سودانايل:
2025-06-01@13:19:46 GMT

الدولة القادمة الحلم الواعد

تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT

د. ليلى الضو أبو شمال

في كل دول العالم يُنظر للشباب على أنهم ثروة قومية لا تقدر بثمن ومورد من موارد الدولة المهمة ، والدولة التي تحظى بها تُسمى دولة يافعة ، وأوربا التي يُطلق عليها لقب القارة العجوز ويرجع سبب التسمية لعدة أسباب واحدة منها أنها تفتقد هذا المورد المهم ، حيث أن الغالبية العظمى من سكانها هم الفئة التي تجاوزت سن الشباب وتلك القارة التي بلغ سكانها أكثر من 740 مليون نسمة تمثل فيها نسبة شريحة الشباب أقل من 50% ، وبالتالي تُؤثر تلك النسبة على تنمية الدول في حاضرها وعلى مستقبلها ، لذلك لجأت إلى السماح للشباب من قارات أخرى بالوفود إليها تارة بالطرق القانونية المتاحة وتارة أخرى بالطرق غير القانونية ( ما يسمى بالهجرة غير الشرعية) إن كانت من الدولة الوافد منها المهاجر أو التي يود الهجرة إليها وهم غالبا أكثر بكثير من الذين يدخلون بالطرق الرسمية ، ومعظم دول تلك القارة لا تمانع حيث أنها تستفيد منهم في رحلة الإنتاج والعطاء ، ومن المزايا لذلك أنهم يعملون شتى أنواع العمل كالذي يُطلق عليه أعمال هامشية ، كثيرا ما نسمع عن طبيب أومهندس بدأ حياته بالعمل في المطاعم وغسيل الأطباق ، وأعمال النظافة أو صالونات الحلاقة أو غيرها ، والمدهش في ذلك أن الواحد منهم لا يستحي من هذا العمل وأنا أيضا لا أرى في ذلك مدعاة للحياء والموارة ، ولكن استعجب في أنه يستحي أن يفعل ذلك في بلده وسط أهله وأقرانه ، ويرى في ذلك ما يقلل من شأنه ويضعف من مكانته الإجتماعية ، ويستوقفني دوما مثل تلك العقليات التي تعيش بيننا والتي تندرج تحت مفهوم ( انفصام اجتماعي) بلاشك ، الزعزعة النفسية التي تنطوي في دواخلنا واحدة من أسباب انهزاميتنا وتعطيل تقدمنا في دولة كالسودان تمتلك أراضي زراعية بحجم هذه المساحات وتمتلك موارد مائية تفتقدها كثير من الدول الأخرى ، وشباب يفوق عددهم أكثر من نصف سكان الدولة ، وأرض ظلت على مر التاريخ تٌسمى سلة غذاء العالم ، لماذا نستحي أن نكون جميعنا مزارعين ورعاة ونحقق هذا الوعد الذي أُطلق قبل سنوات طوال وتستدعيه بشدة كل السنوات القادمات ، ولماذا نستورد البرتقال والفراولة وغيرها من محاصيل من الجارة ( مصر ) مثلا ولماذا شبابنا بهذا الإحباط كله والإحساس بعدم الأمان في دولتهم والعجز أن يكونوا ناجحين وقادرين على الإنجاز والإبداع ، في تقديري أن أسباب ذلك كثيرة أولها تقصير في التربية حيث لم تُوفق كثير من الأسر دون قصد أن تبني أجيال للمستقبل ، كثيرا ما يربى الوالد أو الوالدة ابنه أو ابنته على منهج ما تربى هو عليه إن كان هذا المنهج خطأ أو صواب ، كثيرا ما يسيطر عليه ذلك الاستبداد الذي مُورس عليه وتسبب في تعقيد حياته ، ويقول حينما أكون أبا أو تقول حينما أكون أما لن أفعل ذلك مع أبنائي ( وهنا أتحدث عن جوانب موروثات وليست جوانب أخرى ) ، ولكن لا يستطيع الإفلات من الطبع ، حيث لاشك الطبع يغلب التطبع ، لو سألت كثير من الأمهات أو الأَباء لماذا تريدون لأبناءكم أن يدرسوا طبا أو هندسة لن تجد لديهم إجابات مقنعة ، وهذا كمثال فقط ، لماذا فشل كثير من الأطباء والمهندسين في بلادي ؟؟؟ وحُرموا من ابداع كان يمكن أن يكون ، ولو سألنا أي أب وأم ما جرعات التدين التي غرستموها في أبناءكم وبناتكم ؟ ، ولو سألت أي أب وأي أم ما جرعات الإنتماء وحب الأوطان التي سقيتموها لهم ،، أشك أن نجد إجابة تشفي غليلنا .


