اتهامات إسرائيلية لنتنياهو وكاتس بتعطيل مفاوضات الأسرى مع حماس
تاريخ النشر: 26th, December 2024 GMT
وجه مسؤولون في فريق التفاوض الإسرائيلي اتهامات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، الأربعاء، بالإدلاء بتصريحات تضر بمفاوضات تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وفي وقت سابق الأربعاء، قال كاتس، خلال زيارة لمحور فيلادلفيا الذي تحتله إسرائيل على الحدود بين قطاع غزة ومصر، إن "السيطرة الأمنية على غزة ستبقى في أيدي إسرائيل، وستكون هناك مساحات أمنية ومناطق عازلة ومواقع سيطرة بالقطاع".
والجمعة، قال نتنياهو لصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إن الحرب ستستمر حتى القضاء على حماس تماما، مشيرا إلى أن "إسرائيل لن تقبل بوجودها على حدودها".
وتعقيبا على ذلك، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤولين لم تسمهم في فريق التفاوض الإسرائيلي، قولهم إن سماع تصريحات وزير الدفاع في محور فيلادلفيا من شأنها أن تفجر المفاوضات.
وقال المسؤولون إنه إذا لم يتم التوصل لصفقة قريبا فإن الجيش يرى صعوبة في إيجاد مناطق جديدة للمناورة، وأشاروا إلى أن الصفقة وصلت إلى مراحلها النهائية لكن تصريحات المسؤولين تسببت في ضرر كبير.
وأضاف المسؤولون أننا في أيام اتخاذ القرارات الحاسمة، التي يجب فيها استلام قائمة الأسرى (المحتجزين بغزة)، وهي أيام تتطلب المرونة وحسن النية.
ووجه المسؤولون في فريق التفاوض الإسرائيلي حديثهم لنتنياهو وكاتس وقالوا "لا تأخذا هذه النقطة الحاسمة وتعلنا أنكما لن تنهيا الحرب، وأن الجيش سيسيطر على غزة".
بدوره، رد مكتب نتنياهو، في بيان، على هذه التصريحات وقال إنها "صدى كاذب آخر لدعاية حماس من مصادر مجهولة في فريق التفاوض الذين يتصرفون انطلاقا من أجندة سياسية".
وأكد المكتب أن نتنياهو ملتزم بإعادة جميع المختطفين إلى وطنهم، وتحقيق الأهداف الأخرى للحرب في غزة، تشمل القضاء على حماس وضمان ألا تشكل غزة تهديدا لإسرائيل في المستقبل، وفق ما أعلنه نتنياهو مرارا.
وطالب مكتب نتنياهو المفاوضين "بالتركيز على المهمة المقدسة المتمثلة في إعادة المختطفين، والتوقف عن اللعب لصالح منظمة حماس الإرهابية"، بحسب وصف البيان.
ويتكون فريق التفاوض الإسرائيلي من مسؤولين كبار في جهازي الاستخبارات: الموساد والأمن العام (الشاباك)، بالإضافة إلى الجيش.
المفاوضات تسير بالوساطة القطرية والمصرية بشكل جدي
وكانت حماس قالت إن المفاوضات تسير في الدوحة بالوساطة القطرية والمصرية بشكل جدي.
وأضافت الحركة، في بيان، أنها أبدت المسؤولية والمرونة، غير أن الاحتلال الإسرائيلي وضع قضايا وشروطا جديدة تتعلق بالانسحاب ووقف إطلاق النار والأسرى وعودة النازحين، مما أجّل التوصل للاتفاق الذي كان متاحا.
من جهته، قال ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان آخر، إن حماس هي من تراجعت عن التفاهمات التي تم التوصل إليها وتواصل وضع العراقيل في المفاوضات.
وأضاف البيان أن إسرائيل ستواصل جهودها بلا كلل لإعادة جميع المختطفين، على حد وصف البيان.
وتعليقا على تبادل الاتهامات بين إسرائيل وحماس بشأن التأخر في التوصل إلى صفقة تبادل، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن زعيم المعارضة يائير لبيد قوله إنه ليست لديه توقعات من "منظمة إرهابية"، وإن نتنياهو لا يريد التوصل إلى صفقة حقا.
من جانبه، حضّ الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ الأربعاء الحكومة على بذل قصارى جهدها للتوصل إلى اتفاق يتيح الإفراج عن "الرهائن" الذين ما زالوا محتجزين في قطاع غزة.
