قتل 14 شخصاً وأصيب عشرات بجروح، عندما اندفع شمس الدين جبار، البالغ من العمر 42 عاماً، بشاحنة صغيرة صوب حشد احتفالي في نيو أورليانز الأمريكية.

أن الحركات الإرهابية تزداد قوة عندما تعتقد أن التاريخ في صفها



وقتلت الشرطة الأمريكية الإرهابي في تبادل لإطلاق النار، قبل أن يتمكن من إحداث المزيد من الفوضى.

وكانت الشاحنة تحمل عَلَم  تنظيم داعش. وفي مفارقة قاسية، كان محتلفون متجمعين لاستقبال السنة الجديدة، فيما ذكر بحوادث دهس سابقة، حسب ما أفاد ماثيو كونتينيتي، صحافي ومؤلف ومعلق سياسي أمريكي.
وقال كونتينيتي إن "انتباهنا يتحول إلى الداخل في مثل هذه اللحظات، حيث تقدم وسائل الإعلام تحديثات على ما لديها من معلومات، وتسلط الضوء على الضحايا، وتستكشف كيف تحوَّلَ منفذ الهجوم - ذلك المواطن الأمريكي والمحارب القديم في الجيش من هيوستن بولاية تكساس - إلى متطرف". مسار ملتو

وأضاف الكاتب في مقاله بموقع "فري بيكون" الأمريكي: "من المغري التركيز على المسار الملتوي لجبار نحو القتل الجماعي، مع إهمال الحركة الأيديولوجية الأوسع التي ينتمي إليها. ويجب تجنب مثل هذه الإغراءات. فما حدث في نيو أورليانز كان أكبر من مجرد مرض يصيب رجلاً واحداً. شكَّل الحادث أحدث فظائع ارتُكبت باسم أيديولوجية مريضة".

 

The ISIS Threat Never Left https://t.co/BS3ApP7REC

— reuben poupko (@poupko) January 6, 2025


وتابع الكاتب أن "النظرة العالمية المتطرفة التي يجسدها تنظيم داعش الإرهابي لم تُهزم بعد. بل على العكس من ذلك، إنها في طور الظهور. فقد وقع هجوم رهيب في موسكو في أبريل (نيسان) الماضي، وأسفر هجوم سوق الكريسماس في ألمانيا في الشهر الماضي عن مقتل 4 نساء وصبي في التاسعة من عمره، وتنمو النزعة المتطرفة وتؤجج العنف في مختلف أنحاء أفريقيا.

خلافة افتراضية ومضى الكاتب يقول: "حتى الخلافة الافتراضية مثل داعش لديها بنية أساسية مادية تتكون من الحصون والمخابئ والمنازل الآمنة والشبكات والأعضاء. ترتبط قوة القاعدة المادية بعلاقة مباشرة مع الجاذبية العالمية لأيديولوجيتها. وهذا ليس تكهناً معطلاً، وإنما حقيقة تاريخية".
أودت الحرب العالمية التي شنتها أمريكا على الإرهاب إلى تدمير تنظيم "القاعدة" الإرهابي، وأدت الحملة ضد داعش الإرهابي، التي بدأت على مضض في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، وكثفها ترامب إلى إلحاق الهزيمة بالتنظيم في العراق وسوريا. وسحقت استجابة إسرائيل لهجمات السابع من أكتوبر (تشرين الأول) حماس، وأعاقت حزب الله، وتركت إيران تبحث عن منفذ للهروب. الحركات الإرهابية والتاريخ

وذكر الكاتب أن الحركات الإرهابية تزداد قوة، عندما تعتقد أن التاريخ في صفها. ولا توجد طريقة أفضل لتخليص الإرهابيين من هذه الفكرة من حرمانهم من الملاذ الآمن وتدمير قادتهم.

 

"Islamic State has not disappeared and with events shifting in the Middle East against their interests, such as in Syria, the group will assert itself"@LinaKhatibUK (@CH_MENAP) joins @BBCr4today to discuss the terrorist attack in New Orleans.https://t.co/k8IWKSHAtf

