موقع 24:
2025-06-06@15:08:37 GMT

سوريا على مفترق طرق

تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT

سوريا على مفترق طرق

يصعب التكهّن بمستقبل سوريا في اللحظة الراهنة، ليس فقط بالنسبة لصنّاع القرار في الإقليم والعالم، بل قبل ذلك، بالنسبة للسوريين، إذ إنهم غير متفقين على إجابة واحدة قاطعة عن مستقبل بلدهم، فمن الطبيعي أن يتفاءل البعض بالتغيير الحاصل، إذ يرون أن الأسوأ قد مرّ عليهم، وأن أي نظام سيحكمهم سيكون أفضل بكثير من نظام البعث، بعد أن تكشّفت لهم حقائق كثيرة عن المعتقلات التي كان يديرها الأمن، والمقابر الجماعية التي يضم بعضها بضعة آلاف من الجثث، التي لا يعرف أصحابها، والذين قتلوا بلا أي محاكمات.

وهناك قسم متفائل بحذر، يجد أنه من السابق لأوانه الحكم على مستقبل البلاد، ليس فقط السياسي، وإنما الاقتصادي والمعيشي والخدمي، وهناك فئة أفصحت عن تشاؤم شبه مطلق، نظراً للكمّ الهائل من التحدّيات التي تواجهها سوريا، دولة وشعباً.