وقال هرتسوغ الذي يعتبر منصبه رمزيا إلى حد كبير، في بيان، "أدعو قيادتنا إلى العمل بكل قوتها وبكل الوسائل المتاحة لنا للتوصل إلى اتفاق".
ومساء الثلاثاء، عاد الوفد الإسرائيلي المفاوض من قطر لإجراء مشاورات داخلية بعد أسبوع من المفاوضات لإبرام صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بغزة.
وتعثرت مفاوضات تبادل الأسرى التي تجري بوساطة قطرية ومصرية وأميركية أكثر من مرة، جراء إصرار نتنياهو على استمرار السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر، ومعبر رفح بغزة، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمال غزة عبر تفتيش العائدين من خلال ممر نتساريم وسط القطاع.
وتحتجز تل أبيب في سجونها أكثر من 10 آلاف و300 فلسطيني، وتقدر وجود 100 أسير إسرائيلي بقطاع غزة، فيما أعلنت حماس مقتل عشرات من الأسرى لديها في غارات عشوائية إسرائيلية.
ومنذ 7 أكتوبر 2023 تشن إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية على غزة أسفرت عن أكثر من 153 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: اتهامات نتنياهو مفاوضات الأسرى حماس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تبادل الأسرى فریق التفاوض الإسرائیلی فی فریق التفاوض
إقرأ أيضاً:
تحليلات إسرائيلية: طلب نتنياهو العفو ليس قانونيا وإنما سياسي
الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، لا يمكنه إصدار عفو عن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو ، بعد أن قدم الأخير طلبا رسميا بهذا الخصوص، أمس الأحد. ووفقا للمحللين في الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم، الإثنين، فإن هذا الطلب ليس خطوة قانونية، وإنما هي خطوة سياسية صرف.
وأفاد الخبير القانوني، بروفيسور مردخاي كرمنينتسر، في صحيفة "هآرتس"، بأنه "بموجب القانون، توجد صلاحية لرئيس الدولة بالعفو عن محرمين وتخفيف عقوبتهم بواسطة خفضها أو استبدالها. إلا أن رئيس الحكومة يصر على ادعائه أنه بريء من أي ذنب، أي أنه ليس مجرما. ولم تُمنح للرئيس صلاحية العفو عمن لم يُجرم أبدا. وعفو بغياب ذنب ومخالفة هو تناقض".
وأضاف أنه "لا مكان للنظر في الطلب، ويجب رفضه، لأن هذا ليس طلبا من جانب من ارتكب مخالفة، وكذلك لأن صلاحية العفو ليست هدفا بالإمكان استخدامه كبديل أو حاجز أمام إجراءات قضائية موجودة في ذروتها".
وفيما يتعلق بطلب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، من هرتسوغ إصدار عفو عن نتنياهو، فإن الأخير هو الذي خطط لذلك، "وهذا الأمر واضح في أقوال ترامب وفي طلب نتنياهو"، لكن كرمنيتسر لفت إلى أن "رئيس الحكومة، وهو رئيس السلطة التنفيذية في إسرائيل، يتآمر يشكل مخز ضد سيادة إسرائيل وضد استقلالية جهازها لإنفاذ القانون، باستدعائه تدخل دولة أجنبية في إجراءات قضائية داخلية. وبذلك هو يلوثهما بشكل لا يمكن تصحيحه. هل بإمكان الرئيس هرتسوغ أن يتجاهل كليا مطالب الرئيس الأميركي كأنها لم تكن، مثلما هو ملزم أن يفعل؟".
وتابع كرمنيتسر أنه "يصعب تخيّل تآمرا أعمق وأخطر على سلطة القانون من وجود صلاحية أخرى بإمكانها أن تلغي بجرة قلم إجراء قضائي في ذروته، خاصة وأن الحديث يدور عن صلاحية سياسية وليست مهنية، واعتباراتها ليست اعتبارات قانونية فقط. وكان بإمكان هرتسوغ، وتعين عليه أن يفعل، أن يوضح مسبقا حدود صلاحيته".
وأشار الخبير القانوني إلى قضية إصدار عفو عن مسؤولين في الشاباك في قضية "الحافلة رقم 300"، الذين اتهموا بقتل فلسطينيين بعد القبض عليهما في أعقاب محاولة اختطاف حافلة في الطريق بين حيفا وتل أبيب، وأصدر الرئيس الإسرائيلي الأسبق، حاييم هرتسوغ، والد الرئيس الحالي، عفوا عن رئيس وعناصر الشاباك الذين ارتكبوا الجريمة.
