أعلنت الولايات المتحدة أنه تم تمديد هدنة بين فصائل سورية مقربة من تركيا وما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من واشنطن حول مدينة منبج في شمال سوريا، في وقت أبدت "قسد" استعدادها لتقديم مبادرة لتخفيف مخاوف أنقرة الأمنية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر اليوم الثلاثاء إنه تم تمديد اتفاق وقف إطلاق النار بين تركيا وقوات "قسد" حول مدينة منبج حتى نهاية هذا الأسبوع.

وأضاف ميلر أن واشنطن توسطت في اتفاق وقف إطلاق نار مبدئي الأسبوع الماضي لكن سريانه انتهى، مضيفا أن واشنطن ترغب في تمديد وقف إطلاق النار لأطول فترة ممكنة.

وقال المتحدث "نواصل الانخراط مع قوات سوريا الديمقراطية وتركيا بشأن مسار للمضي قدما"، مضيفا أنه ليس من مصلحة أي طرف تصاعد الصراع في سوريا.

وخلال الأيام الماضية دفعت قوات المعارضة السورية التابعة للجيش الوطني بأرتالها باتجاه مدينة منبج في 7 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وشنّت في اليوم التالي هجوما منسقا تحت مظلة غرفة عمليات "فجر الحرية" بهدف استعادة السيطرة على المدينة بعد نجاحها في السيطرة على تل رفعت، وذلك بالتزامن مع إسقاط فصائل أخرى نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في دمشق.

إعلان

ودفع هذا التصعيد قوات قسد إلى التراجع تدريجيا عن مركز مدينة منبج تنفيذا لاتفاق أُبرم بوساطة أميركية تركية.

وتعد مدينة منبج نقطة إستراتيجية في شمال سوريا، لكنها خرجت منذ عام 2012 عن سيطرة النظام السوري لتصبح خاضعة لسلطة المعارضة، ثم انتقلت إلى قبضة تنظيم الدولة الإسلامية عام 2014، وبعد عامين تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة عليها بدعم من التحالف الدولي، قبل أن تنسحب منها الأسبوع الماضي.

مبادرة لقسد

وفي سياق متصل، أفاد قائد "قسد" مظلوم عبدي بأن قواته تؤكد على التزامها الثابت بتحقيق وقف شامل لإطلاق النار في كافة أنحاء سوريا.

وأضاف عبدي في تغريدة على حسابه الرسمي على شبكة إكس أن قوات سوريا الديمقراطية تعلن عن استعدادها لتقديم مقترح إنشاء منطقة منزوعة السلاح في مدينة عين العرب (كوباني)، مع إعادة توزيع القوات الأمنية تحت إشراف ووجود أميركي.

وأوضح عبدي أن هذه المبادرة تهدف إلى معالجة المخاوف الأمنية التركية وضمان استقرار المنطقة بشكل دائم.

تقارير تحدثت عن عملية عسكرية وشيكة تعتزم تركيا وحلفاؤها إطلاقها في مناطق يسيطر عليها الأكراد شمال سوريا (الفرنسية) عملية تركية وشيكة

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلت في وقت سابق الثلاثاء عن مسؤولين أميركيين وأتراك أن تركيا وحلفاءها يحشدون قوات على طول الحدود، لتنفيذ عملية عسكرية "وشيكة" في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد شمال سوريا.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين أن خطوة تركيا تثير مخاوف من هجوم كبير على أراضٍ يسيطر عليها الأكراد، وأن العملية العسكرية التركية عبر الحدود قد تكون وشيكة.

وأضاف المسؤولون أن الحشد التركي مماثل لتحركات أنقرة قبل عمليتها العسكرية شمال شرقي سوريا عام 2019، وأكدوا أن الإدارة الأميركية "تضغط من أجل ضبط النفس".

من جهتها، قالت المسؤولة في الإدارة المدنية للأكراد إلهام أحمد إنها أبلغت الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أن عملية تركيا في سوريا وشيكة.

إعلان

وأضافت في رسالة نقلتها عنها "وول ستريت جورنال" أن "هدف تركيا السيطرة على أرضنا قبل توليك منصبك".

وفي السياق، أكد البيت الأبيض أن واشنطن تتفهم مخاوف تركيا المشروعة بشأن التهديدات الناجمة عن تنظيمي "واي بي جي"، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، و"بي كيه كيه"، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني في سوريا.

وتزامنا مع سقوط الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد وفراره إلى روسيا صعّدت تركيا لهجتها تجاه الوحدات الكردية في سوريا، إذ أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي أن بلاده "ستسحق المنظمات الإرهابية في أقرب وقت ممكن".

وفي السياق نفسه، شدد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في مقابلة تلفزيونية على أن هدف تركيا الإستراتيجي يتمثل في إنهاء وجود وحدات حماية الشعب الكردية، معتبرا أنها أمام خيارين، إما أن تحل نفسها أو تواجه القضاء عليها بالقوة.

وتصنف تركيا وحلفاؤها الغربيون حزب العمال الكردستاني "منظمة إرهابية"، ويخوض الحزب تمردا ضد الدولة التركية منذ عام 1984.

