الحفاظ على الوقت في ظل إغراءات التكنولوجيا.. ندوة توعوية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
نظّمت وزارة الأوقاف بالتعاون مع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ووزارة الشباب والرياضة، ندوة توعوية بعنوان: "الحفاظ على الوقت في ظل إغراءات التكنولوجيا".
جاءت الندوة برعاية الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وبإشراف الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
شارك في الندوة الشيخ محمد محمود العدل، إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة -رضي الله عنها-، والدكتورة جيهان ياسين، الواعظة والخبيرة الشرعية. استهل الشيخ محمد العدل كلمته بالتأكيد على مكانة الوقت في الإسلام، مستشهدًا بآيات قرآنية وأقوال السلف الصالح، مشيرًا إلى أن الوقت أمانة عظيمة يُسأل عنها الإنسان يوم القيامة.
من جانبها، ألقت الدكتورة جيهان ياسين الضوء على وصايا النبي ﷺ بخصوص استغلال الوقت، موضحة المخاطر الناجمة عن الاستخدام المفرط للتكنولوجيا، مثل الإدمان الإلكتروني وإهدار الساعات بلا فائدة.
وقدمت نصائح عملية تضمنت التخطيط الجيد، الالتزام بمواقيت العبادة، وتقليل الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي.
كما شاركت الدكتورة مروة غزال، الواعظة بوزارة الأوقاف، حيث تناولت رؤية تربوية مؤثرة حول أهمية الوقت كعنصر أساسي لتحقيق النجاح الشخصي والمجتمعي.
شهدت الندوة حضورًا لافتًا من الجمهور الذي أشاد بمحتوى النقاش وأهمية الموضوع المطروح.
وفي ختام الفعالية، تم تكريم الطالبة رانيا راضي عبد الحميد لإجابتها المميزة على أحد الأسئلة التفاعلية بجائزة قيمة مقدمة من المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
تأتي هذه الندوة ضمن جهود وزارة الأوقاف لتعزيز القيم الإيجابية ونشر الفكر الوسطي، وسط دعوات من الحاضرين باستمرار تنظيم مثل هذه الفعاليات التي تربط بين الرؤية الشرعية والواقع المعاصر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزارة الأوقاف معرض القاهرة الدولي للكتاب المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الحفاظ على الوقت المزيد
إقرأ أيضاً:
«القومية للتوزيع» الشاحن الحصري لـ معرض القاهرة الدولي للكتاب 2026
في سابقة، لأول مرة، في تاريخ معرض القاهرة الدولي للكتاب، وقعت الشركة القومية للتوزيع بروتوكول تعاون مع الهيئة العامة للكتاب، لتكون «الشاحن الحصري» للناشرين العرب والأجانب المشاركين في الدورة 57 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.
وقام بتوقع البروتوكول المهندس رزق عبد السميع رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار المعارف ومجلة أكتوبر والشركة القومية للتوزيع والدكتور خالد أبو الليل القائم بأعمال رئيس الهيئة العامة للكتاب.
وقال م. رزق عبد السميع إن الفترة المقبلة ستشهد مزيد من التعاون المثمر والبناء بين مؤسسة دار المعارف والشركة القومية للتوزيع والهيئة العامة للكتاب في العديد من المجالات منها صناعة النشر والتوزيع والشحن.
«في مرايا الشعر» جديد هيئة الكتاب للشاعر جمال القصاص
من ناحية أخرى ، أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب إصدارًا جديدًا يحمل عنوان «في مرايا الشعر» للشاعر والناقد جمال القصاص، وهو عمل يقدّم رؤية متفردة لعلاقة الشاعر بالكتابة، وللجدل الداخلي الذي يصاحب فعل الإبداع منذ لحظة تشكّل الفكرة حتى اكتمال النص، يأتي الكتاب بمثابة شهادة شخصية وفكرية تعكس تجربة القصاص الممتدة مع الشعر، وقراءاته النقدية التي راكمها عبر سنوات طويلة من التأمل والمتابعة.
في مقدمة الكتاب، يكشف القصاص عن حالة الانفعال التي تلازمه أثناء الكتابة، تلك التي تجمع بين الفرح والغضب والحيرة، وتضعه أحيانًا في «ورطة» شعرية تكاد تبتلعه، يصف اللحظة الإبداعية وكأنها فخ يتربص بالشاعر، يجعله بين دورين متناقضين: الذئب الذي يقتنص فريسته، والفريسة التي تهرب من مصيرها، هذا التوتر الخلّاق بين اللذة والمأزق يشكّل أساس رؤية القصاص للكتابة، فهو يرى أن النجاة من مأزق نص لا تكون إلا بمأزق جديد يخلقه الشاعر بإرادته ودهشته، تمامًا كطفل يراقب ولادة لحظته الشعرية على الصفحة.