لكن كرمنيتسر اعتبر أن لا علاقة بين هذا العفو وبين العفو الذي يطلبه نتنياهو، لأن عناصر الشاباك "لم يدعوا البراءة، والعفو صدر قبل الإجراءات القضائية ضدهم، وتم إصداره، فعليا، بالابتزاز، ومن خلال التهديد بالكشف عن جرائم مشابهة. وقرار الحكم الذي أصدره معظم قضاة الهيئة القضائية، الذي قرروا من خلاله عدم التدخل بقرار الرئيس، تعرض لانتقادات شديدة".
وأشار كرمنيتسر إلى أن "نتنياهو لم يتراجع في طلب العفو عن الاتهامات الخطيرة التي وجهها إلى جهاز إنفاذ القانون بحياكة ملفات ضده من أجل إسقاطه عن الحكم. وكرر ذلك في رسالته لطلب العفو. والمصالحة (في المجتمع الإسرائيلي المنقسم) التي يعمل من أجلها مبنية على دحرجة التهمة بالكامل. فقد ادعى نتنياهو أنه بريء تماما والجهاز عمل ضده بشكل إجرامي. وواضح أنه بعد حصوله على العفو، سيعمل مقربوه من أجل التخلص من مسؤولي إنفاذ القانون الذين نفذوا واجبهم".
وأضاف أن "الافتراضات الواقعية التي استندت إليها المحكمة، بقرارها السماح لنتنياهو بأن يبقى رئيسا للحكومة رغم الاتهامات ضده، تبين مرة تلو الأخرى أن لا أساس لها. وتبقى أن نأمل أن هرتسوغ ليس ملتزما تجاه نتنياهو ولن يتعاون مع خطوة لا يمكن الصفح عنها، وهي تقويض حكم القانون".
العفو كخطوة سياسية
وفقا للمحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، فإن طلب العفو لذي قدمه نتنياهو إلى هرتسوغ "ليس خطوة قضائية وإنما خطوة سياسية صرف، ومشكوك بها من الناحية القانونية. وطلب العفو هو الخطوة الأولى في مفاوضات، التي يفترض بالرئيس هرتسوغ أن يؤدي فيها دورا مركزيا. والهدف هو التوصل إلى صفقة تؤدي إلى إنهاء المحاكمة، بصفقة مع النيابة أو بعفو أو بدمج بينهما".
وأشار برنياع إلى أن "هرتسوغ بحث طوال حياته السياسية عن الطريق الوسط، الطريق الذهبي وعن الجسر، حتى عندما لم يكن هناك وسط ولا طريق ولا جسر. وأعتقد أن معظم الإسرائيليين سيرتاحون عندما يروا أن هذا الكابوس ينتهي، بعضهم لأنهم مقتنعون بأنه تم حياكة ملف ضد نتنياهو، وبعضهم الآخر لأنهم يرون أسبوعيا المحكمة في حالة ضعفها وعجزها ووصمة عارها".
وأضاف أن "السؤال هو ماذا سيقدم نتنياهو في المقابل. حسبما تدل رسالته ورسالة محاميه (إلى هرتسوغ) هو ليس مستعدا لتقديم شيء في هذه الأثناء. وربما، إذا تصرفت دولة إسرائيل بشكل حسن، سيوافق على الصفح عنها بعد أن جرّته إلى المحكمة وعرقلته من إنقاذ الدولة والعالم. نتنياهو لا يطلب عفو، هو يمنحه. وفعلا، كلمة عفو ليست موجودة في رسالته".
وتساءل برنياع حول "كيف سيتعامل هرتسوغ مع نقطة البداية هذه؟"، وأشار إلى أن هناك ثلاث إمكانيات أمامه وأمام دائرة العفو في وزارة القضاء. "الأولى هي التوضيح أن العفو ليس واردا بالحسبان، وأنه لم يتم استيفاء الشروط القانونية؛ والثانية هي إعطاء نتنياهو كل ما يطلبه والصلاة كي لا ترفض المحكمة العليا العفو؛ والإمكانية الثالثة هي الإصرار على تنحي نتنياهو مقابل العفو والإصرار على اعتراف المتهم بتهمته، لأن هرتسوغ لا يؤدي هنا دور المحكّم أو الوسيط أو المحامي، وإنما هو صاحب القرار، وقراره سيرافقه حتى يومه الأخير".
