تعتزم الشركة السعودية المصرية للاستثمارات الصناعية ضخ استثمارات جديدة بقيمة 30 مليون دولار في مصر خلال العام الجاري، وفقًا لتصريحات أحمد عطا، العضو المنتدب للشركة.

الاستثمارات الصناعية

وأوضح عطا أن الشركة تسعى للاستثمار في عدة قطاعات، حيث تبحث حاليًا عن فرصة استثمارية بديلة في قطاع الزجاج، بعد توقف المفاوضات مع الحكومة المصرية بشأن شراء حصة 70% من شركة النصر للزجاج والبلور، وفقًا لـ الشرق بلومبرج.

كما تسعى الشركة للاستحواذ على إحدى الشركات في قطاع الملابس الجاهزة التي تركز على التصدير، إلى جانب تعزيز استثماراتها في الشركات الحالية.

وأضاف عطا أن الشركة تعتزم إضافة خط إنتاج جديد لشركة إتيكو للمحاليل الطبية، بهدف مضاعفة طاقتها الإنتاجية.

وتمتلك الشركة محفظة استثمارية متنوعة في قطاعات عدة، أبرزها القطاع الدوائي، حيث تمتلك شركات أكتوبر فارما وإتيكو للمحاليل الطبية والشركة العربية للعبوات الدوائية.

القطاعات المستهدفة من الاستثمارات

تخطط الشركة لتوجيه الاستثمارات إلى قطاعات استراتيجية ومتنوعة، ومن أبرز هذه القطاعات:

الصناعات التحويلية حيث يمكن أن تساهم هذه الاستثمارات في تطوير الصناعات الغذائية والكيميائية التي تشهد طلبًا متزايدًا.الطاقة الخضراء مع التركيز العالمي على الاستدامة، قد تستثمر الشركة في مشاريع الطاقة المتجددة والصناعات الصديقة للبيئة.التكنولوجيا والصناعات الرقمية مع نمو الاقتصاد الرقمي، من المحتمل أن تدخل الشركة في مشاريع تكنولوجية تدعم التحول الرقمي في مصر.

من المتوقع أن تسهم هذه الاستثمارات في تحقيق مجموعة من الفوائد الاقتصادية، أولاً ستساهم في خلق فرص عمل جديدة مباشرة وغير مباشرة، مما يدعم جهود تقليل البطالة، ثانيًا زيادة الإنتاج الصناعي ستؤدي إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي وتعزيز تنافسية الاقتصاد المصري، ثالثًا ستوفر الاستثمارات الجديدة فرصة لنقل التكنولوجيا والخبرات العالمية إلى السوق المحلي، مما يعزز كفاءة الإنتاج ويطور الكفاءات البشرية، وستساهم هذه الاستثمارات في تعزيز الصادرات المصرية، خاصةً في الصناعات التي تتمتع مصر فيها بمزايا تنافسية.

رغم الإيجابيات، هناك تحديات قد تعيق تنفيذ الاستثمارات بالشكل الأمثل أولاً، التقلبات الاقتصادية العالمية مثل تغير أسعار الطاقة والمواد الخام قد تؤثر على استدامة المشاريع، ثانيًا لا تزال بعض الإجراءات الإدارية والبيروقراطية تشكل عقبة أمام تسريع العمليات الاستثمارية، ارتفاع تكاليف الإنتاج، وخاصة أسعار الطاقة، قد يكون تحديًا للمستثمرين الصناعيين.

يمثل ضخ 30 مليون دولار من قِبل شركة السعودية المصرية للاستثمارات الصناعية خطوة استراتيجية تدعم التعاون الاقتصادي بين السعودية ومصر.

هذه الاستثمارات ليست دعم للاقتصاد المصري، بل تُعد تأكيدًا على الثقة الإقليمية في مصر كوجهة استثمارية. إذا تم التغلب على التحديات المذكورة، فإن هذه الخطوة ستساهم بشكل كبير في تعزيز النمو الصناعي والاقتصادي، مما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.

يشار إلى أن العام الماضى، تم توقيع مذكرة تفاهم بين الشركة القابضة للصناعات المعدنية التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام والشركة السعودية المصرية للاستثمارات الصناعية؛ بهدف تطوير وزيادة رأس المال وضخ استثمارات جديدة فى شركة النصر للزجاج والبلور.

