يمانيون:
2025-06-23@09:40:49 GMT

غزّةُ تنزفُ.. والعالمُ يعزفُ

تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT

غزّةُ تنزفُ.. والعالمُ يعزفُ

خـديـجـة المرّي

أصبحت غزّة تعيش جرائم إبادة يومية، يُقتل المدنيون بدمٍ بارد في مساجدهم، ومدارسهم، ومستشفياتهم، هذا الواقع المرعب الذي يُشاهد على مرأى ومسمع العالم؛ يُثير تساؤلاتٍ محيرة حول صمت المجتمع الدولي، والدول العربية والإسلامية، أين ضمائرهم؟ وأين حركتهم؟! وغزّة تنزف بجراحها والآمها وأوجاعها ومآسيها اليومية، والعالم يعزف بتجاهله ما يحدث كما لو كان يتمتعُ بموسيقى “عزف” غير مبالٍ بالأحداث المأساوية.

فغزة مُحاصرة من كُـلّ جانب، حصارٌ إسرائيليّ وعربيّ مُشترك، تُعاني من نقصٍ حادّ في الغذاء والدواء، بينما تقف دولٌ مجاورة مكتوفة الأيدي، أكثر من مليار مسلم يُشاهدون هذه المأساة، لا يُحركون ساكنًا: «صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ».

ساد الصمت والسكوت أمام الجرائم المُرتكبة في غزة، والجميع يرى ويسمع، والأنظمة العربية لم تتحَرّك، ولم تصدر بيانًا يُدين هذه الجرائم، بل إن بعض الدول تُشارك في هذا الحصار، أو تغضّ الطرف عنه؛ وهناك من باعوا قيمهم ودينهم بثمنٍ بخس، خدمةً لمصالح أمريكا و”إسرائيل” وبني صهيون، فأصبحوا مُنحطين وبعيدين كُـلّ البُعد عن تعاليم الإسلام.

هناك من شاهدوا المأساة، لكنّ ضمائرهم لم تُنبههم، ولم يتحَرّكوا فيكون لهم موقف على الإطلاق، وهناك من بإمْكَانه الخروج في الوقفات لمناصرة إخوانه في غزة لكنه يأبى ذلك، مُفضّلًا القعود إرضاء للصهاينة واليهود.

وهناك من يستطيع الدعم والإنفاق بما يمتلك من المال لنصرة أهل غزة، لكنه يرفض مساعدتهم ويقف مع عدوهم، ولا يُريد أصلًا الوقوف معهم، كما إن هناك من يمتلكون القدرة على مقاطعة المنتجات الأمريكية والإسرائيلية، لكنهم لا يفعلون، ويخدمون اللوبي الصهيوني بذلك، وهناك الإعلاميون والكُتاب والسياسيُون الذين لم يُسخّروا مواهبهم وقدراتهم لكشف الستار عن جرائم العدوان، وفضح مخطّطات الأعداء، ودعاياتهم المروّجة بالذات، والبعض لم يستطيعوا بأصواتهم الحرة وأقلامهم المُعبرة أن يقهروا بني صهيون بكلماتهم القوية، ويُدخلوا الهزيمة النفسية في قلوبهم، ويُشجعوا على التحَرّك والجهاد الحرية.

إنّ الجرائم التي يرتكبها العدوّ الإسرائيلي على قطاع غزة على مدار الساعة، والحصار المُطبق عليهم في كُـلّ لحظة، والنزوح والتشريد المُتواصل الذي يُعانون منه في كُـلّ فترة، كفيلٌ بأن يُحرك الضمائر، ويُزيح العمى عن البصائر.

إن الذين لا يتحَرّكون ولا يتخذون موقفًا مشرفًا لنصرة قضاياهم يُعتبر موقفهم خُذلانًا وإجحافاً بحق فلسطين.

تُرى، ماذا لو سكتنا عن هذا الإجرام الوحشي الذي يرتكبه العدوّ الصهيوني في غزّة ولم نُحرك ساكنًا؟ هل في سكوتنا حكمة؟ أم هل سيدفعنا هذا السكوت والصمت إلى عمل آخر يثير غضبهم ضدنا؟ هل سيتوقف العدوان الأمريكي والإسرائيليّ بسكوتنا؟ هل سننجو من شرّ أعدائنا بالصمت؟

إن تراجعنا عن مسؤولياتنا تجاه غزة يعني فقدانًا لما نُومن به، إننا والله إن سكتنا سنُضرب، وسنُهزم! ستُسلب كرامتنا، ويذهب ديننا، ويضيع إسلامنا! سنرى وطننا يُمزق، وقلوبنا تحرق، ونرى نفوسنا في التيهِ تغرق! سنرى بيوتنا تُدمّـر، ومساجدنا تُدنّس، ويزداد الظلم والتشريد لنا أكثر.

