موقع 24:
2025-06-18@15:12:58 GMT

«الإخوان» والانتهازية

تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT

«الإخوان» والانتهازية

منذ تأسيس جماعة «الإخوان المسلمين» عام 1928، تماشت الجماعة مع نظام الملكية الدستورية الذي يضمن التعددية السياسية تحت مظلة الملك، وأنشأت مقرات لها في دول أخرى يديرها أبناء تلك الدول. ورغم كثرة التجاذبات السياسية، فإن الجماعة ظلت بعافيتها حتى بعد اغتيال مؤسسها عام 1949 وانتخاب حسن الهضيبي خلفاً له. وحتى بعد ثورة يوليو (تموز) 1952، تم استثناء جماعة «الإخوان» من قرار حل الأحزاب السياسية؛ إذ كان بين الضباط الأحرار من خلفية إخوانية مثل حسين الشافعي.

ولكن لاحقاً تطورت العلاقة بين نظام الرئيس عبد الناصر وبين جماعة «الإخوان» لتصبح صراعاً على السلطة، رأت فيه جماعة «الإخوان» أنها الشريكة الأقوى، والأحسن تنظيماً، والأرسخ جذوراً في البيئة المصرية، وفي هذا ما يؤهلهم للعمل على الصعود لأعلى هرم السلطة، أي تبديل نظام الحكم.
وقد امتدت هذه الثقافة لبقية فروع التنظيم في الدول العربية؛ حيث شكّلت مسألة إقامة الدولة الإسلامية على نظام الخلافة الأولويةَ في الفكر الحركي. بررت هذه الأولوية مسألة السعي إلى إسقاط الأنظمة السياسية في الدول الوطنية بهدف إقامة الدولة الإسلامية الجامعة التي يحكمها الخليفة أو من يقوم بمقامه. وقد أدى ذلك لصدامات كبيرة مع الأنظمة السياسية في المنطقة وعلى رأسها مصر وسوريا.
نتذكر في هذا الصدد شعار «الإخوان» في مصر «على القدس رايحين، شهداء بالملايين»، ولكن عندما وصلوا للحكم في مصر عام 2012، لم يتخذوا موقفاً حازماً من الدولة الإسرائيلية، ليس فقط على مستوى إبقاء العلاقات، ولكن حتى في ودية الرسائل البروتوكولية على غرار رسالة محمد مرسي لشمعون بيريز التي بدأت بـ«صديقي بيريز».
فشل «الإخوان» في مصر، ثم في تونس، وقد تورّطوا في نزاعات مسلحة في سوريا، ليس مع النظام المخلوع فحسب، بل حتى مع الفصائل الأخرى. كان القاسم المشترك على طول تاريخهم السياسي أنهم جماعة معارضة للسلطة لا تحسن توليها إن سنحت لها الفرصة. فنموذج الاصطدام في مصر، والتدرج في تونس لم يجعلهم قادرين على تمثيل الشارع الوطني نظراً لكونهم لم يخرجوا من فكرة الجماعة إلى فكرة المواطنة، فالوطن محدود جغرافياً وليس ممتداً ليكون دار إسلام مقابل دار الكفر.
على مدى تاريخهم اتخذوا سياسة التكتيك والانتهازية، فهم ينظرون للنزاعات ويتقربون للأقوى وإن اختلفوا معه بهدف الاستفادة من انتصاره على عدوهم الأكبر. ولنا في موقفهم من السعودية ودول الخليج خلال فترة الستينات والسبعينات خير مثال، فقد وقفوا مع الدول الملكية ضد حكومات الجمهورية ذات التوجه الثوري. وعندما انتهت تلك الصراعات كانوا دائماً في دور المزايد على علماء الدين السلفيين في مسألة التعاطي مع الدولة؛ وخير مثال على ذلك موقفهم في أزمة احتلال الكويت وتأليبهم الشارع على حكوماتهم بحجة استدعاء القوات غير الإسلامية لمواجهة جيوش صدام حسين.
خلاصة القول، إن تكتيك «الإخوان» أقرب لسلوك الضِباع التي تقتات على الجيف التي يصطادها الأسود. فالضبع - بالرغم من قوة فكه - لا يهاجم إلا الحيوانات الضعيفة التي يلتهمها من دون رحمة، ومن دون أن ينتظر الإجهاز عليها قبل قتلها. واليوم نجد أصواتهم في الفضاء الإعلامي بعد سقوط حكم البعث في سوريا؛ حيث تتعالى نداءات الانتصار وصيحات الأحلام بأن يمتدوا للدول الأخرى ليقيموا دولتهم المزعومة. فهم يمجّدون الدولة التي سقطت فيها آخر خلافة عابرة للحدود، بالرغم من علاقتها الوثيقة مع إسرائيل، بل لا يكترثون لكل ما تفعله إسرائيل في الأراضي السورية. وعندما يزايدون على الدول المعتدلة، فإنهم يتغافلون عن حقيقة أن دولة مثل المملكة العربية السعودية أدانت الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا في ظل صمت إخوان سوريا الذين دخلوا دمشق دخول الفاتحين.
ختاماً، إخوان سوريا مثلهم مثل بقية التنظيمات المتبنّية للفكر الإخواني، يُتقنون دور المعارض المزايد على الآخرين، وبمجرد وصولهم للحكم، فإنهم يركزون على الاستئثار بالسلطة على حساب المكاسب الوطنية، بل وحتى المبادئ التي يزايدون بشعاراتها. فهدفهم دائماً الوصول للسلطة في دول العالم الإسلامي، ولا تشكل قضية فلسطين أولوية في أجندتهم.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات سقوط الأسد الحرب في سوريا فی مصر

