حكم قراءة القرآن الكريم وكتابته بغير العربية.. الإفتاء توضح
تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية أن القرآن الكريم هو كلام رب العالمين المنزَّل على نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم بلسان عربي مبين، الذي أُمر بتبليغه للعالمين؛ فقال عز شأنه: ﴿قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنعام: 90]، فرسالته صلى الله عليه وآله وسلم عامة لجميع الناس، وليست قاصرة على جنس دون جنس، ولا زمن دون آخر، وإنما هي ليوم القيامة.
حكم قراءة القرآن الكريم وكتابته بغير العربية
وتابعت الإفتاء عبر موقعها الرسمي في فتواها رقم 2348 لفضيلة الدكتور شوقي علام حول حكم قراءة القرآن الكريم وكتابته بغير العربية أن العمل على تبليغ القرآن الكريم وتعليمه لجميع المسلمين هو من المهمات في الدين، ولا شك أن ذلك يقتضي أحد أمرين: إما أن يعرف هؤلاء المسلمون اللغة العربية فلا إشكال، أو أنهم لا يعرفونها فيحتاجون حينئذٍ لمن ينقل لهم القرآن الكريم بلغتهم، ومن هنا فإن العلماء قد بحثوا حكم ترجمة القرآن الكريم وبيان جوازها من عدمه وانتهوا إلى فريقين:
الفريق الأول: المنع والتخوف من التحريف
يتمسك هذا الفريق بموقف صارم يرفض ترجمة القرآن الكريم إلى لغات أخرى. يعتقدون أن ترجمة القرآن هي أمر مستحيل؛ فحتى وإن كانت الترجمة دقيقة، فإنها لن تتمكن من نقل جمال وبلاغة القرآن الكريم. القرآن لا يُحاكى، ولا يُقارن به شيء، وهو معجز في أسلوبه، كما تحدى الله -سبحانه وتعالى- الإنس والجن أن يأتوا بمثله. لذلك، يرى هذا الفريق أن الترجمة قد تُفقد المسلمين الاتصال بالقرآن بلغته الأصلية، مما قد يؤدي إلى فهم مبتور أو حتى تحريف المعاني.
أحد المبررات البارزة لهذا الرأي هو أن الترجمة ليست مجرد نقل الكلمات من لغة إلى أخرى، بل هي تفسير للمعنى بلغة أخرى. وبالتالي، قد يعتقد البعض أن الترجمة هي القرآن نفسه، وهو ما يؤدي إلى تحريف المعنى بشكل غير مقصود. لذلك، يُحذّر هذا الفريق من أن الترجمة قد تُساهم في تقليل اهتمام المسلمين بتعلم اللغة العربية وفهم القرآن مباشرةً منها.
الفريق الثاني: الجواز مع الضوابطفي المقابل، هناك فريق من العلماء يرون أن ترجمة القرآن الكريم جائزة ولكن ضمن شروط وضوابط. هؤلاء يميزون بين الترجمة والقراءة الحرفية، حيث يعتبرون أن الترجمة ليست بديلاً عن القرآن، بل هي محاولة لنقل المعاني. ومن هنا، يستندون إلى أنه لا حرج في ترجمة القرآن إلى لغات مختلفة طالما تم التأكيد على أن الترجمة ليست قرآناً بالمعنى الحرفي، بل هي تفسير له.
من الناحية العملية، يقترح هذا الفريق تشكيل لجان من علماء التفسير واللغة لوضع معايير دقيقة للترجمات بما يضمن الحفاظ على معاني القرآن. يُفترض أن تتم الترجمة بالتعاون مع مختصين من لغتين: العربية واللغة المستهدفة، لضمان دقة التفسير. ويؤكد هذا الفريق على ضرورة أن يكون النص المترجم مرفقاً مع النص العربي الأصلي، لتجنب اللبس ولتوضيح أنه ليس بديلاً عن النص القرآني، بل هو تفسير يمكن أن يساعد غير الناطقين بالعربية على فهم معاني القرآن.
التحديات العملية والتخوفاتورغم أن العديد من المجامع الإسلامية، مثل مجمع البحوث الإسلامية في مصر ومجالس هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، يلتزمون بمنع كتابة القرآن بلغات أخرى، فإن البعض يعترف بضرورة ترجمة القرآن في حالات معينة، مثل الدعاية الإسلامية أو تعليم المسلمين الجدد.
يُحتمل أن تكون الحاجة إلى هذه الترجمة ملحة خاصة في ظل التقدم التكنولوجي ووسائل التواصل الحديثة التي تجعل الوصول إلى معلومات دينية بلغة المواطن أسهل وأكثر شمولًا.
ضوابط الترجمة: الحفاظ على قدسية النص القرآنيمن أبرز الآراء المؤيدة للترجمة هو وضع ضوابط صارمة لضمان عدم تحريف النصوص القرآنية. يشير هذا الرأي إلى ضرورة عدم نشر النصوص المترجمة بمعزل عن النص العربي، بل يجب دمجها بشكل متكامل بحيث يتم التأكيد على أنها مجرد تفسير، مع تقديم توضيحات حول تنوع القراءات القرآنية. كما ينبغي أن تكون الترجمة تحت إشراف علماء مختصين، مما يضمن تطابق الصوتيات مع اللغة العربية بأدق صورة ممكنة.