ويقبع زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان في الحبس الانفرادي في سجن بإحدى الجزر التركية منذ عام 1999.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قوات سوریا الدیمقراطیة مدینة منبج شمال سوریا فی سوریا

إقرأ أيضاً:

واشنطن توبخ رواندا بعد سيطرة متمردين على مدينة استراتيجية شرق الكونغو

اتهمت الولايات المتحدة رواندا بخرق اتفاق سلام رعته واشنطن، عقب تصعيد عسكري جديد نفذته حركة «23 مارس» (M23) المتمردة والمدعومة من كيغالي في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، محذرة من محاسبة من وصفتهم بـ«معرقلي السلام».

وجاءت التصريحات على لسان السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة مايك والتز، خلال جلسة لمجلس الأمن، بالتزامن مع تأكيدات رسمية بمقتل أكثر من 400 مدني منذ أن صعدت حركة M23 هجومها في إقليم كيفو الجنوبية، وسط تقارير عن وجود قوات خاصة رواندية داخل مدينة أوفيرا الاستراتيجية.

قلق أمريكي

وقال والتز إن بلاده «تشعر بقلق بالغ وخيبة أمل كبيرة إزاء تجدد العنف الذي تقوده حركة M23»، مضيفاً أن «رواندا تقود المنطقة نحو مزيد من عدم الاستقرار والحرب». وأكد أن واشنطن ستستخدم «كل الأدوات المتاحة لمحاسبة مفسدي جهود السلام».

ودعا السفير الأمريكي رواندا إلى احترام حق الكونغو في الدفاع عن أراضيها، والسماح لها بالاستعانة بقوات صديقة من بوروندي، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تجري اتصالات مع جميع الأطراف لحثها على ضبط النفس وتجنب مزيد من التصعيد.

ويأتي هذا التطور رغم توقيع رئيسي الكونغو ورواندا، الأسبوع الماضي في واشنطن، اتفاق سلام بوساطة أمريكية، لم تكن حركة M23 طرفاً فيه. وينص الاتفاق على وقف دعم الجماعات المسلحة، ومنها M23، والعمل على إنهاء الأعمال العدائية، إلا أن الحركة تواصل هجومها، متهمة كينشاسا بخرق وقف إطلاق النار الذي أُعلن سابقاً.

تخوفات من التصعيد الإقليمي

وأكدت وزارة الاتصال الكونغولية أن متمردي M23 سيطروا على مدينة أوفيرا، الواقعة على بحيرة تنجانيقا والمقابلة مباشرة لأكبر مدن بوروندي، بوجومبورا، ما يثير مخاوف من توسع الصراع إقليمياً. وكانت أوفيرا آخر معقل حكومي رئيسي في إقليم كيفو الجنوبية بعد سقوط عاصمته بوكافو في فبراير الماضي.

ووفق مسؤولين إقليميين، أسفر الهجوم عن نزوح نحو 200 ألف شخص، إضافة إلى عبور مدنيين الحدود إلى بوروندي، مع ورود تقارير عن سقوط قذائف داخل أراضيها.

وتتهم الكونغو والولايات المتحدة وخبراء أمميون رواندا بدعم حركة M23، التي تضاعف عدد مقاتليها ليصل إلى نحو 6,500 عنصر. وأكد والتز أن القوات الرواندية قدمت دعماً لوجستياً وتدريبياً للحركة، وشاركت في القتال إلى جانبها، مع وجود ما بين 5 و7 آلاف جندي رواندي شرق الكونغو مطلع ديسمبر.

من جانبها، طالبت وزيرة خارجية الكونغو، تيريز كاييكونبا فاغنر، مجلس الأمن بفرض عقوبات على القادة العسكريين والسياسيين المسؤولين عن الهجمات، وحظر صادرات المعادن من رواندا، ومنعها من المشاركة في بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

ويشهد شرق الكونغو، الغني بالمعادن الاستراتيجية، نزاعاً معقداً تشارك فيه أكثر من 100 جماعة مسلحة، ما تسبب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، مع تجاوز عدد النازحين 7 ملايين شخص وفق الأمم المتحدة.

طباعة شارك رواندا الكونغو ٢٣ مارس كيغالي ترامب

مقالات مشابهة

  • تركيا تدين الهجوم الإرهابي في سوريا
  • مقتل 3 أميركيين في سوريا.. واشنطن تكشف تفاصيل "هجوم تدمر"
  • تعرض دورية عسكرية أمريكية سورية مشتركة لإطلاق نار في تدمر
  • رغم هدنة ترامب.. تايلاند تعلن استمرار العمليات العسكرية ضد كمبوديا
  • تركيا تستضيف 3 قمم دولية كبرى عام 2026
  • نيوزويك: 3 مؤشرات على حرب وشيكة بين الولايات المتحدة وفنزويلا
  • واشنطن توبخ رواندا بعد سيطرة متمردين على مدينة استراتيجية شرق الكونغو
  • أوكرانيا تعلن استعادة بلدتين من الجيش الروسي قرب مدينة استراتيجية
  • وثيقة سرية تكشف تعرض واشنطن لهزيمة كبيرة من الصين في حال غزو بكين لتايوان
  • تركيا.. الحركة القومية يقدم للبرلمان تقريره بشأن مبادرة حل الأزمة الكردية