إقرأ أيضاً:

وزير الصحة: الدولة تولي اهتماما بالغا بتأهيل الشباب للحياة السياسية

عقد الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان, اليوم الأحد، لقاءً موسعاً مع لجنة الصحة والسكان، بنموذج محاكاة مجلس الشيوخ،  بوزارة الشباب والرياضة بحضور الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، وذلك في ضوء المبادرة الرئاسية للتنمية البشرية «بداية جديدة لبناء الإنسان».

وزير الصحة يعتمد خطة التأمين الإسعافية تزامنًا مع بدء امتحانات الثانوية العامةوزير الصحة يناقش مشروع التوطين المحلي لأجهزة السونار في مصروزير الصحة والسكان يُكرم السفيرة هيفاء أبو غزالة تقديرًا لجهودهاوزير الصحة يبحث مع شركة عالمية تعزيز التعاون في علاج الأورام والمرأة

حضر الاجتماع، الدكتورة عبلة الألفي نائب وزير الصحة والسكان، والدكتور محمد حساني مساعد وزير الصحة لشئون مشروعات ومبادرات الصحة العامة، والدكتور محمد عبدالفتاح رئيس قطاع تنمية المهن الطبية، والدكتور حسام أبو زيد مدير عام الإدارة العامة للاتصال السياسي، والدكتور وائل عبدالرحيم رئيس المجلس بالنموذج، إلى جانب ممثلين عن وزارة الشباب والرياضة، وأعضاء لجنة الصحة والسكان بنموذج محاكاة مجلس الشيوخ.

وخلال الاجتماع، أشاد نائب رئيس مجلس الوزراء، بطبيعة عمل اللجنة والدور الفاعل الذي يقوم به نموذج محاكاة مجلس الشيوخ، باعتباره تجربة رائدة في إعداد وتأهيل الكوادر السياسية من الشباب، مؤكداً أهمية هذا النموذج في بناء جيل جديد من القيادات الشابة، القادرة على المشاركة الفعالة في صناعة القرار.

تأهيل الشباب للحياة السياسية 

وأكد الدكتور خالد عبدالغفار، أن الدولة تولي اهتمامًا بالغًا بتأهيل الشباب للحياة السياسية وتنمية مهاراتهم، انطلاقاً من دورهم الحيوي في بناء الدولة الحديثة، مؤكدا أن الشباب هم حجر الزاوية في التنمية البشرية، وتمكينهم سياسياً ومجتمعياً يعد ركيزة أساسية لبناء مجتمع واعٍ ومنتج.