إذاً، يمكن وضع عنوان عام وعريض، لكنه واقعي جداً، هو أن سوريا اليوم على مفترق طرق، لكن تحت هذا العنوان العريض، هناك تفاصيل كثيرة، ستحكم في نهاية المطاف الوجهة التي ستسلكها البلاد، والتي ستحدّد مستوى الاستقرار أو مستوى الفوضى فيها، فسوريا الخارجة من حكم البعث الذي استمرّ أزيد من خمسة عقود، عاشت السنوات الأخيرة في حالات انقسام عديدة، من حيث توزّع سلطات الأمر الواقع، أو من حيث الانقسام المجتمعي، أو حتى من حيث تباين الموارد، واختلاف الحلفاء.
الإدارة الجديدة للبلاد تحاول أن ترسل رسائل إيجابية على المستوى الإقليمي، لكن هذه النقطة بحدّ ذاتها تبدو مقلقة، فالإقليم منذ 2011 يعيش جملة من التناقضات بين دوله، ورؤى متباينة حول طبيعة نظام الأمن والاستقرار، واختلافاً في وزن اللاعبين وأدوارهم، كل ذلك يجعل من الصعب على من يحكم سوريا اليوم أن يكون بمنأى كامل عن التجاذبات الإقليمية، وبالتالي، فإن تحديد وجهة سوريا إقليمياً سيحدّد طبيعة الداعمين للنظام الجديد، أو المنكفئين عن دعمه.
هناك وجهة نظر معتبرة في الإقليم تقول إنه لا ينبغي منح الدولة، خصوصاً في منطقة مشتعلة كمنطقتنا، هوية عقائدية ما، فكيف إذا كانت هذه الدولة هي سوريا، المتنوعة قومياً ودينياً ومذهبياً وثقافياً، ومن المعروف أن الحكم الجديد في سوريا قد أتى من خلفية عقائدية ليست خافية على أحد، لكن تطبيع الدولة بهذه الخلفية، لن يكون صداه مقبولاً في المجتمع السوري، وكذلك في الإقليم، الذي عانى ولا يزال يعاني الاستثمار في الهويات العقائدية، التي تعدّ الوصفة المثالية للانقسام المجتمعي على أساس عقائدي، وقد تؤسس في أسوأ سيناريو لها لحرب أهلية أو تقسيم.
أيضاً، إذا كان لا بد من حصول تعافٍ اقتصادي ومعيشي في سوريا، فإن هذا التعافي يحتاج إلى دعم عربي كبير، وهذا الدعم كان موجوداً في النواحي الإغاثية والإنسانية في السنوات الأخيرة، لكن هذا الأمر يختلف عن الاستثمار الذي يمكن أن تقوم به الدول أو الشركات العربية، إذ لا يمكن أن يكون هناك دعم جدّي أو استثمارات كبيرة من دون نظام حكم مستقر، وبيئة أمنية مشجعة، وتشريعات تضمن العمل بحرية وكفاءة، وهذا المناخ له متطلبات عديدة، يحتاج تحقيقها إلى بوصلة واضحة وعمل كبير.
السوريون اليوم، وفي كامل الجغرافيا السورية، يعانون نقصاً كارثياً في الخدمات، خصوصاً في حوامل الطاقة، إذ إنه من غير المتوقع أن تبدأ عجلة الإنتاج الداخلي بالخروج من أزمتها من دون أن توجد حلول عاجلة وسريعة لنقص حوامل الطاقة، فمعظم مناحي الخدمات تقوم على توفر هذه الحوامل من نفط وغاز وكهرباء، وبالتالي فإن استمرار النقص الحالي سيدفع السوريين إلى التشاؤم بقدرة البلاد على تطوير دورة الإنتاج، لاستحداث فرص عمل جديدة، إذ تحتاج سوريا سنوياً إلى حوالي 300 ألف فرصة عمل، كما أن تعافي خسائر العملة الوطنية يحتاج إلى تصدير المنتجات، وهو أمر غير ممكن إذا عجزت الإدارة الجديدة عن توفير مستلزمات الإنتاج.
الملفّات الشائكة كثيرة، وكلّها تمتلك ذات الأهمية، مع فوارق في الدرجة، إذ إن التخلّص من فوضى السلاح مرهون بقدرة الإدارة الجديدة على بناء مؤسسات وطنية غير عقائدية، لا تستثني فئة من السوريين، وهذا الأمر قد يصطدم بوجود لون واحد في الفصائل العسكرية، التي تزعم الإدارة الجديدة حلّها، وضمّها إلى الجيش، وهو أمر لن يكون مطمئناً للسوريين، كما أن هيكلة أجهزة الأمن لها الأهمية ذاتها، فمأساة السوريين التاريخية منذ الانفصال عن الوحدة مع مصر، كانت في تغوّل الأجهزة الأمنية على الحياة العامة، وبالتالي، فإن المعايير والآليات التي سيعمل بها لهيكلة الأمن، ستحدد مدى رضا السوريين عنها.
مهمّات الإدارة الجديدة داخلياً وخارجياً كبيرة وصعبة، ويبدو من المبكر الحكم على مدى النجاح في مواجهة تلك التحديات، وتجاوز العقبات الكثيرة، لكن بالطبع لن تدوم حالة عدم اليقين لسنوات طويلة، فالسوريون اليوم لم يعودوا يمتلكون ما يخسرونه للانتظار طويلاً لترجمة الوعود إلى أفعال ووقائع ملموسة، وكذلك، دول الإقليم، فهي اليوم تدعم بحذر، وتراقب التطورات، وستتّخذ مواقفها بناءً عليها.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد الإدارة الجدیدة

إقرأ أيضاً:

توقعات الأبراج حظك اليوم برج السرطان: تجمع الثروة التي ترغب بها

يأتي برج السرطان في المركز الرابع في دائرة الأبراج، ويشمل المولودين من 21 يونيو إلى 22 يوليو، ويعرف بأنه من الأبراج المائية التي تمتاز بعاطفة عميقة وحدس قوي، ويُحكم هذا البرج بالقمر مما يمنح مواليده تقلبات في المزاج والأفكار.

توقعات الأبراج برج السرطان

وتوفر «الأسبوع» لمتابعيها معرفة كل ما يخص توقعات الأبراج برج السرطان وذلك ضمن خدمة مستمرة تقدمها لزوارها في مختلف المجالات ويمكنكم المتابعة من خلال الضغط هنا.

