كثيرون