يحتفل الشعب المصري غدًا يذكرى ثورة 25 يناير، التي تمثل محطة فارقة في التاريخ المصري الحديث، وهنا تعود الأذهان إلى الأدوار المتنوعة التي لعبتها مختلف المؤسسات والهيئات في دعم مطالب الشعب.

احتفالات 25 يناير وعيد الشرطة.. موعد الإجازة الرسمية 25 يناير.. قصة عيد الشرطة وبطولات جنودها البواسل

 وبينما كان الشارع المصري يموج بالمظاهرات والمطالبات بالتغيير، برز دور المؤسسات الدينية، وعلى رأسها الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية، كصوت ديني مؤثر في توجيه الشعب، وتعزيز القيم الوطنية، والمساهمة في تحقيق السلم الاجتماعي.

الأزهر الشريف: دور تاريخي في دعم الإرادة الشعبية

لطالما كان الأزهر الشريف مؤسسة دينية وثقافية لها مكانة عظيمة في وجدان الشعب المصري، ومع اندلاع الثورة في 25 يناير 2011، لم يقف الأزهر بمعزل عن الأحداث، بل انخرط في دعم الشعب ومطالبه، مؤكدًا على ضرورة الإصلاح وتحقيق العدالة الاجتماعية.

خلال الأيام الأولى من الثورة، انضم العديد من علماء الأزهر إلى صفوف المحتجين في ميدان التحرير، مؤكدين تضامنهم مع مطالب الشعب المشروعة في الحرية والكرامة والعدالة، هذا التضامن لم يكن فقط من خلال الحضور الجسدي، بل ظهر أيضًا عبر التصريحات الرسمية التي أكدت على مشروعية المطالب وضرورة الحفاظ على سلمية التظاهر.

وفي أعقاب تنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك، لعب الأزهر دورًا محوريًا في تشكيل الرؤية المستقبلية للبلاد.

 كان من أبرز هذه الجهود إصدار "وثيقة الأزهر" في يونيو 2011، والتي جاءت بالتعاون مع نخبة من المثقفين والمفكرين. 

وضعت الوثيقة مبادئ تأسيس الدولة الوطنية الدستورية الديمقراطية الحديثة، مع التأكيد على الحريات الأساسية واحترام التعددية، وأكدت على أن الإسلام لا يتعارض مع بناء دولة مدنية تقوم على المواطنة والحقوق المتساوية.

دار الإفتاء المصرية: صوت الحكمة والاعتدال

أثناء الثورة، أصدرت دار الإفتاء المصرية بيانات عدة تدعو فيها الشعب إلى التمسك بالسلمية والابتعاد عن العنف. 

أكدت هذه البيانات على حرمة الدم المصري وضرورة الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، داعية الشعب إلى الوحدة وعدم الانجراف نحو الفوضى.

كما شددت دار الإفتاء على أهمية الحفاظ على استقرار الوطن بعد الثورة، وأكدت أن أي تغيير لا يمكن أن يتم إلا في إطار من السلمية والاحترام المتبادل بين مختلف مكونات المجتمع. 

وفيما بعد، استمرت دار الإفتاء في أداء دورها التوجيهي من خلال تقديم فتاوى تدعم البناء والتنمية الوطنية، وتحذر من محاولات بث الفتنة أو التفرقة بين أبناء الشعب.

المؤسسات الدينية الأخرى ودورها في ثورة 25 يناير

إلى جانب الأزهر ودار الإفتاء، لعبت العديد من المؤسسات الدينية الأخرى، مثل وزارة الأوقاف، دورًا في دعم الثورة وتعزيز قيم التغيير السلمي. 

ألقى خطباء المساجد خطبًا تدعو إلى الوحدة ونبذ العنف، مع التأكيد على أهمية العمل من أجل تحقيق نهضة حقيقية لمصر.

كذلك، سعت هذه المؤسسات إلى تصحيح بعض المفاهيم المغلوطة التي روجت لها بعض الأطراف بهدف تشويه صورة الثورة، مؤكدين أن المطالبة بالحقوق المشروعة هي جزء من المبادئ الإسلامية التي تدعو إلى العدل والمساواة.

الثورة وتأثيرها على المؤسسات الدينية

بعد الثورة، شهدت المؤسسات الدينية، وخاصة الأزهر الشريف، استعادة جزئية لاستقلاليتها عن السلطة السياسية، مما مكنها من لعب دور أكثر فاعلية في الحياة العامة. 

برزت جهود الأزهر في مواجهة التحديات الفكرية والدينية، حيث أطلق العديد من المبادرات التي تهدف إلى نشر الفكر الوسطي ومواجهة التطرف.

