٢٦ سبتمبر نت:
2025-10-15@19:44:59 GMT

سلطنة عمان .. إنجاز الدبلوماسية المرنة

تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT

سلطنة عمان .. إنجاز الدبلوماسية المرنة

مسقط لم تتردد عن القيام بدورها ومسؤولياتها في التخفيف من الصدامات وتبريد سخونة المواجهات في المنطقة رغم ان العمانيين يعيشون قلقاً سياسياً واضحاً جراء التطورات الدرامية للحرب والصراع والمواجهات الدامية التي عصفت بالمنطقة بعد الحرب اليمنية السعودية الاماراتية التي اجتاحت المنطقة العربية من بوابة اليمن وفتحت الباب على مصراعيه امام تبعات ومشكلات لا حدود لها ولا يمكن السيطرة عليها.

.

ومرد هذا القلق ان الصراعات المسلحة وادارة المعارك قد وصلت إلى البوابة الغربية العمانية بالقرب من المهرة وحضرموت , مع ما يعني ذلك من فرض أوضاع هشة من استقرار مخاتل بإمكانه ان يتحول إلى فوضى واضطراب قد تتضرر منه سلطنة عمان ومحافظا تها المجاورة للمهرة ..

وغير مستبعد ان يصل اثرها السلبي الى كل منطقة في الخليج لا سيما وان هذه المنطقة تسمى برميل البارود الخامل رغم كل هذه التحديات والتهديدات لم تتردد مسقط عن القيام بدورها ومسؤولياتها في التخفيف من هذه الصدامات وتبريد سخونة المواجهات بعمل إنساني حكيم وبجهد دبلوماسي واضح هدفه تحدد في ايجاد مساحات واسعة ومناسبة لالتقاء الفرقاء والخصوم والأعداء .. فمثلاً تجد في مسقط تواجداً لقيادات من انصار الله وفي ذات الوقت تتواجد عناصر حكومة معين عبد الملك , ولا تمانع مسقط من تواجد عناصر الانتقالي وفي مسقط تلحظ الدور الأمريكي المساهم في الاشكالية اليمنية إلى جانب الدور البريطاني .. وفي مسقط لا يخفى الدور الاماراتي ولا الدور القطري ولا الدور السعودي..

وبحسب المشاهد والمعايش ووفق المعطيات الراهنة فان الجميع قد احتوتهم مسقط والجميع يسهم في صورة مكثفة لا يجاد حلول ومقاربات للمشكلة في اليمن والسعودية والامارات .. وهذه مقدرة عجيبة لا يقدر عليها إلا كفؤ وقيادة اختبرتها المراحل وشهدت لها بالكفاءة والمرونة والذكاء والمقدرة على تحويل المؤشرات إلى نجاحات ملموسة ..

الدور العماني اعتمد الصبر الاستراتيجي واستند إلى ثقله الدبلوماسي وصلاته الواسعة والعديدة مع النطاقات الإقليمية والدولية .. ومن الواضح ان الجميع يحرصون على أن يكون النجاح مواكباً للدور العماني ويحرصون كذلك ان يكون كل جهد يبذل معززاً للرؤية العمانية.. باعتبارها النموذج الذي يجب ان يحظى بالدعم وتشكل نقطة التقاء يعود اليها المتصارعون ومراكز النفوذ الدولي ..

على اعتبار ان دور واشنطن رغم اهميته إلا انه يفقد الحيادية وينظر إليه بعين الشك وذات النظرة ترى الدور البريطاني والدور الفرنسي ..

ولهذا فان الدور العماني ينبغي ان يحاط بعناية خاصة وبإسناد متعدد وهذا مطلب دولي واقليمي يضاف إلى ذلك ان العمانيين طوال تاريخهم امتازوا بالمرونة وبالحيادية الجادة وهي دبلوماسية مرنه وذكية سعت وتسعى دوماً الى الابتعاد عن اية خطوات مريبة أو تحيد عن المعلن والحقيقة التي تقوم عليها الدبلوماسية العمانية طوال العقود والسنوات الماضية وقد اكتسبت نجاحاً لافتاً وحظيت بتقدير واسع دولياً واقليميا ولم تترك ندوباً في علاقات دول المنطقة , بل اتبعت اسلوباً مرضياً للجميع