وأشار إلى أن شركات المجموعة تعمل بطاقات إنتاجية أقل، حيث إن أولويتنا هى سداد الالتزامات البنكية.

يشار إلى أنه تم تأسيس الشركة السعودية المصرية للاستثمارات الصناعية عام 1975 بالتعاون بين حكومتى المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، وتسعى إلى خلق قيمة مضافة للاقتصاد المصرى لتكون شريكا فعالا فى التنمية الاقتصادية من خلال الاستثمار فى قطاع الصناعة الوطنية وفقا للمعايير التجارية.

تقوم الشركة باقتناص الفرص الاستثمارية الواعدة للشركات سواء فى بداية أعمالها أو فى بداية مراحل النضوج لها وتعمل على توفير الهيكل التمويلى المناسب لتلك الاستثمارات بما يتناسب مع خطة العمل الخاصة بكل استثمار على حدة.

وتمتلك الشركة حصصا فى شركات عديدة منها، حصة 36.7% فى شركة اتيكو للمحاليل الطبية، وفى شركة أكتوبر فارما 28.7% وفى شركة فاركوماك للصناعات الدوائية المتطورة نحو 23%، والشركة العربية للعبوات الدوائية 12.6%، ونحو 5% من شركة المالية والصناعية المصرية، والإسكندرية للإضافات البترولية «أكبا» 8.3%، والنساجون الشرقيون للسجاد: حصة الشركة 0.98%.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: استثمارات الشركة السعودية الاستثمارات الصناعية الشركة السعودية المصرية المزيد هذه الاستثمارات فى شرکة

إقرأ أيضاً:

القاهرة وبكين.. تحالف اقتصادي يصوغ خريطة النفوذ الجديد

في خضم التحولات الجيوسياسية والاقتصادية التي يشهدها العالم، تتسارع الدول لإعادة ضبط بوصلتها نحو شركاء جدد أكثر مرونة واستعدادًا للاستثمار طويل الأمد. وفي هذا السياق، تسعى مصر إلى تعزيز تموضعها الاقتصادي والدبلوماسي من خلال تقوية شراكتها مع الصين، ليس فقط عبر التبادل التجاري، بل بإعادة تشكيل منظومة الاستثمارات والمصالح المشتركة. ويبدو أن القاهرة لم تعد تنظر إلى بكين كشريك تجاري تقليدي، بل كمحور استراتيجي يواكب طموحاتها نحو تنويع مصادر التمويل، وجذب رؤوس الأموال، وتوسيع النفوذ الجغرافي والاقتصادي في الشرق الأوسط وأفريقيا.

شراكة قيد التوسيع.. من المرتبة العاشرة إلى المراكز الخمسة الأولى

تكثف مصر من جهودها لتوسيع شراكتها مع الصين، في خطوة تهدف إلى جعلها ضمن أكبر خمسة مستثمرين في البلاد، بعد أن احتلت المرتبة العاشرة لفترة طويلة. لم تعد التحركات المصرية مقتصرة على التعاون القطاعي المحدود، بل باتت تتحرك ضمن رؤية أوسع لإعادة رسم خارطة الاستثمارات الصينية على أراضيها، بالتوازي مع توجه القاهرة نحو تموضع دولي أكثر استقلالًا، بعيدًا عن الاعتماد الحصري على الشركاء التقليديين.

زيارة رسمية واتفاقيات نوعية

زيارة رئيس الوزراء الصيني، لي تشيانغ، إلى القاهرة مؤخرًا، شكلت محطة مفصلية في مسار الشراكة، حيث شهدت توقيع اتفاقيات تعاون في مجالات حيوية، من بينها التنمية الخضراء، التجارة الإلكترونية، والمساعدات الإنمائية. ووفق وكالة أنباء "شينخوا"، فإن هذه الشراكة لا تقتصر على الجوانب الاقتصادية، بل تمتد إلى التنسيق السياسي، خاصة في دعم الصين للقضايا العربية وعلى رأسها فلسطين، مقابل دعم مصر لمبدأ "صين واحدة".

