يذيب الورم في أقل من ثانية.. معلومات عن العلاج الإشعاعي السريع للسرطان
تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT
علاج ثوري للقضاء على السرطان، قد يحل محل علاجات السرطان التقليدية، ويمكن أن يؤدي إلى إحداث ثورة في علاج الأورام من خلال إنهاء المرض المروع في أقل من ثانية، عن طريق تقنية علاجية تعرف باسم «العلاج الإشعاعي السريع»، فهل ينجح هذا العلاج في القضاء على الأورام بالفعل والقضاء على المرض اللعين خلال السنوات المقبلة؟
إنهاء السرطان بالعلاج الإشعاعي السريعالعلاج الإشعاعي السريع FLASH-RT يستخدم الإشعاع لقتل الخلايا السرطانية أو إبطاء نموها، ويمكن استخدامه بمفرده أو بالاشتراك مع علاجات أخرى، مثل العلاج الكيميائي أو الجراحة، ووفقًا للخبراء، فقد خضع هذا العلاج للعديد من التطورات التي أظهرت أنّ التعرض المكثف لمستويات عالية جدًا من الإشعاع يسمح بنفس التأثيرات المضادة للأورام، لكن مع ضرر أقل بكثير للأنسجة الطبيعية، وفقًا لشبكة تليفزيون «Times Now».
وفي العلاج الإشعاعي السريع، يتم توصيل الإشعاع في أقل من ثانية، على عكس العلاج الإشعاعي التقليدي لعلاج السرطان، الذي يستغرق عادةً جلسات عديدة، وعلى الرغم من فعالية العلاج الإشعاعي التقليدي، إلا أنه يلحق الضرر بالأنسجة السليمة في حالات مثل سرطان المخ.
ووفقًا للخبراء فإنّ العلاج الإشعاعي السريع يقلل عدد الجلسات بشكل كبير، وأحيانًا إلى جلسة واحدة أو عدد قليل من الجلسات، لأنه يسلم الإشعاع بمعدلات جرعات أعلى بأكثر من 300 مرة من تلك المستخدمة في علاجات الإشعاع التقليدية، وهذا يؤدي إلى ظاهرة تعرف باسم تأثير FLASH، والتي تقلل من الضرر الذي قد يحدث للأنسجة الطبيعية المحيطة بالورم أثناء العلاج الإشعاعي التقليدي مع الاستمرار في قتل الخلايا في موقع الورم.
توضح المعاهد الوطنية الصحية في أمريكا، تفاصيل العلاج الإشعاعي السريع وفوائده لمرضى السرطان، إذ يقول الدكتور كريستوفر بيترسون من معهد أكسفورد لعلم الأورام الإشعاعي بجامعة أكسفورد، إنّ هذه التقنية هي طريقة جديدة لعلاج الأورام الناتجة عن السرطان، وترتبط الجرعات العالية من العلاج الإشعاعي بصدمة للأنسجة السليمة المحيطة بالورم، كما يوفر العلاج الإشعاعي حماية وقائية للأنسجة السليمة دون المساس بتأثيره المضاد للورم.
وبحسب دكتور علم الأورام الإشعاعي بجامعة أكسفورد، فقد أظهرت العديد من الدراسات أنه بالإضافة إلى تقليل سمية الأنسجة، فإن FLASH-RT ينتج أيضًا نفس استجابة الورم مثل CONV-RT، وقد قارنت إحدى هذه الدراسات بين الفئران المصابة بسرطان الثدي وسرطان الرأس والرقبة والتي تعرضت إما لـFLASH-RT أو علاج الإشعاعي بمعدل الجرعة التقليدي CONV-RT، ولم يكن هناك فرق في نجاح العلاج بين الطريقتين.
وفي دراسة أخرى، تم تطعيم الفئران بخلايا سرطانية في رئتيها، ثم تعرضوا لاحقًا للإشعاع وفحصوا بالتصوير المقطعي المحوسب لقياس حجم الورم، فكانت أورام الفئران المعالجة بالعلاج الإشعاعي السريع أصغر من تلك المعالجة بالعلاج التقليدي، وبالتالي هناك بعض الأدلة على أن العلاج السريع قد ينتج استجابة مضادة للأورام متفوقة على التقليدي.
وهناك عوامل متعددة يمكن أن تؤثر على العلاج الإشعاعي السريع، بما في ذلك معدل الجرعة، والجرعة الكلية، ومعدل النبض، وطريقة الإشعاع، وقد يختلف معدل الجرعة المطلوبة لتأثير العلاج أيضًا اعتمادًا على الأنسجة المصابة وطريقة توصيل الإشعاع للمريض، وتختلف العديد من الدراسات في الجرعة الكلية للإشعاع المستخدم، أو تستخدم جرعات لا يمكن تحقيقها في السيناريوهات السريرية، ما يُعقد النتائج.