— Chatham House (@ChathamHouse) January 2, 2025


وأضاف: "نسيت أمريكا هذا الدرس؛ فنجد أن قادتنا قلصوا التزاماتهم في العراق وسوريا. وحولت سلطات إنفاذ القانون الفيدرالية انتباهها إلى التطرف المحلي والقومية البيضاء. والأسوأ من كل ذلك أن الرئيس بايدن انسحب على عجل من أفغانستان، الأمر الذي أسفر عن مقتل 13 جندياً أمريكياً، وتقطعت السبل بالمواطنين الأمريكيين وحاملي التأشيرات، وتفرق حلفاء أفغانستان، ووقع الشعب الأفغاني في قبضة ميليشيا تطلق على نفسها حكومة، ووقعت المساحات غير الخاضعة للحكم في أفغانستان في أيدي تنظيم داعش الإرهابي".
في ذلك الوقت، تعهد بايدن بمواصلة مراقبة العدو، والقدرات العسكرية "التي تتجاوز الأفق"، ودعم النساء والفتيات الأفغانيات. ولكن كل هذا لم يكن صحيحاً. وقال الجنرال المتقاعد فرانك ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأمريكية السابق، في الربيع الماضي عن أفغانستان: "ليس لدينا أي قدرة تقريباً على رؤية ذلك البلد، ولا نملك أي قدرة تقريباً على توجيه ضربات إليها".
واستأنفت حركة طالبان عمليات الإعدام العلنية، وفرضت قواعد اللباس والسلوك على النساء، وحرمت الفتيات من التعليم. وفي اليوم التالي، قالت حركة طالبان إنها ستغلق المنظمات غير الحكومية التي توظف النساء.
وزاد الكاتب: "عليك أن تفكر في التباين بين إسرائيل والولايات المتحدة. تمتلك إسرائيل الإرادة لضرب أعدائها، وإثبات الحقائق على الأرض لصالح أمنها، واستعادة الردع في جوار خطير".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عودة ترامب داعش الإرهابی تنظیم داعش

إقرأ أيضاً:

الكاتب خالد الهنائي لـعمان: شغف الكتابة بدأ باكرا ولم يخرج للجمهور إلا بعد نضج التجربة

قصص قصيرة بثيمة الفقد والحنين لامست مشاعر القارئ فنجحت

صوت مليء بالشجن يخرج من بين أسطر قصة قصيرة حملت عنوان "كوب منثلم"، اختارها الكاتب خالد الهنائي لتكون عنوانا لكتابه الصادر عن الجمعية العمانية للكتاب والأدباء في معرض مسقط الدولي للكتاب في نسخته الـ29، وربما هو الفضول ذاته الذي ينتابني ككل القراء للبحث في عنوان الكتاب وسبر أغوار معانيه، وربما كتاب خالد هو ما كان مثيرا للتساؤل من قبل زوار المعرض بحثا عن انثلام الكوب، ولم أكن وقتها أعي أنه كوب سحري كان يعود سيلما بعد انكساره، بفعل تعويذة منفوثة بابتسامة الأم، فبقى على إثرها الحزن ذو طعم طاغ على الكوب عشرين عاما، ولكنه اليوم تحول إلى كتاب صار الأكثر مبيعا في جناح الجمعية خلال أيام المعرض.

قصة أثيرة

وفي سؤالنا لخالد الهنائي حول العنوان قال: "العنوان في حقيقته هو واحد من النصوص أو القصص الموجودة في الكتاب وتحمل ذات العنوان، والقصة أثيرة جدا إلا أنها خيالية، رغم أن بعض القصص لها شيء من الواقع، حيث تحكي القصة علاقة الأم بأولادها، العلاقة التي ليست مرتبطة بالأبناء وهم أطفال، وإنما علاقة متواصلة بهم حتى وهم كبار، والقصة أثيرة بالنسبة لي كونها تحكي علاقة أم بابنها، وأنا علاقتي بأمي علاقة قوية جدا، وكوني أكبر اخوتي فعلاقتي بأمي أقرب للصداقة".

أما ما يخص القصة فقال عنها الهنائي: "نشرت القصة سابقا في وسائل التواصل الاجتماعي كمادة خام، ولاقت صدى كبير من القراء، وهو ما زاد من قرب هذه القصة من قلبي، وترسخت علاقتي بها أكثر، وعلى فكرة الكتاب كان له عنوان آخر وهو "فيما يشبه الفقد" ولكني بعدها تراجعت عن هذا العنوان، وقررت أن أنتقي هذه القصة لتكون عنوان للكتاب، فهي القصة الأقرب إلى قلبي".

اختار الهنائي أن يضع تعريفا لكتابه واضعا على الغلاف كلمة "قصص"، وكأنه يوجه القراء نحو نوع أدبي واحد، قصص قصيرة وقصيرة جدا، إلا أنه جعل الباب مشرعا أماما مسار الطريق الذي يسلكه القارئ في الداخل، فلم يضع مقدمة يحدد فيها ثيمة أو فكرة معينة، وقد يشعر القارئ وهو يقلب الصفحات، ويتنقل من نص إلى آخر، أن بعضها ليست قصصا، وإنما شكل أدبي سردي، فيه من المعاني ما يتعدى وجود الشخوص والحكبة والنهاية، بل نحو تلذذ وتذوق وشاعرية، وخروج من الواقعية إلى الخيال والعكس، وهو ما يصنع صورة مشوقة بين كل نص وآخر.

