هل يهدد مونديال 2030 كوكب الأرض؟
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
نهائيات كأس العالم 2030 في 3 قارات وبمشاركة 48 منتخبا، هذا ما سيعلنه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) رسميا الأربعاء، حيث تلعب 3 مباريات في أميركا الجنوبية، و101 مباراة أخرى في المغرب وإسبانيا والبرتغال، بمشاركة 48 منتخبا، لكن ماذا عن الكوكب؟
"خيار جغرافي مؤسف"، هذا ما قالته بنجا فيكس من المنظمة غير الحكومية "كاربون ماركيت ووتش" التي تدقق في وعود منظمي الأحداث الكبرى، لأن الحدث الذي يقام بمواقع تبعد آلاف الكيلومترات عن بعضها البعض يعني السفر على متن الطائرة بالنسبة للمنتخبات، ولكن قبل كل شيء مئات الآلاف من المشجعين.
يقول الباحث في جامعة لوزان بسويسرا ديفيد غوجيشفيلي إن الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) يسعى من اختيار الدول المضيفة لكأس العالم إلى الترويج لكرة القدم في جميع أنحاء العالم.
ستقام 3 مباريات في الأرجنتين والأوروغواي والباراغواي بمناسبة الذكرى المئوية لهذا الحدث الذي رأى النور في مونتيفيديو عام 1930.
ويضيف الأكاديمي "لكن في ما يتعلق بالأثر البيئي، فهي فكرة مجنونة".
ويفضل "فيفا" من جانبه التأكيد على أن المباريات الـ101 المتبقية ستقام "في مجموعة من الدول المجاورة المتقاربة جغرافيا، والتي تتمتع بخطوط نقل وبنية تحتية واسعة ومتطورة".
إعلانعبّر غيوم غوز، من مركز قانون واقتصاد الرياضة التابع لجامعة ليموج، عن تذمره قائلا إنه نظرا إلى شكل المسابقة (48 منتخبا اعتبارا من نسخة 2026، مقارنة بـ32 منتخبا في 2022)، والمواقع المختارة، والشركاء، لا يبدو أن أحدا "يكترث إذا مات الكوكب".
انحراف بيئيويشير غوز إلى أن مسائل التخلص من الكربون التي تحظى بأهمية كبيرة في أوروبا "ليست بالضرورة مشتركة في كل مكان". ومع ذلك، فإن فيفا، باعتباره ممثلا لـ"لعبة الألعاب الرياضية"، نظرا لشعبيتها في العالم، لديه "مسؤولية أخلاقية لمعالجة هذه القضايا". لكنه يقترح إقامة كأس العالم على شكل "انحراف بيئي".
وقال أوريليان فرانسوا، الذي يدرس الإدارة الرياضية في جامعة روان، إن "الانتقال من 32 إلى 48 منتخبا هو أسوأ تقريبا من تنظيم كأس العالم في 3 قارات".
المزيد من المنتخبات يعني المزيد من المشجعين الراغبين في الذهاب إلى المواقع، والمزيد من القدرة على الاستقبال في قطاع الفنادق والمطاعم، والمزيد من النفايات، وما إلى ذلك.
الدول التي تم اختيارها لنسخة 2030 لديها ملاعب موجودة سابقا، وبالتالي ستكون أقل تلويثا على هذه الجهة. لكن أنطوان ميش، مدير جمعية "فوتبول إيكولوجي فرانس"، يذكِّر بمشاكل الجفاف ونقص المياه في فصول الصيف السابقة في هذه المناطق، والتي لا يمكن إلا أن تتفاقم مع تدفق ملايين الزوار.
يقول رونان إيفين، من اتحاد مشجعي كرة القدم في أوروبا ومقره بهامبورغ، إن "التنظيم المشترك لا يمثل مشكلة بالضرورة"، مستشهدا بمثال كأس العالم 2002 التي شاركت في تنظيمها اليابان وكوريا الجنوبية.
وأضاف "لكن هنا، بالنسبة لعام 2030، هناك الكثير من الأسئلة". وماذا عن رحلات الذهاب والعودة بين المغرب وجنوب أوروبا بالطائرة أو الباخرة؟ ماذا عن التكاليف البيئية والمالية (للجماهير) إذا اختارت القرعة منتخباتهم لمباراة في أميركا الجنوبية؟ ناهيك عن انهيار العدالة الرياضية، على حد قوله، بالنسبة للاعبين في هذه المباريات الثلاث والذين يخاطرون بالمعاناة من اضطراب الرحلات الجوية الطويلة وفرق درجات الحرارة.
إعلانإذن، هل يجب علينا عبور المحيط الأطلسي؟ يقول أنطوان ميش "المشجعون الحقيقيون يقومون بهذه الرحلات بدافع الشغف، ويمكننا القيام بأشياء غير متسقة".
بالنسبة له، كما الحال بالنسبة لرونان إيفين، فإن مشجعي كرة القدم هم على صورة السكان، مع نسبة متزايدة تتمتع بضمير بيئي أكثر حزما مما كان عليه الوضع قبل بضع سنوات.
اتجاهات للمستقبلويمكن للفيفا أن يستلهم من اللجنة الأولمبية الدولية التي، على سبيل المثال، لم تعد تمنح الألعاب لمدينة يجب بناء كل شيء فيها، كما يشير غوجيشفيلي، من جامعة لوزان.
