شجرة الميلاد.. رسالة أمل وتضامن فى وجه التحديات
تاريخ النشر: 23rd, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تستعد العديد من الدول في منطقة الشرق الأوسط، ومنها سوريا والعراق ولبنان وفلسطين للاحتفال بحلول عيد الميلاد المجيد 2025، حيث يُعكس إنارة "شجرة الميلاد" في الساحات العامة والمنازل تقاليد دينية وثقافية تميز المجتمعات المسيحية، وبالرغم من التحديات السياسية والاقتصادية الصعبة التي تواجه بعض هذه الدول؛ إلا أن احتفالات عيد الميلاد تظل علامة على الأمل والفرح، وتجمع العائلات في أجواء من السلام والمحبة.
وتُعد إنارة "شجرة الميلاد" في سوريا ولبنان والعراق وفلسطين، ليست مجرد تقليد ديني؛ بل هي أيضًا رسالة أمل وتضامن في وجه التحديات، ففي الوقت الذي يعاني فيه العديد من هذه الدول من أزمات مستمرة، تظل احتفالات عيد الميلاد رمزًا للوحدة، وتؤكد على قوة الإيمان وقدرة الناس على تجاوز الصعوبات بالفرح والتعاون، وهذا دليل على أن الاحتفالات تُظهر أن الأعياد ليست فقط مناسبات دينية، بل أيضًا لحظات تعبير عن التمسك بالقيم الإنسانية مثل المحبة والسلام والتعايش.
وبالرغم من الظروف الاستثنائية التي تفرضها التحديات في المنطقة، إلا أن الكنائس في سوريا ولبنان وفلسطين والعراق، تستعد للاحتفال بعيد الميلاد لهذا العام، لا سيما أنها تعد مناسبة تملؤها روح الأمل والتجديد، حيث تعم بها الطقوس الدينية مع مظاهر الفرح التي تميز هذه الفترة من كل عام.
سوريا ولبنان وفلسطين والعراق يحتلفون بـ"الميلاد" رغم الأزمات
سوريا
تعد شجرة الميلاد في ساحة "الأمويين" في العاصمة "دمشق"، أحد أبرز معالم الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، حيث يظهر هذا الحدث روح الصمود والتلاحم بين السوريين رغم المعاناة المستمرة التي يتعرضون لها، وفي كل عام يتجمع السوريون حول الشجرة المُزينة بأضواء ملونة وزهور، ويعبرون عن أملهم في إحياء السلام والعودة إلى الحياة الطبيعية.
ومع اقتراب عيد الميلاد، أصبحت شجرة الميلاد أكثر إشراقًا، حيث تم تزيينها بعناية بالزخارف، بينما شهدت "حلب" تزيين ساحة باب الفرج بشجرة ضخمة، في إشارة إلى بداية مرحلة جديدة من إعادة الإعمار بعد سنوات من الحرب.
وتحتفل الكنائس في سوريا عادة بالقداس في ليلة 24 ديسمبر، حيث يتم إضاءة الشموع وتنظيم المواكب التي تقودها شخصيات دينية، كما يتوافد أبناء الطائفة المسيحية على كنائسهم لتقديم الصلوات والدعوات من أجل السلام في بلادهم.
لبنان
اعتادت لبنان في كل عيد ميلاد على تقليد مميز من خلال إنارة "شجرة الميلاد" في العاصمة "بيروت"، لا سيما أنها دولة تعرف بتنوعها الديني والثقافي، وفي ساحة "سوليدير"، تتزين هذه الشجرة، بأضواء ساطعة ومتنوعة تعكس التنوع والفرح الذي يسود في هذه المناسبة.
ولم تقتصر احتفالات الميلاد على العاصمة فقط، بل امتدت إلى جميع المناطق اللبنانية، حيث أقيمت العديد من الفعاليات الثقافية والدينية، وتوافد السياح على لبنان من مختلف أنحاء العالم للاستمتاع بهذه الأجواء الاحتفالية، خاصةً أن هذا العيد يُعد فرصة للتأكيد على روح الوحدة الوطنية والتضامن بين الطوائف المختلفة، رغم الأزمات السياسية والاقتصادية التي يمر بها البلد.
وتنظم الكنائس في لبنان قداسات متعددة في يومي 24 و25 ديسمبر، إضافة إلى حفلات موسيقية وفعاليات اجتماعية تهدف إلى نشر الفرح في أوساط المجتمع اللبناني.
