تتجه الأنظار من جديد إلى الدوحة، في انتظار ما ستسفر عنه جولة المفاوضات الحالية بشأن وقف إطلاق النار في غزة، بينما يواصل رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو وضع العراقيل، واضعا شروطا جديدة في كل مرة تصل فيها المفاوضات إلى نقطة الحسم.

ودأب نتنياهو على وضع شروط جديدة في الوقت الضائع في لعبة باتت مكشوفة، وترمي إلى تفجير المفاوضات ومنع التوصل إلى اتفاق، ما خلق انطباعا أن رئيس الحكومة لا يريد التوصل إلى صفقة تنهي الحرب في هذه المرحلة، لأسباب يعتقد أنها شخصية وأخرى تتعلق بالائتلاف الحاكم.

 

ورغم الحديث عن تقدم كبير في المفاوضات الجارية في الدوحة بين وفد الاحتلال وحركة حماس، والتوقعات بقرب حسم نقاط الخلاف وصولا إلى إعلان الاتفاق، إلا أن المخاوف لا زالت قائمة من أن يقدم نتنياهو على اعتراض طريق المفاوضات باشتراطات جديدة.


وبوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة، تجري حكومة الاحتلال و"حماس" منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة متعثرة للتوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار بقطاع غزة.

وبينما أبدى نتنياهو تشددا في البداية إزاء بعض الشروط خلال جولات المفاوضات المستمرة منذ أشهر، خفف من حدة معارضته، بل تحدثت وسائل إعلام عبرية عن تنازله عن الشروط التي تمترس خلفها سابقا.

تاليا ترصد "عربي21" أبرز الشروط التي وضعها نتنياهو في دواليب عجلة المفاوضات:

 "منطقة عازلة حول غزة"
آخر هذه الشروط التي وضعها نتنياهو أمام عجلة المفاوضات الدائرة، كانت إقامة منطقة عازلة حول شمال وشرق قطاع غزة، حيث أفادت "رويترز" الخميس، أن شرطًا جديدًا يتمثل  بالاحتفاظ بكيلو متر واحد على الحدود كمنطقة عازلة، تحت ذرائع أمنية.

استمرار احتلال "محور فيلادلفيا"
أبدى نتنياهو تمسكا ببقاء "الجيش" في محور "فيلادلفيا" الفاصل بين قطاع غزة ومصر، وطرح ذلك كاستحقاق حاسم لضمان أمن تل أبيب، زاعما أن المحور يمثل "أنبوب أكسجين لحركة حماس التي توظفه لتهريب الأسلحة".

أظهر نتنياهو تشددا متصاعدا إزاء البقاء في محور فيلادلفيا، متحديا بذلك الموقف الأمريكي والإقليمي خاصة مصر التي رفضت الوجود الإسرائيلي هناك، فضلا عن معارضة الموقف الداخلي الذي يرى أن التمسك بهذا الشرط يأتي على حساب حياة الأسرى الإسرائيليين لدى "حماس" في غزة.


"السيطرة على محور نتساريم"
إلى جانب شرط إبقاء السيطرة على محور فيلادلفيا، يصر نتنياهو على استمرار احتلال محور نتساريم الذي يفضل شمال غزة عن جنوبها. حيث وسع جيش الاحتلال مؤخرا المحور ليصل عرضه إلى ما يزيد عن 4 كيلومترات.

لم يكتف نتنيتاهو بذلك، بل اشترط أيضا تفتيش العائدين من جنوب غزة إلى شماله بواسطة جيش الاحتلال، كما حدد في البداية الفئة التي يمكن أن تعود، وهم النساء والأطفال فقط.

"قائمة بأسماء الأسرى"
نهاية الشهر الماضي نقل موقع "والا" الإسرائيلي عن نتنياهو قوله إنه لا يمكن التوصل لصفقة لوقف إطلاق النار وإعادة الأسرى دون الحصول من حركة حماس على قائمة بأسماء الأحياء منهم.

وأضاف الموقع أن نتنياهو قال خلال اجتماع إن "إسرائيل" لا تنجح في الحصول من حماس على أسماء، وإنه غير مستعد لإبرام صفقة دون أن يعرف من الذي سيعود من غزة.