لأن اختيار موقع استضافة أقل "تبعثرا" على الصعيد الجغرافي من نسختي 2026 (المكسيك والولايات المتحدة وكندا) و2030 أمر ضروري لكنه غير كافٍ، حسب الباحثين. ويتذكرون أن كأس 2022 أقيمت في موقع "متقارب" بقطر، حيث تقاربت مسافات الملاعب بشكل غير مسبوق.
فكرة أخرى، للحد من النقل الجوي: إنشاء "حصص إقليمية"، وهي حجز جزء كبير من التذاكر في الملاعب للمشجعين ضمن محيط لبضع مئات من الكيلومترات وتشجيع السفر بالقطار.
ويوصي غوز، كغيره من الخبراء بمضاعفة مناطق المشجعين في المدن الكبرى حول عالم كرة القدم، بحيث يعيش المشجعون "تجربة جماعية"، أمام شاشة عملاقة وليس في الملعب، بل مع أجواء احتفالية.
ولا يزال يتعين على "فيفا" قبول التأثير على الربحية الاقتصادية لمسابقته الأبرز.
أما بالنسبة للجماهير، فإن "البعض، وليس الكل" لا يرضى سوى بالتواجد في الملعب، كما يشير أنطوان ميش.
هناك عنصر إيجابي وفقا لبنجا فيكس، وهو أن محاولات "الغسيل الأخضر" أو "الغسيل الرياضي" أصبحت أقل سهولة من ذي قبل. ويقوم العديد من الأكاديميين والمنظمات غير الحكومية بتقييم الجدوى البيئية لهذه الأحداث وتفكيك الحجج عندما تكون خاطئة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات کأس العالم کرة القدم
إقرأ أيضاً:
مغردون يثنون على حارسة منتخب إنجلترا التي تحدت مرضها وحققت الفوز لبلادها
ولدت هانا (24 عاما) وهي تعاني من انحراف في العين أي الحول، وعملت في طفولتها على تصحيح بصرها من خلال عمليات جراحية، فتحسنت حالتها قليلا، لكنها ما زالت تفتقر إلى إدراك كامل للعمق.
ورغم أن الأطباء نصحوها بتجنب ممارسة الرياضة بشكل قاطع، إلّا أن حب هانا لكرة القدم، جعلها تلعب مهاجمة في أكاديمية ستوك سيتي للفتيات، ثم صدفة تحولت إلى حارسة مرمى بعد إصابة زميلة لها، حتى أصبحت حارسة مرمى منتخب إنجلترا.
واستمرت اللاعبة في التألق لتقود منتخب بلادها قبل أيام إلى الفوز بلقب كأس أمم أوروبا للسيدات "يورو 2025″، التي أقيمت في سويسرا، بعد تصديها لركلتي ترجيح، ليفوز منتخب بلادها على إسبانيا بعد انتهاء المباراة بالتعادل، وتصبح إنجلترا أول منتخب يفوز باللقب بركلات الترجيح في نسختين.
وتحدثت هانا عن ظروف مرضها، وقالت: "عيناي ما زالتا غير مستقيمتين تماما، ولا أستطيع تقدير المسافات. لقد جعلني ذلك أفهم سبب تكرار كسر أصابعي، أو لماذا عندما أملأ كوبا من الماء كنت أسكبه على الطاولة أو الأرض".
كما قالت لوسائل إعلام بريطانية قبل فوز بلادها "قيل لي منذ صغري إنني لا أستطيع لعب كرة القدم، وإنها ليست مهنة يُمكنني ممارستها. ولكن ها أنا ذا".
تعليقاتوعلق مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي على قصة اللاعبة الإنجليزية والفوز الذي حققته برغم مشكلتها الصحية.
وقد رصدت حلقة (2025/7/30) بعض التغريدات:
اعتبر أحمد أن "هانا هامبتون ليست مجرد لاعبه بل هي رمز للصمود والتحدي ولأن كرة القدم أكثر من مجرد لعبة، خلدت هانا اسمها بأحرف من نور في تاريخها الطويل".
وقال أبو جاد "الحارسة هانا هامبتون لديها حوَل في العينين، بجانب مشكلة في إدراك العمق، وهو ما يعني أنها تواجه صعوبات في الحكم على المسافات، كل ذلك لم يمنعها من التألق في ضربات الجزاء أو البطولة عامة وفي مسيرتها الرياضية".
إعلانوغرّدت زون تقول "لم تكتف فقط بتحقيق حلمها، بل أصبحت اليوم من أفضل الحارسات في العالم".
وجاء في حساب يحمل اسم الصبي "قيل لها وهي طفلة بأنها لن تلعب كرة القدم أبدا بسبب مرض خطير في العين، الآن هي أحد أسباب تأهل المنتخب الإنجليزي لنهائي اليورو".
ويذكر أن قصة هانا تصدرت عناوين الصحف العالمية، وكتب "نيويورك تايمز" الأميركية تقول "كيف ساعدت حارسة مرمى لا تملك إدراكا للعمق على الفوز ببطولة اليورو؟".
أما صحيفة "ميرور"، فعنونت مقالها بـ"هامبتون تفوز ببطولة أوروبا بعد أن قال الأطباء إنها لا تستطيع لعب كرة القدم". في حين علقت "الغارديان" بالقول "بطلة الركلات، هانا هامبتون، تتحدى مشكلة عينها".
30/7/2025-|آخر تحديث: 18:57 (توقيت مكة)