فلسطين
شهدت مدينة "بيت لحم"، احتفالات مميزة بمناسبة إنارة شجرة الميلاد في ساحة المهد، وهي أحد أكبر الأحداث الاحتفالية في فلسطين، ويأتي هذا الحدث في وقت يشهد فيه الفلسطينيون تحديات كبيرة، سواء كانت سياسية أو اقتصادية، لكن رغم ذلك، فإن إنارة هذه الشجرة تحمل رسالة أمل وثبات، حيث اجتمع الآلاف من الفلسطينيين والسياح في ساحة المهد للاحتفال.
أما في القدس، فقد شهدت البلدة القديمة إضاءة شجرة ميلاد ضخمة في كنيسة القيامة، وسط أجواء احتفالية مميزة، ورغم القيود الإسرائيلية، كان الفلسطينيون يصرون على إحياء هذه التقاليد الدينية، مؤكدين على حقهم في الاحتفال بحرية في وطنهم.
وتحتفل الكنائس في فلسطين بمظاهر روحية وثقافية مميزة، بما في ذلك عروض موسيقية تقام في الشوارع والكنائس، وتوزيع الطعام والهدايا على الأسر المحتاجة، كما يتم تعزيز الأمل في المستقبل من خلال الحملات التوعوية التي تدعو إلى المحبة والتسامح بين كافة الطوائف.
العراق
بدأت العديد من المدن التي تضم جاليات مسيحية، ومنها "بغداد" و"كركوك" و"البصرة" استعداداتها للاحتفال بعيد الميلاد المجيد، حيث تم تزيين الساحات العامة في "البصرة"، بشجرة ميلاد ضخمة وسط أجواء احتفالية، تعكس رغبة الشعب العراقي في السلام والازدهار، كما شهدت "كركوك" مراسم إنارة شجرة الميلاد، حيث تجمع الأهالي من مختلف الطوائف للاحتفال معًا، في مشهد يبعث على الأمل.
وبالرغم من التحديات السياسية التي يعاني منها الشعب العراق، إلا أن هذه المناسبات تظل فرصة لإحياء الروح الوطنية وتعزيز التعايش بين مختلف الطوائف، وعلى الرغم من الوضع الاقتصادي الصعب، إلا أن الزينة وأضواء الميلاد كانت دليلًا على تمسك العراقيين بعاداتهم وتقاليدهم المسيحية.
وتستعد الكنائس في مختلف المدن العراقية للاحتفال بعيد الميلاد، بما في ذلك تزيين الكنائس، تنظيم القداديس، والأنشطة الاجتماعية والإنسانية، التي تهدف إلى تعزيز روح الوحدة والسلام، بينما تبقى "شجرة الميلاد" رمزًا للسلام والوحدة، وتحمل رسالة أن الأمل دائمًا موجود مهما كانت الظروف، وأن الاحتفال بالمناسبات الدينية لا يقتصر على الاحتفاء بالماضي، بل هو دعوة نحو المستقبل الأفضل.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: منطقة الشرق الاوسط سوريا العراق لبنان فلسطين عيد الميلاد المجيد شجرة الميلاد الكنائس الطقوس الدينية بعید المیلاد شجرة المیلاد عید المیلاد الکنائس فی العدید من فی ساحة إلا أن
إقرأ أيضاً:
« اتحاد المصارف العربية»: الشراكة الأوروبية ضرورة حتمية في ظل التحديات الحالية
أكد رئيس مجلس إدارة اتحاد المصارف العربية محمد الإتربي، أن الشراكة العربية الأوروبية أصبحت ليست مجرد خيار استراتيجي، ولكنها ضرورة حتمية في ظل التحديات الحالية التي يمر بها العالم.
وقال الأتربي، في تصريح خاص لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط بباريس اليوم الجمعة، إن القمة المصرفية العربية الدولية تتناول هذا العام موضوع "الصمود الاقتصادي في ظل التغيرات الجيوسياسية"، وذلك في ظل ما يشهده العالم من تحديات وتقلبات والتي لها أثر بالغ على الدول العربية.
وأضاف "لذلك، فإن الشراكة العربية الأوروبية ليست مجرد خيار استراتيجي، ولكنها ضرورة حتمية أمام تحديات الحاضر وطموحات المستقبل"، مشيرا إلى أن التبادل بين الدول العربية والاوروبية تجاوز 24 مليار دولار خلال عام 2024.
