أعلن الجيش السوداني الأحد، أن قواته سيطرت على مناطق واسعة بجنوب العاصمة الخرطوم، من بينها مجمع الرواد السكني الذي قال إن عدداً من "القناصة التابعين لقوات الدعم السريع"، كانوا ينتشرون داخله، حسب ما أفاد بيان للجيش، وذلك، بعد سيطرته على ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، السبت.

وذكرت مصادر ميدانية لـ"الشرق" أن القوات المسلحة السودانية تعمل على تنظيف المخلفات العسكرية من داخل مدينة ود مدني.



وقال رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، إن عهد القوات المسلحة السودانية لشعبها هو "أن تسترد وتطهر كل شبر دنسته مليشيا آل دقلو ومرتزقتها" حسب تعبيره.

والسبت، سيطرت القوات المسلحة والقوات المتحالفة معها على مدينة ود مدني وعدد من القرى الكبيرة حولها، ورداً على ذلك، قال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في تسجيل صوتي، "خسرنا جولة اليوم، ولم نخسر المعركة".

ونشر الجيش مقطعاً مصوراً ظهر فيه جنود داخل مدينة ود مدني، وقال، في بيان صحافي، إن هيئة قيادة القوات المسلحة تهنئ الشعب بدخول القوات للمدينة، وأنها "تعمل الآن على نظافة جيوب المتمردين داخل المدينة".

وتابع الجيش: "نؤكد لشعبنا الأبي أن قواتكم المسلحة والقوات المساندة لها تتقدم بعزيمة وإصرار في كل المحاور". كما هنأت وزارة الخارجية السودانية الشعب بـ"الانتصار العظيم الذي تحقق اليوم باستعادة مدينة ود مدني الشامخة، برمزيتها التاريخية والوطنية والثقافية الكبرى"، بحسب بيان صحافي.

اشتباكات متقطعة في الفاشر
وشهدت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، هدوءاً حذراً صباح الأحد، عقب حدوث اشتباكات خفيفة ومتقطعة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة في المحورين الشرقي والجنوبي الشرقي.

وقالت مصادر من داخل معسكر أبو شوك للنازحين، إن قوات الدعم السريع نفذت قصفاً مدفعياً طال النازحين، مما أسفر عن مصرع وجرح بعضهم.

مدينة استراتيجية
وتمثل السيطرة على مدينة ود مدني أهمية بالغة، إذ تضم مشروع الجزيرة الزراعي العملاق، الذي يُعتبر من أكبر المشاريع المروية في العالم بمساحة تُقدر بنحو 2.2 مليون فدان.

كما توفر إمكانية الوصول إلى ولايات مختلفة في الشرق والغرب والجنوب، والتحكم في سلاسل الإمدادات، بالإضافة إلى قربها جغرافياً من العاصمة.

ومنذ اندلاع الحرب، نزح مئات الآلاف من الخرطوم إلى ود مدني، لتصبح بعد ذلك مقراً مؤقتاً لعدد كبير من المنظمات المحلية والدولية العاملة في المجال الإنساني.

وفي ديسمبر من 2023، تمكنت قوات الدعم السريع من عبور جسر "حنتوب" والسيطرة على المدينة الاستراتيجية، بعد انسحاب قوات الفرقة الأولى مشاة التابعة للجيش من هناك.

وفور وصول الجيش إلى ود مدني، السبت، انطلقت في بورتسودان ومدن سودانية أخرى، مسيرات شعبية وسط أجواء احتفالية وإطلاق للرصاص.

حملة مكثفة
وكثف الجيش السوداني حملته لاستعادة ولاية الجزيرة في الأشهر القليلة الماضية، بعد أن بسط سيطرته على ولاية سنار في الجنوب، وزاد من عدد ضرباته الجوية.

وأعلن قائد قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة انشقاقه وانضمامه للقتال إلى جانب صفوف الجيش في أكتوبر الماضي، وشاركت قواته في عمليات السبت.

وواصل الجيش عملياته في مدينة بحري شمال منطقة العاصمة، حيث حقق تقدماً في الأشهر القليلة الماضية.

وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم المناطق في غرب البلاد، وتقاتل قوات الجيش من أجل السيطرة على الفاشر، آخر معقل لها في إقليم دارفور.

ويخوض الجيش وقوات الدعم السريع أيضاً "قتالاً عنيفاً للسيطرة على ولاية النيل الأبيض جنوب السودان".

بورتسودان/دبي - الشرق  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع القوات المسلحة مدینة ود مدنی

إقرأ أيضاً:

هجمات بالمسيّرات وتحركات ميدانية كثيفة.. معارك ضارية بين الجيش السوداني و«الدعم» في كردفان

