لبنان ٢٤:
2025-06-20@03:57:01 GMT

الجبهة المعارضة للسلاح: وقائع وإتصالات

تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT

الجبهة المعارضة للسلاح: وقائع وإتصالات

كتبت ندى ايوب في "الأخبار": يسعى 31 نائباً، يطلقون على أنفسهم صفة «النائب السيادي»، لأجل إعادة تنظيم صفوفهم من خلال تشكيل جبهة سياسية موسعة، يكون فيها تجمع سياسي يبدأ من «القوات اللبنانية» وحزب الكتائب، مع مجموعة من القوى والكتل النيابية التي قامت بعد الانتخابات الأخيرة. وتضم: أشرف ريفي، ميشال معوّض، وضاح الصادق، مارك ضو، ميشال الدويهي، فؤاد مخزومي وبلال الحشيمي.

ويسعى هؤلاء الى إطلاق لقاء سياسي شبيه بـ»لقاء البريستول». ويتصرف هؤلاء على أساس أنهم نواة مشروع معارض لحزب الله، مع سعي حثيث لأجل توسيعه بقصد ضمّ شخصيات سنية، كبديل من النقص في عدد النواب السنّة.
وجد هذا «البلوك» النيابي نفسه أمام فرصة ذهبية مع وقوع حادثة الكحالة، وبدأ العمل على تضخيم الحدث، والاستفادة القصوى منه.وحدّد حزب الكتائب السقف الأعلى، عبر الدعوة إلى «إطلاق أوسع جبهة معارضة سياسية غير تقليدية تنطلق من نقطة اللاعودة مع حزب الله». من جانبها، لم تكن «القوات» في وارد ترك الجميّل يتصدّى للمشهد في ظرفٍ كهذا، فارتفعت وتيرة الاتصالات وخرجت عن إيقاعها الروتيني، وأفضت إلى صدور بيانٍ موقّع من النواب الـ 31 أنفسهم، الذين يتصرّفون ككتلة سياسية متّحدة، وقد رأت مصادر هذه القوى أن ما يجري هو «الترجمة الأولى للشكل الجديد من المواجهة السياسية»، فارتأت الخروج ببيان بمثابة «خريطة طريقٍ، يحسم العديد من النقاط الأساسية التي تشكّل رؤيتها».
ينقل عارفون أن على طاولة البحث وضع مقترحات من أجل مأسسة المواجهة، لتأخذ شكل لقاء سياسي يشارك فيه معارضون هم أصحاب رأي وصحافيون ومؤثّرون وقيادات في مجموعات مدنية، في عودة بالزمن إلى حالة شبيهة بولادة 14 آذار، وأدوات عملها، وارتفاع متوقع بمنسوب التوتر السياسي والطائفي. واللافت أن الرهان، بحسب مصادر كتائبية، على «تحمّل الناس مسؤوليتها من خلال تحركات شعبية ترفض استباحة الشرعية، تواكب فيها الحراك البرلماني». وتكون بذلك «المعارضة» قد أوصلت فعلاً البلد إلى نقطة اللاعودة، وسط احتمال أن تقابل الشوارع بعضها البعض.
معلومات أفادت في اليومين الماضيين بأنّ «التصعيد جاء منسّقاً بعد لقاءٍ مع السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا واتصالات بالسعوديين»، قابلتها أجواء أفادت بأن «الخطوة تندرج في إطار التناغم على سبيل تقديم المزيد من أوراق الاعتماد للسعودي والأميركي، قبيل عودة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، وأنّه يمكن الاعتماد على هذا الفريق المعارض ليشكّل أداة عرقلة مفاوضات أيلول في حال لم ترق حركة المبعوث الفرنسي للسعوديين والأميركيين».يأتي ذلك على وقع استمرار حوار بين «حزب الله» والتيار الوطني الحرّ، وضع «المعارضة» في حالة ترقّب للخطوة التالية للنائب جبران باسيل. وفي هذا الصدد، تفيد الأجواء بأنّ «التفكير الجدي في خلق جبهة متماسكة بدأ مع تسريب أصداء جيدة عن حوار الحزب والتيار، ما استدعى التحضير لمواجهة أي تحالف جديد قد يفضي إليه الحوار عبر جبهة موحّدة».

