قال اللواء الاحتياط بجيش الاحتلال الإسرائيلي، إسحاق بريك، إن "قتال جيش الدفاع الإسرائيلي في جباليا كارثة وطنية وإهمال من الدرجة الأولى، فالأحداث العسكرية هناك هي محاولات فاشلة من القيادة السياسية والعسكرية والمحللين العسكريين الذين يتعاونون معا، يضللون الجمهور ويكذبون عليه بوقاحة".

وأضاف في مقال بصحيفة "معاريف"، أنه "لا يمر علينا وقت قصير دون أن نرى قتلى وجرحى بشدة، لأنهم لا يخبّرون الجمهور بالحقيقة.

كل القتال في جباليا، الذي استمر لعدة أشهر، والذي فقدنا فيه أكثر من 40 قتيلاً وعدداً من الجرحى بجراح بليغة، يتم فوق الأرض وليس في الأنفاق. لذلك، كل القصص التي تزعم أننا قتلنا مئات من إرهابيي حماس في جباليا وأسرنا منهم آلاف الأسرى هي مجرد خداع لعيون الجمهور".

وأوضح بريك، أن مقاتلي حماس "يقيمون في مئات الأنفاق تحت جباليا، ولديهم حرية التنقل تحت محور نيتساريم، إنهم يحصلون على تعزيزات من الطعام والذخائر بشكل مستمر، ولهذا يمكن لجيش الدفاع الإسرائيلي أن يقاتلهم شهورا وسنوات دون أن يحقق نصراً عليهم".

وأشار إلى أن "جيش الدفاع الإسرائيلي لا يستطيع القضاء عليهم، لأنه ليس لديه القدرة على تدمير معظم الأنفاق. يعود هذه العجز إلى نقص في تكامل القوات، إذ لا تبقى القوات في الأماكن التي احتلتها بسبب كون الجيش صغيراً ومقيداً منذ عقدين من الزمن. الخروج والدخول المتكرر للقوات إلى نفس الأماكن لا يسمح لنا بالقضاء على حماس ويؤدي إلى خسائر ثقيلة لا تطاق. إضافة إلى نقص التكامل في القوات، هناك نقص في الوسائل المناسبة لتدمير الأنفاق، لأنهم أهملوا تطويرها لسنوات طويلة بحجة أنه لن تكون هناك حرب أخرى في قطاع غزة".

وتابع اللواء الإسرائيلي قائلا، إن "ما يدمره جيش الدفاع في الأنفاق هو قطرة في البحر، والأهم من ذلك أن جيش الدفاع لا يقتل إرهابيي حماس كما يوهم الجمهور. معظم القتلى والأسرى هم من المدنيين في غزة، الذين لم يقتلهم الجيش عمدا، ولكنه يقدم بعضهم على أنهم مقاتلون من حماس. يحدث هذا فقط لسبب واحد: القيادة السياسية، وعلى رأسها نتنياهو، لا تريد أن تنتهي الحرب، من أجل ضمان بقاء الحكومة، وخاصة من يقف على رأسها".



وأكد أن "الأمر الأكثر خطورة هو التعاون بين رئيس الأركان، هرتسي هليفي، والقيادة العليا في الجيش في الكذب حول الانتصارات الفعلية. المقاتلون يقاتلون ببسالة ولديهم بعض الإنجازات، ولكن من منظور شامل، نحن لا نحرز أي تقدم نحو النصر".

وعلى العكس، كل يوم يمر، يساند العديد من المحللين والصحفيين العسكريين الأكاذيب من القيادة السياسية والعسكرية (كما حدث مؤخراً في جولة للصحفيين الكبار من القنوات 12 و13 في جباليا، الذين تحدثوا بلسان الناطق بلسان جيش الدفاع)، فالصحفيون العسكريون يقولون للجمهور إننا نعلم حماس دروساً في القتال في جباليا، وأن الأجيال القادمة من المقاتلين ستتعلم القتال في جباليا كأسلوب استراتيجي يهزم حماس، وأنه لم يتبق إلا عشرات من مقاتلي حماس، بحسب المقال.

وأردف، "في الواقع، هناك المئات من مقاتلي حماس في الأنفاق تحت جباليا، وهم يتلقون تعزيزات مستمرة من مقاتلين شباب في سن 18-20، فإجمالي مقاتلي حماس والجهاد في قطاع غزة يقترب من الأرقام التي كانت قبل الحرب، حوالي 25 ألف مقاتل، وتدريب المقاتلين الشباب الذين ينضمون إلى صفوف حماس والجهاد يتجاوز عدد القتلى من حماس والجهاد".

