لماذا يشكل المال السعودي فرصة لأندية أوروبا وليس تهديدا؟
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
قد يعود الإنفاق الضخم للسعودية لضم نجوم دوريات كرة القدم الأوروبية بالإيجاب على تلك الأندية، أكثر من كونه خطرا عليها.
ويرى تقرير لوكالة رويترز، في موجة انتقالات أسماء لامعة مثل كريستيانو رونالدو ونيمار وكريم بنزيما ورياض محرز، فرصة الأندية الأوروبية، أكثر من كونه تهديدا، حيث تدر عليها عائدات مالية كبيرة.
وكان المهاجم البرازيلي، نيمار دا سيلفا، آخر لاعب كرة قدم شهير ينضم إلى نادي الهلال قادما من باريس سان جيرمان، الفرنسي، مقابل أكثر من 90 مليون دولار.
وقد تساعد "الشراهة السعودية" وفق تعبير رويترز، الفرق الأوروبية في جمع الأموال وتلبية قواعد اللعب المالي النظيف الصارمة التي يفرضها اتحاد الكرة القاري.
يذكر أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وهو الهيئة الحاكمة لكرة القدم الأوروبية، أدخل قواعد جديدة تحد من إنفاق الأندية على الأجور والصفقات ورسوم الوكلاء إلى 70٪ من الإيرادات.
وهذا المعطى، يمنح النوادي سببا لبيع لاعبين باهظي الثمن، لأن ما يقرب من نصف الأندية في الدوري الإنكليزي الممتاز تجاوزت بالفعل هذا الحد في 2021/2022، وفقا لتحليل Deloitte.
ويرى الإعلامي الرياضي السعودي، محمد العمري، موضوع استقطاب السعودية لنجوم الكرة العالمية من أكثر من منظور.
وفي حديث لقناة الحرة، أوضح العمري، أن هناك عدة جوانب منها الاقتصادي والتسويقي إلى جانب الرياضي، تتعلق بملف الاستقدامات، مشيرا إلى أن الهدف الأول، من هذا السعي، "جعل الدوري السعودي من بين أفضل خمس دوريات بالعالم".
وأضاف "لتحقيق ذلك، عليك أن تستقطب أفضل اللاعبين في العالم" قبل أن يردف "هذا المسعى ليس جديدا فقد قام به من قبل الدوري الإنكليزي وكذلك الدوري الإيطالي".
ولفت أن هناك جهودا في السعودية لابتعاث لاعبين صغار إلى خارج المملكة قصد صقل تجاربهم وخدمة للتكوين الرياضي في البلاد، وقال إن "هناك خطة مدروسة تشمل حتى المواهب والأكاديميات".
وبالحديث عن السبب وراء قبول أسماء لامعة بالانضمام إلى أندية سعودية، هل بسبب المال أم تقديم إضافة للدوري السعودي؟. قال العمري إنّ "كون المال هدفا من أهداف اللاعبين أمر مفروغ منه، سواء ذهبوا إلى الدوري السعودي أو الإنكليزي أو الإيطالي أو أي دوري آخر".
وتابع "لكن هناك العديد من اللاعبين يبحثون عن مشاريع رياضية جديدة، والدوري السعودي عبارة عن تحد جديد" مبرزا تصريحات عدد من اللاعبين الذين انتقلوا للدوري السعودي والذين قالوا إنهم بصدد البحث عن تحديات جديدة.
وفي سياق حديثه، كشف أن هناك مفاوضات جارية لاستقطاب المزيد من اللاعبين بعدما تم تمديد فترة الانتقالات الصيفية إلى غاية الشهر المقبل.
ويعد الدوري السعودي "روشن" أفضل سوق انتقالات في كرة القدم، حيث أنفقت أنديته هذا الموسم، بما في ذلك النصر والاتحاد، المدعومان من الصندوق السعودي للاستثمار العام، أكثر من 650 مليون دولار لجلب لاعبين مثل نيمار وروبن نيفيز، وفقا لما ذكرته Transfermarkt.
وحقق الدوري الإنكليزي الممتاز أكثر من ثلث تلك المكاسب.
واحتلت الدرجة الأولى في الدوري السعودي، التي تضم 18 ناديا في المجموع، هذا العام المرتبة الثانية في صافي الإنفاق على اللاعبين عالميا خلف الدوري الإنكليزي الممتاز، وفقا لمجموعة الأعمال الرياضية في "ديلويت"، متجاوزة الدوري الإسباني الذي احتل الريادة لسنوات.
وحقيقة أن المملكة العربية السعودية ليس لديها مثل هذه القواعد تجعل أنديتها في صدراة المشترين.
وترجح رويترز أن يؤدي "التضييق" الأوروبي على الأجور إلى استمرار مثل هذه الصفقات.
الوكالة قالت أيضا إن مثل هذه الصفقات يمكن أن تكون "هدفا خاصا" لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الذي يسعى لتحويل كرة القدم الناشئة في المملكة إلى قوة عالمية.
وإذا استمرت الرياض في جمع النجوم الكبار، فقد تخسر الأندية الغربية يوما ما أرباحا كبيرة من التجارة وحقوق البث التلفزيوني.
ومع ذلك، فإن تحقيق هذا الحلم سيتطلب وقتا وجهدا أكبر، وفق التقرير، حيث لا تزال الجماهير العالمية غيرا راغبة في متابعة الدوري السعودي.
