قالت صنداي تايمز إن شيماء فتوح تحملت آلاما لا يمكن تصورها عند ولادة ابنتها بعد انهيار منظومة الرعاية الصحية أثناء الحرب على غزة، وهي الآن تخشى على حياة طفلتها التي تعيش معها بخيمة في أوج الشتاء مع استمرار القتال وندرة الغذاء.

ووصفت الصحيفة -في تقرير بقلم أمل حلس وغابرييل وينجر- الوالدة وهي مستلقية على طاولة العمليات، وعيناها تنظران إلى الجرّاح الذي يشرف على عملية الولادة، ووصفت شعورها حينئذ وقالت "كان الألم يتجاوز التحمل البشري.

شعرت وكأن روحي تغادر جسدي".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ستراتفور: التداعيات الإقليمية لوقف إطلاق النار في غزةlist 2 of 2خبير أميركي: هكذا يمكن لإدارة ترامب احتواء التهديد الصيني وتجنب صراع محتملend of list

ولأنه لم يكن هناك تخدير ولا مسكن للألم، ظلت شيماء طوال الساعة التي استغرقتها العملية القيصرية تتألم عند كل شق بالسكين وكل تلاعب بداخلها، وكل غرزة عندما كان جرحها يُخاط، وذلك بعد انتظار دام 14 ساعة، وسط قصف كثيف يطال أحد المستشفيات القليلة العاملة المتبقية في القطاع المحاصر.

وقالت شيماء (23 عاما) إنها شعرت بسعادة "غامرة" عندما تم الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل الأربعاء الماضي، وأضافت أن "الانتظار حتى صباح (اليوم) الأحد -عندما يدخل الاتفاق حيز التنفيذ- يشبه انتظار أول أيام العيد" رغم القصف الإسرائيلي المستمر الذي قتل فيه أكثر من 100 فلسطيني وجرح أكثر من 260 آخرين منذ الإعلان عن الاتفاق، بينهم 31 امرأة و27 طفلا.

إعلان

انهيار الرعاية الصحية

وذكرت الصحيفة أن الافتقار إلى الرعاية الصحية ترك الشابة الفلسطينية وطفلتها تواجهان حالة من المعاناة، تحت خيمة في عز الشتاء مع استمرار القتال، وقالت "أشعر بألم عميق لأن شام طفلة صغيرة مليئة بالحياة، لكنها ظلت تعاني منذ البداية. وفي كل مرة أنظر إليها ينفطر قلبي".

ويشارك آلاف الفلسطينيين في جميع أنحاء غزة شيماء معاناتها، بعد أن استُنفدت الرعاية الطبية وأصبحت غير موجودة في العديد من الأماكن، ولم يبق أي من المستشفيات التي قدمت خدمات الأمومة قبل بدء الحرب قيد التشغيل، مما أدى إلى زيادة كبيرة في معدل وفيات الأمهات، حسب الأطباء في الميدان.

وفي مستشفى ناصر في خان يونس، توفيت 6 نساء على الأقل أثناء الولادة بسبب العدوى ونقص المعدات والمرافق وسوء التغذية، خاصة أن منظومة الرعاية الصحية في غزة قبل بدء الحرب كانت تعاني، إذ أن هناك 3412 سريرا بالمستشفيات تخدم سكانا يزيد عددهم على مليوني نسمة، أي 1.55 سرير لكل ألف نسمة، حسب دراسة أميركية غزية مشتركة.

وقد أدى نمط الهجمات والقتال الإسرائيلي المتكرر على المستشفيات وحولها إلى تدمير منظومة الرعاية الصحية إلى حد "الانهيار الكامل تقريبا" -حسب الأمم المتحدة- حتى الرابع من ديسمبر/كانون الأول، وقالت منظمة الصحة العالمية إن 17 مستشفى فقط في غزة ظلت تعمل بسعة إجمالية تبلغ 1500 سرير.

وولدت شام بالجنوب، بعد أن عجزت أمها عن الحصول على فحوص منتظمة في مستشفى كمال عدوان، وعانت من صعوبة الحصول على التغذية السليمة، وتقول "كل ما كان علينا أن نأكله هو الأطعمة المعلبة التي سببت لي العديد من الأمراض، مثل الإسهال والتهابات المعدة، مما جعل حملي صعبا للغاية".

