سياسي أنصار الله: أمريكا شريك مباشر في المجازر.. ومراكز مساعداتها في غزة تحوّلت إلى مصائد موت جماعي
تاريخ النشر: 18th, June 2025 GMT
يمانيون | صنعاء
أدان المكتب السياسي لأنصار الله، بأشد العبارات، الجريمة الوحشية التي ارتكبها العدو الصهيوني في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، والتي أسفرت عن سقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى، في واحدة من أكثر المجازر دموية منذ بدء العدوان.
وقال المكتب السياسي في بيان صادر عنه اليوم الثلاثاء، إن “الجريمة المركّبة التي استهدفت مئات المدنيين من الجوعى في مراكز الإغاثة تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك، أن الولايات المتحدة شريك كامل في هذا العدوان، لا سيما وأن المواقع المستهدفة تقع تحت إشراف مباشر لما يسمى برامج المساعدات الأمريكية”.
وأضاف البيان أن “مراكز المساعدات التي تديرها الولايات المتحدة لم تعد أماكن للغوث الإنساني، بل تحوّلت إلى مصائد للقتل المنهجي والتصفية الجماعية، في مشهد يعكس بشاعة الاحتلال وحلفائه، وسقوطهم الأخلاقي والإنساني المدوّي”.
واعتبر سياسي أنصار الله أن هذه المجزرة تأتي في سياق سياسة الحصار والتجويع التي يتبناها العدو الصهيوني بدعم غربي مباشر، بهدف إذلال أهل غزة وكسر إرادتهم، إلا أن هذه الجرائم لن تزيد أبناء الشعب الفلسطيني إلا صمودًا وتمسكًا بخيار المقاومة.
ودعا البيان كافة وسائل الإعلام الحرة إلى الاستمرار في تغطية فصول الجريمة والكارثة الإنسانية في غزة بكل تفاصيلها، وتعرية كل المواقف الدولية المتخاذلة التي تتعامى عن المجازر الجماعية بحق الأطفال والنساء والمدنيين العزل.
وختم المكتب السياسي لأنصار الله بيانه بتجديد العهد والالتزام تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن اليمن سيواصل تصعيده العسكري ضد كيان العدو الصهيوني حتى وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها بالكامل، قائلاً: “لن تثنينا التهديدات ولن تُوقفنا المؤامرات، ففلسطين أمانة في أعناقنا، وسنكون حيث يجب أن نكون”.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
العدوان واحد.. من قنبلة هيروشيما إلى جحيم غزة.. أمريكا الفاعل والداعم
في صباح السادس من أغسطس عام 1945م، ألقت الولايات المتحدة قنبلتها الذرية الأولى على مدينة هيروشيما اليابانية، في مشهدٍ سجّل بداية عصرٍ جديد من الوحشية المعاصرة، إذ تحوّلت المدينة إلى كرة من اللهب، واحترق أكثر من مئة ألف إنسان في لحظات، بلا تمييز بين عسكري أو مدني، شيخ أو رضيع. وبعدها بثلاثة أيام فقط، قصفت مدينة ناجازاكي بقنبلة أخرى، لتنهي أمريكا الحرب العالمية الثانية بإبادة جماعية، وتبدأ عصرًا من الهيمنة النووية، حيث السلاح لا يُستخدم فقط للإبادة، بل للتهديد، ولصناعة نظام عالمي يقوم على الخضوع أو الفناء.
لم تكن القنبلة الذرية سوى تجسيدٍ لفكرة أمريكية خطيرة: أن التفوق التكنولوجي هو تفويض بالقتل، وأن من يملك القوة يملك القرار، حتى وإن كانت النتيجة جثثًا متفحمة على الأرصفة. هذه العقلية لم تكن حادثة عابرة في زمن الحرب، بل أصبحت سياسة ثابتة في العقود التالية، تُمارَس بأشكال متعددة، من الانقلابات والدعم العسكري للطغاة، إلى الحروب المفتوحة والتدخلات المباشرة. اليوم، وفي أغسطس ذاته، تعود المأساة، لكن على أرضٍ عربية، في غزة.
غزة، المدينة المحاصرة التي لا تملك سلاحًا نوويًا ولا حتى مظلة جوية، تُقصف ليلًا ونهارًا بقنابل ذكية وأسلحة فتاكة صُنعت في مصانع أمريكية، ودُعمت بمليارات من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين. كل طلعة جوية للاحتلال الإسرائيلي تحمل توقيعًا أمريكيًا، وكل صاروخٍ يسقط على منزل أو مدرسة في غزة له رقم تسلسلي يبدأ بـ «US» الدعم الأمريكي للعدوان ليس ماديًا فقط، بل سياسيًا وأخلاقيًا، حيث تُمنح إسرائيل الحصانة الكاملة من المحاسبة، ويُصنّف الضحايا على أساسٍ منحاز: الطفل الفلسطيني “خطرٌ محتمل”، أما الجندي الإسرائيلي “يدافع عن نفسه”.
أغسطس الذي عرفته البشرية في هيروشيما كجريمة ضد الإنسانية، يتكرر اليوم أمام أنظار العالم، لكن بوجه جديد. المشهد لم يتغير: أبرياء يُقتلون بلا رحمة، صمتٌ دوليٌ مريب، وأمريكا تمسك الزناد من الخلف. القنبلة تغير شكلها، لكنها لم تغير رسالتها: الإبادة وسيلة لتحقيق الأهداف.
في وجه هذا الجنون المتواصل، نوجه رسالتنا إلى أحرار العالم: إن التاريخ لا يُمحى، والدماء لا تجف، وإن الإنسانية لا تُقاس بالمصالح السياسية ولا بخريطة النفوذ. غزة اليوم هي مرآة لهيروشيما، والسكوت جريمة، والتغاضي شراكة في القتل. السلاح واحد، والفاعل واحد، وما دام الدعم الأمريكي مستمرًا بلا شروط، فإن المجازر لن تتوقف، والمستقبل سيشهد على عصرٍ كانت فيه أمريكا صانعة الموت، لا الحياة.
لقد آن الأوان أن تتغير المعادلة، وأن يتوحد صوت الأحرار لكسر هذا الصلف، وتفكيك هذا التحالف بين القوة والشر. فكل صرخة طفلٍ في غزة، وكل حريقٍ اشتعل في هيروشيما، تنادي اليوم: أوقفوا أمريكا قبل أن تُفجّر العالم من جديد.