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

القدسُ وغزّةُ واليمنُ في جبهةٍ واحدة: الردُّ الإيراني يُشرِقُ من محورِ الوعيِ والنار

 

في زمنٍ تتشظّى فيه الخرائطُ وتسقطُ فيه الأقنعةُ، أثبتت المقاومةُ أنّ المعركةَ لم تعُد حبيسةَ الجغرافيا، ولا أسيرةَ القرارِ الرسميِّ المرهونِ في عواصمِ العمالةِ والتطبيع.. بل باتت معركةَ أمّةٍ، وساحةَ تلاقٍ بين الوعيِ والدم، بين البصيرةِ والصاروخ، بين القدسِ وغزّة، وبين اليمنِ وطهران!
إنَّ الردَّ الإيرانيَّ النوعيَّ على الاعتداءاتِ الصهيونيةِ، لم يكن مجرّدَ إطلاقِ صواريخَ وطائراتٍ مسيّرة، بل كان إعلانًا صريحًا عن ميلادِ مرحلةٍ جديدةٍ في معادلةِ الردعِ والمواجهة، مرحلةٍ يتكاملُ فيها سيفُ طهران مع نارِ صنعاء، ويهدرُ فيها صوتُ الأمّةِ من غزّة حتى قممِ مران، ليصلَ رجعُ صداهُ إلى عُمقِ تل أبيبَ، حيثُ الملاجئُ تغصُّ بالمستوطنينَ الخائفينَ من بأسِ اللهِ النازلِ بأيدي المجاهدين.
لقد جاءت الضربةُ الإيرانيةُ مدروسةً، منسّقةً، محمّلةً برسائلَ استراتيجيةٍ عابرةٍ للزمن والمكان:
رسالةٌ للعدو: لسنا من نُستفزُّ ونصمت، بل من نُصيبُ ونتقنُ متى وأين وكيف نردّ.
ورسالةٌ للحلفاء: أنتم في قلب المعركة، وظهورُكم مكشوفةٌ بظهورنا، وصدورُكم ممدودةٌ بصبرِنا ونارِنا.
ورسالةٌ للأمّة: القدسُ ليست رمزيةً بل وجهةُ البوصلة، وغزّةُ ليست وحدها، واليمنُ ليس متفرّجًا بل فاعلًا في ميدانِ النار.
طهرانُ تضربُ… وغزّةُ تستبشرُ:
حينما دوت أصوات المسيّراتِ والصواريخِ فوقَ مواقعِ العدوّ، أدركت تل أبيب أنّ الحسابَ قد بدأ.
فطوالَ الأشهرِ الماضية، اغتالت “إسرائيلُ” رموزًا من محورِ المقاومةِ في سوريا ولبنان وغزّة، وكان رهانُها أنَّ إيرانَ – المقيّدةَ بالعقوباتِ والضغوطِ – لن تُقدِم على التصعيد، لكنها فوجئت بردٍّ مباغتٍ أذهلَ حتّى حلفاءها في واشنطن، وردّدت الأوساطُ الصهيونيةُ عبارة:
“نحنُ لم نعد نواجه غزّة فقط… بل نواجه محورًا موحّدًا يبدأ من إيران ولا ينتهي في صنعاء.”
اليمنُ… اليدُ التي تُلهبُ الخاصرةَ الصهيونية:
من صعدةَ وتعزَ والحديدةِ وصنعاء، كانت السُفنُ التجاريةُ الصهيونيةُ تُستهدَف، والمضائقُ تُغلق، وشرايينُ “إسرائيل” البحريةُ تُخنقُ بشعارِ “الموت لأمريكا… الموت لإسرائيل”. فاليمنُ – رغمَ الحصارِ والجراحِ – أثبتَ أنَّه مكوّنٌ رئيسٌ في معادلةِ النار، لا تابعٌ ولا هامشيّ.
ومع الردِّ الإيرانيّ الأخير، ازدادَ التنسيقُ وتكاملَ الأداء، فالصواريخُ التي ضربت قواعدَ إسرائيلَ كانت تُراقَبُ من عيونِ اليمن، والتشويشُ الإلكترونيُّ والانذارُ اللاسلكيُّ والتشويشُ على الأقمارِ كان ضمنَ غرفةِ عملياتٍ مشتركةٍ تتكلمُ بالفارسيةِ والعربيةِ وتُصلّي نحوَ القدس.
البصيرةُ التي سبقت الصواريخ:
