جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-18@07:58:57 GMT

رحلة الفجر

تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT

رحلة الفجر

 

إبراهيم الهادي

 

تحت ظلال الحياة اليومية لا يكاد صوت العصافير يضج في ساحة البيت مع بزوغ ضوء الفجر إلا وتقف المرأة شامخة كعمود البيت تجمع بين أنوثتها التي تُضفي جمالًا على كل شيء، وهمّتها التي تبني أركان أسرتها، وبين طموحها الذي يدفعها للعمل والإبداع؛ ليُجسِّد دعوة الإنصاف أن نخفف عن كاهلها بعضًا من الأعباء.

ثمان ساعات عمل أو يزيد، كثيرات على المرأة المتزوجة التي ترعى أطفالًا صغارًا ويافعين، فالمرأة ليست مجرد عامل يُسهم في عجلة الاقتصاد؛ بل هي أيضًا القلب النابض لبيتها؛ حيث تصحو مع كل صباح لتوقظ الأحلام في أطفالها، تحضنهم بحنان وهي تجهزهم ليومهم ومدرستهم، ثم تسابق الزمن لتكون في ميدان العمل، تعود بعد ساعات طويلة مثقلة بالتعب، لتكمل رحلتها في بيتها، بين طهي الطعام، ومتابعة الدروس، وترتيب الفوضى اليومية.

هذا الموضوع يدعو إلى ضرورة تقليص ساعات العمل للمرأة، والتقليص هنا ليس رفاهية أو تنازلًا؛ بل هو اعتراف بحقها في حياة مُتوازنة، تُعطي فيها كل مجال ما يستحق من وقت وجهد، فحين تُمنح المرأة وقتًا إضافيًا لأداء واجباتها الأسرية، تكون قادرةً على الإبداع في كل ما تقوم به؛ سواء في بيتها أو في مكان عملها، وستنعكس الراحة في كل جوانب حياتها وحياة أسرتها وسيكون بيتها أكثر دفئًا وسكينة، وأطفالها أكثر قربًا منها، وستعود إلى عملها في اليوم التالي بطاقة مُتجددة تفيض إنتاجًا وإبداعًا.

حين تُقلََّص ساعات العمل، تُمنَح المرأة فسحة لتهتم بصحتها النفسية والجسدية، لتقف شامخة أمام تحديات الحياة، وتواصل دورها كركيزة أساسية في المجتمع، تبني الأجيال وتصنع المُستقبل.

وهنا على وقع الرحمة والموضوعية، ندعو وزارة العمل والجهات المعنية، أن تلتفت إلى أهمية قرار تقليص ساعات العمل للمرأة، من خلال إعفائها ساعةً عند الصباح على الأقل؛ لتتمكن من تجهيز أبنائها للمدرسة، وساعة أخرى عند المساء، في أقل تقدير، لتستطيع العودة إلى بيتها بروح عالية، تُكمِل فيها مهام الأسرة التي يعتمد عليها بناء الوطن، أضف إلى ذلك الفسحة التي تُعطي الطرقات انسيابيةً أكثر وأقل زحامًا.

وأخيرًا.. علينا أن نُدرك أنَّ المرأة ليست آلة تعمل دون كلل؛ بل كيان يشعر، ويتعب، ويحلم.. وتقليص ساعات عملها ليس ضعفًا؛ بل هو خطوة إنصاف نحو حياة يتوازن فيها العمل والحب والطموح والراحة العامة.. فرفقًا بالأم والأخت والزوجة والابنة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مدير عام مؤسسة «نماء»: «إجازة الرعاية» تسهم في تمكين المرأة والأسرة والمجتمع

أكدت مريم الحمادي مدير عام مؤسسة «نماء» للارتقاء بالمرأة، أن تطبيق «إجازة الرعاية» التي اعتمدها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، سيسهم بشكل مباشر في تحقيق عدد من النتائج الإيجابية أبرزها إتاحة الوقت الكافي للأمهات لرعاية أطفالهن، وتخفيف الضغط والتوتر النفسي والمهني الذي يتعرضن له بسبب ظروف أبنائهن الخاصة، والقضاء على الخوف من تبعات الاستقالة من العمل، أو أخذ إجازة طويلة غير مدفوعة، والذي ينعكس بشكل إيجابي على التطور العاطفي والطبي لأبنائهن.

وأشارت الحمادي إلى أن الإجازة تسهم على المدى البعيد في تحقيق التوازن بين الالتزام الأسري والمهني، وخلق بيئة عمل توفر المرونة والدعم الكافي للمرأة، وتمتد النتائج الإيجابية إلى زيادة إنتاجية الموظفات، وتعزيز ولائهن المؤسسي والمهني، وتحفيزهن على العطاء والإبداع.