بحسب أطباء الأورام في جامعة أكفسورد، فقد جرى علاج مريض بشري واحد باستخدام تقنية FLASH-RT، وكان هذا المريض يعاني من شكل عدواني من سرطان الغدد الليمفاوية، وخضع سابقًا للعلاج الإشعاعي التقليدي، الذي تسبب في حدوث تفاعلات شديدة على الجلد المحيط بالآفات السرطانية واستغرق شفائها شهورًا، وجرى علاج آفة واحدة بنجاح باستخدام تقنية FLASH-RT، ولم تظهر سوى احمرار خفيف والتهاب حول المنطقة المعالجة، وعلى الرغم من النتيجة الواعدة، شملت هذه الدراسة مريضًا واحدًا، بالتالي سمحت بالمقارنة المحدودة بين طريقتي العلاج الإشعاعي.
ووفقًا للخبراء، فإنه رغم وجود أدلة دامغة ومتزايدة على فعالية العلاج الإشعاعي السريع، فأن كيفية عملها لا تزال لغزًا إلى حد كبير، خاصة أنّ هناك العديد من جوانب العلاج ما تزال قيد الاختبار والتلاعب لفهم كيفية جعلها أكثر فعالية، إذ يقول العلماء إنّ هناك كثير من الأمور غير المعروفة حول كيفية تأثير الإشعاع بجرعات عالية للغاية ليس فقط على الأورام، لكن أيضًا على البيئة المحيطة بالورم، وهناك بعض الآثار المحتملة المثيرة للاهتمام على الجسم بالكامل، التي تمتد إلى ما هو أبعد من الورم نفسه.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: علاج السرطان العلاج الإشعاعي علاج الأورام الأورام السرطانية الورم السرطاني السرطان
إقرأ أيضاً:
فطر متجه إلى المريخ عثر عليه في تشيرنوبل قد يقي رواد الفضاء من الإشعاع
قد يكون نوع من الفطريات تم العثور عليه في تشيرنوبيل هو المفتاح للمهام الفضائية طويلة الأمد على القمر والمريخ.
بينما يستعد العلماء لبعثات محتملة إلى المريخ، يدرسون فطرا عُثر عليه في الموقع الإشعاعي بتشيرنوبيل في أوكرانيا، قد يكون قادرا على تحويل الإشعاع إلى طاقة.
هذا الفطر، المعروف باسم "Cladosporium sphaerospermum"، يستغل الإشعاع المؤين بفضل صبغته الداكنة، الميلانين. وتقوم هذه الآلية المفترَضة بتحويل الإشعاع إلى طاقة كيميائية.
تُسمى هذه العملية التمثيل الإشعاعي، وهي ما تزال فرضية غير مثبتة، ويُقال إنها تشبه الطريقة التي تستخدم بها النباتات الكلوروفيل لتحويل طاقة الضوء إلى طاقة كيميائية في عملية التمثيل الضوئي.
في عام 2022، وجد الباحثون أن "Cladosporium sphaerospermum" يمكن تنميته على متن محطة الفضاء الدولية في طبق بتري تحت ظروف إشعاع كوني مُحاكاة.
عندما بلغ سمك الطبقة الفطرية 1.7 مليمتر، انخفضت قراءات الإشعاع على المجسات الموجودة أسفل طبق بتري بنسبة اثنين في المئة، بحسب الدراسة.
Related من زحل إلى القمر: خطة وكالة الفضاء الأوروبية 22 مليار يورو للحاق بسباق الفضاءويقدّر الباحثون لاحقا أن طبقة بسمك 21 سنتيمترا يمكن أن تُبطل تقريبا كل الإشعاع الموجود على سطح المريخ. ويمكن أن تكون تلك الطبقة أرق، نحو تسعة سنتيمترات، إذا مُزج الفطر بتربة من المريخ.
وخلصت دراسة عام 2022 إلى أنه قد يكون وسيلة فعالة لحماية البشر من الإشعاع بالاستفادة من مواد محلية، بدلا من الحاجة إلى إرسال مزيد من الإمدادات إلى المريخ من الأرض، وهو ما يُعد ميزة أساسية للبعثات المستقبلية.
ويُشتبه في أن ميلانين الفطر، وهو صباغ طبيعي مسؤول عن لون الشعر والعينين لدى البشر، هو السبب في قدرته على امتصاص الإشعاع. وقد أظهرت دراسة أُجريت عام 2007 على يد باحثين في الولايات المتحدة أن الفطر ذي المستويات المرتفعة من الميلانين نما فعلا بوتيرة أسرع عند تعرّضه لكميات كبيرة من الإشعاع.
وبحسب المبادرة للفضاء في جامعة جورجتاون بالولايات المتحدة، يُعد الإشعاع أحد أبرز التحديات أمام إرسال رواد الفضاء في بعثات طويلة الأمد إلى القمر والمريخ.
كما يمكن للفطر أيضا أن يحمي رواد الفضاء من الأشعة الكونية المجرية، وهي جسيمات مشحونة عالية الطاقة تأتي من خارج نظامنا الشمسي أو من انفجارات النجوم.
وتُعد الأشعة الكونية بدورها تحديا يجب معالجته قبل الشروع في بعثات فضائية أطول، لأنها يمكن أن "تُحدث قطعا في سلاسل الحمض النووي، وتُعطل البروتينات و… تزيد مخاطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل السرطان"، قالت الباحثة زاهدة سلطانوفا، في "The Conversation".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة