مراقبون: تقرير الجهاز المركزي يفتح باب التساؤل.. من يدير هذا الفساد؟
تاريخ النشر: 10th, January 2025 GMT
فتح التقرير الصادر عن الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة في اليمن -الذي تناول الفساد في الحكومة الشرعية- تساؤلات كثيرة عمن يدير هذا الفساد ومن يقف خلفه.
وذكر مراقبون تحدثوا لوكالة "خبر"، بأن منظومة كبيرة ومتداخلة ومتكاملة تقود هذا الفساد حيث من يتحكمون بمفاصل الدولة هم من يديرون الفساد وليس مجرد أشخاص محددين.
وبينوا، بأن هذه المنظومة داخل الحكومة الشرعية تدير الفساد في اليمن وتقوم بتجاوزات تخالف القانون على نحو مقلق.
وبحسب المراقبين، فإن المنظومة المتكاملة تمارس الفساد ويتورط فيها مسؤولون رسميون في الحكومة الشرعية.
وأشاد المراقبون بالتقرير الصادر عن الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة حيث سلط الضوء على قضايا متعددة تتعلق بالاستيلاء على المال العام، منها التهرب الجمركي، التزوير، ونهب أراضي الدولة، شركات حكومية خارج الرقابة، تسهيلات لشركات خاصة، تعطيل العدالة، لكنه فتح الباب على مصراعيه عن من يدير الفساد بهذا الحجم وبهذه الكيفية من التجاوزات.
وتحدث المراقبون، بأن هذه الوقائع الصادمة عن الفساد تجعل الكثير يتساءل كيف لمجموعة أشخاص أن يديروا هذا الفساد المنظم وبهذا الشكل وبهذا الحجم، مسبعدين فكرة ان يكون هذا الفساد صادرا عن أشخاص، وإنما عن منظومة منظمة داخل الحكومة الشرعية.
وطالب المراقبون، بأن يتم تفعيل دور الأجهزة الرقابية والقضائية لكشف بقية هذه المنظومة وجوانب الفساد المتجذر في كل القطاعات.
وأشاروا إلى أن "ما تم الكشف عنه من قضايا فساد لم يكن سوى قطرة من بحر الفساد الذي تغرق فيه منظومة الشرعية منذ سنوات، حيث تمكنت هذه المنظومة الفاسدة داخل الحكومة من استباحة الدولة ونهب مواردها دون حساب أو عقاب، بينما الشعب يفتقد لأبسط مقومات الحياة ويموت جوعا.
وتساءل المراقبون، عن هوية كافة أفراد المنظومة الفاسدة ليعرف الجميع عمن يرعى الفساد، المالي والإداري والقضائي والأمني والعسكري، موضحين بأن الجميع هم في هرم الشرعية ومن أسفل درجاته إلى أعلاها.
وانتقد المراقبون قيام الحكومة بصرف مرتبات وبالعملة الصعبة لهؤلاء الذين يديرون الفساد فهي تصرف مرتبات بالعملات الصعبة على سفراء ودبلوماسيين لا يعملون شيئاً من مواقعهم بما يفيد قضية الشعب الوطنية.
ورأى المراقبون، بأن الحكومة الشرعية تصرف مرتبات بالعملات الصعبة لموظفين وهميين وهم بالآلاف بسفارات اليمن وقنصلياتها بالخارج، وتصرف مرتبات كذلك بالعملات الصعبة على وزراء لا عمل لهم بواقع الأمر ولا وجود لهم في مواقع عملهم، وكذلك المحافظين الذين يستلمون مرتباتهم بالدولار والعملات الصعبة لا عمل ولا محافظات لهم فضلا عمن يديرون هذا الفساد المهول وهم في الشرعية.
واعتبر المراقبون، بأن أسباب هذا الفساد الكبير في الشرعية هو الصمت عمن يملكون القصور الفارهة وهم في الدولة بل على العكس يتم مديحهم بأجمل العبارات بعكس لو كانوا نزيهين.