فقط أمس قال الصحفي يارون أبرام في القناة 12، إن ضباطا كبارا في الجيش يعترفون الآن بوجود أكثر من 20 ألف مقاتل من حماس والجهاد في قطاع غزة، وهو الرقم الذي كنت أتحدث عنه منذ عدة أشهر، وهذا يتناقض مع الأكاذيب اليومية من قادة الجيش والقيادة السياسية، الذين يضللون الجمهور قائلين إنه لم يتبق في قطاع غزة إلا قليل من مقاتلي حماس والجهاد.

وينضم إلى هذه الأوركسترا الكاذبة محللون وصحفيون عسكريون كبار. القصص التي تروجها القيادة السياسية والعسكرية بأننا هزمنا حماس في جباليا هي أكاذيب وكليشيهات بلا نهاية.

واستدرك، "جنودنا يدفعون أثماناً باهظة جداً من القتلى والجرحى بسبب أكاذيب القيادة العسكرية، القيادة السياسية وبعض الصحفيين والمحللين العسكريين. المصالح الضيقة للقيادة السياسية، بالتعاون مع القيادة العسكرية، هي استمرار الحرب التي فقدت هدفها منذ فترة طويلة".

وقال بريك، "تخيلوا ما يحدث في المدن والمستوطنات الأخرى في قطاع غزة التي لا يتواجد فيها جيش الدفاع على الإطلاق، ولا يوجد فيها أي قتال: ببساطة، حماس تقوى في أنفاقها. إرهابيو حماس يمكنهم البقاء في الأنفاق لفترات طويلة جدا ويستمرون في السيطرة الكاملة على قطاع غزة كدولة ذات سيادة".

وأوضح، أن "بقاءهم يعمل ضدنا، لأننا نخسر جنودا يوميا، وأسرانا يموتون في الأنفاق نحن بعيدون جداً عن القدرة على تدمير حماس. خداع "الانتصار على حماس" يظهر بوضوح في عدد قتلانا وجرحانا وفي إطلاق صواريخهم الذي يحدث بشكل شبه يومي، مما يؤدي إلى إطلاق الإنذارات في جميع أنحاء المنطقة المحيطة بغزة، وأحياناً أبعد من ذلك".

وأكدت، أنه "حتى لو حدثت معجزة وتركت حماس جباليا (وهو ما لن يحدث)، من المهم أن نتذكر أن جباليا هي مجرد جزء صغير نسبيا من مناطق أخرى (مدن ومستوطَنات) في قطاع غزة، التي لا يتواجد فيها جيش الدفاع على الإطلاق، ولا يسيطر عليها".



وأشار اللواء الإسرائيلي، إلى أن "حماس موجودة بأعداد ضخمة في مئات الكيلومترات من الأنفاق على طول وعرض قطاع غزة، وتستفيد من المساعدات الإنسانية التي تسيطر عليها وتملأ بها الأنفاق لتأمين العيش لعدة أشهر وربما سنوات. علاوة على ذلك، إضافة إلى الإمدادات الإنسانية، حماس تتلقى مساعدة في الذخائر والأسلحة عبر الأنفاق التي تصل من سيناء تحت محور فيلادلفيا، الأنفاق التي لم تُغلق على الإطلاق، كما يكذب الجيش على الجمهور".

وأضاف بريك، أن "الحرب الطويلة في تاريخ إسرائيل التي تمر علينا تقوض جميع المعايير الممكنة: في الاقتصاد، في المناعة الوطنية، في علاقاتنا مع العالم وفي التدهور المستمر للجيش. كل هذا بسبب بنيامين نتنياهو، هرتسي هليفي، غالانت حتى وقت قريب، ومعه انضم لاعب جديد – إسرائيل كاتس – الذين يريدون البقاء مهما كان الثمن. فقط أمس استمعنا إلى تصريحات غريبة من غالانت للأمة على قناة 12، حيث قال إن جيش الدفاع هزم حماس، وحزب الله، وإيران وأذرعها. لا حاجة للقول إن مصالحهم الشخصية بالطبع تتفوق على مصلحتنا الوطنية".

وختم قائلا، "لا أشك أن هؤلاء القادة الضعفاء وكل أتباعهم سيُذكرون بالعار إلى الأبد في كتب تاريخ شعب إسرائيل، وكل جيل خلال مئات وآلاف السنين القادمة سيتعلم عن هؤلاء القادة الضعفاء الذين كذبوا ودمروا الدولة وتسببوا في كارثة رهيبة. من الأفضل أن نفهم الآن أنه إذا استمرت هذه المجموعة في إدارة دولتنا وجيشنا.. ببساطة لن نتمكن من البقاء هنا".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الاحتلال حماس غزة نتنياهو حماس غزة نتنياهو الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القیادة السیاسیة حماس والجهاد مقاتلی حماس فی قطاع غزة جیش الدفاع فی الأنفاق فی جبالیا من مقاتلی

إقرأ أيضاً:

إعلام إسرائيلي: حماس ستقاتل حتى آخر رصاصة ونتنياهو سيحمّل زامير أي فشل

تناولت وسائل إعلام إسرائيلية الجدل الحاد الذي شهده اجتماع المجلس السياسي الأمني المصغر، والذي انتهى بالموافقة على خطة احتلال كامل قطاع غزة، وسط تحذيرات من أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يستعد لتحميل رئيس الأركان إيال زامير مسؤولية أي فشل.

