بقلم: كمال فتاح حيدر ..
هنالك اكثر من أمرأة مرشحة لرئاسة دولة عربية، نذكر منهن سيدة الأعمال، سعيدة نغزة، المرشحة للرئاسة الجزائرية. ونذكر أيضا: السيدة (إيمان الكشر) التي تحلم برئاسة ليبيا. وتسعى تونسيات إلى تحقيق حلم عجزت عن تحقيقه (كلثوم كنو)، حيث تعتزم الأستاذة الجامعية (ليلى الهمامي) الترشح من جديد إلى جانب السيدة (آمنة القروي)، والسيدة (بدرة قعلول)، والسيدة (عبير موسِي).
وهنالك تساؤلات في العراق حول جملة كررتها رغد صدام حسين عدة مرات. بقولها: (سأكون على قدر المسؤولية ولن أكون خلف الكواليس). . يا ترى ماذا تقصد ؟. وهل سوف تتحقق نبوءة ليلى عبد اللطيف عندما قالت: (ارى امرأة تعتلي سدة الحكم في احدى العواصم العربية). .
فلا تستغربوا ولا تندهشوا فالقوى الدولية التي جعلت والي الموصل اميراً على الشام. لن تتردد عن تنصيب (رغد) أميرة على عرش بغداد. فقد باتت ملاعبنا متاحة لتلك القوى الدولية تلعب بها شاطي باطي والقوم في غفلتهم معرضون. .
فقد ألمحت (رغد) في اكثر من لقاء أنها ستعود لتكون جزءا من (مرحلة وطنية قادمة)، مشيرة إلى أنها تمتلك (إرادة قوية) لهذا الأمر. واثارت تصريحاتها لقناة المشهد الجدل على شبكات التواصل، حين قالت: (أنا ليس لدي طموح، أنا لدي إرادة قوية لأن أكون جزءا من مرحلة وطنية قادمة. . أنا لدي إرادة قوية في هذا المضمار وليس رغبة، هناك فرق بين أن تكون لديك رغبة أو أن تكون لديك إرادة عالية أو إصرار، وما متابعتي للشارع العراقي إلا جزءا من اهتماماتي). .
يرى البعض ان ظهورها عدة مرات في وسائل إعلامية مختلفة، وطرح نفسها كشخصية سياسية مستقبلية، يعكس رغبتها الشخصية لتقمص دور (بنازير بوتو)، التي تسلمت منصب والدها (ذو الفقار علي بوتو) مرتين في رئاسة الباكستان. آخذين بعين الاعتبار عدم وجود أحكام قضائية ضد (رغد) في العراق. وهي الآن مقيمة مع عائلتها في الأردن، وربما على تواصل مع بعض الكتل السياسية الفاعلة في العراق. .
من كان يصدق ان الذراع الأيمن للبغدادي، والمسؤول الاول عن اكبر المقابر الجماعية في نقرة (الخسفة) التي تضم رفات آلاف المغدورين من النساء والأطفال والشيوخ، من كان يصدق انه سيصبح ملكا متوجا على مملكة الشام ؟. ومن كان يصدق تقاطر الوفود عليه، بضمنهم وفدا من العراق ذهب لتكريمه ومنحه صكوك البراءة والغفران ؟. ومن كان يصدق ان الارهابي المحبوس في سجن (أم قصر) يصبح قائدا عاماً للقوات المسلحة السورية التي فقدت 80% من ترسانتها الحربية بغارات جوية متوالية ؟. .
كلمة أخيرة: لم يفتنا القطار وحده. بل فاتتنا المحطات، وخذلتنا الحكومات، وخاننا رفاق الترحال الطويل، في بلد ضاع فيه الخيط والعصفور. . . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات من کان یصدق
إقرأ أيضاً:
الكائنات الغريبة التي لم نعهدها
علي المسلمي
في عصر نستطيع أن نقول فيه إنه بلغ ذروة العلم والتمدن، مبتكرات ومخترعات، لم تخطر على بال أحد؛ لتيسير حياة البشرية جمعاء، وأخريّات لتدمير البشرية من المغلوب على أمرهم؛ من أجل المليار الذهبي من البشر.
في المُقابل توجد ثلة من الصنف الثاني من الناس، تحكمها شريعة الغاب، تمارس السّادية بحق شعب أعزل في أرضه، لا يطلب سوى العيش الكريم، والحياة الهانئة الهادئة، يطلب حريته بعدما تمت مُحاصرته برًا وجوًا وبحرًا بالقاذفات والمسيرات، والقنابل الحارقة الفسفورية المحرمة دوليًا والخارقة للصوت، والمجنزرات والبلدوزرات ودبابات الميركافا. هذه الكائنات هل هي من جنس البشرية أمْ كما تدعِي؛ بأنها شعب الله المختار، وأخذت صك الغفران من فرعون العصر، الذي أعطاها الضوء الأخضر، تبيد البشر والحجر في حمم لا تبقي ولا تذر، وتشفي غليلها بتهشيم رؤوس أطفال العرب حسب عقيدتهم التلمودية التوراتية الواردة في أسفارهم؛ حتى يهدأ بالها وتستريح قلوبها المليئة بالحقد والغل.
