منذ أن وجد الإنسان على وجه البسيطة فأنه يطمح للأفضل في كل شئ ، وهو حق مشروع طالما بقي هذا الطموح وفقاً لتعاليم الدين ومندرج تحت الإطار القانوني.
ولكن فلسفة الحياة هي تعطي الإنسان نوعاً ما، حالة للوقوف مع النفس وتأمل في هذه الحياة الفانية فإذا تشبث الإنسان في هذه الدنيا الزائلة فقد يندم في ذلك لأنه يعلم في قرارة نفسه أنه مغادر هذه الدنيا يوماً ما وأنه مهما جمع من أموال الأرض فلن تنفعه إذا لم يستثمرها فيما ينفعه في الدنيا والأخرة ولكن المصيبة التي تزيد آلماً أنه إذا جاءت هذه الأموال بيد الإنسان المحروم وفي هذه الحالة تنقلب من نعمة إلى نقمة ويصبح حارساً للأموال ونافعاً لها لا نفعتاً له.
وفي المقابل أن الإنسان إذا فرط في نفسه ولم يأخذ نصيبه من الدنيا فهو يقعد في أخرها ولا يجد من كسب الدنيا ما يجده غيره من أصحاب الجهد الذين اجتهدوا على أنفسهم حتى وصلوا إلى هذه المنزلة الجيدة مادياً و اجتماعياً.
ولذلك فأنه من وجهة نظر العقلاء أن الإنسان يجب عليه أن يستمتع في ما يكسبه من أموال في حدود المعقول والمتاح وأن يجعل الطريقة المتوسطة في ذلك فلا يحرم نفسه ويترك الأموال لغيره بعد رحيله ولا يسرف عليها ويجلس يلوم نفسه بعد ذلك .
ولهذا وضع الدين الإسلامي مفهوم واضح لطريقة التعامل مع فسلفة الحياة فيما يتعلق بالمال ولا يوجد طريقة على وجه الأرض مثل هذه الطريقة الربانية و أختم هذه المقالة فيها بقوله سبحانه وتعالى في سورة الأسراء (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا)
المصدر: صحيفة صدى
إقرأ أيضاً:
حزب العمال الكردستاني يعقد مؤتمرا تمهيدا لحل نفسه
عقد حزب العمال الكردستاني هذا الأسبوع "بنجاح" مؤتمرا لحلّ نفسه، حسبما أوردت الجمعة وكالة فرات للأنباء المقرّبة من المجموعة المسلّحة.
وجاء في بيان نشرته الوكالة "عُقد المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني بنجاح في مناطق الدفاع المشروع في الفترة من 5 إلى 7 أيار (مايو) الجاري (...) وانعقد بناء على دعوة القائد عبد الله أوجلان".
ونتج من هذا المؤتمر، بحسب البيان، "قرارات ذات أهمية تاريخية (...) على أساس دعوة القائد" لنزع الحزب سلاحه وحلّ نفسه، ستُعلن "في المستقبل القريب جدا".
وفي شباط/ فبراير الماضي، أصدر عبد الله أوجلان، بيانًا دعا فيه إلى إلقاء السلاح وإنهاء الصراع المسلح الذي استمر لأكثر من أربعة عقود مع الدولة التركية.
وبحسب بيان من محبسه دعا أوجلان الحزب إلى حل نفسه وإلقاء السلاح، في خطوة قد تُعيد تشكيل خارطة القضية الكردية داخل تركيا.
وجاءت التصريحات عبر وفد من حزب المساواة والديمقراطية للشعوب (DEM) الذي زار أوجلان في سجنه بجزيرة إمرالي، حيث يقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة منذ اعتقاله في عملية استخباراتية تركية عام 1999، في زيارة هي الثالثة من نوعها منذ كانون الأول / ديسمبر الماضي.
وأبلغ أوجلان الوفد بضرورة إنهاء العمل المسلح تمامًا، معتبرًا أن حزب العمال الكردستاني قد استنفد دوره كحركة مسلحة، وأن المرحلة القادمة يجب أن تكون مرحلة سياسية بامتياز، تُبنى على الحوار والمفاوضات بدلًا من السلاح والصراع.