 

سوء التغذية

كانت شيماء تعيش مع زوجها العامل اليدوي في جباليا شمال غزة مع طفليهما عندما شنت إسرائيل عمليتها البرية هناك، ففرت الأسرة جنوبا إلى خيمة في مدينة غزة، ثم جاءها المخاض فتوجهت عبر الأنقاض وتحت القصف إلى أقرب منشأة طبية، وهي عيادة خاصة سابقا لتضع مولودها.

إعلان

وقالت "لم يكن هناك تعقيم مناسب أثناء العملية، ولا علاج مناسبا بعد الولادة. كنت خائفة من الإصابة بعدوى، خاصة أن الأطباء والممرضات كانوا منهكين بسبب ضغوط الحرب والتدفق المستمر للضحايا".

ومع أن الرضاعة الطبيعية يُنظر إليها على أنها شريان حياة حيوي للأمهات والرضع لمنحهم أفضل بداية ممكنة، فهي صعبة في غزة لأن العديد من الأمهات لا يستطعن ​​إنتاج ما يكفي من الحليب لأطفالهن، وذلك بسبب فقدان الأدوية والعقاقير الأساسية، بما في ذلك حمض الفوليك والحديد والمضادات الحيوية وأدوية ارتفاع ضغط الدم.

ويصف غسان سلام رئيس قسم التوليد وأمراض النساء بمستشفى ناصر هذه الأحوال بقوله "مرضانا يعانون من سوء التغذية، والمرضعات يعانين من سوء التغذية. إنهن لا يحصلن على طعام وهن محرومات من التغذية الأساسية. إنهن يأتين إلينا وهن يعانين من فقر الدم وانخفاض مستويات الهيموغلوبين".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات الرعایة الصحیة

إقرأ أيضاً:

محافظ الأقصر ومدير الرعاية الصحية يتابعان تنفيذ خطة التأمين الطبي للانتخابات

واصلت  هيئة الرعاية الصحية بالأقصر تنفيذ خطة التأمين الطبي لانتخابات مجلس النواب ضمن حملة “انتخب واطمن”.

وتفقد المهندس عبدالمطلب عمارة، محافظ الأقصر، عددًا من مقار اللجان الانتخابية لمتابعة سير العملية الانتخابية والاطمئنان على جاهزية الخدمات الطبية المقدمة من الهيئة، ورافقه خلال الجولة الدكتور محمد شعبان، مدير فرع الهيئة العامة للرعاية الصحية بالمحافظة، الذي استعرض أعمال التأمين الطبي وخطة انتشار الفرق الطبية داخل ومحيط اللجان لتقديم الدعم الصحي للناخبين والعاملين، بما يضمن بيئة انتخابية آمنة وصحية.

وأكد الدكتور محمد شعبان أن فرق الهيئة تعمل على مدار الساعة تحت إشراف غرفة العمليات بفرع الهيئة، ومجهزة بكافة المستلزمات والأدوية اللازمة للتعامل مع أي طارئ، مشيرًا إلى أن الحملة تعكس حرص الهيئة العامة للرعاية الصحية على دعم مؤسسات الدولة في المناسبات الوطنية، وتقديم خدمات طبية متكاملة تعزز ثقة المواطنين في منظومة التأمين الصحي الشامل بالأقصر.

مقالات مشابهة

  • الصحة العالمية: قطاع غزة يشهد تحسناً طفيفاً في توافر الرعاية الصحية
  • الصحة العالمية: نقص الإمدادات الطبية وخدمات الرعاية الصحية في غزة مستمرة
  • جهود مُكثفة لإدارة مكافحة العدوى بصحة أسيوط لتعزز سلامة الرعاية الصحية
  • افتتاح عيادة «بركتنا» لتوفير الرعاية الصحية للمرضى من كبار المواطنين
  • "الرعاية الصحية" تحتفل باليوم العالمي للتغطية الصحية الشاملة وتستعرض حصاد التأمين الشامل
  • صور| الفرق الطبية بهيئة الرعاية الصحية بالأقصر توفر الخدمات الصحية للناخبين باللجان
  • هيئة الرعاية الصحية تُعلن التشغيل الرسمي لأول قسم حضّانات بالقنطرة شرق
  • جهود الرعاية الصحية ودعوات الأهالي لإنقاذ ياسين بعد سقوطه من الطابق الخامس ببورسعيد
  • «دبي الصحية» تناقش دور البحوث في جودة الرعاية
  • محافظ الأقصر ومدير الرعاية الصحية يتابعان تنفيذ خطة التأمين الطبي للانتخابات