قامت شركة «Meta» المالكة لـ موقع «فيس بوك» و «واتس أب» بتحديث جديد، وهو إضافة أداة الذكاء الاصطناعي «Meta ai»، حتى يستطيع الأشخاص استخدامها كمحادثة شخصية، ويسأل المستخدمون أداة الذكاء الاصطناعي، وتقوم هي بالرد عليهم حول استفساراتهم.

وذكر رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن أداة الذكاء الاصطناعي «Meta ai»، وقعت في خطأ كبير فيما يخص سور القرآن الكريم، حيث انتشرت صور من محادثات مع أداة الذكاء الاصطناعي عن سورة «الفلق» ليأتي بكلمات ليست من المصحف الشريف، ولكن عندما تكتب له أن السورة خطأ، يعتذر ويأتي بالسورة الصحيحة.

ويتساءل الكثيرون عن أساب تحريف أداة الذكاء الاصطناعي «Meta ai»، لـ االقرآن الكريم، وهذا ما أجاب عنه الدكتور وليد حجاج، خبير أمن المعلومات ومستشار الهيئة الاستشارية العليا للأمن السيبراني وتكنولوجيا المعلومات، والملقب إعلامياً بصائد الهاكرز.

وقال حجاج لـ «الأسبوع» إن تحريف القرآن الكريم في أداة الذكاء الاصطناعي الجديدة في ماسنجر، أمر مرفوض تمامًا وغير مقبول بأي شكل من الأشكال.

تحريف القرآن الكريم في أداة الذكاء الاصطناعي

وأضاف: إذا كان هناك تحريف في القرآن الكريم عبر أداة ذكاء اصطناعي على منصة مثل Messenger، فهذا قد يكون نتيجة لعدة عوامل مختلفة منها: بيانات تدريب غير موثوقة، تعتمد أدوات الذكاء الاصطناعي على البيانات التي تُستخدم لتدريبها(Machine Learning)، إذا كانت هذه البيانات تحتوي على أخطاء أو مصادر غير موثوقة، فمن المحتمل أن تنتج الأداة نصوصًا محرفة أو غير دقيقة، وأحيانًا يتم جمع البيانات تلقائيًا من الإنترنت دون مراجعة دقيقة، مما يؤدي إلى تضمين محتوى غير صحيح.

وتابع مستشار الهيئة الاستشارية العليا للأمن السيبراني: من الممكن أن حدث تحريف في القرآن الكريم بـ أداة ذكاء اصطناعي، بسبب سوء الفهم الثقافي أو الديني، بعض أدوات الذكاء الاصطناعي تُطورها شركات أو فرق تقنية غير ملمة بالحساسية الدينية أو الثقافية، قد لا يُدرك المطورون أهمية الدقة عند التعامل مع النصوص المقدسة.

وأشار إلى أن من أسباب تحريف القرآن الكريم، وجود ثغرات برمجية، قد يكون هناك أخطاء في الخوارزميات أو النظام البرمجي للأداة تجعلها تُخطئ في تحليل النصوص أو عرضها، مثال: أداة تُحاول «إكمال» النصوص بشكل تلقائي قد تُفسد النص القرآني عند محاولة تقديم اقتراحات.

وأوضح أن تحريق تفسير القرآن الكريم من الممكن أن يكون استهداف مقصود، في بعض الحالات، وقد يكون التحريف مقصودًا من قبل جهة معينة تهدف للإساءة إلى النصوص الدينية أو إثارة الجدل، وهذا النوع من الاستهداف قد يكون ضمن حملات مغرضة.

تحريف القرآن الكريم في أداة الذكاء الاصطناعي

ولفت خبير أمن المعلومات إلى أن من الممكن، يكون هناك عدم وجود مراجعة بشرية، كثير من أدوات الذكاء الاصطناعي تعتمد على العمل الآلي بالكامل دون تدخل بشري، مما يجعل الأخطاء تمر دون اكتشاف أو تصحيح، في حالة البرمجة الغير دقيقة أو استخدام بيانات غير موثوقة أو وجود ثغرات برمجية يجب أن تُعالَج مثل هذه الأخطاء فورًا لأنها قد تُسبب إساءة وسوء فهم كبير فهذا أمر خطير.