أرقام تتصاعد.. ولكن ما زال الطريق طويلًا

بحسب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية المصري، المهندس حسن الخطيب، بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والصين نحو 17 مليار دولار في 2024، مقارنة بـ16 مليارًا في 2023، بنسبة نمو 6%. ومع ذلك، شدد الخطيب على أن الأرقام لا تزال دون الإمكانات الحقيقية للبلدين. وتستضيف مصر أكثر من 3,050 شركة صينية بإجمالي استثمارات مباشرة بلغت 1.2 مليار دولار حتى فبراير 2025، تشمل علامات مثل "هواوي" و"أوبو" و"هاير" و"ميديا".

مستهدفات استثمارية طموحة

عبد العزيز الشريف، رئيس جهاز التمثيل التجاري، كشف عن خطة لمضاعفة الاستثمارات الصينية إلى 16 مليار دولار خلال أربع سنوات، مقارنة بـ8 مليارات حاليًا، مع هدف جذب استثمارات مباشرة بقيمة 15 مليار دولار خلال العام الحالي وحده. وأوضح الشريف أن السياسات الحمائية الأمريكية شجعت العديد من الشركات الصينية على التوجه نحو مصر كسوق تصنيعي بديل.

مشاريع عملاقة ومجالات متنوعة

الشراكة الاستراتيجية بين مصر والصين، التي أُعلن عنها رسميًا عام 2014، تجسدت في مشاريع ضخمة أبرزها منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، التي تنفذها شركة "CSCEC" الصينية بكلفة 3.8 مليار دولار. وفي قطاع النقل، دخل القطار الكهربائي الرابط بين القاهرة الكبرى والعاصمة الإدارية مرحلة التشغيل في 2024، باستثمارات تجاوزت 1.2 مليار دولار وبمشاركة 15 شركة صينية.

وفي مجال الطاقة، وُقّعت اتفاقية لبناء محطة رياح بقدرة 1100 ميغاواط في خليج السويس بين شركة "سويس" وشركة "باور كونستراكشن" الصينية، وهي من أكبر مشاريع الطاقة المتجددة في المنطقة.

ميزة الصين.. التنفيذ السريع

أحمد منير عز الدين، رئيس لجنة تنمية العلاقات مع الصين بجمعية رجال الأعمال المصريين، أشار إلى أن الميزة التنافسية للصين تكمن في سرعة تنفيذ المصانع والمشاريع الكبرى. وأكد أن مصر بحاجة ماسة للاستثمار المباشر بالعملة الصعبة، لتعويض تراجع إيرادات قناة السويس، مشيرًا إلى اهتمام الشركات الصينية بقطاعات الإلكترونيات، والمنسوجات، والملابس الجاهزة.

بوابة جيوسياسية لآسيا وإفريقيا

يرى الدكتور صلاح فهمي، أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر، أن مصر تمثل حلقة وصل استراتيجية بين آسيا وأوروبا وأفريقيا، ما يعزز جاذبيتها ضمن مبادرة "الحزام والطريق"، خاصة مع تلاقي أهدافها مع رؤية مصر 2030 في مجالات البنية التحتية والتنمية الصناعية. هذه الجغرافيا تمنح مصر فرصة التحول إلى منصة تصديرية للصناعات الصينية نحو الأسواق الإقليمية والدولية.

خارطة الاستثمارات.. من القناة إلى العاصمة

باتت الاستثمارات الصينية تغطي مناطق استراتيجية مثل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والعلمين الجديدة، والمدن الذكية والعاصمة الإدارية، بإجمالي استثمارات تقترب من 9 مليارات دولار. وبحسب مصطفى إبراهيم، نائب رئيس مجلس الأعمال المصري الصيني، فإن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس جذبت 128 مشروعًا استثماريًا خلال عامين، شكلت الاستثمارات الصينية منها 40%.

كما يجري الإعداد لتحالف مصري صيني لاستصلاح مليون فدان باستثمارات تصل إلى 7 مليارات دولار، ما يعزز الأمن الغذائي ويخلق فرص عمل ضخمة.

تقليص العجز التجاري واستراتيجية العملات المحلية

ورغم الشراكة المتنامية، يبقى العجز التجاري لصالح الصين، حيث يتجاوز 15 مليار دولار. لذلك، تدفع مصر باتجاه تعزيز الاستثمارات المباشرة كبديل لهذا العجز. ودعا عبد العزيز الشريف إلى تفعيل آلية التبادل التجاري بالعملات المحلية، وخاصة اليوان، للحد من الاعتماد على الدولار وتعزيز الاستقرار المالي.