شغف بالقراءة والكتابة من الطفولة

وحول ماتشكله القراءة والكتابة لخالد الهنائي يقول: "أنا شغوف بالكتابة من الطفولة، فقد كنت أقرأ كثيرا، وحين كنت طفلا أعيش في مطرح كنت أذهب لمكتبة النجوم للقراءة، وهي مكتبة صغيرة موجودة خلف مستشفى الرحمة، وهذا الشغف ورثته من والدتي، وكذلك موضوع الكتابة بدأ عندي باكرا جدا، أيام دراستي الثانوية، ورعم أنها لم تكن كتابات ناضجة إلا أنها استمرت".

ويعد "كوب منثلم" الإصدار الأول للهنائي، حيث تحدث عن كتاباته بقوله: "لدي كمية نصوص هائلة جدا، حيث كنت أكتب وأترك كنوع من التنفيس فقط، ولعل أكثر ما ركزت عليه في كتابتي هو المشاهد الإنسانية، وهو ما أصادفه كثيرا في حياتي، وربما الجميع تمر به مواقف إنسانية، ولكني كنت أوثقها وأكتبها على شكل نص أدبي، ولم يكن في ذهني أن أنشر ولم أكن مهتما بذلك، إلى أن جاءت أيام كورونا، التي فرضت علينا البقاء في منازلنا لأوقات طويلة، وهنا بدأت أكتب بعض القصص وأنشرها في وسائل التواصل الاجتماعي، وبدأت قصصي تنتشر وتلاقي صدى من قبل القراء، لا سيما أن قصصي تحوي الكثير من المشاعر التي بإمكانها أن تلامس القارئ، والبعض أعجب بطريقة السرد نفسها، لذلك واصلت الكتابة والنشر في وسائل التواصل الاجتماعي، لديّ نصوص شعرية، ونصوص قصصية".

وحول الإقدام على فكرة الإصدار قال الهنائي: "الكثير من الأصدقاء شجعوني لفكرة الإصدار، ورغم أني ترددت في ذلك، فكيف لي أن أقدم كتابا بعد هذا العمر، ولكني قررت فعلا إصدار الكتاب، وجمعت النصوص التي تحمل ثيمة واحدة، وهي ثيمة الفقد والرحيل والغياب والحنين، وهي ما يمكن أن يطلق عليها ثيمة مرتبطة بالمشاعر الإنسانية التي تميل للحزن إلى حد ما، وقررت أن أجرب حظي، وهو ما أدى بي لإيجاد القبول والاجتياز من قبل القائمين على الجمعية، وكذلك الأخوة الكتاب".

لم أندم.. ولكن هل سأتحمل المسؤولية تجاه القارئ؟

ومع شعور التردد الذي كان يخالج الهنائي، كان السؤال ما إذا كانت هذه الخطوة قد تشكل ندما عليه، فأجاب: "مطلقا لست بنادم، ولكنها نعم أعطتني مزيدا من الشعور بالمسؤولية تجاه القراء، وهذا أمر ضروري، بل هو جزء من حياتنا وواجبنا في الحياة تحمل المسؤولية، لا سيما أنني من جيل اعتاد على تحمل المسؤولية وهو صغير، فقضية تحمل المسؤولية ليست جديدة ولكن السؤال الأخطر هو هل لدي ما يكفي من الطاقةإني أتحمل مسؤولية جديدة؟ وهو ما يمكنني تركه للقادم ونرى مقدرتنا على ذلك، والنية أني أشتغل على أعمال أخرى في المستقبل ولكن بتمهل شديد".

وحول تأخر الهنائي في تقديم إصداره للجمهور، قال: " يمكننا القول أن هناك خليط من من الأشياء، فأنا كنت محتاج إني أكون ناضج بما يكفي لتحمل الصدمة فيما إذا كانت الإصدار الأول لا يلاقي القبول، والمسألة الأخرى أيضا والتي أشرت إليها سابقا هي مسألة النضج، نضج التجربة، ونضج الفكرة نفسها، وأنا حقيقة متردد وخجول، واحتجت لفترة طويلة جدا لكسر حاجز الخجل وحاجز التردد، وفي فترة من الفترات حتى الكتابات التي أكتبها لا يطلع عليها أقرب المقربين لي، فمسألة إظهارها ونشرها أخذت مني وقت طويل".