لو سألنا الأباء والأمهات متى جلستم للحوار مع أبناءكم وبناتكم ومنحتموهم الثقة ليقولوا كل ما بدواخلهم ؟ حتى لا يذهبوا لأباء وأمهات افتراضيين / لن تصدقوا لو قلت لكم أعرف أبناء وبنات يجعلون من الأباء والأمهات التي تصنعها برامج الذكاء الاصطناعي مكانا للدردشة معهم والتفاعل معهم والاحساس بالأمان لن تصدقوني !!! فقد صُدمت قبلكم بذلك .
والله ما يشغل بالي غير ذلك الجيل الذي يحتاج منا لكثير من الإهتمام وجعله أولوية في التفكير الاستراتيجي لأنهم هم مفتاح الدولة القادمة وقد ولى عهد الشيوخ وان الأوان لنجعل الشباب يستعيد الثقة في نفسه وواجب علينا أن نعمل على ذلك تنظيرا وتطبيقا ، فقد أكد من قبل المؤتمر الأول لوزراء الشباب العرب بأن رعاية الشباب هي توفير كل ما يمكن الشباب من تنمية قدراتهم البدنية والفكرية والنفسية والاجتماعية ليصبحوا مواطنين قادرين على الإسهام بفاعلية في بناء مجتمعاتهم
ويقول سلامة محمد الغباري بأن شعور الشباب بالإغتراب وعدم الإنتماء يؤدي بهم إلى تضخم ما يسمى بأزمة الهوية وهي تنمي فيه الإحساس بالضياع في مجتمع لايساعدهم في فهم أنفسهم ولا في تحديد دورهم في الحياة ولا يوفر لهم فرص تعينهم على الإحساس بقيمتهم الاجتماعية.
*خلاصة القول*
هذه تصبح واحدة من توصياتنا للجادين جدا على بناء الدولة الجديدة أن انتبهوا للشباب

leila.eldoow@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: کثیر من

إقرأ أيضاً:

لم أتحمّل الحلم الأمريكي: محارب متقاعد ينتقل للعيش في البرازيل

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بعدما أمضى سنوات بالسفر حول العالم أثناء خدمته في الجيش الأمريكي، كان كريستوفر بوريس يحلم باليوم الذي سينتقل فيه للعيش خارج الولايات المتحدة بشكل دائم.

لكنّ هذا المحارب المتقاعد، الذي نشأ في ولاية نيوجيرسي ويقيم في ولاية ماريلاند، اضطر للانتقال في وقت أبكر ممّا خطط له بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة، إذ لم يعد لديه القدرة على تحمّل "دفع أقساط الرهن العقاري وفواتير الخدمات"، وفق ما قال لـCNN.

وأضاف: "كنت أُعاني. أعيش على مخصّصات الإعاقة من شؤون المحاربين القدامى"، (إعانة مالية معفاة من الضرائب تُمنح للمحاربين القدامى من ذوي الإعاقات)، لافتًا إلى أنه أدرك "أنّ أموالي ستصمد فترة أطول إذا عشت في الخارج". 

جودة الحياة الزوجان اللذان مضى 28 عامًا على زواجهما، استقرا الآن بسعادة في البرازيل ولا يخططان للعودة إلى أمريكا. Credit: Courtesy Christopher Boris

في صيف العام 2024، غادر بوريس وزوجته ماريا خيسوس، من أصول بوليفية، ولديهما ثلاثة أولاد، الولايات المتحدة لبدء حياة جديدة في البرازيل، بعد معاناة مالية استمرّت خمس سنوات بالحد الأدنى، لكن الأمور بلغت ذروتها عندما ترك وظيفته الحكومية في العام 2022. وعلّق بالقول: "لم أستطع تحمّل تكلفة الحلم الأمريكي"، مضيفًا أنه "كان قرارًا استغرقنا عامًا كاملاً لاتّخاذه".

رغم أنهما فكّرا ببوليفيا كوجهة ينتقلان إليها بداية، لكنّهما ارتأيا الاستقرار في البرازيل المجاورة، لأنها وجهة سبق وعاشا فيها بين العامين 2007 و2008، عندما كان بوريس متمركزًا هناك.

وأوضح بوريس أنهما اختارا "البرازيل، وتحديدًا ريو، بسبب جودة الحياة العالية فيها"، لافتًا إلى أنّ تجربتهما مع النظام الطبي في البلاد كانت إيجابية، وكانا يعرفان أنه يمكنهما العيش بشكل مريح هناك.

مقالات مشابهة

  • مقال بتلغراف: هذه الانتخابات ستؤثر كثيرا في تحديد مستقبل أوروبا
  • السوداني:تبرعنا إلى لبنان (20) مليون دولار رغم الأزمة المالية التي يمر بها العراق
  • ملف المخدرات في السودان يُعد من أخطر الملفات التي واجهت البلاد
  • لم أتحمّل الحلم الأمريكي: محارب متقاعد ينتقل للعيش في البرازيل
  • ناقدة فنية:أفلام عيد الأضحى لا تختلف كثيرًا عما كان معروضا في عيد الفطر
  • سابالينكا.. «الفوز السهل» في «رولان جاروس»
  • الأردن وسوريا: الجغرافيا لا تُلغى… فهل تأخرنا كثيرًا؟
  • ترددت كثيراً قبل أن أكتب عن واحد من ضباطي الذين شاركوا معي في الحركة التصحيحية
  • العراق: عن هشاشة الدولة التي لا يتحدث عنها أحد!
  • إمام عاشور يكشف كواليس أزمته مع الشناوي ويؤكد: "تعلمت من الموقف كثيرًا"