رفض التوقيع على وقف دائم للحرب
يرفض نتنياهو التوقيع على وقف دائم للحرب في إطار المفاوضات الجارية، وهو يريد إعادة المحتجزين الإسرائيليين في غزة، في إطار هدنة مؤقتة ثم يعود لاستئناف العدوان مرة أخرى، لكن حركة حماس تصر على أن وقف الحرب الدائم ركيزة أساسية لإتمام أي اتفاق.

نفي الأسرى الفلسطينيين إلى الخارج
اشترط نتنياهو مؤخرا أن يتم نفي أسرى فلسطينيين مممن سيفرج عنهم في إطار الاتفاق المرتقب إلى الخارج، خصوصا من ذوي المحكوميات العالية، حارما بذلك شريحة واسعة منهم من الاجتماع مجددا بعائلاتهم.


لماذا لا يريد نتنياهو اتفاقا؟
يعتقد محللون إسرائيليون أن نتنياهو يتملص من إبرام اتفاق لوقف الحرب في غزة لسببين أساسيين، أولهما شخصي، ويتعلق بإمكانية أن تجري ملاحقته قضائيا فور انتهاء الحرب، على خلفية قضايا الفساد التي تلاحقه في المحكمة، فضلا عن توقع محاكمته على خلفية إخفاقات وفشل أجهزة الحكومة في توقع هجمات السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وثانيا، الخشية من انهيار ائتلافه الحكومي الذي يرتكز على أحزاب يمينية متطرفة، والأخيرة هددت مرارا بالانسحاب وإسقاط الحكومة، حال أقدم نتنياهو على إبرام اتفاق في غزة يشمل وقف الحرب.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية المفاوضات غزة نتنياهو العراقيل غزة نتنياهو المفاوضات عراقيل دولة الاحتلال المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة نتنیاهو على فی غزة

إقرأ أيضاً:

إيران وإسرائيل .. بين فرص التوصل إلى اتفاق أو المواجهة !

في الوقت الذي يزداد فيه الجدل بين إيران وإسرائيل حول البرنامج النووي الإيراني واحتمالاته، وما يرتبط به من احتمالات مختلفة ومتعددة على أكثر من مستوى، وفي ظروف مختلفة تفتح المجال في الواقع أمام احتمالات عديدة وعلى أكثر من مستوى، وهو ما يطرح احتمالات عديدة للآثار المترتبة عليه والمفاضلة بينها، بالنظر لكل منها بشكل أو بآخر. ويرتبط ذلك في النهاية بالآثار المرتبطة به والمترتبة عليه على نحو أو آخر، مما يحمل في طياته الكثير من الاحتمالات والنتائج المترتبة على ذلك في أكثر من اتجاه، مع احتمالات عديدة ومتنوعة في الوقت ذاته، أمام تعدد النتائج والاحتمالات، ما يفتح المجال أمام تعدد وتنوع النتائج والآثار المترتبة عليها أيضا.

وفي ظل هذا المناخ المفعم بالاحتمالات والنتائج المختلفة، فإنه من الصعوبة بمكان استخلاص نتائج مسبقة يمكن الاستناد إليها بدرجة عالية من الثقة والتعويل عليها، لأن النتائج ككل في النهاية يصعب التعويل أو المراهنة عليها بشكل أو بآخر في مثل تلك الظروف التي يسعى كل طرف إلى زيادة دقتها ومصداقيتها بالنسبة له ولمصالحه قدر الإمكان، وزيادة الاعتماد عليها والثقة فيها بالطبع في ظل ظروف متغيرة ولا تتسم بالثبات أيضا. ومن شأن ذلك أن يزيد من صعوبة الاعتماد على هذه النوعية من الحسابات في الظروف المختلفة.

ولعله من الأهمية بمكان الإشارة إلى أن من عوامل الصعوبة في مثل هذه الحالات صعوبة اليقين والثقة في دقة وإمكانية الاعتماد على الثقة في دقة الحسابات؛ نظرا لوجود أكثر من بعد لها يمكن الاعتماد عليه بدون الكثير من المخاطر في هذا المجال. ولعل ذلك يزيد من أهمية وقيمة العوامل الأخرى التي تزيد من قيمة هذه الحسابات ومصداقيتها في النهاية، بغض النظر عن أية احتمالات أو ظروف يمكن أن تعكس نفسها على الوضع العام في النهاية.

