محكمة مدريد تغرم ميتا 479 مليون يورو بسبب انتهاكات بيانات المستخدمين
تاريخ النشر: 28th, November 2025 GMT
قضت محكمة مدريد بتغريم شركة ميتا مبلغ 479 مليون يورو (نحو 552 مليون دولار)، تعويضًا لـ 87 وسيلة إعلام رقمية إسبانية، بعد ثبوت انتهاك الشركة لقوانين حماية البيانات وتحقيقها ميزة تنافسية غير مشروعة في سوق الإعلانات الإلكترونية.
الحكم — الذي نقلته وكالة رويترز — يسلط الضوء على واحدة من أكثر القضايا حساسية في أوروبا: هل تستغل شركات التكنولوجيا العملاقة بيانات المستخدمين لتعزيز قوتها السوقية على حساب الإعلام المحلي؟
القضية تعود إلى التغييرات التي أجرتها ميتا في قواعد جمع البيانات الشخصية عقب دخول اللائحة العامة لحماية البيانات GDPR حيز التنفيذ في عام 2018.
ورغم أن ميتا عادت إلى اعتماد موافقة المستخدم في عام 2023 بعد ضغوط تنظيمية متواصلة، فإن الضرر — وفقًا لوسائل الإعلام الإسبانية — كان قد وقع بالفعل. فقد رفعت عشرات المؤسسات الإعلامية دعوى جماعية تتهم فيها الشركة بتحقيق عائدات إعلانية غير عادلة على حسابها، نتيجة جمع ومعالجة بيانات المستخدمين بطريقة احتكارية.
محكمة مدريد أصدرت حكمًا حاسمًا، معتبرة أن ميتا استفادت من «كمية هائلة من البيانات الشخصية» لتوجيه الإعلانات بدقة وبشكل يفوق قدرة أي وسيلة إعلام رقمية محلية.
وذكرت المحكمة في بيانها أن هذه الأفعال ألحقت ضررًا مباشرًا بإيرادات الإعلانات الإلكترونية للناشرين الإسبان، ومنحت ميتا «ميزة تنافسية كبيرة لا يمكن منافستها». وجاء حساب الغرامة كنسبة من أرباح الإعلانات التي حققتها الشركة خلال خمس سنوات تم خلالها استخدام الأساس القانوني غير المشروع.
جهات الرقابة الأوروبية كانت قد حسمت موقفها منذ سنوات، معتبرة أن ميتا لا يمكنها الالتفاف على مفهوم الموافقة الحرة والصريحة عبر فرض عقود تجعل استخدام المنصات مشروطًا بمعالجة البيانات.
ورأت المحكمة الإسبانية أن هذه الممارسات تمثل انتهاكًا مزدوجًا:
1. مخالفة صريحة للائحة GDPR
2. والإضرار بالمنافسة، بما يخالف قوانين حماية السوق الإسبانية
من جانبها، رفضت ميتا الحكم ووصفت الدعوى بأنها «لا أساس لها من الصحة». وقالت الشركة في بيان لرويترز إنها ستستأنف القرار، مؤكدة أنها التزمت بـ «جميع القوانين المعمول بها»، وقدمت «خيارات واضحة للمستخدمين وأدوات شفافة للتحكم في بياناتهم». كما شددت على أن هيكل سوق الإعلانات الإلكتروني أكثر تعقيدًا من الصورة التي قدمها المدعون، وأنه لا يوجد أي دليل ملموس على وقوع ضرر فعلي.
لكن على أرض الواقع، يعكس الحكم تحولًا لافتًا في تعامل المحاكم الأوروبية مع هيمنة شركات التكنولوجيا على سوق الإعلانات الرقمية. فالإعلام المحلي — الذي يعاني أصلًا من تراجع الإيرادات — يرى في هذه القضية خطوة نحو إعادة التوازن بين منصات التكنولوجيا العملاقة والناشرين المستقلين.
كما يعزز الحكم توجهًا أوروبيًا أوسع نحو فرض رقابة صارمة على كيفية استخدام الشركات للبيانات الشخصية، خصوصًا في ظل توسّع نماذج الإعلانات القائمة على الذكاء الاصطناعي والتتبع اللحظي لسلوك المستخدمين.
ومع استعداد ميتا للاستئناف، يُنتظر أن تتحول القضية إلى محطة قانونية مهمة يمكن أن تُعيد تشكيل قواعد الإعلانات الرقمية في أوروبا، وتفتح الباب أمام دعاوى مماثلة في دول أخرى، وفي غضون ذلك، ينتظر الناشرون الإسبان تفعيل الحكم واستلام التعويضات التي يعتبرونها خطوة متأخرة لكنها «حاسمة» في حماية المنافسة العادلة داخل السوق.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
قرار عاجل من يويفا ضد أتلتيكو مدريد.. تفاصيل
فُرضت على نادي أتلتيكو مدريد غرامتان إلى جانب عقوبة حظر مباراة واحدة مع وقف التنفيذ، وذلك بسبب سلوك جماهيره خلال مواجهة دوري أبطال أوروبا أمام آرسنال في وقت سابق من الموسم.
ووجهت هيئة الرقابة والأخلاقيات والانضباط التابعة للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (CEDB) اتهامات للنادي الإسباني تتعلق بالسلوك العنصري أو التمييزي، إضافة إلى قيام بعض المشجعين برمي المقذوفات.
وجاء في بيان الهيئة أنها قررت تغريم أتلتيكو مدريد 30 ألف يورو، ومنع النادي من بيع تذاكر مبارياته الخارجية لجماهيره في مباراته الأوروبية المقبلة بسبب السلوك العنصري أو التمييزي، مع تعليق تنفيذ الحظر لمدة عام ابتداءً من تاريخ القرار. وفرضت عليه غرامة إضافية قدرها 10 آلاف يورو بسبب إلقاء الأشياء داخل الملعب.
وقعت هذه الأحداث خلال فوز آرسنال العريض على أتلتيكو مدريد بنتيجة 4-0 في أكتوبر الماضي، حيث قدّم الفريق اللندني أداءً قويًا في الشوط الثاني على ملعب الإمارات. وسجل فيكتور جيوكيريس هدفين، كما أحرز كل من جابرييل ماجالهايس وجابرييل مارتينيلي هدفًا لكل منهما.
وأفادت صحيفة "ماركا" الإسبانية أن لاعبي أتلتيكو مدريد كانوا غاضبين قبل المباراة بسبب عدم توفر الماء الساخن للاستحمام بعد حصة تدريبية في ملعب الإمارات، ما اضطرهم للعودة إلى الفندق، وقدّم أرسنال اعتذارًا عن هذا الخلل.
ورغم الظروف المحيطة بالمباراة، أكد ميكيل أرتيتا رضاه التام عن أداء فريقه، قائلاً: "أنا سعيد للغاية وفخور بالأداء والنتيجة أمام فريق قوي للغاية".