تدريب 300 حارس مدرسة بشمال الباطنة
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
بدأت فعاليات البرنامج التدريبي لحراس المباني المدرسية والإدارية الجدد بمحافظة شمال الباطنة الذي ينظمه مركز التدريب ويستهدف أكثر من 300 حارس، ويهدف البرنامج إلى تعريف المشاركين بالمهام اليومية الواجب اتباعها وإكساب الحراس المهارات الخاصة بجوانب الأمن والسلامة ورفع وتعزيز الحس الأمني لحراس المباني المدرسية.
وتحدث طلال بن حمد الربيعي، أخصائي أمن بالمديرية في بداية البرنامج عن المهام اليومية لحراس المدارس وجوانب الأمن والسلامة ومصادر الخطورة في المدرسة والمهارات الواجب توفرها في الحارس.
ومن جانبه، تحدث سيف بن علي السعدي، مدرب في المهارات القيادية والإدارية والتطوير المؤسسي والشخصي بتعليمية شمال الباطنة عن أخلاقيات المهنة والالتزامات الوظيفية والمهام والمسؤوليات، وشاركت الهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف بتقديم محاضرة عن الإسعافات الأولية وأنواع الطفايات وكيفية استخدامها وآلية التعامل مع الحرائق وطريقة إنعاش بعض الحالات.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
صنائع المعروف
ما بين الواجب والإحسان ثمة فاصل دقيق جدا، فكثيرا ما يحدث أن يكون هناك تداخل بين المعنيين سواء في الفهم أو في الممارسة، وهذا يعتمد على الفهم الواسع لدى الفرد في التفريق بين ما يقوم به هو الواجب عليه، أو هو من الإحسان، ونتيجة لذلك فهناك من يقف عند حدود الواجب، ويظن فيه الإحسان، ووقوفه بما قدم، تتولد عنده قناعة بالتوقف عند هذا الحد فقط، والفهم يذهب إلى معنى المقابل، أو المعاملة بالمثل، وهذا في حقيقته يحقق العدالة، ولكنه لا يفي بمعنى الإحسان، بينما آخر يتجاوز معنى الواجب، ويقول: «اعمل خيرا، وارمه في البحر»، فهذا لا يقف عند حد معين من الواجب عليه، بل يتجاوزه إلى الأبعد من ذلك، وهو ما يذهب إلى معنى الإحسان.
(لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)، فالواجب لا يصل إلى هذه المحبة التي تشير إليها الآية الكريمة، فالزكاة واجبة عند تحقق شرط بلوغ النصاب مع اكتمال حوله.
ومع أن في تأدية الزكاة الأجر الكبير لصاحب المال، ولكن من خلال فهم الإحسان أنه يتجاوز واجب الزكاة، وحال ذلك مثل وجوب أداء الفرائض في الصلوات الخمس، ولكن في أداء السنن الرواتب، والنوافل والطاعات، ففي أدائها الخير الكثير، وهذه كلها تدفع بالفرد، سواء في مسألة العبادات المرتبطة بالأمر الواجب الذي يترتب في عدم تأديته عقوبة ما نص عليها الشرع، أو في ما زاد على هذا الواجب، وهو المكافأ عليه الفرد إن أداه بصادق النية والامتثال، وإن لم يؤده لا يترتب على ذلك عقوبة ما، وهنا تكمن الحكمة التي تذهب إلى معنى الإحسان، وهل يحسن الإنسان إلى خالقه في أداء العبادات؟ إطلاقا لا، ولكن يضاعف من أجر تأديته مما خرج عن الواجب عليه، ويعود ذلك لنفسهن فهو يحسن إلى نفسه بلا شك.
أما فيما يتعلق بحقوق العباد من حوله، فهو إن زاد على الواجب المطلوب منه، فإن ذلك من الإحسان، والإحسان مثاب عليه، وقد يكون الثواب مضاعفا أكثر من الواجب، مع أن الواجب أيضا مثاب عليه بلا شك، لكن في الإحسان تتحرر الأنفس من تجاذباتها الخاصة، إلى ما هو أسمى، وهنا مربط الإحسان.
ولذلك يأتي مفهوم «صنائع المعروف» التي يشير إليها النص الكريم المنقول عن الرسول صلى الله عليه وسلم، في ذات السياق الذي يذهب إلى الإحسان، دون أن ينقص من أجر الواجب شيء، ومن هنا تأتي أهميتها حيث «تقي مصارع السوء»، فالصدقة ليست واجبة - بخلاف الزكاة - فهي من الإحسان، وأداؤها متاح للغني والفقير على حد سواء.
والصدقة لا تحتاج إلى نسبة متحققة من مستوى المال، ولا تحتاج في تحققها إلى فترة زمنية محددة كحال الزكاة، فالتصدق بـ (100) بيسة -وهي في مقدور كل واحد بلا استثناء - تأتي ضمن مفهوم الصدقة، وعليها حث بأدائها لما تعود إلى صاحبها بالخير الكثير، مع صدق النية والمقصد، والفرد لا يجب أن يحجم عن الصدقة لقلة ما في اليد، فهل الريال الواحد غلبة في التصدق به، أو عشر هذا الريال الـ (100) بيسة غلبة؟ لا أتصور ذلك، ولكن يحتاج ذلك إلى نفس راضية عن ذاتها، مثمنة حاجة الآخر ولو إلى هذا المقدار البسيط من المال، وما ينطبق على المال، ينطبق على أي جهد إنساني نوى به صاحبه الإحسان إلى الآخر، ولذلك قيل: « ازرع جميلا ولو في غير موضعه، ما خاب قط جميل أينما زرع» وكل ذلك من ما يطلق عليه: «مفاتيح الخير» والتي تؤدي إلى نتائج مبهرة عبر مساحة:«مغاليق الشر»، فهل هناك من لا يريد كف الشر عنه؟