بيان مذاهب العلماء في حكم التشهد الأخير في الصلاة
تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT
التشهد.. أوضحت دار الإفتاء المصرية أن ألفاظ التشهد وردت في كثير من الأحاديث الشريفة على اختلاف بينها؛ منها ما أخرجه الإمام البخاري في "صحيحه" من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وَكَفِّي بَيْنَ كَفَّيْهِ التَّشَهُّدَ، كَمَا يُعَلِّمُنِي السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ: «التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ».
وأخرج الإمام مسلم في "صحيحه" عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ فَكَانَ يَقُولُ: «التَّحِيَّاتُ الْمُبَارَكَاتُ، الصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ لِلَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ».
وقراءة الذكر المخصوص في التشهد من أفعال الصلاة التي اختلف فيها فقهاء المذاهب الأربعة المتبوعة بين الركنية والوجوب والسنية؛ فذهب السادة الحنفية إلى أنَّ القراءة في التشهد الأخير واجبة وليست بركن؛ فيجب على المكلف سجود السهو بتركها مع صحة صلاته.
قال الإمام الكاساني في "بدائع الصنائع" (1/ 163، ط. دار الكتب العلمية) في بيان الواجبات الأصلية في الصلاة: [(ومنها) التشهد في القعدة الأخيرة] اهـ.
وقال البدر العيني في "البناية شرح الهداية" (2/ 614، ط. دار الكتب العلمية): [قراءة التشهد في القعدة الأخيرة واجبة بالاتفاق] اهـ.
وذهب الشافعية والحنابلة إلى أنَّ التشهد في الصلاة ركن تبطل الصلاة بتركه.
قال الخطيب الشربيني الشافعي في "مغني المحتاج" (1/ 377، ط. دار الكتب العلمية): [(التاسع والعاشر والحادي عشر) من الأركان (التشهد) سمي بذلك؛ لأن فيه الشهادتين، فهو من باب تسمية الكل باسم الجزء، (وقعوده، والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم) في آخره والقعود لها.. (فالتشهد وقعوده إن عقبهما سلام) فهما (ركنان)] اهـ.
وقال الإمام الزركشي الحنبلي في "شرح مختصر الخرقي" (1/ 586، ط. دار العبيكان): [والتشهد الأخير والجلوس له ركنان] اهـ.
وذهب المالكية إلى أن كلَّ تشهد في الصلاة سنة، سواء كان الأول أم الأخير؛ يجبر بسجدتين للسهو.
قال العلامة الدسوقي في "حاشيته على الشرح الكبير للشيخ الدردير" (1/ 243، دار الفكر): [(قوله: أي كل فرد منه سنة مستقلة): هذا هو الذي شهره ابن بزيزة، خلافًا لمن قال بوجوب التشهد الأخير، وذكر اللخمي قولًا بوجوب التشهد الأول، وشهر ابن عرفة والقلشاني أن مجموع التشهدين سنة واحدة] اهـ.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التشهد التشهد بالصلاة التشهد الصحيح حكم التشهد التشهد الأخیر فی الصلاة
إقرأ أيضاً:
كيف يحافظ المسلم على صلاته مع ضغط العمل؟.. أمين الفتوى يجيب أحد ذوي الهمم
أجاب الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال ورد من أيمن ياسين من القاهرة، قال فيه: "أنا بصلي أحيانًا يوم كامل منتظم، لكن بسبب ضغط الشغل بتقع مني بعض الصلوات، والوحيدة اللي بقدر أحافظ عليها هي صلاة الجمعة لأنها يوم الإجازة، أعمل إيه عشان أحافظ على باقي الصلوات؟"
وأوضح أمين الفتوى خلال فتوى له على احد ذوي الهمم من الصم والبكم بلغة الإشارة، أن المسلم كما يحرص على عمله الدنيوي يجب أن يحرص على الفرائض والواجبات الدينية، مؤكدًا أن الصلاة هي عماد الدين، وقال النبي ﷺ: «رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة».
وأضاف الدكتور محمود شلبي: "لا يجوز أن يُقدِّم الإنسان عمله على صلاته، فالله سبحانه وتعالى قال: «فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ». فالصلاة لا تسقط بحجة العمل أو الانشغال، لأن كل صلاة لها وقت موسع يمكن للمسلم أن يؤديها فيه، وليس مطلوبًا أن يصلي فور الأذان، بل يمكنه أن يختار الوقت المناسب داخل وقت الصلاة دون تأخيرها حتى يخرج وقتها".
وتابع: "من رحمة الله أن جعل لكل صلاة وقتًا يمتد لساعات، فمثلًا صلاة الظهر وقتها من الأذان حتى أذان العصر، والعصر حتى غروب الشمس، وهكذا، فلا يوجد عمل يمنع الإنسان من أن يخصص دقائق قليلة لأداء فرضه، فهي لا تحتاج إلا وضوءًا وخمس دقائق خاشعة بين يدي الله".
وأشار أمين الفتوى إلى أن العمل الذي يشغل صاحبه عن الصلاة لا بركة فيه، مستشهدًا بقول بعض السلف: «لا بارك الله في عمل يلهي صاحبه عن الصلاة». فالصلاة هي التي تجلب البركة في الرزق والعمل والعمر، ومن حافظ عليها بارك الله في حياته كلها.
وأضاف: "الذي يضيع الصلاة بسبب العمل عليه أن يُراجع نفسه، ويجعل من الصلاة راحة لا عبئًا، فهي الفاصل الذي يُعيد إليه طاقته وبركته، وإن شعر بالتقصير فليستغفر الله ويعقد العزم على الالتزام، فباب التوبة مفتوح ما دامت الروح في الجسد".