ريبوار محمد أمين: أربيل من تتحمل ازمة رواتب الإقليم
تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT
بغداد اليوم - بغداد
أكد عضو حزب العدل الكردستاني ريبوار محمد أمين، اليوم الخميس (30 كانون الثاني 2025)، أن المصارف الاتحادية أبدت استعدادها لتوطين رواتب موظفي كردستان، ملقية الحجة على حكومة الإقليم.
وقال محمد أمين في حديث لـ "بغداد اليوم" إنه "بعد صدور وثائق من مصرفي الرافدين والرشيد يبديان الاستعداد لتوطين الرواتب، فإن المسؤولية كاملة على حكومة الإقليم وأحزاب السلطة".
وأضاف أنه "بإمكان أي وزارة توطين رواتب موظفيها، ولكن لا توجد جدية، وحكومة الإقليم هي من تعمل على استمرار الأزمة، لأنها تريد أن تسري عملية الرواتب على هواها، وبما تريد هي، وهذا غير مقبول، وبالنتيجة المواطن هو من يتحمل الأزمة".
وفي وقت سابق هاجم تجمع نواب الوسط والجنوب، الجمعة (24 كانون الثاني 2025)، حكومة الإقليم واتهمها بـ"السرقة والتجويع لشعب كردستان".
وقال التجمع في بيان تلقته "بغداد اليوم": "تعودنا من حكومة الإقليم منتهية الصلاحية تسويق الأكاذيب من اجل التغطية على السرقات وهدر في أموال العراق وتجويع الشعب العراقي في كردستان والمتاجرة برواتب الموظفين والمتقاعدين".
وأضاف، أنه "بعد اقرار قانون الموازنة الاتحادية الثلاثية كانت هناك مواد تتعلق بالتزامات حكومة الإقليم من اجل اطلاق موازنته والتي صوت عليها كل النواب الكرد بمجلس النواب الاتحادي تقريبا الا انه وكعادتها التي تعودنا عليها منذ تسلم السيد مسرور بارزاني ولكل الموازنات، لم تلتزم حكومة الإقليم الا بأمور حاولت بها ذر الرماد بالعيون من خلال تسليم حوالي 399 مليار بالواردات النفطية التي تزيد على 4 ترليون وقامت بتسليم 90 الف برميل نفط لمدة 6 اشهر فقط ثم توقفت".
وتابع: "ثم عادت للاستمرار بالتهريب وبيع النفط بـ30 دولارا فقط، نصفه يذهب لأجور الاستخراج بينما شركة سومو تبيع البرميل بـ80 دولار اي بخسارة 50 دولار اي اكثر من 675 مليون شهريا".
وأكد إن "اللف والدوران الذي تمارسه حكومة الإقليم تضع امامها رواتب الموظفين كدروع إنسانية تستخدمها للتغطية على سرقاتها من تهريبها للنفط وعائدات المنافذ الحدودية التي تزيد على 20 معبراً غير رسمي الا انه ورغم كل ذلك حاولت الحكومة الاتحادية ان تعالج هذه الإشكاليات مع حكومة الاقليم من خلال اطلاق ثلاث قروض بمبلغ يزيد على اثنان ترليون وهو امر مخالف للقانون وخصوصاً أن الضامن وزارة المالية وهي ليست مالك فلا يحق لها الضمان والقرض من اموال المودعين في مصارف الرافدين والرشيد و العراقي للتجارة (TBi) والذي انخفظ تصنيفه الائتماني بسبب تلك القروض المخالفة للقوانين".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: حکومة الإقلیم
إقرأ أيضاً:
مقهى مام خليل.. حارس ذاكرة أربيل وقلبها النابض
في قلب أربيل، حيث تتردد أصداء التاريخ وتتعانق روح الأصالة، يقف مقهى "مام خليل" شامخا، ليس مجرد مكان لتناول الشاي، بل رمزا حيا وشاهدا على حكايات أجيال متعاقبة، وحافظا لذاكرة مدينة بأكملها.
تأسس هذا الصرح العريق في عام 1952، ليصبح منذ ذلك الحين جزءا لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والثقافي لأربيل.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2السلطان و"الزواج الكبير" في جزر القمر.. إرث ثقافي يتوّج الهوية الاجتماعيةlist 2 of 2"أخت غرناطة".. مدينة شفشاون المغربية تتزين برداء أندلسيend of listيروي محمد خليل، الابن والوريث الذي يدير المقهى حاليا، بحس من الفخر والمسؤولية عن هذا الإرث الثمين، "مقهى مام خليل يمثل تاريخا من تواريخ أربيل ورمزا للمحافظة"، هكذا وصف محمد خلال حديثه للجزيرة نت المكان الذي يعتبره أهل أربيل معلما لا يجهله أحد من أبناء المدينة.