ليس الردُّ صاروخًا فقط… بل هو حربُ وعي، وحربُ سرديةٍ، وحربُ قرار.
من طهرانَ إلى الضاحيةِ إلى صنعاءَ إلى بغدادَ ودمشقَ، خرجَ خطابٌ موحّدٌ يربطُ القدسَ بالوجودِ، ويصوغُ المعركةَ بمنظورِ وعدِ الله، وهنا تتجلّى الآيةُ الكريمة: { قَٰتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ ٱللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٖ مُّؤْمِنِينَ }
فمن كان يظنُّ أنَّ صدورَ المؤمنينَ لن تُشفى؟
ها قد بدأت تُشفى بصاروخٍ من كرمانشاه، وبمسيرةٍ من مارب، وبدعاءٍ من غزّة، وبدمعةٍ من القدسِ الأسيرة.
الختام: من القدسِ يبدأُ العهد
الردُّ الإيرانيّ الأخير، وما رافقه من عملياتِ الوعدِ الصادقِ ٣ في لبنان، وصواريخِ اليمنِ البحرية، لم يكن سوى مشهدٍ أول من الفصلِ القادم، فصلٌ عنوانُه: القدسُ هيَ المحور، والمقاومةُ هيَ الدولة، والأمّةُ باتت جبهةً واحدة.
وإنَّ العدوَّ ليعلمُ – وإن أنكر – أنَّ ما بينه وبينَ الهزيمةِ مسافةَ قرارٍ أخيرٍ في طهران، وصاروخٍ خاطفٍ من صنعاء، وانتفاضةٍ من بينِ أزقّةِ غزّة، وفتيةٍ في الضفةِ لا يخافونَ الموتَ لأنهم يحيونَ بالوعد.
بسم الله قاصمِ الجبارين، والناصرِ للمستضعفين.. { قَٰتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ ٱللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٖ مُّؤْمِنِينَ }، القدسُ وغزّةُ وطهرانُ وصنعاء… جبهةٌ واحدةٌ تُسقِطُ هيبةَ العدوِّ وتكسرُ عنجهيتَه.
وفي مشهدٍ مزلزلٍ حُفِرَ في ذاكرةِ التاريخ، اندفعَ الردُّ الإيرانيّ، لا من طهرانَ وحدها، بل من قلبِ محاورِ الحقِّ مجتمعةً: من غزّةَ إلى صعدة، ومن قمّةِ دماوند إلى ميدانِ السبعين.
ردٌّ لم يكن على هيئةِ صواريخٍ فحسب، بل كان سيلًا من وعيٍ وهُدى، ورسالةً بليغةً بلُغةِ الحديد والنار: إنَّ زمنَ الإفلاتِ من العقابِ قد انتهى.
فحينَ اجتَرأ الكيانُ الصهيونيُّ على استهدافِ منشآتٍ نوويةٍ إيرانية، وعلى اغتيالِ علماءٍ وقادةٍ عسكريين، ظنًّا منه أنّ الهيبةَ تُصنعُ بالبلطجة، جاءه الردُّ مُجلجلًا على شكلِ طوفانٍ من الكرامةِ والسيادة، حامِلًا في طيّاته عباراتٍ ناريّةً كتبتها منظوماتُ المقاومةِ بالصواريخِ الدقيقة والطائراتِ المسيّرة.
لقد استُهدفت القواعدُ التي كانت تُعرَفُ بـ”قلاع الردع”، فإذا بها تتحوّلُ إلى رمادٍ مُذلٍّ أمامَ تكنولوجيا الشرقِ المقاوم. وتمَّت إصابةُ مراكزِ القيادةِ كـ”الكريّا”، وضُربت مراكزُ التجسس، ومنشآتُ الذكاءِ الاصطناعي، وأجهزةُ التشويشِ والحربِ الإلكترونية.
لم تَعُدْ هذه المراكزُ خنادقَ مُحصّنة، بل أهدافًا مباحةً في زمنِ الردعِ المبارك، ولم يكن اليمنُ غائبًا عن هذا المشهدِ البطولي. فقد أعلنَ السيّدُ عبدُالملك بدرُ الدين الحوثي يحفظه الله، بصوتٍ يصدحُ من قلبِ ميدانِ السبعين: “نحنُ شركاءُ إيرانَ في الموقفِ بكلِّ ما نستطيعُ، وما نملِكُ، وما نُقدِّمُ، من الكلمةِ إلى الطائرة، ومن المنبرِ إلى الجبهة.”
