غوغل تقول إن نماذجها الجديدة يمكنها التعرف على المشاعر
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
قالت شركة غوغل إن عائلتها الجديدة من نماذج الذكاء الاصطناعي تتمتع بميزة مثيرة للفضول وهي القدرة على تحديد المشاعر. وقد أعلنت عن عائلة "بيليجيما 2" (PaliGemma 2) التي تملتك قدرة تحليل صور الأشخاص وإنشاء تسميات توضيحية والإجابة على الأسئلة حول الأشخاص الموجودين في الصورة. وفقا لموقع "تيك كرانش".
وكتبت غوغل في منشور مدونة أن نماذج "بيليجيما 2" تولد تسميات توضيحية مفصلة عما يجري في الصورة، وتتجاوز التعرف البسيط على الأشياء لوصف الأفعال والمشاعر والسرد العام للمشهد.
ومن الجدير بالذكر أن تقنية التعرف على المشاعر لا تعمل بشكل تلقائي وتحتاج لضبط. ورغم ذلك، فقد أبدى الخبراء قلقهم من احتمال وجود تقنية لكشف المشاعر متاحة للعلن.
وقالت ساندرا واتشر أستاذة أخلاقيات البيانات والذكاء الاصطناعي في معهد أكسفورد للإنترنت لموقع "تيك كرانش": "إنه أمر مزعج للغاية، ومن غير المنطقي الافتراض بأننا نستطيع قراءة مشاعر الناس".
وعلى مر السنين حاولت الشركات الناشئة وشركات التكنولوجيا العملاقة على حد سواء بناء الذكاء الاصطناعي الذي يمكنه اكتشاف المشاعر في كل شيء من تدريب المبيعات إلى منع الحوادث. ويدعي البعض أنهم حققوا ذلك، لكن العلم يقف على أرض تجريبية غير مستقرة.
إعلانوتستند غالبية تقنيات كشف المشاعر إلى الأعمال السابقة لبول إكمان، وهو عالم نفس افترض أن البشر يشتركون في 6 مشاعر أساسية وهي الغضب والدهشة والاشمئزاز والاستمتاع والخوف والحزن. ومع ذلك، فإن الدراسات اللاحقة أثارت الشكوك حول فرضية إكمان، حيث أظهرت أن هناك اختلافات كبيرة في الطريقة التي يعبر بها الأشخاص عن مشاعرهم.
ويقول مايك كوك الباحث في جامعة كوين ماري والمتخصص في الذكاء الاصطناعي في تقرير "تيك كرانش":"اكتشاف المشاعر ليس ممكنا في الحالة العامة، لأن الناس يختبرون المشاعر بطرق معقدة". وأضاف "نعتقد أنه يمكننا معرفة ما يشعر به الآخرون من خلال النظر إليهم، وقد حاول الكثيرون على مر السنين القيام بذلك، مثل وكالات التجسس أو شركات التسويق. وأنا متأكد من إمكانية اكتشاف بعض العلامات في بعض الحالات، لكن هذا ليس شيئا يمكننا حله بشكل كامل".
والنتيجة المتوقعة هي أن أنظمة كشف المشاعر عادة ما تكون غير موثوقة ومتحيزة لفرضيات مصمميها. وفي دراسة أجريت في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عام 2020، أظهر الباحثون أن النماذج التي تحلل الوجوه يمكن أن تتطور لتفضيل تعابير معينة، مثل الابتسامة. وتشير أبحاث أحدث أن نماذج التحليل العاطفي تعطي مشاعر سلبية أكثر لوجوه الأشخاص السود مقارنة بوجوه الأشخاص البيض.
وبالمقابل تقول غوغل إنها أجرت اختبارات موسعة لتقييم التحيزات الديمغرافية في نماذج "بيليجيما 2" ووجدت مستويات منخفضة من الأخطاء والشتائم مقارنة بالمعايير المهنية. ولكن الشركة لم تقدم القائمة الكاملة للمعايير التي استخدمتها، كما لم توضح أنواع الاختبارات التي أجرتها. وفقا لتيك كرانش.