وذكرت مذيعة بقناة آي 24 (i24) أن المجلس أقر، في نقاش امتد أكثر من 10 ساعات، مقترح نتنياهو رغم معارضة رئيس الأركان.

وأوضحت أن التصويت أفضى إلى تبني مبادئ تشمل تجريد حركة حماس من السلاح، واستعادة جميع المخطوفين، والسيطرة الأمنية الإسرائيلية على القطاع، وتشكيل إدارة مدنية بديلة.

وأشار مراسل الشؤون العسكرية في قناة 13 أور هيلر إلى أن زامير تمسك برأيه بأن الخطة تمثل "خطأ إستراتيجيا" سيقود إلى "نفق مظلم" باحتلال كامل القطاع.

وقالت مراسلة الشؤون السياسية في قناة 13 موريا أسرف وولبيرغ، إن زامير حذر من أن دخول مدينة غزة وضرب بنيتها التحتية المدنية سيؤدي إلى كارثة إنسانية، وقد يلحق الضرر بالمخطوفين المحتجزين هناك، فضلا عن خسائر كبيرة في صفوف الجيش.

ونقل مراسل الشؤون السياسية في قناة آي 24 (i24) تداف إيميليخ، أن رئيس الأركان قدم خطة بديلة، محذرا من تعقيدات إنسانية ستطال مليون نازح، ومشككا في قدرة العملية على استعادة المخطوفين. وأوضح أن وزراء، منهم إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، هاجموه ودعوا إلى المضي بالعملية حتى النهاية دون توقف.

حتى النهاية

وأضاف سموتريتش، وفق المصدر ذاته، أن وقف العملية في حال عرضت حماس صفقة أو استسلاما غير مقبول، مشددا على ضرورة "دفع حماس الثمن" حتى النهاية.

وأشار مراسل الشؤون السياسية في القناة 12 يارون أبرهام إلى أن الجيش يفتقر لإجابات واضحة من المستوى السياسي بشأن أهداف السيطرة الكاملة على غزة، وسط مخاوف من غياب الرؤية الإستراتيجية.

ولفت مراسل الشؤون العسكرية في القناة 12 نير دفوري إلى أن زامير عرض أمام الوزراء وضع الجيش بعد 22 شهرا من الحرب، محذرا من إرهاق القوات النظامية والاحتياط، واستهلاك الآليات العسكرية التي تحتاج فعلا لصيانة عاجلة.

إعلان

وذكر محلل الشؤون العربية في قناة آي 24 (i24) باروخ يديد أن حماس تواصل الاستعداد للمعركة، عبر تجهيز الكمائن والمتفجرات وتعزيز حراسة المخطوفين، مشيرا إلى تأكيد مسؤول عربي على صلة بقيادة الحركة، أن المواجهة ستكون "حتى الرصاصة الأخيرة".

ورأى الخبير في الأمن القومي كوبي مروم، أن نتنياهو يستفيد سياسيا من تبني خطة اليمين المتطرف، ويحاول الضغط على حماس بعد وقف المفاوضات، لكنه في الوقت نفسه يحدد مسبقا "المذنب" في حال عدم تحقيق النصر المطلق، وهو رئيس الأركان والجيش، واصفا ذلك بأنه "أمر بالغ الخطورة".

مقالات مشابهة

  • إعلام إسرائيلي: شرخ في القيادة الأمنية بسبب تعيينات في الجيش
  • أنس.. الكلمة التي أرعبت الرصاصة
  • جنرال إسرائيلي: لماذا لم تُهزم حماس بعد كل الضربات التي تلقتها؟
  • غزة باقية
  • أحمد موسى: نتنياهو أصبح يعترف بوجود مجاعة بقطاع غزة ويبرر باستهدافه القضاء على حماس
  • الجيش الروسي يطوق كتيبة من القوات المسلحة الأوكرانية في اتجاه خاركوف
  • محلل إسرائيلي يستبعد تنفيذ خطة احتلال غزة التي أقرها الكابنيت
  • إعلام إسرائيلي: الجيش سيقدم خطة جديدة للسيطرة على غزة
  • مسؤول إسرائيلي: لا نستبعد العودة إلى المفاوضات بشأن غزة
  • إعلام إسرائيلي: حماس ستقاتل حتى آخر رصاصة ونتنياهو سيحمّل زامير أي فشل