"قادة مصر الرقمية".. بوابة القيادات الحكومية لعصر الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT
176 قيادة حكومية تتخرج في مبادرة فريدة نحو المستقبل الرقمي
وزير الاتصالات: التحول الرقمي يبدأ ببناء الكوادر البشرية المؤهلة
الأكاديمية الوطنية: استثمار في رأس المال البشري لخدمة مصر الرقمية
في خطوة استراتيجية لتطوير القيادات الحكومية المصرية، شهد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حفل تخرج الدفعة الأولى من المبادرة الوطنية "قادة مصر الرقمية"، المبادرة التي أطلقتها وزارة الاتصالات بالتعاون مع الأكاديمية الوطنية للتدريب تهدف إلى بناء جيل جديد من القادة القادرين على قيادة مشروعات التحول الرقمي، وتعزيز ثقافة الابتكار داخل مؤسسات الدولة.
ضمت الدفعة الأولى من المبادرة 176 قيادة حكومية بما فى ذلك مساعدى ومستشارى ومعاونى السادة الوزراء ونواب ومساعدى ومعاونى المحافظين وسكرتيرى عموم المحافظات، بالإضافة إلى رؤساء الإدارات المركزية بالوزارات والمحافظات والهيئات العامة، ومثل المتدربون قطاع حكومى واسع يشمل 23 وزارة و6 محافظات و8 هيئات عامة.
أكد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن إطلاق المبادرة الوطنية "قادة مصر الرقمية" تأتى فى إطار تضافر الجهود بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والأكاديمية الوطنية للتدريب للتعاون فى تنفيذ برامج التطوير المؤسسى انطلاقا من أهمية بناء الكوادر والقيادات الحكومية على النحو الذى يتواكب مع التطورات الرقمية المتسارعة وذلك في ضوء الجهود المبذولة لتنفيذ استراتيجية مصر الرقمية؛ موضحا أن التعاون يستهدف تطوير المهارات الرقمية للمتدربين بالإضافة إلى المهارات الشخصية بما فى ذلك مهارات الاتصال والعمل الجماعى؛ مشيرا إلى أهمية توافر الكوادر البشرية المدربة كعنصر رئيسى لتحقيق التحول الرقمى؛ مؤكدا أن الاستثمار فى منظومات رقمية بالغة الحداثة لن يحقق النجاح المنشود إلا بوجود قادة يمتلكون المهارات والقدرات اللازمة لإدارة هذه المنظومات بكفاءة.
أكدت الدكتورة رشا راغب المدير التنفيذى للأكاديمية الوطنية للتدريب، أن التعاون مع وزارة الاتصالات مستمر في مجالات التدريب المتخصص، مشددةً على أن الأكاديمية تساهم بشكل فعال في تحسين الكفاءات في مختلف المجالات التكنولوجية من خلال تقديم حزمة برامج تدريبية متقدمة بالتعاون مع الوزارة، ويهدف هذا التعاون إلى رفع مستوى الأداء الوظيفي للموظفين الحكوميين وتعزيز القدرات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على مستوى الدولة؛ مضيفة أن الأكاديمية تسعى من خلال هذه البرامج إلى بناء كوادر قادرة على مواجهة تحديات العصر الرقمي وابتكار حلول تكنولوجية لخدمة المجتمع المصري. وأشارت إلى أن هذه المبادرة تأتي ضمن خطط الأكاديمية الوطنية ووزارة الاتصالات لتطوير رأس المال البشري وتنمية القدرات الإبداعية والمهارات التقنية.
وأكدت المهندسة غادة لبيب نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتطوير المؤسسى أن المبادرة الوطنية "قادة مصر الرقمية" تأتى استكمالاً لجهود الدولة فى تنفيذ خطة التطوير المؤسسى الرقمى، التى تهدف إلى التهيئة لاستيعاب مشروعات التحول الرقمى والميكنة واستدامتها من خلال تنفيذ برامج متنوعة ومتكاملة لتنمية وبناء القدرات الرقمية للقيادات والعاملين بالجهاز الإدارى بالدولة؛ مشيرة إلى أن المبادرة تستهدف تنمية وبناء القدرات القيادية الرقمية لعدد (650) قيادة من قيادات الجهاز الإدارى للدولة من غير المتخصصين بالوزارات والمحافظات والهيئات العامة.
كما استمع وزير الاتصالات إلى بعض القيادات الحكومية من خريجى المبادرة، والذين أشادوا بهذه المنحة وما حققته لهم من قيمة مضافة فاعلة أثرت على حياتهم الشخصية والعملية وساهمت بشكل كبير فى إثراء مهاراتهم الرقمية بما يتواكب مع متطلبات العمل الحكومى الاحترافي.