والمعيار الوحيد الذي كشفت عنه هو "فير فيس" (FairFace)، وهو عبارة عن مجموعة صور لوجوه عشرات الآلاف من الأشخاص. وتدّعي الشركة أن "بيليجيما 2" حقق نتائج جيدة في هذا المعيار. ولكن بعض الباحثين انتقدوا هذا المعيار باعتباره مقياسا متحيزا، مشيرين إلى أن "فير فيس" يمثل فقط عددا قليلا من المجموعات العرقية.
وقالت هايدي خلف عالمة الذكاء الاصطناعي في معهد "إيه آي ناو" (AI Now) "إن تفسير المشاعر هو مسألة ذات طابع شخصي للغاية تمتد إلى ما هو أبعد من استخدام الوسائل البصرية، وتكون متأصلة بشكل كبير في السياق الشخصي والثقافي، وبحسب الأبحاث فنحن لا نستطيع اكتشاف المشاعر من ملامح الوجه وحدها" بحسب التقرير.
ومن جهة أخرى، أثارت أنظمة كشف المشاعر غضب المنظمين في الخارج الذين سعوا إلى تقليص استخدام التكنولوجيا في الجوانب عالية المخاطر. ويحظر قانون الذكاء الاصطناعي في الاتحاد الأوروبي على المدارس وأرباب العمل نشر أجهزة كشف المشاعر (لكن ليس على وكالات إنفاذ القانون).
إعلانوقالت خلف "إذا كانت نماذج تحديد المشاعر مبنية على افتراضات زائفة علميا، فهناك تداعيات كبيرة حول استخدام هذه القدرة لتعزيز التمييز ضد المجموعات المهمشة مثلما يحدث في إنفاذ القانون والموارد البشرية وإدارة الحدود وما إلى ذلك".
وسُئل المتحدث باسم غوغل عن مخاطر إطلاق "بيليجيما 2" بشكل عام، وقال لموقع تيك كرانش: "إن الشركة تقف وراء اختباراتها الأضرار التمثيلية فيما يتعلق بالإجابة عن الأسئلة البصرية والتوصيف". وأضاف "لقد أجرينا تقييمات دقيقة لنماذج تحديد المشاعر فيما يتعلق بالأخلاق والسلامة، بما في ذلك سلامة الأطفال وسلامة المحتوى".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الذکاء الاصطناعی فی
إقرأ أيضاً:
أين تستثمر في الذكاء الاصطناعي خلال 2026؟
على وقع تسارع الذكاء الاصطناعي "بسرعة مذهلة"، تبدو المراهنة على مستقبله -كما تصفه وكالة بلومبيرغ- مزيجا من الإغراء والمخاطرة في آن واحد.
فالأثر على المحافظ الاستثمارية والاقتصاد والحياة اليومية يتضخم يوما بعد يوم، إلى حدّ أن شركات التكنولوجيا العملاقة المستفيدة من الطفرة باتت تشكّل نحو 36% من مؤشر ستاندرد آند بورز 500، في حين تستحوذ إنفيديا وحدها على قرابة 8% منه، وفق بلومبيرغ.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 210 حلول مالية تساعد رواد الأعمال على حماية شركاتهمlist 2 of 27 قواعد ذهبية للتعامل مع البنوك بذكاءend of listوفي المقابل، تشير الوكالة إلى أن موجة الإنفاق الرأسمالي على مراكز البيانات تمنح اقتصاد أميركا دفعة ملموسة، لكنها تثير في الوقت نفسه تساؤلات حول تآكل الوظائف المبتدئة والضغط المتزايد على الكهرباء والمياه.