وللأمانة رأت صنعاء والى جانبها عواصم داعمة لها ان العمانيين لا تنقصهم الجدية ولا يعوزهم الوضوح وتمكنوا من ان يكونوا مخففي صدمات حالت دون انهيار كامل للهدن التي بدأت تؤسس لمرحلة استقرار وسلام يعود بالنفع على دول المنطقة كلها وليس اليمن وحدها.. وفي الإجمال تصاعدت الخطوات العمانية الرامية لا رساء السلام والاستقرار في هذه المنطقة التي اشتعل فيها الصراع واتسع فيها التدمير .. وهي للأمانة خطوات مدروسة حققت نجاحات عديدة , حتى عندما تتوقف تلك الجهود لا تذهب إلى أي انهيارات غير محسوبة ..

وهناك مؤشرات جلية بدأت تضع محددات لمفاوضات قادمة في هذا الملف اليمني , السعودي .. وعملية إزاحة العثرات متواصلة وهناك آمال عديدة ان ترى لقاءات قادمة بدعم ورعاية عمانية ربما تكون قادرة على إذابة الجمود والبرود الذي يبدو انه طغى خلال الفترة الماضية وهنا مكمن قوة مسقط التي لا تريد أن تؤمن بالفشل في عملها الدبلوماسي وانما تحرص على كثافة الجهد والعمل والنشاط والمحاولات المتعددة حتى تصل إلى تفاهمات بناءة ورؤى ومقاربات تصب لصالح المنطقة والسلام فيها.

المهم ان المفاوضات القادمة تكون حاضرة لإيجاد حلول وتبتعد عن المراوغات أو الذهاب إلى تفاصيل الشعب اليمني في غنى عنها .. وأول القضايا ايقاف العدوان ورفع الحصار وصرف المرتبات لموظفي الدولة مدنيين وعسكريين وايجاد حلول ايجابية للملف الإنساني .. لان أي مراوحة في هذا المضمار لا يسهم في إيجاد حلول سلمية لهذا الملف المشتعل .. وهذا أمر مأمول من القيادة العمانية ومن الدبلوماسية المرنة والذكية .

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

إقرأ أيضاً:

فرصتان للإمارات أمام قطر لحسم التأهل الثاني في تاريخها

الدوحة «أ.ف.ب»: تدخل الإمارات بفرصتي الفوز أو التعادل أمام مضيفتها قطر، للتأهل إلى كأس العالم لكرة القدم للمرة الثانية في تاريخها، غدًا الثلاثاء في الجولة الثالثة الأخيرة من الدور الرابع لتصفيات آسيا المؤهلة لمونديال 2026.

وسبق للإمارات أن تأهلت إلى كأس العالم 1990 في إيطاليا، عندما ودعت من الدور الأول، وقطر إلى نسخة 2022 كدولة مضيفة عندما منيت بثلاث خسارات في دور المجموعات.

وتتصدر الإمارات ترتيب المجموعة الأولى برصيد ثلاث نقاط بعدما قلبت تأخرها أمام عمان إلى فوز متأخر 2-1، متفوقة بفارق نقطتين على قطر الثانية وعمان الثالثة واللتين تملكان نقطة واحدة بعد تعادلهما من دون أهداف.

ويتأهل صاحب المركز الأول في كل مجموعة مباشرة إلى المونديال، فيما يلعب صاحبا المركز الثاني مباراتي ذهاب وإياب، يومي 13 و18 نوفمبر 2025، لبلوغ الملحق العالمي.

ويعرف المنتخبان بعضهما جيدا، بعدما سبق لهما أن التقيا في الدور الثالث من التصفيات الحالية وفازت الإمارات ذهابا في الدوحة 3-1 وإيابا في أبوظبي 5-0.

لكن حارس مرمى الإمارات المخضرم خالد عيسى (36 عاماً) الحائز على جائزة أفضل لاعب في مباراة عمان حذّر من قوة قطر "لاسيما أن المباراة ستكون على أرضها وبين جماهيرها".

وتابع "رغم صدارتنا لم نحقق شيئا بعد، ومباراة قطر هي من ستحدد إذا كنا سنحقق حلمنا بالصعود إلى كأس العالم".