ونصح خبير تكنولوجيا المعلومات بأنه يستوجب التعامل مع أخطاء أدوات الذكاء الاصطناعي بحزم عن طريق:

-الإبلاغ عن الخطأ إذا كنت تستخدم منصة ذكاء اصطناعي وتجد مثل هذا التحريف، فعليك الإبلاغ عنه للمطورين أو الجهة المسؤولة عن طريق استخدام خاصية الإبلاغ داخل Messenger للإشارة إلى المشكلة ثم تحدد أن المحتوى يتعلق بالإساءة إلى النصوص الدينية.

- مراجعة المصادر: التأكد من أن الأداة تعتمد على مصادر موثوقة للنصوص الدينية، والتواصل مع الجهات المختصة: أبلاغ المؤسسات الدينية المعتمدة (مثل الأزهر الشريف أو دار الإفتاء المصرية) ليقوموا بمتابعة الأمر والتأكد من تصحيح أي أخطاء.

- التحذير من الاستخدام: إذا كانت الأداة تنشر محتوى غير دقيق، فمن الأفضل التحذير من استخدامها حتى يتم معالجة المشكلة. فيجب تحذير الأصدقاء والمتابعين من استخدام هذه الأداة حتى يتم التحقق من محتواها مع تشجيع الناس على استخدام مصادر موثوقة فقط عند التعامل مع النصوص الدينية.

تحريف القرآن الكريم في أداة الذكاء الاصطناعي

وطالب بتدخل الجهات الحكومية، حيث يمكن التواصل مع الجهات الرقابية مثل وزارة الاتصالات أو هيئة تنظيم الاتصالات لطلب مراجعة الأداة ووقفها إذا تبين وجود إساءة.

وأكد أن هناك حلولا لمنع تكرار هذه المشكلة، وهي كالآتي: ضبط بيانات التدريب: يجب أن تعتمد أدوات الذكاء الاصطناعي على مصادر معتمدة وموثوقة.

مراجعة دينية وثقافية: إشراك علماء دين ومتخصصين في المراجعة قبل إطلاق الأدوات، وإبلاغ الجهات الرقابية: مراقبة المحتوى الذي تنتجه هذه الأدوات بشكل مستمر.

واختتم بأن التحريف في النصوص المقدسة، وخاصة القرآن الكريم، يعد قضية شديدة الحساسية تستوجب منا جميعًا الحذر واليقظة، وتطور أدوات الذكاء الاصطناعي، يمثل فرصة عظيمة لخدمة الإنسانية، لكنه أيضًا يفرض مسؤولية كبيرة على المطورين لضمان احترام القيم الدينية والثقافية، من خلال التعاون بين الأفراد، المؤسسات الدينية، والجهات التقنية، يمكننا تحقيق توازن بين الابتكار التقني وحماية المعتقدات والمقدسات، ويجب أن نظل حريصين على استخدام التكنولوجيا بشكل يخدم الإنسانية ويراعي مشاعر المجتمعات الدينية والثقافية على حد سواء.

اقرأ أيضاًتحذيرات من تحريف القرآن الكريم في أداة الذكاء الاصطناعي الجديدة بماسنجر

مرصد الأزهر يحذر من خطورة التغني بالقرآن: يحرم شرعا قراءته مصحوبا بالموسيقى

وكيل الأزهر: القرآن الكريم هو العمل الدائم الذي يتصل ثوابه أبد الدهر

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: القرآن الكريم الذكاء الاصطناعي تحريف القرآن الكريم أداة الذكاء الاصطناعي أدوات الذکاء الاصطناعی النصوص الدینیة قد یکون أداة ت

إقرأ أيضاً:

متى يُعد استخدام الذكاء الاصطناعي سرقة أدبية؟

 

 

د. عمرو عبد العظيم

السؤال المطروح في العنون يشغل بال الكثير من الطلبة والباحثين والكُتاب؛ حيث يقع الكثير منهم في حيرةٍ.. هل نستخدم الذكاء الاصطناعي في كتابة البحوث والمقالات أم يُعد ذلك سرقة أدبية؟

وإذا كانت الإجابة "نعم يمكن استخدامه ليكتب عنك" فيكون السؤال: وما دورك أنت إذن في هذه الحالة؟ وهنا يعُد استخدامه سرقة أدبية، في حين إذا كانت الإجابة لا فلماذا يسعى العالم لتطوير تلك التقنيات للاستفادة منها لتسهيل حياة البشر، مثل ما طوروا العديد من الأدوات البدائية والعمليات اليدوية إلى عمليات آلية تسهل حياة الإنسان ويستطيع من خلالها أن ينجز العديد من المهام في وقتٍ أقل وبمجهودٍ بسيط.