وحصلت خدمة DAZN، وهي خدمة بث، على حقوق بث الدوري السعودي في ستة بلدان مقابل 500 ألف دولار فقط، وفقا لبلومبرغ.
يشار إلى أن محاولة الصين لتشكيل "دوري عالمي" باستقطاب نجوم أوروبا، على مدى العقد الماضي، لم تؤثر على عائدات الأندية الغربية.
ومع ارتفاع الطلب العالمي على النفط إلى ذروته، قد تقرر المملكة قريبا أن هناك استخدامات أفضل لنقدها، لذلك يجب أن تغتنم الأندية الأوروبية الأموال قبل "إعلان صافرة الحكم" نهاية مرحلة الانتقلات إلى الدوري السعودي.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الدوری الإنکلیزی الدوری السعودی کرة القدم أکثر من أن هناک
إقرأ أيضاً:
ناسا تكشف تغير مقلق.. لماذا أصبح كوكب الأرض أكثر قتامة؟
في تطور علمي يثير القلق حول مستقبل المناخ العالمي، أعلنت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" عن نتائج دراسة جديدة تكشف أن الأرض أصبحت أكثر قتامة منذ عام 2001، في تحول دقيق ظاهريا لكنه يحمل آثارا ضخمة على استقرار المناخ.
الفريق البحثي بقيادة العالم نورمان لوب أوضح أن نصف الكرة الشمالي يفقد قدرته على عكس ضوء الشمس بوتيرة أسرع بكثير من النصف الجنوبي، وهو مؤشر على تغيرات عميقة في النظام المناخي قد تقود إلى اضطرابات أشد في الطقس خلال السنوات المقبلة.
تراجع البياض أرقام صغيرة وتأثيرات خطيرةاعتمدت الدراسة على تحليل بيانات الأقمار الصناعية لمدة تجاوزت 23 عامًا، وكشفت أن انعكاسية الأرض تراجعت بمعدل 0.34 واط/م² لكل عقد ورغم أن الرقم يبدو ضئيلاً، إلا أن دلالته العلمية كبيرة المزيد من ضوء الشمس يُحتجز داخل الغلاف الجوي بدلًا من انعكاسه، ما يؤدي إلى ارتفاع تدريجي وثابت في حرارة الكوكب.
يشبه العلماء هذا التغير بـ"رفع درجة حرارة فرن بدرجة واحدة كل فترة قصيرة" لا يُلاحظ التغير فورًا، لكن تأثيره النهائي قد يكون كارثيًا.
من مرآة جليدية إلى إسفنج يمتص الحرارةتؤكد الدراسة أن القطب الشمالي يشهد التدهور الأكبر في انعكاس ضوء الشمس نتيجة ذوبان الجليد والثلوج فبعد أن كانت هذه الطبقات تعمل كمرآة ضخمة تعكس الحرارة، تم استبدالها بأسطح داكنة مثل المحيطات والأراضي المكشوفة، ما يجعلها تمتص كميات هائلة من الطاقة الشمسية.
ويتسبب ذلك في حلقة متصاعدة من التسخين والذوبان:
ذوبان الجليد يقلل الانعكاس.
انخفاض الانعكاس يزيد امتصاص الحرارة.
ارتفاع الحرارة يؤدي إلى مزيد من الذوبان.
هذه "الدوامة الحرارية" كما يصفها العلماء قد تستمر بلا توقف، حتى يصل القطب إلى نقطة يفقد فيها آخر دفاعاته الجليدية.
الهباء الجوي إنجاز صحي لكنه مكلف مناخيًامن الملاحظات الصادمة في الدراسة هو تأثير انخفاض تلوث الهواء في أمريكا الشمالية وأوروبا وشرق آسيا.
فمع تطبيق سياسات صارمة لتحسين جودة الهواء، انخفضت مستويات الجسيمات العالقة المعروفة بـ"الهباء الجوي".
ورغم أن ذلك نجاح صحي كبير، إلا أن له جانبا مناحيا غير محسوب فالهباء الجوي كان يساعد، دون قصد، في تشتيت جزء من ضوء الشمس وإعادته إلى الفضاء ومع تراجع هذه الجسيمات، أصبح الغلاف الجوي أكثر شفافية وقدرة على امتصاص الحرارة.
على النقيض، شهد النصف الجنوبي زيادات مؤقتة في الهباء الجوي بفعل أحداث طبيعية كبرى مثل حرائق أستراليا الضخمة و ثوران بركان هونغا تونغا في 2022 ما رفع انعكاسية هذا النصف لفترة محدودة.
الأرض تفقد توازنها الحرارييشير الانقسام بين نصفي الكرة الأرضية إلى أن حرارة الكوكب لم تعد تتوزع بشكل طبيعي كما في السابق، الأمر الذي قد يمهد لموجات اضطراب مناخي متلاحقة.
من السيناريوهات الأكثر ترجيحا وفق العلماء:
تغيّر مفاجئ في مسارات التيارات المحيطية
مواسم عواصف أكثر شدة
تغيرات جذرية في خطوط الأمطار
زيادة رقعة الجفاف أو الفيضانات في مناطق غير معتادة
اضطرابات واسعة في دوران الغلاف الجوي
ورغم حجم المعلومات التي توصلت الدراسات إليها، يحذر العلماء من أن الصورة الكاملة للتداعيات ما تزال غير واضحة، ما يجعل المستقبل المناخي أكثر غموضًا وإثارة للقلق.