اتفاق مالي نوعي وتنسيق مؤسسي

في خطوة تحمل دلالات استراتيجية، وقّع البنك المركزي المصري مذكرة تفاهم مع بنك الشعب الصيني لتعزيز التعاون المالي، تشمل التسوية بالعملات المحلية، وتبادل الخبرات في العملات الرقمية والتقنيات المالية. واعتبر ضياء حلمي، الأمين العام لغرفة التجارة المصرية الصينية، هذه الخطوة "إشارة ثقة طال انتظارها"، تمهّد لتعاون أعمق وتنسيق أكثر شمولًا.

الشراكة المصرية الصينية لم تعد مجرد علاقات تجارية، بل تحوّلت إلى رافعة استراتيجية تحمل أبعادًا اقتصادية وسياسية وجيوسياسية. وفي ظل التحولات العالمية، قد تمثل هذه الشراكة حجر زاوية في إعادة تعريف التموضع المصري دوليًا، وبوابة اقتصادية نحو عالم متعدد الأقطاب.

 وفي هذا السياق، يعلّق الدكتور عادل عامر، المحلل الاقتصادي، على أبعاد هذه الشراكة المتنامية ورهانات مصر المستقبلية على العملاق الآسيوي.

وأكد الدكتور عادل عامر، المحلل الاقتصادي، أن الخطوات المصرية لتعزيز الشراكة مع الصين تمثل نقلة نوعية في السياسة الاقتصادية الخارجية، مشيرًا إلى أن استهداف بكين لتكون ضمن أكبر خمسة مستثمرين في مصر يؤكد وضوح الرؤية المصرية نحو تنويع الشركاء وفتح آفاق جديدة للاستثمار. وأضاف أن هذه الجهود تتجاوز التعاون التقليدي لتصل إلى إعادة صياغة العلاقات الاستثمارية على أسس استراتيجية تتكامل مع رؤية مصر 2030، وتعزز من قدرة الاقتصاد الوطني على الصمود في وجه الأزمات العالمية.

وأضاف عامر في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن توقيع الاتفاقيات الأخيرة مع الصين في مجالات متعددة، وعلى رأسها التنمية الخضراء والطاقة والبنية التحتية، يعكس إدراكًا مصريًا ذكيًا لأهمية جذب رؤوس الأموال النوعية، لافتًا إلى أن التركيز على الاستثمارات الإنتاجية وليس الاستهلاكية يمثل خطوة إيجابية نحو تقليص العجز التجاري مع الصين.

كما أشار إلى أهمية اتفاق التسوية بالعملات المحلية مع بنك الشعب الصيني، مؤكدًا أن هذا الاتفاق يفتح الباب أمام استقلال مالي أكبر لمصر ويقلل من الضغط على الاحتياطي النقدي، وهو ما يعزز استقرار الاقتصاد المصري على المدى المتوسط والطويل.

طباعة شارك الاقتصاد مصر بكين الاقتصاد المصري الصين القاهرة

مقالات مشابهة

  • مدبولى يؤكد التزام الحكومة بدعم استثمارات شركة شل ودفع مستحقات الشركاء الأجانب بقطاع البترول
  • القاهرة وبكين.. تحالف اقتصادي يصوغ خريطة النفوذ الجديد
  • 34 مليون دولار أرباح زين السعودية في الربع الثاني
  • التمثيل التجاري: 15 شركة صينية تزور مصر لبحث ضخ استثمارات في قطاع الملابس
  • الصناعة السعودية تحقّق قفزات نوعية منذ إطلاق الاستراتيجية الوطنية للصناعة
  • شركة هندية تدافع عن تصدير شحنة مركّب متفجّر إلى روسيا بقيمة 1.4 مليون دولار
  • مليار دولار وأكثر عائدات القنّب الهندي.. هاني: المستقبل واعد
  • ضخ استثمارات ومشاريع جديدة في الاقتصاد السوري
  • 853 مليون ريال حجم الاستثمارات السياحية بـ"اقتصادية الدقم"
  • 28.9 مليار دولار استثمارات المؤسسات العامة الرئيسية النصفية بكوريا