حفاظاً على قدسية القرآن وفهمه العميقيظل الجدال حول ترجمة القرآن الكريم قضية شائكة، بين الحفاظ على قدسية النص العربي وفهمه السليم، وبين تلبية حاجات المسلمين غير الناطقين بالعربية. وبينما تظل الترجمة وسيلة لتوصيل معاني القرآن، يبقى الالتزام بالضوابط العلمية أمرًا بالغ الأهمية لضمان عدم تحريف القرآن، وحفاظاً على مبدأ التفسير الصحيح للمفاهيم القرآنية.
إن هدف المسلمين يجب أن يكون تعزيز فهم القرآن في أوسع نطاق ممكن، مع احترام قدسية النص وحمايته من أي تحريف أو سوء فهم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القرآن القران الكريم الله ترجمة قدسية القرآن ترجمة القرآن الکریم هذا الفریق أن الترجمة
إقرأ أيضاً:
هل حديث قراءة سورة يس لقضاء الحوائج صحيح؟.. دار الإفتاء تصحّح اعتقادًا خاطئًا
هل قراءة سورة يس لقضاء الحوائج صحيح ؟ .. سؤال ورد الى صفحة دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية.
وأجاب عنه الدكتور مجدي عاشور، قائلا: قراءة سورة يس لقضاء الحاجات جائز وسورة مباركة ولكن ليس بتكرار آيات معينة 10 مرات أو 14 مرة كما يتردد ، ولكن كل ما عليك أن تقرأ السورة وتدعو الله بعدها بفضل هذه السورة وبركتها أن يقضي لك ما تريد وتسمي حاجاتك ، ولا تشترط على الله الإجابة في وقت معين ولكن عليك بتركها للوقت الذي يريده الله .
سؤال أجاب عنه الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية ، وذلك خلال البث المباشر المذاع عبر صفحة دار الإفتاء المصرية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
ورد "ممدوح"، قائلًا: إن الحديث ضعيف من كل الطرق، لكن مسألة أن سورة يس تكون سببًا في قضاء الحوائج هو موضوع مجرب لكن ان تقرأها بنية قضاء حاجة معينة وتتوسل بالقرآن الكريم الى الله عزو وجل .
هل يس لما قرأت له؟ وهل يصح قراءتها لأكثر من نية ؟..سؤال أجاب عنه الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال لقائه بالبث المباشر المذاع على صفحة الإفتاء عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وأجاب وسام، قائلا: هذا حديث له شواهد كثيرة وهذا المعنى صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وورد من طرق كثيرة ان يس لما قرأت له فى قضاء الحوائج، وجاء فى الأثر ( يا علي اكثر من يس فإن فيها 10 خصال) ما قرأت على ميتًا الا رحمه الله ولا مريضًا الا شفاءه الله ولا جائعًا الا شبع ولا عطشان الا روى، لافتًا الى أن التجربة الطويلة للمسلمين عبر القرون فى الذكر والقراءة لسورة يس وقضاء الحوائج فهى من السور المباركة التى اكرم الله تعالى بها الأمة المحمدية لقضاء حوائجهم.
وتابع: فضل الله واسع لكن كلما كان الإنسان مخلص فى نيته كلما فتح الله له باب القبول وأكرمه لقضاء الحاجة فهذا كرم من الله.
وأشار إلى أنه يجوز قراءة سورة يس لأكثر من أمر، ولكن هذا يرجع الى تجربة الإنسان، فكل إنسان له مع الله سر، ولذلك قال أهل الله أمر الذكر والدعاء على السعة حيثما وجدت قلبك فاذكر ربك، فهذا أمر مرده إلى حسن ظن الإنسان بالله من جهة وتجربته الروحية مع هذه السورة من جهة أخرى.
حكم قراءة عدية يس على الظالمقال الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن القرآن الكريم إنما نزل للتزكية والهداية لا للأذى ولذلك إذا آذى أحدًا غيره فعليه أن يقرأ سورة يس بنية أن يصرف الله عنه الأذى.
وأضاف الشيخ محمد وسام، فى إجابته عن سؤال «ما حكم قراءة عدية يس على الظالم؟»، أن سورة يس قلب القرآن وجاء أيضًا أنها لما قرأت لها فإذا قرأت بنية صالحة استجاب الله تعالى، فيجب على الإنسان أن يقرأها دائمًا بنية أن يحفظه الله أو يشفيه الله أو أن يرد حقه من الظالم ويبعد أذاه عنه.
وأشار إلى أن قراءتها على إنسان بنية أن يهلكه الله فدائمًا القرآن كلما قصدت به الخير كلما صرف الله عنك الشرور.
فيما قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن ما تسمى "عدية يس"، لا يجب قراءتها للإضرار بالناس ولكن يجب أن تقرأ سورة يس عدة مرات بقصد جلب الشفاء للمرضى وتيسير الأمور وهداية العباد وفك كروبهم.
وأضاف على جمعة، فى فتوى له على موقع دار الإفتاء، أن الله أمر بالعفو والصفح لقوله "فاعفوا واصفحوا حتى يأتى الله بأمره"، ويجب علينا أن نملأ قلوبنا بالحب والرحمة.
وأشار إلى أن عدية "يس" لا تدرس في جامعة الأزهر، لافتًا إلى أنه لم يقرأها أحد من الأزهر وعلمائه أمامه قط.
وأوضح أن معنى قول "يس لما قرأت له" أى عندما يدعو الإنسان "يا رب ادخلنى الجنة، يا رب عنى على حفظ القرآن" وما شابه ذلك، وأن من عنده حاجة من الله تعالى فليقرأ سورة يس "قلب القرآن" ثم يدعو الله تعالى.