عربي21:
2025-06-19@15:42:20 GMT

الحلم الديمقراطي في مصر بعد 14 عاما من الثورة

تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT

المؤكد أن قدرا كبيرا من التفاؤل عاد ليكسو وجوه أبناء ثورة 25 يناير، بعد شعور بالانكسار على مدى السنوات الماضية، مبعث هذا التفاؤل بشكل رئيس هو انتصار الثورة السورية الذي هو أشبه بمعجزة، هو كذلك لأن تلك الثورة والتي انطلقت بعد شهرين من انطلاق شقيقتها المصرية، وبزخم مماثل لها، واجهت مبكرا جيشا مدججا بالسلاح، لم يتورع عن استخدام الذخيرة الحية بكثافة ضد المتظاهرين السلميين، وأجبر بعض قطاعات الثورة على استخدام السلاح دفاعا عن نفسها، فطالت الثورة وطالت المواجهات لما يقارب 14عاما، دفعت خلالها أكثر من نصف مليون شهيد، و12 مليون مهجر ونازح.



وهي بذلك أطول وأصعب ثورة عبر التاريخ المكتوب، تليها من حيث المدة الثورة الفرنسية التي استمرت عشر سنوات (1789-1799)، ثم الثورة الإيرانية التي استمرت 13 شهرا (كانون الثاني/ يناير 1978 حتى شباط / فبراير 1979)، واستغرقت الثورة الشيوعية الروسية عشرة أشهر فقط (كانون الثاني/ يناير حتى تشرين الأول/ أكتوبر 2017)، وهي بالتأكيد أطول وأصعب الثورات العربية التي لم تستمر في معظمها في الميادين إلا لأيام أو أسابيع قليلة! (وإن كان من المهم الإشارة إلى النضالات التي سبقتها وأسست لها).

في مواجهة ارتفاع منسوب الأمل لدى المنتمين لثورة يناير، فإن منسوب القلق ارتفع لدى النظام الحاكم والقوى المناهضة لثورة يناير، فرغم كل جهودهم لتشويه الثورة طيلة السنوات الأربع عشرة الماضية، وإلصاق كل مشاكل مصر بها، إلا أن ذلك لم يفلح في وأد مطالب التغيير التي تصاعدت مؤخرا، من داخل الوطن ومن خارجه
ساد الإحباط بشكل عام قطاعات واسعة من السوريين، وفقدوا الأمل في إسقاط نظام بشار، لكن قطاعات أخرى ظلت متمسكة بالأمل، وضحّت من أجله، حتى حدثت "المعجزة"، لتنقشع الغمامة السوداء التي غطت سماء الشام، ومعها مصر ودول أخرى، وبحدوث تلك المعجزة عاد الأمل يرفرف على ضفاف النيل، رغم سنوات القمع والدم والقهر، وعاد التمسك بأهداف وأهداب يناير كسفينة نجاة لمصر؛ هي الوحيدة القادرة على إنقاذها، والانتقال بها إلى مصاف الدول المتقدمة اقتصاديا وديمقراطيا، كيف لا وقد فتحت الثورة الطريق إلى ذلك بالفعل في سنتي انتصارها، كانت خلالهما مصر وجهة سياسية واقتصادية لقادة العالم، كانت لا تزال بعدُ في مرحلة استكشاف للفرص الاستثمارية بعد تحولها إلى عصر الشفافية والقانون؛ وهما أهم عنصرين يبحث عنها المستثمرون بعد الاطمئنان إلى وجود الفرص الاستثمارية.

ظهرت طاقة الأمل في كتابات وحوارات أبناء يناير وحتى من لم يشاركوا فيها لأنهم كانوا صغارا وقت حدوثها، وظهر تمسكهم بتحقيق المبادئ والمطالب التي نادت بها الثورة (عيش- حرية- عدالة اجتماعية- كرامة إنسانية)، وهي الضرورات الأربع لتحقيق الاستقرار والازدهار في مصر.

في مواجهة ارتفاع منسوب الأمل لدى المنتمين لثورة يناير، فإن منسوب القلق ارتفع لدى النظام الحاكم والقوى المناهضة لثورة يناير، فرغم كل جهودهم لتشويه الثورة طيلة السنوات الأربع عشرة الماضية، وإلصاق كل مشاكل مصر بها، إلا أن ذلك لم يفلح في وأد مطالب التغيير التي تصاعدت مؤخرا، من داخل الوطن ومن خارجه، وهي المطالب ذاتها التي نادت بها الثورة من قبل.