ولفهم "أين تُترجم الوعود إلى أرباح"، استطلعت بلومبيرغ آراء 4 خبراء استثمار، لكل منهم زاوية مختلفة في قراءة التحول الجاري:
كاثي وود، الرئيسة التنفيذية لشركة "أرك إنفست"، المعروفة بتركيزها على التقنيات التحولية. دِني فيش، رئيس أبحاث التكنولوجيا ومدير محافظ في "جانوس هندرسن"، والمتخصص في بناء إستراتيجيات استثمارية طويلة الأجل لقطاع التقنية. تاوشا وانغ، مديرة المحافظ في "فيديلتي إنترناشونال"، التي تركز على الربط بين الذكاء الاصطناعي والدورات الكلية والسلع. مايكل سميث، رئيس فريق أسهم النمو في "أولسبرينغ غلوبال إنفستمنتس"، المتخصص في الاستثمار في البنية التحتية والطاقة والرعاية الصحية.وتُظهر قراءاتهم، كما تنقلها بلومبيرغ، أن الفرص لا تقتصر على النماذج اللغوية الكبيرة، بل تمتد إلى تقاطع البيانات مع البنية التحتية والطاقة والموارد الطبيعية والرعاية الصحية.
روبوتاكسي.. سوق بعشرات التريليوناتوتضع كاثي وود، الرئيسة التنفيذية لـ"أرك إنفست"، ما تسميه بلومبيرغ "الذكاء المتجسّد" في صدارة فرص 2026، وتحديدا النقل ذاتي القيادة.
وتنقل بلومبيرغ عن وود تقديرها أن منظومة سيارات الأجرة ذاتية القيادة عالميا قد تتوسع لتبلغ 8 إلى 10 تريليونات دولار خلال 5 إلى 10 سنوات، معتبرة أن تسلا في "موقع الصدارة" داخل أميركا وخارجها.
كما تورد بلومبيرغ رقما لافتا في أطروحة وود: هدف سعري لسهم تسلا عند 2,600 دولار خلال 4 سنوات مقارنة بنطاق 400 إلى 450 دولارا "حاليا"، مع زعم أن 90% من هذا السيناريو مرتبط بـ"الروبوتاكسي".
إعلانوتُفصّل وود -وفق بلومبيرغ- منطق "البيانات التشغيلية" ملايين المركبات على الطرق تجمع "بيانات الحالات الحدّية" (حوادث، تعطّل، ظروف نادرة)، مما قد يصنع فارقا في سوق "يميل إلى فائز يأخذ معظم الحصة".
وفي المقابل، تشير بلومبيرغ إلى أن "وايمو" التابعة لـ"غوغل" تعمل تجاريا منذ 2018 لكنها تحركت ببطء، قبل أن تبدأ في التسارع، جزئيا لأن تسلا دخلت سوق أوستن في يونيو/حزيران بخدمات روبوتاكسي.
قطاع الرعاية الصحيةتُبرز بلومبيرغ محورا ثانيا متقدما متمثلا في الرعاية الصحية بوصفها ساحة "عائد/أثر" يمكن أن يتجاوز الضجيج التقليدي حول الشرائح والبرمجيات.
وتنقل بلومبيرغ عن وود إشارتها إلى قفزات في تقنيات "تسلسل الجينات" وظهور ما تسميه "تسلسل الخلية الواحدة" المستخدم على نطاق واسع في تعريف السرطان وتطوير الإستراتيجيات العلاجية.
وفي هذا السياق تذكر وود شركتين مفضلتين لديها هما "تن إكس جينوميكس" و"تمبس إيه آي".
وبحسب بلومبيرغ، تُقدَّم "تمبس إيه آي" كمنصة تحلل كمّا كبيرا من بيانات المرضى لاستخراج مؤشرات قد تُحسّن التشخيص وقرارات العلاج، مع طرح احتمال أن تصبح "إحدى أهم الدعائم المعلوماتية" للرعاية الصحية في أميركا.
مراكز البياناتويقدّم دِني فيش من "جانوس هندرسن" إطارا أقرب إلى "هندسة محفظة" بدل الرهان على اسم واحد. ووفق بلومبيرغ، يقسّم فيش دورة تبنّي الذكاء الاصطناعي خلال العقد القادم إلى 3 سلال:
المُمكِّنون (البنية التحتية والشرائح ومراكز البيانات والطاقة) المُعزِّزون (برمجيات تستفيد من الذكاء الاصطناعي أو تتعرض لاضطرابه) والمستخدمون النهائيون (شركات توظف الذكاء الاصطناعي لتحقيق ميزة تنافسية).وتنقل بلومبيرغ عن دِني فيش أن سوق الذكاء الاصطناعي لا يزال في "مرحلة التمكين"، حيث تقود دورات التدريب وبناء القدرة الحاسوبية إنفاقا رأسماليا قويا، مع استثمارات من شركات كبرى مثل "مايكروسوفت" عبر "كوبايلوت" و"ألفابت" عبر "جيميناي"، إلى جانب حكومات تطور "سحابات سيادية" ومؤسسات تطبق الذكاء الاصطناعي على بياناتها الداخلية.