فأيُّ شرفٍ أعظمُ من أن يقفَ شعبُ الإيمانِ والحكمةِ على جبهةٍ واحدةٍ مع الجمهوريةِ الإسلاميةِ في إيران، نصرةً لغزّة، وذودًا عن القدس، ودحرًا للصهيونية؟
لقد جاءت مشاركةُ اليمنِ، لا كأمرٍ طارئ، بل كتجلٍّ صادقٍ لمنهجيةِ المشروعِ القرآني، الذي يعتبرُ أيَّ عدوانٍ على محورِ المقاومةِ عدوانًا عليه.
فغاراتُ الطائراتِ المسيّرةِ اليمنية، والضرباتُ البالستيةُ القادمةُ من أقصى الجنوبِ العربي، كانت جزءًا عضويًا في هذه الملحمة، دكّت أهدافًا استراتيجيةً في النقب، وأربكت السلاحَ الجويَّ الصهيونيَّ الذي بات عاجزًا عن حمايةِ نفسه.
ولم يكن الردُّ الإيرانيُّ فعلاً ارتجاليًا، بل استوفى شروطَ الردعِ السياسي والعسكري والمعنوي.
فإيرانُ لم تضرب لكي تُسجِّلَ موقفًا، بل لتقولَ بصوتٍ جهور: “كلُّ مَن يعتدي على فلسطين، وعلى محورِ المقاومة، سيدفعُ الثمنَ، وإنْ بعدَ حين.”
ولقد دفعت تل أبيب الثمن.. شللٌ في البنيةِ التحتية، انهيارٌ نفسيٌّ في الداخل، ورُعبٌ جماعيٌّ دفعَ المستوطنين إلى الاختباءِ كالفئران.
الخاتمة: الصاروخُ القادم نحوَ قلبِ المفاعل:
ولنا موعدٌ قادمٌ… ليس مع البياناتِ الدبلوماسية، ولا مع مؤتمراتِ الشجبِ والاستنكار، بل مع الصواريخِ الارتجاجيّةِ الإيرانيّة التي ستُربكُ الأرضَ تحت أقدامِ الغزاة، وتزلزلُ قبابَ الرعبِ في تل أبيب، وتُوجّهُ البوصلةَ نحو الهدفِ الأثمنِ والأخطر: المفاعلُ النوويُّ الصهيونيُّ في النقب:
إنهُ الوعدُ القادمُ… وعدُ البركانِ إذا انفجر، والحقِّ إذا انتصر، والقدسِ إذا نادت من تحتِ الركامِ: “هل من ناصر؟” فاستعدّوا يا أربابَ الحرب، يا قادةَ الاستكبارِ والدمار.. فما بيننا وبينكم، صواريخُ لا تعرفُ الرحمة، وزمنٌ لا مكانَ فيه للضعفاء…
والله غالبٌ على أمرهِ ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

كاتبٌ وباحثٌ سياسيٌّ مناهضٌ للاستكبارِ العالمي

مقالات مشابهة

  • لقاء مصالحة في دارة النائب صلح في بعلبك
  • القدسُ وغزّةُ واليمنُ في جبهةٍ واحدة: الردُّ الإيراني يُشرِقُ من محورِ الوعيِ والنار
  • تحذيرات من انهيار جبهة إسرائيل الداخلية تحت القصف الإيراني
  • بعد إصابة كوكا.. الدبيس الأقرب لقيادة الجبهة اليسرى للأهلي أمام بالميراس
  • لقاء بين أمل وحزب الله: للتماسك والابتعاد عن كل ما يفرق الصفوف
  • حزب الله يتشدد :لا تسليم للسلاح
  • 6 وقائع| قرار عاجل بشأن لص الهواتف المحمولة بالتجمع
  • سياسي أنصار الله: أمريكا شريك مباشر في المجازر.. ومراكز مساعداتها في غزة تحوّلت إلى مصائد موت جماعي
  • الخارجية الأمريكية: ترامب كان واضحا بشأن عدم امتلاك إيران للسلاح النووي
  • سياسي أنصار الله: مراكز المساعدات في غزة مصائد للقتل المتعمد