لم يكن خالد الهنائي متوقع لأن يلاقي إصداره "كوب منثلم" هذا الإقبال الجماهيري، بل وحول كونه الأكثر مبيعا قال: "للأمانة أنا كنت متفاجئ جدا، ، وأنا عندي كثير من الأصدقاء في الوسط الثقافي والكتاب، وكنت مستعد لعدم الإقبال كوني عاشرت التجارب مع الكتاب، بمعنى أني كنت متوقع أن تباع 10 أو 15 نسخة فقط، ولكني شخصيا تفاجأت، يا ترى ما هو السر وراء أن الناس جاءت وأقبلت على هذا الكتاب؟ ما هو الموضوع بالضبط؟ خصوصا إنه الإصدار الأول، ولكن ربما في شيء شدهم، وأنا حقيقة لا أعرف ما هو فهل يا ترى لامس مشاعرهم؟".

لا تكونوا قاسين على الكاتب العماني

ولم يقدم الهنائي نصيحة للقارئ حيث يشعر أنه غير مخول ليقوم بنصح القارئ، ولكنه توجه بكلمة للقراء وهي: "لا تكونوا قاسين على الكتّاب، ففي الفترة الأخيرة سمعت بعض الكلمات القاسية موجهة للكاتب العماني، بأنه صارت فوضى في مسألة الكتابة، فالكل أصبح يكتب، ولكني أقول دعوا الجميع يكتبون، وعلى العكس أن أرى أن هذا دليل على أنه هناك نضج ثقافي في البلد من خلال دخول الناس لعالم الكتابة، وهناك إصدارات بدأت تنشط، ومن خلال جولتي في معرض الكتاب، وجدت هناك إصدارات متنوعة، فليس الجميع متجه للأدب أو الروايات، فهناك أيضا الإصدار العلمي، وهذا الشيء يثلج الصدر، وحقيقة نحن وصلنا إننا نكتب إصدار علمي عماني وباللغة العربية، وهذا شيء جميل جدا، أرجو ألا تستعجلوا الحكم على الآخر، ولا تكونوا قاسين على الكاتب العماني ففي النهاية من يكتبون هو إخواننا وأبناءنا، والكاتب العماني محتاج للقارىء العماني حتى يصل إلى القارئ العربي والعالمي".

وأضاف الهنائي: "الكتابة العمانية للأمانة جودتها عالية جدا، أنا أعد نفسي من المتابعين بشدة للكتاب العماني، ومتواجد في معرض مسقط للكتاب سنويا، ويمكنني القول الفترة الأخيرة هناك نضج كتابي في سلطنة عمان، ووصل إلى مرحلة إني أقرأ لكتّاب عمانيين يكتبون في وسائل التواصل الاجتماعي ليس لديهم إصدارات، ويكتبوا كنوع من البوح أو التنفيس، وهي في نظري أجمل من كتب قرأتها حتى في المعارض، وحاليا أنا أقرأ نص غير منشور لأحد الكتاب الشباب، وهو نص رائع ومستمتع جدا بالقراءة، والكاتب هذا شاب صغير في العشرينات، ومندهش أنا لكتابة شاب صغير بهذا السبك الجميل، وبهذه اللغة والخيال، وكأني أقرأ لكاتب عالمي ".

مقالات مشابهة

  • أمريكا تعلن تصفية قيادي في تنظيم داعش الإرهابي بسوريا
  • الشرطة الهندية: لا ناجين من حادث تحطم طائرة الركاب التي كان على متنها 242
  • داعش يعيد تنظيم صفوفه في سوريا
  • خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد يعزيان رئيسة جمهورية الهند في ضحايا حادث تحطم طائرة الركاب التي سقطت على مبنى سكني بالهند.
  • رويترز: تنظيم داعش يتطلع للعودة إلى سوريا والعراق
  • السوكني: التشكيلات العسكرية التي زرناها في طرابلس حريصة على استمرار حالة الاستقرار  
  • تحديات طالبان في ظل حصار دبلوماسي ونفوذ يتوسع
  • الكاتب خالد الهنائي لـعمان: شغف الكتابة بدأ باكرا ولم يخرج للجمهور إلا بعد نضج التجربة
  • لماذا احتضن الغرب سوريا وتخلى عن أفغانستان؟
  • الإمارات تدين الهجوم الإرهابي على موقع عسكري في تشاد