وأوضحت في تصريح لوكالة أنباء الإمارات «وام»، أن إطلاق «عام المجتمع» 2025 تحت شعار «يداً بيد» شكل مبادرة وطنية جسدت رؤية القيادة الرشيدة تجاه بناء مجتمع متماسك ومزدهر بعد قرار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، تخصيص العام الجاري لتمكين المجتمع والاحتفاء.

ولفتت إلى دور مؤسسة «نماء» للارتقاء بالمرأة في تعزيز مكانة الشارقة، التي أصبحت من أوائل مدن العالم التي توفر هذا النوع من الإجازات الحكومية الممتدة بهذه الصيغة المرنة والمدفوعة، وفي ترسيخ مكانة دولة الإمارات في طليعة الدول التي تتبنى نماذج متقدمة في دعم الأم العاملة، وتمكين الأسرة، وتعزيز جودة حياة جميع أفراد المجتمع.

وقالت إن «نماء» أسهمت بشكل مباشر في تعزيز الروابط داخل الأسر والمجتمع، سواء من خلال المساهمة في رسم السياسات، أو تنفيذ البرامج والمبادرات المؤثرة التي تعزز القدرات وتطور المهارات وتشجع الابتكار، تجسيداً لالتزامها بترسيخ مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة.

أخبار ذات صلة كأس رئيس الدولة للخيول العربية.. ملتقى النخبة في أميركا «القوس والسهم» يشارك في بطولتي العالم وأوروبا

ولفتت إلى أن اعتماد «إجازة الرعاية» جاءت عقب دراسة بحثية شاملة تم إجراؤها في «نماء» بتوجيهات وقيادة قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة «نماء» للارتقاء، امتدت على مدار عامين ارتكزت على نقاط عدة تضمنت مراجعة، وتحليل القوانين والسياسات المحلية والاتحادية بهدف رصد احتياجات الأمهات العاملات اللواتي يواجهن ظروفاً استثنائية.

وذكرت الحمادي أن الدراسة شملت بحثاً ميدانياً تم من خلاله عقد اجتماعات مع عدد من الدوائر والهيئات والمؤسسات المعنية بتقديم مجموعة واسعة من الخدمات لذوي الإعاقات، استهدفت الحصول على البيانات اللازمة لتدعيم الدراسة، وأشارت نتائج الدراسة إلى أن أمهات الأطفال من ذوي الإعاقات أو المصابين بأمراض مزمنة يحتجن إلى وقت أطول لرعاية مواليدهن بسبب ظروف أبنائهن الخاصة التي تتطلب وجودهن معهم بشكل دائم.

وتابعت: «كما أكدت نتائج الدراسة أن الأم العاملة هي المتأثر الأول بمثل هذا الوضع، حيث يظهر التأثير على إمكانية استمرارها في العمل لما تتطلبه رعاية الطفل من جهد ووقت، وبعد تقييم هذه النتائج رفعنا مجموعة من التوصيات بالتعاون مع«مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية» تؤكد أهمية استحداث هذا النوع من الإجازات المستدامة مدفوعة الأجر في منظومة العمل الحكومي بالإمارة».

يذكر أن «إجازة الرعاية» خصصت للأمهات العاملات اللواتي يربّين أطفالاً من ذوي الإعاقات أو المصابين بأمراض مزمنة كإجازة جديدة مدفوعة الأجر في منظومة العمل الحكومي مدتها عام واحد بعد إجازة الوضع وهي قابلة للتمديد حتى ثلاثة أعوام، بما يعكس ريادة الشارقة في تطوير التشريعات والسياسات والقوانين التي تسهم في تمكين المرأة والأسرة والمجتمع.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • منال سلامة تستعيد ذكريات عملها مع عادل إمام:" كان بيعاملني كنجمة النجوم"
  • اجتماعات قمة بغداد تستغرق مع الاستراحة أقل من 7 ساعات
  • 8 ساعات وراحة أسبوعية .. مكتسبات جديدة لـ العمال بقانون العمل الجديد
  • ارتقاء أكثر من 250 مدنيا فلسطينيا وإصابة المئات في غزة خلال ساعات
  • وزير الإعلام يبحث مع مديري المؤسسات الإعلامية التحديات التي تواجه العمل الإعلامي
  • مدير عام مؤسسة «نماء»: «إجازة الرعاية» تسهم في تمكين المرأة والأسرة والمجتمع
  • عادل عبد الفضيل: قانون العمل الجديد يحمي المرأة والطفل
  • إنعام محمد علي.. رائدة الدراما المصرية التي أنصفت المرأة وكتبت التاريخ بالصورة
  • الإمارات تغلق مسجد الشيخ زايد لاستقبال الرئيس الأمريكي.. وترامب يعلق «هذه هي المرة الأولى التي يُغلقون فيها المسجد ليوم واحد إنه شرفٌ للولايات المتحدة
  • تركيا في القمة! كم يعمل ويكسب الجميع في أوروبا؟