برج السرطان حظك اليوم برج السرطان على الصعيد المهني

إن حسك البديهي وعقلك المنظم يجعلانك رصيدًا قويًا في مهام العمل اليوم، وتجمع الثروة التي ترغب بها، سوف يلاحظ زملائك قدرتك على حل التحديات بدقة وقيادة هادئة. معالجة المشاريع التي تتطلب التخطيط والتعاون المدروسين، خذ وقتًا لمشاركة الأفكار البناءة في الاجتماعات، سوف تتميز اقتراحاتك بالوضوح واللطف، تجنب اتخاذ القرارات المتسرعة وحافظ على قدرتك على التكيف مع المتطلبات المتطورة.

حظك اليوم برج السرطان على الصعيد العاطفي

تتدفق المشاعر الرقيقة بسلاسة حيث تتواصل بشكل أعمق مع شريك حياتك أو صديق مميز، يساعدك تعاطفك الطبيعي على فهم المشاعر غير المعلنة وتوفير الراحة الحقيقية، الإيماءات المفاجئة مثل ملاحظة مدروسة أو الحلوى المفضلة ستقوي الروابط، وإذا كنت أعزباً، فإن المحادثة الودية قد تشعل شرارة الفضول والدفء. ركز على التواصل الواضح والمهتم لتنمية الثقة والفرح. اسمح لقلبك أن يرشدك نحو انسجام أعمق.

برج السرطان حظك اليوم برج السرطان على الصعيد الصحي

مستويات الطاقة لديك مستقرة هذا اليوم، مما يوفر تركيزًا واضحًا على إجراءات العافية البسيطة، سيؤدي التمدد اللطيف أو المشي لمسافة قصيرة إلى تخفيف التوتر في الكتفين والظهر. تذكر أن ترطب جسمك بانتظام وأن تأخذ فترات راحة للتنفس عندما يرتفع التوتر، استرح مبكرًا الليلة لتجديد قوتك والاستعداد لمهام الغد، استمع إلى إشارات جسدك واحترم الراحة اللازمة من أجل صحة متوازنة.

اقرأ أيضاًالحمل: ستكتسب علاقات جديدة.. توقعات الأبراج وحظك اليوم الأثنين 2 يونيو 2025

تحذير لـ برج الحمل.. اعرف توقعات الأبراج وحظك اليوم الخميس 29 مايو 2025

الحوت: ستتلقى أخبارًا سارة.. توقعات الأبراج وحظك اليوم الأربعاء 28 مايو 2025

مقالات مشابهة

  • من هي الحاجة الأردنية التي توفاها الله في عرفات اليوم؟
  • عقبات أمام حُلم إسرائيل بتقسيم سوريا
  • الوزير الشيباني: في سوريا فرص استثمارية كبيرة والصورة التي نوصلها للعالم بأننا شريك اقتصادي ولا نريد الاعتماد على المساعدات.
  • المفوضة الأوروبية: سوريا التي تشمل جميع أبنائها هي سوريا القوية.
  • المفوضة الأوروبية: أنا هنا لنقل رسالة واضحة بأننا كما دعمنا الشعب السوري في الأعوام الـ14 الماضية نتابع دعمه اليوم في سوريا الجديدة.
  • الوزير الشيباني: الاتحاد الأوروبي يتابع الأحداث في سوريا عن كثب ويدعم حكومتها التي تمثل شعبها.
  • توقعات الأبراج حظك اليوم برج السرطان: تجمع الثروة التي ترغب بها
  • أبرز الهواتف التي لا تدعم تقنية 5g في مصر.. هل ظهرت العلامة الجديدة على موبايلك؟
  • كيف ستنعكس نتائج مذكرة التفاهم التي وقعتها وزارة الطاقة ومجموعة شركات دولية على واقع المنشآت السياحية في سوريا؟
  • العراق على مفترق طرق: رواتب ضخمة وتنمية معطلة