المسلة:
2025-11-22@04:21:18 GMT

العراق بلا حنطة.. ومزارعو الشتاء يحرثون في الهواء

تاريخ النشر: 4th, August 2025 GMT

العراق بلا حنطة.. ومزارعو الشتاء يحرثون في الهواء

4 أغسطس، 2025

بغداد/المسلة: ما إن أعلن وزير الموارد المائية عون ذياب، صباح الإثنين، أن الزراعة ستتوقف بالكامل في أيلول المقبل، حتى بدأ وقع الخبر يتردد كصفعة ثقيلة في أسواق الحبوب ومجالس الفلاحين، الذين استيقظوا على حقيقة أن “الحنطة”، التي كانت عمادهم في الموسمين السابقين، لن تُزرع هذا العام، ولا بوادر لوعود تركيا المائية التي طالما انتظروها بفارغ الصبر.

نقلع الزرع بيدنا ونموت واقفين

ووقف المزارع الستيني حامد السعيدي، في أطراف الشامية، يحدق في أرضه الجرداء قائلًا: “اشتغلت بالزرع خمسين سنة، عمري كله بالحنطة، واليوم أسمع من التلفزيون إن الموسم ألغي. يعني نترك الأرض تموت؟”. ويضيف بحرقة: “ماكو مي، ما نحچّي، بس حتى الوعود التركية كذب، وين الـ420 متر؟”.

أوقفنا التحضيرات.. ونبحث عن مهنة ثانية”

وقال حسين محمد، فلاح من قضاء العزيزية، إنهم بدأوا بتحضير الأرض منذ حزيران، “لكن من سمعنا القرار، أوقفنا كل شيء. لا عدنا نكاري ولا بذور. نبيع التراكتور ونشتغل بالأجرة، يمكن نعيش”. وأكد أن “المصيبة مو بس بالحنطة، حتى الشعير والعدس راح يوقف، يعني لا زراعة ولا علف للمواشي”.

“أسعار الحنطة سترتفع.. والدولة سترجع تستورد”

من جانبه، يرى التاجر خليل الراوي، صاحب مخزن حبوب في سامراء، أن القرار ستكون له انعكاسات مباشرة على الأسواق. “من سنتين وإحنا نشتري محلي، والسعر شبه ثابت. الآن راح يرجع الاستيراد، ويرتفع السعر 20 إلى 30 بالمئة، لأن العالم كلها تعرف العراق محتاج”.

“نحذر من فقدان الأمن الغذائي”

وأشار سعد اللامي، باحث زراعي ، إلى أن العراق حقق في العامين الماضيين اكتفاءً ذاتياً بلغ 5.3 مليون طن من الحنطة، “لكن وقف الزراعة يعني أننا سنفقد هذا الإنجاز، ونعود للاعتماد على السوق العالمية وسط تقلبات الأسعار والتغير المناخي”.

الحكومة تتركنا وحدنا.. والناس لا تعرف المصير

وفي ناحية البغدادي، حيث تعتمد غالبية السكان على الزراعة الموسمية، قال عبد الله الجغيفي، أحد الفلاحين، إن “الناس مصدومة، ماكو أي بديل من الحكومة، لا دعم ولا خطة طوارئ، حتى السدود فارغة، وكلشي ما يوصل من تركيا. عايشين على الوعود.. ونتعب نفسنا بلا جدوى”.

حتى العلف لن يتوفر للمواشي

ولم يخفِ نزار خضير، مربي ماشية في كربلاء، قلقه من انعكاسات وقف الزراعة الشتوية: “الحنطة تطلع بعدها تبن، والتبن نشتريه علف. إذا ماكو حنطة، لا راح نلكه تبن، ولا نلكه علف. يعني حتى الحيوان راح يموت من الجوع”.

أملنا بالأمطار.. أما تركيا فلا تجيب!