وشدد على ضرورة ترسيخ هذه الشراكة قائلا "لابد أن نعزز هذه الشراكة ليس من الناحية الاقتصادية فقط، ولكن من الناحية الاجتماعية والثقافية، وأيضا في مجال التنمية المستدامة، هام جدا موضوع التمويل الاخضر، هام جدا موضوع التحول الرقمي والطاقة المتجددة".
كما أشار الأتربي إلى الجلسة المخصصة في القمة والتي ترتكز حول "إنعاش وإعادة هيكلة القطاعات المصرفية في الدول العربية المتضررة من الأزمات"، وقال "هناك عدة أزمات في السودان وفي اليمن ونتمنى أن تعود سوريا لوضعها الطبيعي.. فهي أزمات تؤثر على المنطقة العربية بأكملها، لذا عندما نخصص جلسة لبحث وضع هذه الدول التي تعاني من أزمات، فلابد أن يكون هناك دعم من أوروبا ودعم من الدول العربية التي لديها امكانيات مثل دول الخليج".
وأعرب عن أمله في أن تخرج القمة بتوصيات تُنفذ على أرض الواقع، مشيرا إلى نجاحها مع حضور هذا العدد الكبير من الشخصيات المصرفية المتخصصة والمتحدثين على أعلى مستوى، وهو "ما يؤكد أهمية الشراكة بين الدول الأوروبية والدول العربية من أجل التنمية المستدامة والمشاريع الحيوية والتحول الرقمي.. وهي شراكة مهمة للطرفين".
وفي كلمة له خلال افتتاح "القمة المصرفية االعربية الدولية لعام 2025"، قال الإتربي "نتطلع من هذه القمة إلى زيادة الثقة المتبادلة بين الدول العربية ودول الاتحاد الأوروبي، وعلى رأسها فرنسا، وتعزيز التعاون في كافة المجالات سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية، حضارية أو ثقافية، تكنولوجية أو علمية، وبالأخص تجارية، بما يؤدي إلى دعم الصمود الإقتصادي في ظل التحديات التي تمر بها المنطقة والعالم، لا سيما في القطاع المصرفي العربي الذي يظل العامل الرئيسي للتمويل".
وقال إن انعقاد هذه القمة اليوم في باريس وبرعاية الرئيس الفرنسي، يجسد عمق العلاقات بين المنطقتين، ويؤكد مجددا أن الشراكة العربية الأوروبية ليست مجرد خيار استراتيجي، بل هي ضرورة تفرضها التحديات الحالية.
وأضاف أن العلاقات الاقتصادية بين العالم العربي وأوروبا قد شكلت على مدى عقود طويلة ركيزة أساسية للاستقرار والنمو، "ولكننا اليوم أمام منعطف جديد يتطلب منا جميعا تعزيز هذه العلاقات ودعم الصمود الاقتصادي في ظل التطورات الجيوسياسية إقليميا ودوليا على أسس أكثر مرونة وإبتكارا وشمولية".
وانطلقت اليوم القمة المصرفية العربية الدولية لعام 2025 في باريس، برعاية الرئيس الفرنسي وبمشاركة شخصيات مصرفية ومالية متخصصة يمثلون العديد من الدول الأوروبية والعربية من بينها مصر.
وينظم اتحاد المصارف العربية فعاليات القمة، بالتعاون مع الفيدرالية المصرفية الأوروبية، والفيدرالية المصرفية الفرنسية، واتحاد المصارف الفرانكفونية، والغرفة التجارية العربية الفرنسية، والاتحاد المصرفي الدولي وذلك بحضور عدد كبير من السفراء العرب المعتمدين في فرنسا، من بينهم السفير علاء يوسف سفير مصر بباريس، بالإضافة إلى قيادات من المؤسسات المالية والمصرفية والدبلوماسية العربية والأوروبية.
وتنعقد القمة هذا العام تحت عنوان "الصمود الاقتصادي في ظل التغيرات الجيوسياسية"، وتهدف إلى تعزيز حوار تعاوني بين الجهات المعنية من أوروبا، ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأفريقيا حول التحديات الاقتصادية والمصرفية المشتركة، واستكشاف فرص تسريع النمو الاقتصادي من خلال تعزيز الاستثمار والتجارة والابتكار التكنولوجي، ومناقشة التحديات الاقتصادية والجيوسياسية التي تواجه أوروبا، مع التركيز على أثر حالة عدم اليقين العالمية على الأنظمة المالية في المنطقة، والتعاون المصرفي والمالي العربي الأوروبي.