وضمنت الإمارات على الأقل خوض الملحق الآسيوي المصغر بمواجهة العراق أو السعودية اللذين يلتقيان أيضا في مباراة حاسمة غدًا الثلاثاء، بعد خروج إندونيسيا من الحسابات بخسارة ثانية أمام "اسود الرافدين" 0-1 بعد الأولى أمام السعودية 2-3.

وستدخل الإمارات المباراة منتشية بفوزها على عمان بهدفين سجلهما ماركوس ميلوني وكايو لوكاس، بعدما كانت متأخرة حتى الدقيقة 76 بهدف مدافعها كوامي أوتون بالخطأ في مرماه.

وقال الروماني كوزمين أولاريو مدرب الإمارات الذي دفع في التشكيلة الأساسية لمباراة عمان بسبعة لاعبين مجنسين "لدينا لاعبون متمرسون، وكان عليهم أن يتعاملوا مع الضغط. مثل هذه المباريات تظهر قوة الشخصية والجانب الذهني لدى اللاعبين، ومن يحسن إدارة ذلك تكون له الأفضلية".

وأكد أنه "لا يوجد لدينا سوى ساعات عن مباراتي عمان وقطر، والأهم أن يتمكن اللاعبون من استرداد الجاهزية ذهنيا وبدنيا من أجل خوض المباراة المصيرية".

وتابع "سيلعب الفريق بثقة أكبر، خصوصا مع الدعم الجماهيري الكبير الذي حظينا به في المباراة الأولى، ونأمل أن ننجح في تحقيق الحلم وتحويله إلى حقيقة".

من جهتها، يتوجب على قطر أن تكون أكثر فعالية من الناحية الهجومية، بعدما عجزت عن تشكيل خطورة واضحة أمام عمان، رغم محاولات أكرم عفيف أفضل لاعب في آسيا عامي 2019 و2023.

وسيعود المعز علي، هداف التصفيات برصيد 12 هدفا، للمشاركة أساسيا، بعدما دفع به المدرب الإسباني جولن لوبيتيجي في الشوط الثاني أمام عمان بسبب معاناته من الإصابة قبل انطلاق الدور الرابع من التصفيات.

وتمسك لوبيتيجي بحظوظ قطر "نتيجة التعادل أمام عمان ستفرض علينا البحث عن الانتصار في المباراة الأخيرة أمام الإمارات من أجل التأهل المباشر".

وتابع المدرب السابق لإسبانيا وريال مدريد "ما زلت على ثقة كبيرة في اللاعبين وبقدرتهم على تحقيق الفوز وتحقيق حلم التأهل إلى المونديال. طوينا صفحة مباراة عمان، وبدأنا بالتحضير للمواجهة التي باتت مصيرية ولا بد من الانتصار فيها".

وسيتسلح المنتخب القطري بدعم جماهيري منتظر في ظل تعليمات تمنح المستضيف نسبة 92% من سعة استاد جاسم بن حمد البالغة قرابة 14 ألفا، مقابل 8% للجمهور الإماراتي.

مقالات مشابهة

  • بسمة وهبة: اعتراف معاريف بدورنا في اتفاق غزة تأكيد على قوة الدبلوماسية المصرية
  • "الموج مسقط" يسلط الضوء على دور النماذج النسائية احتفاء بيوم المرأة العمانية
  • لماذا اختارت «زها حديد» مسقط؟
  • عُشاق الطائرة الشاطئية يترقبون انطلاق "البطولة العربية" في مسقط.. الأربعاء
  • عُشاق الطائرة الشاطئية يترقبون انطلاق "البطولة العربية" في مسقط.. اليوم
  • 22 أكتوبر.. مؤتمر علمي بجامعة السلطان قابوس لمناقشة تشريعات الحماية الاجتماعية
  • الإمارات وقطر يتصارعان على بطاقة التأهل للمونديال
  • عبد السلام العوامي: مصر صاغت السلام بقوة المبدأ وحكمة الدبلوماسية
  • إنجاز وطني جديد يضع سلطنة عمان على خارطة تدريب رواد الفضاء عالميا
  • فرصتان للإمارات أمام قطر لحسم التأهل الثاني في تاريخها