وفي مثل هذه الظروف والتغييرات القليلة بدرجة غيّر واقع الحسابات المصاحبة لها من شأنها التأثير على التغيرات والعوامل المصاحبة لها. وفي حين توجد عوامل متعددة تؤثر على الوضع العام، فإن العوامل المصاحبة والمؤثرة على الوضع العام تظل أوسع منه في الحالات الأخرى، وأكثر تأثيرا على الوضع العام منه في الأحوال العادية، وتتداخل هذه العوامل جميعها، مباشرة وغير مباشرة، لتشكل في النهاية الإطار العام الذي تجري في إطاره الأحداث والتطورات، وتتحدد في إطاره التطورات المختلفة بجوانبها المتعددة وأبعادها المختلفة التي تؤثر على الجوانب والأبعاد المختلفة للتطورات وفق الظروف المختلفة. ثم المفاضلة بينها وفق معطيات كل منها وأهميته وتأثيره في خضم الأحداث وأبعادها المختلفة بكل ما تعنيه من اعتبارات وتأثيرات متباينة.

وجدير بالذكر أن التغيرات والتأثيرات المصاحبة لعوامل التأثير المختلفة ليست ثابتة، وليست أيضا في اتجاه واحد، ولكنها تتغير في اتجاهها وقوتها ودرجة التقائها مع العوامل الأخرى حسبما تتحدد عوامل الالتقاء والتداخل فيما بينها. ثم تتحدد عوامل وأبعاد عوامل التفاعل والتداخل والتقاطع فيما بين الظروف المختلفة والعوامل المتداخلة فيما بينها، وعوامل التشابك فيما بينها حسب عوامل الالتقاء والاختلاف والتباعد فيما بينها، مما يصنع في النهاية أسباب الالتقاء والتباعد بين العوامل المختلفة ومدى قوتها وقدرتها على الاستمرار بشكل أو بآخر فيما بينها في النهاية.

ومن محصلة هذه العوامل العديدة والمختلفة، تتجمع عوامل الالتقاء مع بعضها البعض وتتماسك معا، أو تتباعد وتتفكك في الحالات المغايرة، بكل ما يعنيه ذلك من نتائج وتأثير على حالة التماسك بين عناصر القوة المعنية في النهاية، وهو ما ينعكس في النهاية على قوة الدولة أو المجتمع والآثار المترتبة على ذلك بشكل أو بآخر، حسب المراحل المختلفة، وعوامل التأثير المتداخلة في كل مجتمع ومعطياته المحددة له في النهاية، وفق كل مرحلة حسب المقومات المتاحة للمجتمع وقواه المتداخلة مع بعضها البعض، حسب طبيعة المجتمع والعوامل المؤثرة فيه في النهاية.

وفي ضوء ذلك، تتحدد عوامل القوة والتماسك في المجتمع، أو عوامل التفكك والتباعد بين أبنائه، بكل ما يترتب على ذلك من نتائج مباشرة وغير مباشرة، يدفع المجتمع ثمنها بشكل أو بآخر، وتتحول إلى عوامل قوة وتماسك، أو عناصر خلاف وتفكك وضعف في النهاية، حسب حالة المجتمع والعوامل المؤثرة فيه والمناخ العام الذي يعيشه أبناء وطوائف المجتمع، والمرحلة التي يمر بها المجتمع في تطوره وتقدمه الاجتماعي والاقتصادي والسياسي كذلك.

ومع الوضع في الاعتبار أن حالة المجتمع تنعكس على حالات أبنائه وعلى وضعهم الاجتماعي والسياسي، كذلك فإن قدرة المجتمع وتماسكه هي في النهاية محصلة لمجمل أوضاع المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وباختصار شديد المحصلة العامة لأوضاع المجتمع بكل جوانبها المباشرة وغير المباشرة ووفق حالة المجتمع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية أيضا. ثم يمكن القول إن حالات المجتمعات تعكس محصلة تفاعل مجموعة العوامل المؤثرة في حياتها بجوانبها المختلفة المباشرة وغير المباشرة، ووفق حالة المجتمع وأوضاعه وظروفه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغير المباشرة أيضا.

من جانب آخر، فإن حالة التنافس بين المجتمعين تطرح العديد من القضايا والمشكلات بينهما بشكل أو بآخر، وهو ما يسعى كل مجتمع إلى التعامل معه وفقا لظروفه وأولوياته كذلك. ومن ثم، تتضح الفوارق بين المجتمعات والتباين فيما بينها في الظروف المختلفة وفق أولوياتها في الظروف المختلفة لكل منها.

