فيما وصف بأنه "اجتياح قطبي"، تستعد الولايات المتحدة لموجة برد تُنذر بدرجات حرارة قياسية وأمطار ثلجية كثيفة ستؤثر على ملايين من المواطنين الأميركيين والمقيمين خلال الأسبوع القادم.

وتشير التحليلات إلى أن هذه الموجة قد تكون من أشد موجات البرد في السنوات الأخيرة، مع انخفاض درجات الحرارة إلى 17 درجة مئوية تحت المتوسط الموسمي، ويعتقد الباحثون أن هذه البرودة القاسية ناتجة عن تغيرات كبيرة في الضغط الجوي وتحولات في الدوامة القطبية.

????A significant pattern change is expected across much of the country as an Arctic Outbreak is forecast to spread from the Northern Plains to the south and east, leading to exceptionally high probabilities of below-normal temperatures expected across much of the East.????

❗️The… pic.twitter.com/Ym2qoykkGC

— National Weather Service (@NWS) December 31, 2024

وتتوقع هيئة الأرصاد الجوية الوطنية حدوث اضطرابات كبيرة في حركة السفر، مع رياح باردة خطرة جنوب شرق البلاد، وتساقط ثلوج كثيف في مناطق مثل جبال الأبلاش ووادي أوهايو وبحيرات غريت ليكس والوسط الأطلسي. ومن المتوقع أن تستمر هذه الظاهرة الجوية العنيفة حتى منتصف يناير/كانون الثاني، مما يجعلها واحدة من أبرد بدايات العام منذ أكثر من عقد.

إعلان التيار القطبي وتأثيراته

تعرف الدوامة القطبية بأنها مناطق ضغط منخفض مستمرة وواسعة النطاق تدور بطريقة تشبه الإعصار أعلى كل قطب، وتمتد في عمق الغلاف الجوي للأعلى، تتسبَّب هذه الدوامات في كتلة كبيرة من الهواء البارد الكثيف تحتها وتُحيط بكل قطب.

في الحالة الطبيعية، فإن هذه الدوامات تكون في صورة خلية أو قُبة واحدة متماسكة، وبالتالي يكون الهواء البارد أسفلها محصورا تماما عند الدوائر القطبية فقط، لكن في بعض الأحيان فإن تلك الدوامات قد تضعف، هنا يمكن أن تنقسم إلى خليتين أو أكثر، وتبدأ في السفر بعيدا عن القطبين، وعندما تكون ضعيفة للغاية يمكن أن تتفتَّت بشكل كبير وبالتالي تسافر جنوبا إلى مناطق أعمق، وصولا إلى عمق دول مثل الولايات المتحدة الأميركية.

تستعد مدن مثل نيويورك وشيكاغو وبوسطن وفيلادلفيا وواشنطن لتساقط كثيف للثلوج (بيكسابي)

وفي هذا العام، تسهم منطقتان للضغط المرتفع في توجيه الهواء الجليدي من كندا إلى الولايات المتحدة، مهيئة الظروف المناسبة لفترات طويلة من الطقس البارد والعواصف الثلجية.

وتستعد مدن مثل نيويورك وشيكاغو وبوسطن وفيلادلفيا وواشنطن لتساقط كثيف للثلوج، أما سواحل الخليج وشبه جزيرة فلوريدا، المعروفة بطقسها الشتوي المعتدل، فقد تشهد درجات حرارة متجمدة، كما أفاد بول باستيلوك، رئيس التنبؤات الطويلة الأمد في "أكو ويذر"، بأن هذه الموجة القطبية ستكون حدثا ممتدا لعدة أيام، مع توالي موجات من الهواء الشديد البرودة، مما يجعلها أكثر تأثيرا من موجات البرد القصيرة.

وتشكل الموجة القطبية تهديدا كبيرا بإحداث اضطرابات واسعة النطاق، بما في ذلك تلف شبكات الكهرباء، وتجمد الأنابيب، وأضرار مائية في المنازل ذات العزل الرديء، وتشير توقعات "أكو ويذر" إلى أنه إذا استمرت البرودة القطبية إلى ما بعد منتصف يناير/كانون الثاني، فقد تعادل برودة يناير/كانون الثاني 2014، الذي كان أبرد بمقدار3.3 درجات مئوية عن المتوسط التاريخي في المناطق المتأثرة.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

العراق بلا حنطة.. ومزارعو الشتاء يحرثون في الهواء

4 أغسطس، 2025

بغداد/المسلة: ما إن أعلن وزير الموارد المائية عون ذياب، صباح الإثنين، أن الزراعة ستتوقف بالكامل في أيلول المقبل، حتى بدأ وقع الخبر يتردد كصفعة ثقيلة في أسواق الحبوب ومجالس الفلاحين، الذين استيقظوا على حقيقة أن “الحنطة”، التي كانت عمادهم في الموسمين السابقين، لن تُزرع هذا العام، ولا بوادر لوعود تركيا المائية التي طالما انتظروها بفارغ الصبر.