مظاهر قلق النظام وداعميه تنوعت بين حملات أمنية استباقية لما توقعته من تحركات شعبية (لم يدع إليها أحد)، وحملات إعلامية مسعورة للطعن في ثورة يناير، وفي دعاوى التغيير، وكل من يطالب به؛ لا يعني ذلك أن الثورة ستندلع مجددا خلال أيام قليلة، فالشعب المصري الغاضب والمحتقن من تدهور أوضاعه المعيشية، وانسداد أفق الإصلاح، لا يزال ينتظر بديلا مقنعا، وقيادة مقنعة. الخيار الآمن هو التغيير السلمي، والذي يستند إلى الضغوط الشعبية والمدنية، لدفع مؤسسات الدولة، والقوى الداعمة لها للقبول بمطالب الشعب. ويمكن أن تكون الخطوة العملية لذلك هي إجراء انتخابات تنافسية حقيقية رئاسية وبرلمانية تحت إشراف قضائي كامل، ورقابة محلية ودولية (كما حدث بعد ثورة يناير)، مع إطلاق حرية الإعلام، وحرية التنظيم السياسي، والعمل الأهليواللوم هنا يقع أساسا على قوى التغيير والإصلاح التي لم تستطع تكوين هذا البديل وهذه القيادة، وظلت أسيرة الماضي القريب باستقطاباته، ونزاعاته الضيقة، وهو ما وفّر فرصة لبقاء واستمرار النظام لفترة أطول رغم كل كوارثه بحق الشعب.

لتغيير أي حكم استبدادي فإن هناك خيرات متنوعة، منها العسكري الدموي، ومنها المدني السلمي، والعسكري ينقسم بدوره إلى عسكري مليشياوي، عبر تشكل مجموعات مسلحة تدخل في مواجهة عسكرية مع النظام بقواه العسكرية المختلفة، وهذا أمر غير مقبول، وغير ممكن في مصر التي تتمتع بجيش قوي، غير طائفي. والشكل الثاني وهو الانقلاب العسكري سواء كان أبيض أو حتى دمويا، وهو بدوره مرفوض لأنه سيكون تغييرا لجنرال بجنرال، ولن يفتح الباب للديمقراطية كما يتوهم البعض. أما الخيارات المدنية فهي تتنوع بين موجة ثورية منظمة، لا تبدو متاحة في الأفق، أو حراك شعبي غير منظم، وهو ما يمكن حال حدوثه أن ينتج فوضى عامة، تلحق أضرارها بالجميع، ولن تنتج حكما صالحا، ولا استقرارا، ولا تنمية.

ويبقى الخيار الآمن هو التغيير السلمي، والذي يستند إلى الضغوط الشعبية والمدنية، لدفع مؤسسات الدولة، والقوى الداعمة لها للقبول بمطالب الشعب. ويمكن أن تكون الخطوة العملية لذلك هي إجراء انتخابات تنافسية حقيقية رئاسية وبرلمانية تحت إشراف قضائي كامل، ورقابة محلية ودولية (كما حدث بعد ثورة يناير)، مع إطلاق حرية الإعلام، وحرية التنظيم السياسي، والعمل الأهلي، والجامعي، وتعزيز دور الجيش لأداء مهامه العسكرية والأمنية، مع ابتعاده التام عن الشئون المدنية (سياسية أو اقتصادية، أو ثقافية.. الخ).

من أراد تجنب الفوضى المحتملة والتي يمكن أن تندلع لأتفه الأسباب بعد أن فاض الكيل، عليه احترام رغبة الشعب في التغيير، والانتقال السلمي بمصر إلى دولة مدنية ديمقراطية دستورية حديثة، تكون ملكا لكل أبنائها دون إقصاء أو تهميش، أما استمرار التكبر والعناد والقمع فلن يحقق استقرارا، ولا تنمية، وسيفتح الباب لما لا تحمد عقباه.

x.com/kotbelaraby

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ثورة المصرية التغيير سوريا مصر ثورة تغيير مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لثورة ینایر ثورة ینایر

إقرأ أيضاً:

اقتراح برغبة لتوحيد موعد السنة المالية لتبدأ في يناير -تفاصيل

كتب- نشأت علي:

تقدم النائب الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، باقتراح برغبة إلى المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، بشأن ضرورة توحيد موعد بدء وانتهاء السنة المالية في الدولة المصرية؛ لتبدأ في الأول من يناير وتنتهي في الحادي والثلاثين من ديسمبر من كل عام، على أن يشمل هذا التعديل الموازنة العامة للدولة، وموازنات الهيئات الاقتصادية، وموازنات الإنتاج الحربي والقطاع العام، بدلًا من النظام المالي الحالي الذي يبدأ في الأول من يوليو وينتهي في الثلاثين من يونيو.