وفي الوقت الذي يحسب فيه كل طرف قدراته وفق أولوياته وإمكانياته المتوفرة والتي يمكنه الاعتماد عليها، حسب كل طرف؛ حيث يدخل حساب المنافسة عادة في الاعتبار وفق أولوية كل طرف وحساباته المعلنة وغير المعلنة، وما يُحاط بها من اعتبارات مباشرة وغير مباشرة في النهاية، فإن من أكثر العوامل تأثيرا هو خطر تضخيم الذات أو المبالغة في القدرات المتوفرة لدى كل طرف، وعلى نحو يمكن أن ينطوي على قدر ما من المبالغة بشكل أو بآخر، مما يطرح نتائجه على الواقع والآثار المترتبة عليه في النهاية.

ولعل ذلك من أهم الجوانب التي تعنى بها الدولة وتحرص على ضبط حساباتها دوما حتى لا تُفاجأ بنتائج غير متوقعة أو بحسابات غير مرغوبة يمكن أن تربك جوانب كثيرة ليست في الاعتبار في النهاية، عوامل عديدة في هذا الجانب أو ذاك، وفقًا للأسس التي يتم حساب إمكانيات الدولة على أساسها بين إيران وإسرائيل في الظروف المختلفة، ووفق أكثر العوامل رشادة في الظروف المختلفة.

وتجدر الإشارة إلى حقيقة مهمة، وهي أن إمكانيات كل طرف تختلف في الظروف المختلفة وفق حسابات القوة لديه في الظروف المختلفة، ومدى مصداقية الحسابات والتقييم الرشيد للقدرات لدى كل جانب في النهاية، خاصة وأن حساب القدرات المتاحة لكل طرف يختلف حسب طريقة الحسابات في الظروف المختلفة، والعوامل التي تدخل في تقييم قدرات كل طرف من حيث التسليح والأفراد والتدريب والكفاءة القتالية، وغيرها من العوامل التي تؤثر في الكفاءة القتالية لكل جانب، فضلا عن كفاءة التسليح وتطور الأسلحة المتاحة لكل جانب، ومدى كفاءة تطورها في الميدان في الظروف المختلفة، وهي كلها عوامل ذات تأثير بشكل أو بآخر، من شأنها التأثير على الكفاءة القتالية والقدرة على تحقيق الأهداف بالنسبة لكل طرف.

والمؤكد أن القدرات العسكرية الإسرائيلية أكثر حداثة وتطورا من القدرات العسكرية الإيرانية على الأفل بشكل نسبي وفيما يتصل بالتدريب والتسليح في الظروف المختلفة وخاصة ذات الصلة بتوفر الإمكانيات المختلفة والظروف المختلفة لكل جيش والموارد المتاحة أمامه في الظروف المختلفة؛ حيث تحرص إسرائيل على توفير احدث المعدات في الترسانة الأمريكية وتحديث برامج التدريب للأفراد والمعدات والقيادات والمؤكد أن قيادات القوات الإيرانية على مستوى عال وفقًا لظروف القوات الإيرانية ومهامها المختلفة. وتظل المقارنة ذات جوانب وأبعاد مختلفة بين الجانبين على أكثر من مستوى والأمر في النهاية محفوف بمخاطر متعددة على أكثر من مستوى بكل ما يعنيه ذلك من نتائج واحتمالات.

مقالات مشابهة

  • مروان عطية: اخترت الأهلي دون تردد.. وكنا مستعدين لخوض القمة حتى اللحظات الأخيرة
  • هيفاء وهبي تتعرض لموقف محرج وتنجو من السقوط في اللحظات الأخيرة.. فيديو
  • إيران وإسرائيل .. بين فرص التوصل إلى اتفاق أو المواجهة !
  • عبد العاطي وويتكوف يبحثان جهود التوصل لاتفاق وقف النار بغزة
  • ترامب والحلفاء الخليجيون وردع تهور نتنياهو من غزة إلى إيران
  • "حماس": نؤكد استعدادنا لبدء جولة مفاوضات للوصول إلى اتفاق لوقف الحرب
  • وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي يعرقل المفاوضات
  • شرط وحيد يعرقل مفاوضات المصري مع معين الشعباني
  • مصر : نأمل التوصل لاتفاق لوقف نزيف الدم بغزة بأسرع وقت ممكن
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: نتنياهو يعرقل الصفقة لأسباب سياسية .. وأملنا الوحيد ترامب