نقلع الزرع بيدنا ونموت واقفين

ووقف المزارع الستيني حامد السعيدي، في أطراف الشامية، يحدق في أرضه الجرداء قائلًا: “اشتغلت بالزرع خمسين سنة، عمري كله بالحنطة، واليوم أسمع من التلفزيون إن الموسم ألغي. يعني نترك الأرض تموت؟”. ويضيف بحرقة: “ماكو مي، ما نحچّي، بس حتى الوعود التركية كذب، وين الـ420 متر؟”.

أوقفنا التحضيرات.. ونبحث عن مهنة ثانية”

وقال حسين محمد، فلاح من قضاء العزيزية، إنهم بدأوا بتحضير الأرض منذ حزيران، “لكن من سمعنا القرار، أوقفنا كل شيء. لا عدنا نكاري ولا بذور. نبيع التراكتور ونشتغل بالأجرة، يمكن نعيش”. وأكد أن “المصيبة مو بس بالحنطة، حتى الشعير والعدس راح يوقف، يعني لا زراعة ولا علف للمواشي”.

“أسعار الحنطة سترتفع.. والدولة سترجع تستورد”

من جانبه، يرى التاجر خليل الراوي، صاحب مخزن حبوب في سامراء، أن القرار ستكون له انعكاسات مباشرة على الأسواق. “من سنتين وإحنا نشتري محلي، والسعر شبه ثابت. الآن راح يرجع الاستيراد، ويرتفع السعر 20 إلى 30 بالمئة، لأن العالم كلها تعرف العراق محتاج”.

“نحذر من فقدان الأمن الغذائي”

وأشار سعد اللامي، باحث زراعي ، إلى أن العراق حقق في العامين الماضيين اكتفاءً ذاتياً بلغ 5.3 مليون طن من الحنطة، “لكن وقف الزراعة يعني أننا سنفقد هذا الإنجاز، ونعود للاعتماد على السوق العالمية وسط تقلبات الأسعار والتغير المناخي”.

الحكومة تتركنا وحدنا.. والناس لا تعرف المصير

وفي ناحية البغدادي، حيث تعتمد غالبية السكان على الزراعة الموسمية، قال عبد الله الجغيفي، أحد الفلاحين، إن “الناس مصدومة، ماكو أي بديل من الحكومة، لا دعم ولا خطة طوارئ، حتى السدود فارغة، وكلشي ما يوصل من تركيا. عايشين على الوعود.. ونتعب نفسنا بلا جدوى”.

حتى العلف لن يتوفر للمواشي

ولم يخفِ نزار خضير، مربي ماشية في كربلاء، قلقه من انعكاسات وقف الزراعة الشتوية: “الحنطة تطلع بعدها تبن، والتبن نشتريه علف. إذا ماكو حنطة، لا راح نلكه تبن، ولا نلكه علف. يعني حتى الحيوان راح يموت من الجوع”.

أملنا بالأمطار.. أما تركيا فلا تجيب!

وتعلق أم حسن، مزارعة من ديالى، آمالها على ما وصفه الوزير بـ”أمطار تشرين”: “ما نصدق تركيا، نصدق الغيم. إذا ربنا رحمنا ونزل مطر، نزرع على البركة. أما الحكومة، فقررت تشطب الموسم قبل لا يبلّش”.

الفرات صار ساقية.. ودجلة ما يسقي بستان

ويصف سالم الجميلي، مزارع من الفلوجة، حال الأنهر قائلًا: “الفرات ما يوصل لمستوى رجل، ودجلة ينشف من نص النهار. إحنا عدنا أرض، وعدنا نهرين، بس السياسة عطّشتنا”.

وختم عبد الحسين الفتلاوي، أحد فلاحي العمارة، حديثه بجملة قاسية: “إذا الحكومة تفكر تعوضنا بالراتب، ما نريد. نريد نزرع، بس. الأرض رزقنا، والماء حياتنا، وإذا نقطعهم الاثنين، ما بقى شيء”.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • السياحة والآثار تقبل 5 أجهزة لتنقية الهواء في هرم خوفو
  • تعلن المحكمة التجارية الابتدائية بالامانة ان على المدعى عليه عبدالله البارد الحضور إلى المحكمة
  • الحكومة الأميركية تشتبه بأن مورّد شاشات آيفون شركة عسكرية صينية
  • العراق بلا حنطة.. ومزارعو الشتاء يحرثون في الهواء
  • الصين تصدر إنذاراً باللون البرتقالي لمواجهة عواصف مطيرة واسعة النطاق
  • الصين تجدد إنذارا باللون البرتقالي لمواجهة عواصف مطيرة واسعة النطاق
  • شيخة الجابري تكتب: فضائح على الهواء مباشرة
  • روسيا تعلن الطوارئ في إقليم كراسنودار بعد عواصف عنيفة
  • زلزال بقوة 3.0 درجة يضرب نيويورك بعد أيام من فيضانات ناتجة عن عواصف شديدة
  • احتجاجات في تل أبيب وعائلات الأسرى تحذر من خطر يتهدد أبناءها وتتهم الحكومة