بعد وفاة والده في عام 2015، عاد محمد من خارج العراق ليحمل على عاتقه مسؤولية الحفاظ على هذا الصرح، مؤكدا: "عدت لإدارة المقهى لأنه تاريخ والدي والمحافظة، وقد حرصت على الحفاظ عليها وجعلتها أفضل من ذي قبل"، وهذا الالتزام يعكس مدى تعلق العائلة بالمقهى، ودور المقهى في الهوية الأربيلية.
جدران مقهى "مام خليل" هي بحد ذاتها معرض حي لقصص أربيل وشخصياتها. تتزين الجدران بمجموعة فريدة من الصور الفوتوغرافية لشخصيات بارزة من المدينة، من سياسيين وفنانين ورياضيين.
يشير محمد إلى أن والده، مام خليل، كان شغوفا بجمع هذه الصور التي تعكس تاريخ المدينة وشخصياتها المؤثرة، وكانت أول صورة عُلقت على الجدران هي صورته الشخصية، لتكون بذلك بمثابة حجر الزاوية لذاكرة المقهى المصورة.
ويتميز مقهى "مام خليل" بموقعه الفريد داخل مبنى "القيصرية" التاريخي، الذي يعود تاريخ بنائه إلى ما يقارب 280 عاما، ويُعد أول قيصرية في أربيل. هذا الموقع يضفي بعدا إضافيا على أهمية المقهى، رابطا إياه بجذور أربيل العميقة وتراثها المعماري الأصيل.
ولطالما كان المقهى ملتقى لسكان المنطقة، يتوافدون عليه منذ ساعات الصباح الباكر لتناول الفطور وشاي الصباح، حيث نسجت خلالها صداقات وعلاقات اجتماعية متينة.
إعلانومن أروع القصص التي يرويها محمد خليل هي قصة أحد الرواد الذي أكد أن 9 أجيال من عائلته، بدءا بجده وصولا إلى أبنائه وأحفاده، قد ارتادوا هذا المقهى وشربوا الشاي فيه. وهذه الحكاية تجسد الدور المحوري لمقهى "مام خليل" كملتقى للأجيال وحافظ لذاكرة أربيل الحية.
بينما "رفعت بالاني" أحد رواد المقهى العريق، يؤكد أيضا على المكانة التاريخية والاجتماعية الفريدة التي يتمتع بها المقهى كملتقى لمختلف الأطياف والشخصيات من جميع أنحاء البلاد.
يقول بالاني للجزيرة نت: "مقهى مام خليل هو أحد أقدم المقاهي في قيصرية أربيل، ويزوره أشخاص من جميع الأطياف والشخصيات ومن جميع أنحاء البلاد".
وأشار إلى أن المقهى يُعد بمثابة معرض حي لتاريخ وثقافة المنطقة، حيث تحتفظ جدرانه بالعديد من الصور التذكارية التي توثق زيارات شخصيات بارزة، من رؤساء وسياسيين وقادة كرد وشخصيات فنية وتجار وأصحاب المتاجر في قيصرية أربيل.
يؤكد هردي عبد الله عثمان، أحد رواد المقهى الدائمين منذ أكثر من 10 سنوات، للجزيرة نت على الدور التاريخي والثقافي للمقهى كملتقى للأجيال والشخصيات المرموقة. ويقول: "الشباب يرون أنه أجمل مقهى، وبالنسبة لي، كلما نزلت إلى السوق، لا بد أن أزور مقهى خليل لأحتسي الشاي لأن مذاقه رائع جدا".
كما أشار عثمان إلى أن المقهى يستقطب بانتظام "شخصيات بارزة وقوية"، بما في ذلك سياسيون ومحافظون، وهو ما تؤكده الصور المعلقة على الجدران.
ولقد نوّه أيضا إلى حيوية السوق المحيط بالمقهى، واصفا إياه بأنه "سوق جميل ويتميز بالحركة النشطة على مدار اليوم".
أما عما يميز "مام خليل"، شدد عثمان على "مكانه الراقي" الذي يجذب الزوار لتجربة أصيلة وهادئة، مضيفا: "لدي ذكريات هنا مع والدي، ونأتي لنقضي الوقت معا بالمقهى".
وفي النهاية، يظل مقهى "مام خليل" ليس مجرد مكان لتناول الشاي، بل هو صرح ثقافي واجتماعي يحمل في طياته إرثا عائليا وتاريخيا عريقا، ويبقى وجهة مفضلة للعديد من الأجيال والشخصيات البارزة، شاهدا صامتا على نبض أربيل وذاكرتها الحية.