وشدد الدكتور خالد عبدالغفار، على حرص الوزارة على تعزيز قنوات التواصل المباشر والمستمر مع أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، والاستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم، بما يضمن تطوير السياسات الصحية وتحقيق تطلعات المواطنين.

وفي كلمته، أكد الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، أن نموذج محاكاة مجلس الشيوخ يُعد من أبرز مشروعات الوزارة في مجال التثقيف السياسي، ويأتي في إطار استراتيجية بناء الوعي وتمكين الشباب من أدوات الفهم الحقيقي لطبيعة العمل التشريعي ودور المؤسسات الوطنية، قائلًا: «نحرص أن يكون هذا النموذج تجربة جادة ومحترفة تعكس مستوى وعي الشباب المصري».

وأوضح الدكتور أشرف صبحي، أن وزارة الشباب والرياضة، تعمل على ربط برامجها التدريبية والنماذج الشبابية بالمؤسسات التنفيذية بشكل مباشر، إيمانًا بأن صقل المهارات لا يكتمل إلا من خلال الاحتكاك الحقيقي بالقضايا والملفات الواقعية، مؤكدًا أن مشاركة لجنة الصحة والسكان -التابعة للنموذج- في اجتماع مشترك مع وزارة الصحة، يمثل نموذجًا عمليًا لهذا الربط، ويؤكد تأثير ووزن ما يقدمه الشباب.

وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن نموذج محاكاة مجلس الشيوخ يعد مشروعا قوميا تدريبيا، تنفذه وزارة الشباب والرياضة، ويهدف إلى تأهيل الشباب للمشاركة السياسية والبرلمانية، من خلال محاكاة واقعية لهياكل واختصاصات وآليات عمل مجلس الشيوخ المصري.

وأضاف «عبدالغفار» أن اللقاء تضمن استعراض اختصاصات لجنة الصحة والسكان، بنموذج المحاكاة، والتي تشمل دراسة قضايا الصحة العامة والسكان، واقتراح السياسات والبرامج اللازمة لتطوير الخدمات، فضلا عن إعداد تقارير وتوصيات لمجلس الشيوخ، مضيفاً أن اللقاء شهد أيضًا عرضاً للأنشطة والفعاليات التي نفذها النموذج خلال الفترة الماضية، فضلاً عن مناقشة التوصيات التي طرحها أعضاء اللجنة بشأن القضايا المتعلقة بالصحة والسكان.

ولفت «عبدالغفار» إلى أن الاجتماع تضمن نقاشاً موسعاً لأبرز التحديات التي تواجه المنظومة الصحية في مصر، حيث تم بحث وتبادل الرؤى والأفكار المقدمة من الأعضاء بهدف الوصول إلى حلول مستدامة، تسهم في تحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.

طباعة شارك بداية جديدة لبناء الإنسان رئيس مجلس الوزراء التنمية البشرية وزير الشباب وزير الصحة والسكان مجلس الشيوخ بداية جديدة

مقالات مشابهة

  • إقرار نظام الاستثمار بالمدن الصناعية في سوريا
  • الرئيس التونسي متهماً «الإخوان» بالتنكيل بالشعب: لا أحد فوق القانون
  • السفير الإيراني لدى روسيا: إيران لن تنسى الدول التي وقفت إلى جانبها
  • البلطجة السياسية في الحد من الأسلحة النووية
  • محمد مصطفى شردي عن الإخوان الإرهابية: كنت هتسجن أنا وضياء رشوان |فيديو
  • باحث في شئون التنظيمات الإسلامية: الإخوان ضد مفهوم الدولة الوطنية وأداة رئيسية في إعادة تشكيل الشرق الأوسط
  • برلمانية: الصف الداخلي والالتفاف الشعبي حول القيادة السياسية ضرورة وطنية
  • الفوضى الخلاقة.. مصر هي الهدف
  • أعضاء في غرفة تجارة دمشق يؤكدون أن الاتفاقيات التي وقعتها وزارة الطاقة ومجموعة شركات دولية ستخلق بيئة استثمارية خصبة في سوريا
  • وزير الصحة: الدولة تولي اهتماما بالغا بتأهيل الشباب للحياة السياسية