ويؤكد القصاص رفضه للوصفات الجاهزة ونماذج الكتابة المكررة، مفضّلًا أن يترك نافذة النص مفتوحة دائمًا، لاستقبال ومضة أو خاطر أو إشارة لم يبح بها بعد، فالكتابة، في نظره، فعلُ اكتشاف دائم لا يتوقف عند حدّ، وبحث مستمر عن ما لم يُقل، وعن الدهشة التي تختبئ في مفارقة ساخرة أو طرقة درامية أو سؤال مشحون بالوجود وأزماته.
ويذهب القصاص في صفحات كتابه إلى جوهر العلاقة بين الوعي والفكرة الشعرية، معتبرًا أن الوعي وحده لا يصنع شعرًا، وأن الإلهام الحقيقي يحتاج إلى قدرة على نسيان الفكرة بقدر القدرة على التقاطها، فهو يعيش الشعر كطقس داخلي، وكتمرين يومي على الحرية، يكتب من أجل أن يحب نفسه أكثر، ويلتصق بجوهره الإنساني عبر لحظات تضج بالنشوة، حتى لو كانت من مشهد رتيب أو حكاية معادة.
يمتد الكتاب ليضم مجموعة من قراءات القصاص النقدية لتجارب شعرية عربية، وهي نصوص كتبها عبر سنوات بدافع الفرح بالشعر ذاته، وبما يقدمه الشعراء والشاعرات من مغامرات جمالية، يقول إن خبرته كشاعر كانت البوصلة الأولى التي توجه نظرته النقدية، إذ تجمع بين عين القارئ الشغوف وحساسية المبدع الممسوس بالتجربة.
ويرصد الكتاب تحولات الشعر العربي منذ الستينيات، وهي المرحلة التي شهدت ـ بحسب القصاص ـ بدايات التمرد على الأشكال القديمة، ومحاولات التجديد في الإيقاع والرؤية واللغة، وعلى الرغم من هذا الحراك، يرى أن الشعر العربي ظل مرتبطًا لفترة طويلة بإطار البلاغة التقليدية، وبموضوعات سياسية واجتماعية تشكّل مركز النص وتطغى على الشكل الجمالي.
كما يتوقف القصاص عند المأزق النقدي الذي يواجه الشعر العربي المعاصر، والمتمثل في اعتماد كثير من تجارب الحداثة على المنجز الغربي في النظر والتطبيق. وبرغم أهمية هذا المنجز في التاريخ الإنساني، يرى القصاص أنه لم يستطع تجاوز رؤيته العقلانية للشعر، في حين أن الشعر ـ في جوهره ـ ليس نتاجًا عقليًا صرفًا، بل هو ابنة الروح وومضتها المفاجِئة، تلك التي تفلت من قبضة المنطق والأطر الجاهزة.
ويخلص القصاص إلى أن الحداثة الشعرية ليست قالبًا خارجيًا، بل هي قيمة داخلية في الإنسان، تحتاج فقط إلى من يوقظها من أسر العادة وما تراكم حولها من قيود، فالشعر، كما يراه، يمنحنا إحساسًا بالحرية، ويعيد تشكيل علاقتنا بالعالم من جديد، عبر حساسية لا تستسلم للسائد ولا للمألوف.
وفي ختام الكتاب، يقدم القصاص اعترافًا إنسانيًا مؤثرًا، إذ يقول إنه لا يدّعي الصواب في ما يكتب، بل ما زال يبحث عنه في رحلته الطويلة مع الشعر، مؤمنًا بأن الخطأ ليس سوى صواب مؤجل لم يحن أوانه، ويوجه تحية لكل الشعراء الذين أسهموا ـ عبر تجاربهم وأعمالهم ـ في توسيع مساحة الضوء والمحبة في حياته الشعرية.
بهذا الإصدار، تضيف الهيئة العامة للكتاب عملًا مهمًا إلى المكتبة النقدية العربية، يجمع بين حرارة التجربة وعمق التأمل، ويقدّم رؤية شاعر خبر دروب القصيدة ووقف طويلًا أمام مراياها المتعددة.