د. نبيل الكوفحي
فعل الخير محبب للنفوس ومقدر، وتعليم الناس الخير كذلك محبب ومقدر ، والامر يتسع للكثير من الاعمال المعتبرة، فالتعليم بعمومه نفع للناس ومن يقوم به ابتغاء رضى الله وتحقيق مصلحة الخلق ذو فضل عظيم، وان تكتب شيئا او تنشر شيئا ولو كان بسيطا بقصد نشر الخير والفضيلة هو باب مندوب.
جاء في الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ)، المقصود هم العلماء والدعاة وكل من يرشد الناس إلى ما يقربهم من الله تعالى وما فيه نجاتهم في الآخرة.
أن تكون قدوة يقتدى بك في فعل الخير امر عظيم، لذلك كان الانبياء في مقدمة القدوات المطلقة كما جاء في قوله تعالى (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ ۚ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)، وقد وصف رسولنا صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى ( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا )، والملاحظ في الايتين ربطهما بالغاية وهي رضى الله والاستعداد لليوم الاخر.
الامر لا يتوقف عند مهنة التعليم، ولا يشترط فيه كثير علم دائما، ولا قدرات ومهارات مميزة، فلكل موقف حيثياته، ولكل حال ظروفه؛ فرب اماطة الاذى عن الطريق في مكان وزمان ما ومن شخص ما يشكل فعلا كبيرا من حيث الاثر ؛ فهو تعليم الناس الخير. ورب مساعدة كهل او امراة في موقف حاجة ملحة يكون تعليما للناس الخير، ورب تضحية كبيرة في سبيل وطن او نفع عام يسبق الكثير الكثير من حيث الاثر مما الفه الناس واعتاده. وليس بالضرورة ان يكون الامر فعلا فرديا، فعمل الجماعات والجمعيات والمؤسسات يتقدم من حيث الاثر على عمل الافراد.
مقالات ذات صلةكلما تقدم الانسان بعمره، وكلما زاد علمه وماله ، و ازداد حضوره السياسي والاجتماعي، وكلما تميز في شيء نافع، وكلما كان ذي مسؤوليات رسمية او اهليه وما شابه كل ذلك؛ كان تعليم الناس الخير بكل اشكاله عليه أوجب وأولى.
كم احوجنا لان يكثر معلمو الناس الخير في كل الازمان والاماكن و المجالات والفئات حتى نستحق رحمة الله ونسعد بحياتنا، وبغير ذلك؛ من يُصلِحُ الملحَ إذا الملحُ فسد.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الناس الخیر
إقرأ أيضاً:
الأزهر: الإحسان للحيوانات والطيور في الأيام الحارة عليه أجر وثواب
أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن الإحسان للحيوانات والطيور وتوفير مكان ظليل لها، وتعهد النباتات بالسقيا مما دعا إليه الإسلام، ورتَّب عليه الأجر والثواب، سيما في الأيام الحارة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن سيدنا رسول الله قال: «في كلِّ كبدٍ رطبةٍ أجرٌ». [متفق عليه].
وأكد الأزهر الشريف في بيان حكم قتل الكلاب الضالة، أن الشريعة تنظر إلى الحيوان نظرة واقعيَّة؛ ترتكز على أهمِّيَّته في الحياة، ونفعه للإنسان، حيث نصّ القرآنُ الكريم على تكريم الحيوان، وبيان مكانته ونفعه للإنسان، قال تعالى:{وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ . وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ*وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ}.
وتابع: «لذلك فالأصل هو الإحسان للحيوانات، ومِن ثمَّ فلا يجوز قتل الكلاب أو غيرها من الحيوانات الضالَّة إلَّا إذا تحقَّق ضررها؛ كأن تهدِّد أمن المجتمع وسلامة المواطنين، بشرط أن يكون القتل هو الوسيلة الوحيدة لكفِّ أذاها وضررها، مع مراعاة الإحسان في قتلها؛ فلا تُقتَل بطريقة فيها تعذيب لها، ومع الأخذ في الاعتبار أن الأَولى هو اللجوء إلى جمعها في أماكن مخصصة استنقاذًا لها مِن عذاب الجوع حتى تستريح بالموت أو الاقتناء».
تسميم القطط والكلابوقال الشيخ محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه ينبغي الحذر في التعامل مع الحيوان، حيث إنه نوع من أنواع استرداد الإنسانية.
وأضاف عبدالسميع، فى إجابته عن سؤال «ما حكم قتل القطط و الكلاب المؤذية بالسم؟»، أنه ليس مضطرًا لـ سمهم، وإنما يمكنه الاتصال بإحدى جمعيات الرفق بالحيوان.
وأشار إلى أنه ينبغي الابتعاد كل البُعد عن قتل الحيوانات، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يأذن إلا بقتل الكلب العقور، منوهًا بأنه ليس معنى ذلك ترك القطط تؤذي الناس، ولكن ينبغي الأخذ بكل أسباب الحفاظ على حياة الحيوان والابتعاد عن كل أذى للحيوان.
وتابع: فلا يجوز لأي شخص أن يقتل كل حيوان يأذيه، فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «في كُلِّ كَبِدٍ رَطْبةٍ أَجْرٌ».