وأكد محسب أن هذا الاقتراح يأتي في إطار الحاجة الملحة إلى تطوير المنظومة المالية، وتحقيق أكبر قدر من التنسيق بين مختلف القطاعات الاقتصادية داخل الدولة، مشيرًا إلى أن الغالبية العظمى من كيانات ومؤسسات القطاع الخاص تعمل وَفق السنة المالية الميلادية، وهو ما يؤدي إلى وجود فجوة زمنية بين القطاعَين العام والخاص، تعرقل المتابعة والتقييم وتؤثر على دقة الشراكات والتقارير الاقتصادية.

وأوضح عضو مجلس النواب أن توحيد موعد السنة المالية من يناير إلى ديسمبر يُسهم في تعزيز الشفافية المالية، ويواكب الممارسات المتبعة في معظم دول العالم، ويُسهل عملية المقارنة الدولية في المؤشرات الاقتصادية؛ خصوصًا أن مؤسسات كبرى مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي تعتمد هذا التوقيت عند إعداد تقاريرها وتحليل المؤشرات المالية للدول.

وأشار محسب إلى أن هذا الإجراء لا يرتبط فقط بتقنية تنظيم الحسابات، بل يُعد خطوة مهمة على طريق الإصلاح المالي والإداري الذي تتبناه الدولة المصرية، موضحًا أن البدء في تنفيذ الموازنات وَفق السنة الميلادية يضمن توافق التخطيط المالي مع الدورة الاقتصادية السنوية، ويمكن وزارة المالية والجهات الرقابية من المتابعة الدقيقة للمصروفات والإيرادات داخل سنة مالية واضحة ومتكاملة؛ ما ينعكس على دقة إعداد وتنفيذ الخطط التنموية والمشروعات.

وشدد محسب على أن هذا التعديل سيساعد في تسريع عمليات التنسيق المالي بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص، بما ينعكس على تحسين مناخ الاستثمار ودقة التقارير المشتركة، مؤكدًا أن تحقيق الاتساق بين القطاعَين يُعد ضرورة ملحة في المرحلة الراهنة التي تتطلب تكاملًا في الرؤى والخطط الاقتصادية، لافتًا إلى أن هذا الاقتراح يستهدف تحقيق قدر أكبر من الانضباط المالي وتحديث الإطار الزمني للموازنات العامة بطريقة تتماشى مع المعايير الدولية.

اقرأ أيضًا:

لا يخضع للتوزيع الجغرافي.. شروط القبول ببرنامج المعلوماتية الطبية في "حاسبات جامعات ومعاهد بتفاصيل التقديم.. فرص تدريب صيفي لخريجي كليات الصيدلة ضمن "UpGrads"

أخبار رياضية

المزيد رياضة محلية "وصل نيوجيرسي ممثلا لـ فيفا".. دعم مصري جديد للأهلي قبل مواجهة بالميراس رياضة عربية وعالمية صلاح ضد مرموش.. موعد مباراتي ليفربول ومانشستر سيتي بالموسم الجديد رياضة عربية وعالمية كأس العالم للأندية.. شاهد مباراة ريال مدريد والهلال السعودي مجانا رياضة عربية وعالمية بداية سهلة لليفربول.. جدول مباريات الدوري الإنجليزي لموسم 2025-26 رياضة عربية وعالمية توافد جماهير الهلال السعودي على ميامي قبل مواجهة ريال مدريد

إعلان

أخبار

اقتراح برغبة لتوحيد موعد السنة المالية لتبدأ في يناير -تفاصيل

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

الإسكان تُعلن مد فترة التقديم في سكن لكل المصريين 7 إلكترونيًا حتى 22 يوينو باستثمارات 200 مليون دولار.. رئيس الوزراء يشهد توقيع عقد مستلزمات الطاقة الشمسية 34

القاهرة - مصر

34 25 الرطوبة: 26% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • محمد صلاح يفصح عن رغبته في الكرة الذهبية
  • محمد صلاح يؤكد: الكرة الذهبية حلم كبير وأسعى لتحقيقه من أجل مصر
  • الحزب الديمقراطي يختار غزالة هاشمي.. أول مرشحة مسلمة لمنصب نائب حاكم فرجينيا
  • فيديو.. محمد صلاح يفصح عن سبب رغبته في الكرة الذهبية
  • ملاحظات حول رؤية (صمود) لإنهاء الحرب واستعادة الثورة وتأسيس الدولة
  • خبير دولي: مصر تخوض معركة دولية لإنهاء 80 عاماً من الهيمنة على مجلس الأمن
  • حرب المعلومات المضللة بين إسرائيل وإيران.. ما أبرز الأخبار الكاذبة التي انتشرت؟
  • اقتراح برغبة لتوحيد موعد السنة المالية لتبدأ في يناير -تفاصيل
  • «التغيير» تنشر نص رؤية «صمود» لإنهاء الحروب واستعادة الثورة وتأسيس الدولة
  • عودة دفعة من العائلات السورية من تركيا إلى ريف دير الزور الشرقي بعد تهجير قسري دام 14 عاماً