وأضاف أنه "إذا كان نتنياهو يريد فعلا لأم الانقسامات في المجتمع الإسرائيلي، فإن الخدمة التي بإمكانه تقديمها للمجتمع هي التنحي. وإن لم يكن ذلك بسبب المحاكمة فإنه بسبب إخفاق 7 أكتوبر، وبسبب استمرار الحرب، وبسبب جنون الانقلاب على جهاز القضاء، وبسبب إدخال الكهانية إلى قدس أقداس الدولة. وإنهاء المحاكمة بالتنحي سيصحح شيئا ما؛ وإنهاء المحاكمة فيما يبقى نتنياهو وزملاؤه في مكانهم سيعمق الشرخ واليأس".
واعتبر برنياع أن "نتنياهو لا يعتزم الاستقالة. على العكس. فهو يؤكد في طلبه على ضرورة أن يخصص وقته كله لولايته في الحكومة. عفو من أجل المنصب. هذا هو ملخص طلبه. وهذا ليس ملائما لدولة قانون".
وأشار إلى أن "الجبهة السياسية، في بداية سنة انتخابات، هي الأساس. وإذا منحه هرتسوغ عفوا كاملا، فإن نتنياهو سيتحرر من المحاكمة، ويثبت لناخبي معسكره أنه قادر على أي شيء، وعلى موجات الفوز سيتجه مسرعا إلى الانتخابات. وسيتجاوز دوي العفو خطوطا حزبية، فهذا هو الأمر الحاسم في حملة انتخابية. وإذا تفجرت المفاوضات، فإن التهمة ستوجه إلى المتهمين دائما: النيابة العامة، وسائل الإعلام، الاحتجاجات، وهرتسوغ. ونتنياهو سيسارع إلى انتخابات متقمصا دور الضحية".
وهناك نظرية أخرى وربما هرتسوغ مقتنع بها، وفقا لبرنياع، مفادها أنه بالإمكان التوصل إلى "صفقة شاملة، تشمل العفو، وإلغاء وصمة العار، استمرار ولاية نتنياهو، ولكن إيقاف الانقلاب على جهاز القضاء وإلغاء تفكيك منصب المستشار القضائي للحكومة وعدم الإطاحة ببهاراف ميارا. وليفين وروتمان سيهدآن أو يختفيان، وسيتم إلقاء بن غفير وسموتريتش إلى المعارضة. والحريديون سيتجندون للجيش أو سيجدون أنفسهم خارج الحكومة. ونتنياهو، حسب هذه النظرية، انضم إلى الانقلاب على القضاء انتقاما لمحاكمته. وبدون سحابة قضائية فوقه سيعود إلى الأصول".
لكن برنياع استبعد تحقق هذه النظرية. "ربما نتنياهو قادر على التأقلم، لكن المارد الذي أخرجه من القمقم لن يختفي. فالوضع الذي أنشأه أقوى منه. والكهانيون الذين استولوا على الحكومة والائتلاف وتغلغلوا إلى المجلس المركزي لليكود لن يتنازلوا".
وتابع أن "النموذج أمام نتنياهو هو ترامب، سيده، الذي عفا عن تجار مخدرات ومغتصبين وقتلة ومجرمي الهجوم على الكونغرس، ويرى نتنياهو كيف أنه يحقّر سلفه (بايدن) علنا ويستهزئ بالقانون ويحظى بنفاق عام. ونتنياهو يسعى إلى السير في طريق ترامب".
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية إعلام عبري: أزمة ضباط بالجيش الإسرائيلي وحماس تسعى لدور بالمرحلة الثانية هرتسوغ ومُعضلة العفو عن نتنياهو - ما الخيارات المُتاحة؟ يديعوت تكشف تفاصيل زيارة رئيس الشاباك إلى القاهرة الأكثر قراءة حماس تؤكد التزامها بالمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار إصابة سائق مركبة في اعتداء مستوطنين عليه شمال غرب أريحا محدث: الدفاع المدني ينتشل 14 شهيدا من تحت ركام منزلين في المغازي الزراعة توضّح إجراءات فحص وضبط حالات غش زيت الزيتون عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025