تأتى مبادرة قادة مصر الرقمية على قمة الهرم والبرامج التدريبية التى أطلقتها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتى يتم تقديمها بالمجان لقيادات الجهاز الإدارى للدولة من غير المتخصصين فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وتستهدف المبادرة تطوير مهارات القيادات العاملة بالقطاع الحكومى لتمكينهم من إدارة المؤسسات الحكومية بشكل كفء وفعال لدعم اتخاذ القرار وتقديم خدمات متميزة للمواطنين، فضلا عن تعظيم الاستفادة من الذكاء الإصطناعى والبيانات والتقنيات الرقمية الناشئة فى إدارة الأعمال الحكومية، بما يساهم فى رفع كفاءة استخدام موارد الدولة، وتعزيز الشفافية، وتحقيق الاستدامة فى تنفيذ أعمال التحول الرقمى ومنظوماته بالمؤسسات الحكومية.
وتتضمن المبادرة عدد من المعارف والمهارات والتطبيقات العملية فى موضوعات التحول الرقمى والتكنولوجيات الناشئة، والقيادة الرقمية الابتكارية للمؤسسات، واستراتيجية ومنظومات الدولة المصرية للتحول الرقمى والتطوير المؤسسى، وإدارة الأزمات والمخاطر الرقمية لضمان استمرارية الأعمال، والأمن السيبرانى للبيانات والأصول الرقمية، فضلاً عن تعزيز المهارات القيادية والوظيفية الرقمية كالقيادة الرقمية الفعالة لفرق العمل، والمرونة الرقمية الاستراتيجية وإدارة التغيير، ومهارات الإدارة الرقمية للمشروعات، وقواعد الإتيكيت والبروتكول فى بيئة العمل الرقمية.
وقد استغرق البرنامج التدريبى بالمبادرة 54 ساعة موزعة على 9 أيام تدريبية على مدار 5 أسابيع، وتنوعت أساليب التدريب بالمبادرة بين التدريب النظرى المعنى بصقل المعارف والمهارات إلى جانب التطبيقات العملية ونماذج المحاكاة وورش العمل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاتصالات وتکنولوجیا المعلومات الأکادیمیة الوطنیة القیادات الحکومیة قادة مصر الرقمیة وزارة الاتصالات وزیر الاتصالات التحول الرقمى
إقرأ أيضاً:
الاقتصاد العماني والذكاء الاصطناعي
خلفان الطوقي
لا يختلف اثنان في العالم، وخاصة العالم المتحضّر، عن أهمية الذكاء الاصطناعي في كل مفاصل الحياة. وبالرغم من الفرص والآفاق التي سوف تنتجها هذه الثورة التكنولوجية، إلا أنه في المقابل، هناك تحديات ليست عادية، بل معقدة ومخيفة، ولا بد من إعداد العدة لها على كافة المستويات: الفردية والمجتمعية، وعلى مستوى مؤسسات القطاع الخاص، وحتى على مستوى الدول.
ولأن الجميع يعلم بأن هناك ثورة جارفة قادمة ليست اعتيادية، فإنه لا بد من الاستعداد لها، والخبر الجميل في الموضوع أن معظمنا يعلم بقدومها ويشعر بها في حياته اليومية، لكن المحزن في ذات الوقت أن الكثير من هذه الفئات المذكورة أعلاه لم يستعد لها بما فيه الكفاية، والبعض الآخر ما زال يُقاومها، ويُقاوم الاعتراف بها أو بآثارها الرهيبة.
في عُمان، بلغت نسبة التحول الرقمي حتى نهاية يوليو من هذا العام 80%، وهو رقم قياسي وأفضل مما هو مخطط، ولا أحد يُنكر الجهود المتنوعة والمتطورة والمكثفة التي تقوم بها وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات منذ عام 2021م وما زالت مستمرة، إلا أن التحديات تفوق في مجابهتها جهة واحدة، بل تحتاج إلى جهود متكاملة من كافة الجهات لتتكامل مع جهود الوزارة، وخاصة في جانبي الاتصالات وتقنية المعلومات.
الفرص عظيمة في الذكاء الاصطناعي، ولا بد من تحرك جماعي من المُشرّعين المؤهلين وفريق وطني من جهات مختلفة، فبالإضافة إلى جهة الاختصاص المباشرة ممثلة بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، لا بد أن يكون هناك متخصصون من وزارة التربية والتعليم، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ووزارة العمل، ووزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، وهيئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ومجلسي الشورى والدولة، والبنك المركزي العُماني، وهيئة الخدمات المالية، وجامعة السلطان قابوس، وجامعة التقنية والعلوم التطبيقية، والمراكز البحثية والاستراتيجية، والأكاديمية السلطانية للإدارة، وغيرها من الجهات التخصصية التي تستطيع استشراف المستقبل، واكتشاف الفرص الهائلة لهذه الثورة الجارفة، التي يجب التعامل معها بكل جدية.
فإما أن تستفيد عُمان منها، أو أن تُشكّل تحديًا خطيرًا يجعلنا متخلفين عن الركب، وليس هذا فحسب، بل هناك تحديات لا حصر لها في جميع الجوانب: الاقتصادية، والاجتماعية، والأمنية. والحل هو الاستعداد العلمي والعملي المُبكر، الذي سيضمن لنا مقعدًا في الحاضر والمستقبل، وفرصًا لا حصر لها، وأي تأخير سوف يكون مكلفًا، ومخاطره أكثر مما نتصور.
رابط مختصر