كلما سكتنا، زاد عدونا في ضربه لنا، وكلما تخاذلنا، زادت هزيمتنا.

علينا إنقاذ غزة بكلّ ما نملك من قوى ووسائل، ماديًّا ومعنويًّا ونفسيًّا، علينا نشر وتوثيق الجرائم، ومقاطعة المنتجات الأمريكية والإسرائيلية، والمشاركة في المظاهرات والوقفات التضامنية، وتأييد المقاومة.

علينا التكاتف في التوعية وجمع التبرعات، ونشر الرسائل الإيجابية، ورفع مستوى الوعي لدى الناس، لنتمكّن من مواجهة دعايات الأعداء.

لا عذر لأحد أمام الله، الكلّ مُحاسب، والكلّ سيسأل عن خذلانه للقضية الفلسطينية، وعن صمته أمام الجرائم الوحشية، الخيار واضح: إمّا أن تكون مُناصرًا، وإمّا مُحايدًا، ولا ثالثَ لهما.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

من الإعدام إلى الغرامة.. الفرق بين الجناية والجنحة والمخالفة في القانون

كثيرًا ما نسمع في ساحات المحاكم عن مصطلحات مثل "جناية" أو "جنحة" أو "مخالفة"، دون أن يدرك الكثيرون الفروق الجوهرية بينها.

وفي هذا السياق، نُسلط الضوء في السطور التالية على الفرق القانوني بين هذه التصنيفات الثلاثة للجرائم، كما حددها قانون العقوبات المصري، وفقًا لنوع الجريمة وشدة العقوبة المقررة لها.

أولًا: الجنايات

هي أشد أنواع الجرائم خطورة، وتُعاقب عليها بعقوبات مغلظة تبدأ من الإعدام، مرورًا بالسجن المؤبد أو المشدد، وحتى السجن، وذلك وفقًا لما نصت عليه المادة 10 من قانون العقوبات.

وتندرج تحت هذا النوع من الجرائم وقائع مثل القتل العمد، والاغتصاب، والخطف، وتكوين جماعات إرهابية أو مسلحة.

ثانيًا: الجنح

تأتي في المرتبة الثانية من حيث الخطورة، وتشمل الجرائم الأقل جسامة، وتكون عقوبتها إما الحبس أو الغرامة، وفقًا لما ورد في المادة 11 من قانون العقوبات. وتشمل الجنح جرائم مثل الضرب البسيط، والسب والقذف، وخيانة الأمانة، والسرقة البسيطة.

ثالثًا: المخالفات

هي أقل الجرائم من حيث الخطورة والعقوبة، وتقتصر العقوبة فيها على الغرامة فقط، كما نصت المادة 12 من قانون العقوبات. ومن أمثلتها مخالفات المرور، أو رمي القمامة في الطريق العام، أو الضوضاء المفرطة في الأحياء السكنية.

وبهذا التصنيف، يحدد القانون آلية التعامل مع كل نوع من الجرائم، ويضمن تناسب العقوبة مع خطورة الفعل الإجرامي، حفاظًا على مبدأ العدالة وسيادة القانون.

 

 







مشاركة

مقالات مشابهة

  • فاسكو سوزا: علينا إظهار شخصية بورتو أمام الأهلي في اللقاء الحاسم
  • إيران تلوّح بإغلاق مضيق هرمز.. والعالم على حافة أزمة نفط عالمية
  • روبيو: أمريكا لا تهدف لتغيير النظام في إيران والعالم اليوم أكثر أماناً
  • سموتريتش: دمرنا منشآت إيران النووية والعالم اليوم أكثر أمانًا
  • خبير: روسيا تطور أنظمة ذكية تفتح أبواب التعاون مع دول البريكس والعالم العربي
  • من الإعدام إلى الغرامة.. الفرق بين الجناية والجنحة والمخالفة في القانون
  • إنزاجي: علينا مواجهة سالزبورج بنفس القوة التي كنا عليها أمام ريال مدريد
  • روسيا والعالم العربي تحالف استراتيجي.. حوار في منتدى بطرسبورغ بمشاركة سياسيين وإعلاميين روس وعرب
  • ضبط 5 أطنان دقيق مدعم قبل بيعها بالسوق السوداء
  • حرب الاستنزاف المكلفة.. إيران تخسر قادتها ونخبها العلمية وإسرائيل تنزف مالياً واقتصادياً