هيهات.. هيهات، إنَّ الله يمهل ولا يهمل، من قَبلِكِ أمم وأفراد أخذتهم العزة بالإثم، فصاروا إلى ما صاروا إليه من النكال والعذاب في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون "أَدْخِلُوا آلَ فِرْعونَ أشدَّ العذابِ". وهذه الكائنات استباحت الحرمات، ودنست الأعراض، وأهلكت الحرث والنسل، وعاثوا في الأرض الفساد، ولم تنصت لصوت العقلاء الحكماء، والمتظاهرين المناهضين لهذه الهمجية الجاهلية، ولا إلى دعوة المظلومين، ولا إلى تنهدات المكلومين والثكالى وبكاء الأطفال اليتامى، همها الأكبر التطهير العرقي، والإبادة الجماعية، وبناء ملك زائل، ونبوءات زائفة في أرض الميعاد بالتطهر بالبقرات الحمراء الشيكاغوجية السّمانْ؛ لبناء هيكلهم المزعوم، وتحقيق أهداف بروتوكولات بني صهيون الماسونية.
أمّا وبَعْدّ أن تكشفت سوءات هذه الفئة، وكشفت عن بريق وجهها، ورأى العالم صنيعها وأفعالها أنَّا له أنْ يقف العالم الحُر كما يدعي بـديمقراطيته وعدالته مكتوف الأيدي بمؤسساته التي بُنيت على أساس صون كرامة الإنسان وحريته، واحترام حقوقه بعد الحربين العالميتين المدمرتين وبَنَتْ على ذلك العهود والمواثيق، أمْ تكون بريقاً مزيفاً يستخدمه الكبار؛ لاستمالة الشعوب التي يظنونها أممًا تابعة لهم تنقاد وفق أهوائهم ورغباتهم.
لقد طفح الكيل أمّة المليار مسلم، وأمّة الدين والتاريخ واللغة والنسب، إخوانكم وأبناؤكم وبني جلدتكم وقومكم يساقون سوقًا، ويدفنون أحياء بلا رحمة ولا شفقة، يُجّوعون ويتوسلون، بطونهم خاوية، أمعاؤهم تتقطع وتصرصر كصرير النمل في وضح النهار، وأفواههم عطشى ظمأى من شدة العطش، يبكون على أطفالهم من هول الأمر ولا يستطيعون بنت شفة من شدة ما يعتصرهم من الآلام. وهذا ما تسطره لنا الشاشات المرئية، يئنون من شدة الألم، يفترشون البيوت المهشمة، ويلتحفون قطعًا بالية والفضاء الملوث. وهناك من يطبل ويزمر ويزمجر، ويفرش الورد، ويُنفق المليارات نظير وعود لا يعلم صدقها إلا أصحابها، تنثر في الهواء؛ بينما الواقع يزداد بؤسًا وشقاء، بينما الأنين والنوح لا أحد يلقي له بالاً ويلقى اللوم على هذه الفئة الصابرة المرابطة منذ خمسة وسبعين سنة في دحر هذا العدوان الغاشم بأبسط الوسائل.
ألا ينبض لنا عرق من دمٍ، أم نتوجس خيفة من أحفاد الصهاينة ولم نتكلم ببنت شفة، أينك يا فاروق الأمة، ويا صلاح الدين، وقطز، والأئمة والقادة العظام، وامعتصماه، واصلتاه، أم ندس أنوفنا في التراب، ونصُم آذاننا عن السماع، أو تشرئب أعناقنا إلى السماء ننتظر الفرج من رب السماء دون عناء. ونعم بالله الواحد القهار. "ألا إنَّ نصرَ اللهِ قرِيبٌ".
لا ضيّر لهذه الزمرة المؤمنة الصابرة أن تدفع بفلذات أكبادها؛ من أجل أن تعيش مثل بقية البشر آمنة مُطمئنة، ولكن الصمت يخيم، والجبروت يزداد من قبل الكيان وزمرته المتطرفة التي لا تبقي ولا تذر، والاتكال على سيد البيت الأبيض الحالم بنوبل للسلام إحلاله في بقاع الأرض؛ وخاصة منطقة الشرق الأوسط، لعل الصبح ينبلج بفجر جديد يعم السلام ربوع البلاد، ينفع البلاد والعباد من هذه الحرب المبيدة التي قضت على البشر والحجر، رحمة بهؤلاء البشر.
صبرًا يا آل ياسر فإنَّ موعدكم الجنة.