عزيزي القارئ حتى نحل هذه المعضلة، أريد أن أطرح لك التوجه العلمي والعالمي الآن في هذه القضية وكيف تتصرف الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في حالة قام الطلبة بالنسخ المباشر من الذكاء الاصطناعي للبحوث والتقارير والأعمال التقييمية التي تُقدَّم لتلك الجامعات.

تضع هذه المؤسسات نسبة مئوية لا تتعدى في الغالب 25 بالمئة تقريبًا كنسبة للاقتباس من الذكاء الاصطناعي والنماذج اللغوية المعروفة أو من مصادر أخرى، ودعنا نفصل في الأمر من حيث الناحية المنطقية والعلمية؛ لأنَّ الباحث أو الطالب إذا استخدم نماذج الذكاء الاصطناعي لتوليد بحوثه وتقاريره فيكون في هذه الحالة قد أوقف الإبداع والابتكار، وفَقَدَ عدة مهارات كان يجب عليه أن يكتسبها من خلال دراسته أو بحثه، ومنها مهارة والبحث والاستقصاء وتجميع البيانات وتحليلها والتفكير المنطقي والدقة العلمية وغيرها. ومع الوقت ربما نجد جيلًا تنقصه هذه المهارات بشكلٍ واضح. إذن هل نوقف استخدامه؟ بالطبع لا، لكن هناك عدة معايير يجب وضعها في الاعتبار عن الاستعانة بالذكاء الاصطناعي ونماذجه في إعداد البحوث والتقارير العلمية وغيرها.

ومن هذه المعايير أن يُراعِي المُستخدِم أن يكون الذكاء الاصطناعي مُساعدًا له وليس بديلًا عنه؛ بمعنى أن ينظم له أفكاره ويُوسِّع له من مفرداته ويُساعده في ترتيب الفقرات، ويمكن أن يُعيد تنظيم العناصر ويُراجع الصياغة في بحوثه ويُحسِّنها، ومن هنا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُمثِّل المُشرف الأكاديمي على البحث؛ حيث يستطيع الباحث أن يعرض عليه مراحل البحث مرحلة تلو الأخرى ويطلب منه التصرف كأنه خبير أكاديمي محترف ومشرف خبير في البحوث، ليساعده في أن يُقيِّم كل خطوة وإجراء تم في هذا البحث، ويستطيع الذكاء الاصطناعي أن يُرشده بكل سهولة ويسر حتى يخرج هذا البحث في أفضل صورة.

لأن الباحث هو من يرى الواقع والميدان الذي يُجري فيه البحث، فيمكنه ذلك من اتخاذ القرار الصحيح، وفي الوقت نفسه فالذكاء الاصطناعي لا يمكنه رؤية ذلك بكل تفاصيله فهو مازال تقنية يتحكم فيها الإنسان وفق المعطيات والبيانات التي يمده بها، فهو فقط يرشد الباحث وفق مراحل البحث وظروفه، وبذلك يضمن الباحث أنه استخدم الذكاء الاصطناعي استخدامًا عادلًا كمساعد أو مشرف أكاديمي له.

الخلاصة.. إنَّ استخدام الذكاء الاصطناعي في البحث والكتابة بفاعلية كمساعد دون إلغاء عقولنا أو أن يعوقنا عن تطوير مهاراتنا، يُعد من أهم طرق الاستخدام العادل والمتزن لتلك التقنية، والتي أصبحت لا غنى عنها اليوم في جميع القطاعات وخاصة في قطاع التعليم.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • حقوق النشر.. معركة مستعرة بين عمالقة الذكاء الاصطناعي والمبدعين
  • متى يُعد استخدام الذكاء الاصطناعي سرقة أدبية؟
  • بدء الاختبارات التحريرية للمسابقة العالمية الـ32 لحفظ القرآن الكريم بمسجد النور
  • مجلس عمداء الكليات التعليمية بجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية يجيز مصفوفة العملية التعليمية
  • بدعة إقحام العلم الوطني في الحفلات الغنائية تثير جدلاً واسعاً
  • تنظم الجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم المؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم
  • العمري: حتى الذكاء الاصطناعي لا يستطيع حل مشاكل النصر
  • مساعد العمري: مشاكل النصر لا يحلها إلا الذكاء الاصطناعي.. فيديو
  • بدء البرنامج الصيفي لتحفيظ القرآن الكريم بشناص
  • بعد بيان أثار جدلا واسعا.. الرئيس اللبناني يعزّي الشرع بضحايا تفجير الكنيسة