البلاد – الخرطوم
تشهد ولايات كردفان الثلاث (شمال، جنوب وغرب كردفان) تصعيدًا خطيرًا في المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط تزايد الهجمات بالطائرات المسيّرة وتحركات ميدانية لافتة قد تعيد رسم خريطة السيطرة في الإقليم المضطرب.
ومع الساعات الأولى من صباح أمس (الإثنين)، شنّت قوات الدعم السريع هجومًا جديدًا باستخدام طائرات مسيّرة على مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان. ويُعد هذا الهجوم الثاني خلال أربعة أيام، بعد هجوم سابق استهدف المدينة في أول أيام عيد الأضحى، حيث تعرضت مرافق مدنية لأضرار، دون صدور بيانات رسمية عن حجم الخسائر حتى الآن.
هذا التصعيد يتزامن مع تحركات عسكرية واسعة للجيش السوداني بعد سيطرته الكاملة على العاصمة الخرطوم. حيث اتجهت العمليات نحو ولايات كردفان الثلاث، ما أدى إلى تحول هذه الولايات إلى ساحة جديدة للصراع، تتداخل فيها الأهداف العسكرية مع الأبعاد الجيوسياسية.
يكتسب طريق الإنقاذ الغربي أهمية استراتيجية كبرى، إذ يربط الخرطوم بولايات كردفان ثم إلى إقليم دارفور. ويمثّل هذا الطريق نقطة تنافس حاد بين الجانبين؛ فالجيش يسعى لاستخدامه كممر للتقدم نحو دارفور، فيما تعتبره قوات الدعم السريع خط الدفاع الأول عن الإقليم، بل ونقطة ارتكاز أساسية لطموحاتها في استعادة التوغل نحو العاصمة.
في ولاية غرب كردفان، اشتعلت المعارك في مناطق استراتيجية وحساسة، خصوصًا في ظل وجود معظم حقول النفط السودانية داخلها. تبادل الطرفان السيطرة في مدينتي الخوي والنهود، ضمن معارك كر وفر، انتهت مؤخرًا بسيطرة “الدعم السريع” عليهما. وفي المقابل، تمكّن الجيش السوداني من صد هجوم واسع استهدف مدينة بابنوسة، والتي تضم مقر الفرقة 22 مشاة.
تُعد ولاية شمال كردفان إحدى أهم جبهات المواجهة حاليًا، حيث تسعى قوات الدعم السريع للتقدم نحو مدينة الأبيض، عبر مناطق سيطرتها شمالًا، وخصوصًا مدينة بارا.
الجيش السوداني يُعزز من وجوده في مناطق الجنوب والشمال بهدف إنهاء وجود “الدعم السريع” في الولاية، وبالتالي تسهيل فك الحصار المفروض على ولاية جنوب كردفان المجاورة.
في جنوب كردفان، تواجه القوات المسلحة السودانية جبهتين في آنٍ واحد: قوات الدعم السريع، وقوات الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، المتحالفة مع الدعم السريع في هذه المرحلة.
وقد شهدت هذه الولاية معارك عنيفة مؤخرًا، حيث تمكن الجيش من السيطرة على منطقتي الدبيبات والحمادي بهدف كسر الحصار عن الدلنج وكادقلي، إلا أن قوات الدعم السريع عادت واستعادت هاتين المنطقتين.
كما استطاع الجيش تحقيق تقدم شرقي الولاية، واستعاد السيطرة على منطقة أم دحيليب، مما يجعله على مقربة من كاودا، المعقل الأساسي للحركة الشعبية.
الصراع في ولايات كردفان لم يعد مجرّد امتداد للحرب في العاصمة، بل تحوّل إلى جبهة مستقلة ذات حسابات خاصة، فمن جهة، تعني السيطرة على هذه الولايات القدرة على التحكم في طريق الإمداد الرئيسي ونقاط الثروة (النفط والطرق)، ومن جهة أخرى، فإن التوازنات القبلية والسياسية في كردفان تجعل أي تحرك عسكري فيها محفوفًا بتعقيدات كبيرة.
كما أن دخول الحركة الشعبية على خط المعارك، يضاعف تعقيد الصراع ويحوّله إلى نزاع متعدد الأطراف، يُرجح أن تكون له تبعات كبيرة على مستقبل العملية السياسية ومسارات التفاوض، خاصة في ظل الانقسام الجغرافي والسياسي المتزايد داخل البلاد.
المعارك المتصاعدة في كردفان تنذر بتحوّلات كبيرة في مشهد الحرب السودانية، وقد تكون نقطة تحول ميدانية تؤثر على موازين القوى بين الجيش والدعم السريع، وربما على مستقبل السودان بأكمله.

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يبدأ ترتيبات دفاعية لاستعادة “المثلث”
  • الدعم السريع يعلن السيطرة على المثلث الحدودي مع مصر وليبيا بعد انسحاب الجيش السوداني
  • الدعم السريع يعلن السيطرة على المثلث الحدودي مع مصر وليبيا
  • حفتر من الدعم اللوجستي إلى المواجهة المباشرة مع الجيش السوداني
  • الجيش السوداني ينسحب من منطقة العوينات الحدودية مع ليبيا ومصر
  • في ظل اتهامات لحفتر والإمارات.. الجيش السوداني ينسحب من المثلث الحدودي
  • الجيش السوداني يتهم قوات خليفة حفتر بمهاجمة مواقع حدودية
  • الجيش السوداني يتهم قوات حفتر بدعم هجوم للدعم السريع على موقع حدودي
  • الجيش السوداني يتهم حفتر بمساندة مباشرة للدعم السريع
  • هجمات بالمسيّرات وتحركات ميدانية كثيفة.. معارك ضارية بين الجيش السوداني و«الدعم» في كردفان