وعلى الصعيد الثقافي، شارك الأزهر الشريف في تعزيز الحوار بين مختلف القوى الوطنية، مؤكدًا على أهمية التعايش السلمي واحترام التنوع. 

كما واصل جهوده في إصدار العديد من الوثائق والمبادرات التي تهدف إلى تعزيز الوحدة الوطنية ومواجهة محاولات بث الفرقة بين أبناء الشعب.

المؤسسات الدينية ركيزة أساسية لدعم الوطن

في الذكرى الرابعة عشرة لثورة 25 يناير، تظل ذكرى تلك الأيام العصيبة محفورة في ذاكرة الشعب المصري، بما حملته من آمال وتحديات. 

لعبت المؤسسات الدينية دورًا محوريًا في توجيه الشعب نحو تحقيق أهدافه دون الانزلاق نحو الفوضى، وأكدت على القيم الإسلامية السامية التي تدعو إلى العدل والمساواة.

ومع استمرار دور الأزهر ودار الإفتاء والمؤسسات الدينية في دعم الاستقرار ونشر الفكر المستنير، يبقى الأمل في أن تواصل هذه المؤسسات جهودها للمساهمة في بناء مصر المستقبل، دولة حديثة تقوم على العلم والعدل والحرية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: دار الإفتاء ثورة 25 يناير الأزهر الأزهر الشريف 25 يناير 2011 الثورة دور الأزهر المؤسسات الدینیة الأزهر الشریف دار الإفتاء العدید من فی دعم

إقرأ أيضاً:

السيد القائد يدعو الشعب اليمني للخروج المليوني يوم غدٍ تأكيدًا على ثبات موقفه المساند لفلسطين

الثورة نت /..

دعا قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أبناء الشعب اليمني إلى الخروج يوم غدٍ في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات خروجاً مليونياً عظيماً، للتأكيد على ثبات موقفه المناصر للشعب الفلسطيني والمساند لغزة.

وأوضح السيد القائد، أن خروج الشعب اليمني، يؤكد مجددّا ثبات موقفه واستمراره في إسناد القضية الفلسطينية ودعم المجاهدين في غزة مهما كانت التحديات والتضحيات.

واعتبر خروج الشعب اليمني، طوعًا ورغبة واستجابة لله بروح معنوية عالية وبمظاهر عز وشرف في ساعات محدودة في يوم محدود بالأسبوع.

وأشاد بالخروج الشعبي اليمني الأسبوع الماضي، في مظاهرات واسعة وكبيرة وعظيمة ومشرّفة بلغت ألفًا و239 مسيرة ووقفة، مبينًا أن هذا الزخم الهائل يجعل اليمن في مستوى الأنشطة الشعبية والخروج والمظاهرات والمسيرات في كفة وكل الأنشطة في بقية دول العالم في كفة أخرى، وكفة اليمن أرجح.

وأكد أهمية أن يبقى الصوت الإنساني مساندًا للشعب الفلسطيني، وقال “في واقع شعبنا، نحن نعتبر في هذا المستوى من التفاعل الشعبي الواسع بدون كلل ولا ملل، يجسّد الانتماء الإيماني لشعبنا العزيز، والقيم العظيمة للشعب المسلم، قيم الوفاء والثبات ومصاديق تدّل على قيمه وأخلاقه ووفائه”.

واختتم قائد الثورة كلمته بالقول “شعبنا واثق بوعد الله الحق، لأن خاتمة استجابة شعبنا لله سبحانه وتعالى هي ما وعد الله به عباده المتقين من النصر والفتح المبين”.

مقالات مشابهة

  • وفاة الدكتور رفعت العوضي أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر
  • كهرباء الحديدة تُحيي ذكرى استشهاد الإمام الحسين
  • هل يجوز إنهاء مصليا عن الكلام أثناء خطبة الجمعة؟ .. الأزهر للفتوى يجيب
  • الإفتاء تطلق قافلتها الدعوية الثانية لـ شمال سيناء بالتعاون مع الأزهر والأوقاف
  • مرصد الأزهر: التنظيمات المتطرفة تجمد وعي أتباعها عبر تحريف النصوص الدينية
  • مؤسسة الثورة للصحافة تدين إغلاق حسابها على منصة “إكس”
  • الحالات التي يباح فيها للمصلي قطع الصلاة .. الإفتاء توضح
  • الأزهر يحيي ذكرى وفاة الشيخ عبد الفتاح القاضي.. تعرف على أبرز جوانب القدوة في حياته
  • السيد القائد يدعو الشعب اليمني للخروج المليوني يوم غدٍ تأكيدًا على ثبات موقفه المساند لفلسطين
  • المكاتب التنفيذية في إب تُحيي ذكرى استشهاد الإمام الحسين