وفي فئة "المُعزِّزين"، تحذر بلومبيرغ من اضطراب تنافسي داخل البرمجيات، ناقلة عن فيش التحذير من "مفاجأة شبيهة بأدوبي" مع تراجع مضاعفات التقييم، مقابل فرص محتملة لشركات مثل "إنتويت" و"داتادوغ" و"سنو فليك".
أما "المستخدمون النهائيون"، فتشير بلومبيرغ إلى شركات مثل "دير" و"إنتويتف سيرجيكال" و"بلاكستون" التي توظف الذكاء الاصطناعي لتعزيز الكفاءة والاستثمار في البنية التحتية للبيانات والطاقة.
النحاس والطاقةترى تاوشا وانغ من "فيديلتي إنترناشونال" -وفق بلومبيرغ- أن الذكاء الاصطناعي قوة اقتصادية قد تولّد ضغوطا تضخمية بسبب الإنفاق الرأسمالي على مراكز البيانات، مما يجعل السلع، ولا سيما النحاس، أداة تحوّط مهمَلة نسبيا في ظل نمو الطلب بوتيرة أُسّية مقابل تدهور المعروض.
وتضيف بلومبيرغ أن تباطؤ التوظيف مقابل الإنفاق على الآلات قد يدفع إلى تيسير نقدي رغم استمرار الضغوط التضخمية. وفي البعد الجغرافي، تشير الوكالة إلى أن "لحظة ديب سيك" أعادت تقييم الصين كمصدر لتقنية تنافسية بأسعار جذابة.
وعند نقطة الاختناق، تنقل بلومبيرغ عن مايكل سميث من شركة إدارة الأصول "أولسبرينغ" أن الطاقة تمثل القيد الأكبر أمام توسع الذكاء الاصطناعي، مما يفتح فرصا في البنية التحتية للطاقة عبر شركات مثل "كوانتا سيرفيسز" ومرافق غير خاضعة لتنظيم صارم مثل شركة "تالِن إنرجي"، إضافة إلى مكاسب أسرع في الصحة الرقمية والتصوير الطبي عبر شركة "راد نت"، والتأمين القائم على البيانات مثل شركة التأمين"بروغريسيف إنشورنس".
الحياة اليوميةوتختتم بلومبيرغ المشهد بلمسة أكثر إنسانية، إذ تعرض كيف يوظّف خبراء الذكاء الاصطناعي هذه الأدوات في حياتهم اليومية، من الاستعانة بالنماذج لشرح مسائل رياضية لأبنائهم، إلى توليد قصص عن حيوان أليف لأطفال بعيدين، وصولا إلى المساعدة على فهم الموسيقى الكلاسيكية المعقّدة.
إعلانغير أن هذه اللمسات الشخصية لا تحجب التحذير الذي ينقله التقرير عن مايكل سميث، إذ يشير إلى أن الهوامش الآمنة في التسعير محدودة، وأن عددا كبيرا من الأسهم بات مسعّرا على مجموعة ضيقة من الافتراضات، فيما قد تكون الأخطار غير المرئية أو غير القابلة للتسمية هي الأكثر تأثيرا.
ومن هنا، تخلص بلومبيرغ عبر آراء خبرائها إلى نتيجة عملية واضحة، تتمثل في ضرورة تنويع الانكشاف على الذكاء الاصطناعي وعدم حصر الاستثمارات في مسار واحد، لأن الفرص الكبرى قد تنشأ أيضا في القطاعات التي أغفلها السوق خلال ذروة الطفرة.