وتعلق أم حسن، مزارعة من ديالى، آمالها على ما وصفه الوزير بـ”أمطار تشرين”: “ما نصدق تركيا، نصدق الغيم. إذا ربنا رحمنا ونزل مطر، نزرع على البركة. أما الحكومة، فقررت تشطب الموسم قبل لا يبلّش”.

الفرات صار ساقية.. ودجلة ما يسقي بستان

ويصف سالم الجميلي، مزارع من الفلوجة، حال الأنهر قائلًا: “الفرات ما يوصل لمستوى رجل، ودجلة ينشف من نص النهار. إحنا عدنا أرض، وعدنا نهرين، بس السياسة عطّشتنا”.

وختم عبد الحسين الفتلاوي، أحد فلاحي العمارة، حديثه بجملة قاسية: “إذا الحكومة تفكر تعوضنا بالراتب، ما نريد. نريد نزرع، بس. الأرض رزقنا، والماء حياتنا، وإذا نقطعهم الاثنين، ما بقى شيء”.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

متنفذون يستولون على آلاف الدونمات الزراعية في كربلاء ويحولونها مجمعات سكنية

21 نونبر، 2025

بغداد/المسلة: في تطور يعكس التوتر المتصاعد حول ملف الأراضي الزراعية في العراق، وجهت النائبة السابقة ابتسام الهلالي، عضو لجنة الزراعة والمياه النيابية السابقة، اتهامات خطيرة إلى جهات متنفذة داخل هيئة الاستثمار الوطنية وشخصيات مرتبطة بمكتب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.

وتشير قراءات الهلالي إلى عمليات استيلاء ممنهج على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في محافظة كربلاء، مع تحويل جنسها إلى سكني وبناء مجمعات سكنية تباع بأسعار تفوق الخيال.

يبدو أن هذه الاتهامات تسلط الضوء على ظاهرة أوسع، حيث تؤكد الأحداث الأخيرة أن تجريف الأراضي الزراعية أصبح كارثة بيئية واقتصادية تهدد الأمن الغذائي.

وتحدث مصدر عن “أياد خبيثة” تسعى للسيطرة على الإنتاج المحلي وتعزيز الاستيراد من الخارج، مما يضرب القطاع الزراعي في مقتل.

و الحكومات المتعاقبة اعتمدت قرارات مثل 320 لسنة 2022 لتحويل أراض زراعية غير صالحة أو متجاوز عليها إلى سكنية، لحل أزمة الإسكان الحادة، غير أن مراقبين يرصدون استغلالاً حزبياً وشخصياً لهذا الملف.

على صعيد آخر، تقول التقديرات إن كربلاء فقدت نحو 40% من مساحاتها الخضراء، مع مقتل مليون نخلة، فيما يقول محلل إن “المال السياسي يحول الرئة الخضراء للمدينة إلى أحياء عشوائية”.

ومن زاوية أخرى، تتحدث مصادر في وزارة الزراعة عن إجراءات للحفاظ على الأراضي الصالحة، لكن الآراء المختلفة المرصودة تركز على فجوة بين السياسات الرسمية والتطبيق الميداني، حيث يبدو أن المتنفذين يستغلون الفراغ لتحقيق مكاسب هائلة.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • ما سر حفر 500 قبر في شرق تركيا!
  • مبعوث ترمب: قادم إلى العراق لمتابعة تشكيل الحكومة الجديدة
  • الإطار التنسيقي يقترب من حسم منصب رئيس الحكومة
  • متنفذون يستولون على آلاف الدونمات الزراعية في كربلاء ويحولونها مجمعات سكنية
  • العراق بانتظار بوليفيا أو سيروليام لحسم بطاقة المونديال
  • فرنسا تدعو إلى الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة
  • تراجع استيرادات العراق من تركيا وجمعية بأنقرة تكشف تعطل عمل عدة منشآت جراء ذلك
  • فرنسا تدعم تسريع مساعي تشكيل الحكومة الجديدة في العراق
  • العراق: تركيا لم ترفع حصتنا من المياه بعد
  • اسعار الذهب ترتفع في العراق