كما أن أحد أهم أسباب انتشار الفساد هو أننا لا نعتبر المال العام ملكا خاصا للشعب، وكل فرد منا شريك فيه بالتساوي، بل ننظر اليه كأنه مال سائب، ولا يتورع الكثير عن المشاركة في الفساد ويعتبرها فرصة للصيد من المال المباح.
وبين المراقبون، بأن الكثير ممن في الشرعية لا يتورع عن استلام راتب من وظيفة وهو لا يدوام فيها، ولا يعتبر ذلك مالا حراما مثله مثل السرقة، وكذلك لا يتورع عن أخذ منحة مالية من المال العام وهو لا يستحقها أو وظيفة حكومية وهمية، بل يبحث عن وساطة لكي يحصل على ما ليس له حق فيه، ومع ذلك يتشدق بالدفاع عن الإسلام وتعاليم الإسلام.
ورأى المراقبون، بأن "هذه الثقافة السائدة بين الجميع وعلى عكس ثقافة الشعوب الأخرى التي لا يهمها ما يقترفه المسؤول في الدولة من ممارسات شخصية تضره وحده، ولا تضر بمصلحة الشعب، لكنهم لا يتساهلون مطلقاً مع أي ممارسات فساد".
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: الحکومة الشرعیة هذا الفساد
إقرأ أيضاً:
جنايات المنيا تُصدر حُكمًا بسجن 5 متهمين في قضية استغلال أطفال للهجرة غير الشرعية
قضت محكمة جنايات المنيا (الدائرة الثالثة)، اليوم، بالسجن المشدد لمدة 5 سنوات وغرامة مالية قدرها 200 ألف جنيه بحق 5 متهمين، بعد إدانتهم بتهمة استغلال الأطفال في عمليات الهجرة غير الشرعية عبر الحدود الليبية، بينما برأت المحكمة اثنين آخرين من التهم نفسها، مع إلزام جميع المتهمين بالمصاريف الجنائية.
عقدت الجلسة برئاسة المستشار شريف أحمد سعيد، وبعضوية المستشارين وائل محمد فريد، ومحمد كمال ضيف الله، ومحمد أحمد الشحات، وبأمانة سر كل من ماهر محمد حسن وخالد محمد عبد الغني ومحمد مصطفى هارون وقد استعرضت المحكمة أمر الإحالة الصادر من النيابة العامة، وفحصت الأدلة، كما استمعت إلى مرافعات هيئة الدفاع وطلبات ممثل الادعاء، قبل أن تصدر حكمها حضوريًّا بحق متهمَين، وغيابيًّا بحق الخمسة الآخرين.
خلفية القضيةتعود الواقعة إلى العام الماضي، عندما تمكنت الأجهزة الأمنية بمحافظة المنيا من ضبط المتهمين بعد ثبوت تورطهم في شبكة تستغل الأطفال لتنظيم رحلات الهجرة غير الشرعية إلى ليبيا.
وجاءت إحالتهم إلى المحاكمة بناءً على تحقيقات النيابة العامة، التي أثبتت ضلوعهم في هذه الجريمة، والتي تتنافى مع القوانين الوطنية والاتفاقيات الدولية لحماية الطفل.
وكان المستشار أسامة أبو الخير، المحامي العام الأول لنيابات شمال المنيا، قد أصدر قرارًا بإحالة المتهمين إلى المحاكمة الجنائية، مطالبًا بتطبيق مواد قانون العقوبات عليهم لخطورة الجريمة التي تهدد حياة الأطفال وتنتهك حقوقهم.
تأكيد على حماية الأطفاليأتي الحكم في إطار الجهود الرامية إلى مكافحة جرائم الاتجار بالبشر، خاصة تلك التي تستهدف الأطفال، حيث تشدد الدولة على مواجهة الشبكات الإجرامية التي تستغل الظروف الاقتصادية أو الاجتماعية لدفع ضحاياها نحو مخاطر الهجرة غير النظامية.
ويُذكر أن القوانين المصرية، خاصةً قانون مكافحة الهجرة غير الشرعية، تنص على عقوبات صارمة ضد كل من يُدان بتسهيل أو تنظيم عمليات تهريب الأشخاص، مع تشديد العقوبة إذا كان الضحايا من القُصَّر.