لازالت مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة تعاني صعوبات في الخدمات وعدم انتظام الحياة الطبيعية رغم مرور ثلاثة أسابيع على إعادة الجيش سيطرته بها.

مدني: التغيير

لم يحدث تغيير كبير في عودة الحياة إلى طبيعتها بمدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة- وسط السودان، بعد استعادة السيطرة عليها بواسطة الجيش مؤخراً، حيث لم تراوح أزمات الكهرباء والمياه وإزالة النفايات والخدمات الأخرى مكانها.

وكان الجيش أعلن في 11 يناير الحالي، أن قواته تمكنت من دخول مدينة ود مدني، بعد أن دانت لسيطرة قوات الدعم السريع لأكثر من عام، حدثت خلاله عملية تهجير واسعة وانتهاكات كبيرة.

فتح باب العودة ولكن..

وشهدت المدينة عودة جزئية لشبكات الاتصال والانترنت بعد انقطاع دام لقرابة العام، إذ بدأ بعد فترة وجيزة من دخول قوات الدعم السريع في ديسمبر 2023م.

فيما لازالت شوارع حاضرة الجزيرة مكدسة بالنفايات ومخلفات الجثث وأنقاض قصف الطيران على الأحياء والأسواق.

ورغم عدم استعادة معظم الخدمات، قررت لجنة أمن الجزيرة برئاسة الوالي أن تبدأ العوده الطبيعية للمواطنين بتاريخ الثالث من فبراير المقبل.

وأعلنت اللجنة تهيئة المعابر لاستقبال النازحين العائدين للجزيرة من الولايات الأخرى واللاجئين من خارج السودان.

وعلى الأرض، بدا إيقاع استعادة الحياة الطبيعية بطيئاً واقتصرت جهود النظافة على تحركات محدودة لآليات الدفاع المدني لنظافة الشوارع، فيما اجتهد متطوعون بمجهودات ذاتية في نظافة أحيائهم وإزالة الأنقاض والنفايات والأوساخ.

وفي السياق، عاد بعض أفراد الشرطة والأمن للانتشار في الشوارع وتأمين المؤسسات الحكومية والمستشفيات والمراكز الخدمية.

وكانت كل المشافي قد توقفت عن الخدمة منذ اقتحام قوات الدعم السريع للمدينة ما عدا مستشفى الجزيرة لأمراض وجراحة الكلى الذي كان يعمل بطاقة محدودة إلا أنه عاد للعمل بصورة طبيعية حيث سلمت آلات ومعدات غسيل الكلى من السرقة ولم تتعرض للنهب بعكس بقية المستشفيات.

الأسواق والخدمات

وفي الأثناء، استمر الإغلاق التلقائي للأسواق (السوق الكبير، سوق الخضار، السوق الشعبي والسوق الجديد) في وقت تنشط فيه بعض أسواق الأحياء في عووضة والإسماعيلي شرق مدني، وغيرها من الأسواق الصغيرة التي تلبي بعض احتياجات المواطنين.

ورغم إعلان والي الجزيرة عن عودة محطات الوقود للعمل وافتتاحه لمحطة (أويل ليبيا) بشارع المحطة جنوبي مدني إلا أن المحطات لم تعمل مما يعني انعدام الجازولين والبنزين الذي يأتي من مدن مجاورة مثل المناقل والفاو.

انعدام الوقود ترتب عليه عدم وجود المواصلات حيث استمرت عربات (الكارو) في العمل كوسيلة لنقل المواطنين إلى جانب الدراجات الهوائية (العجلات).

وتتوفر بعض الخضروات في أسواق الأحياء بشكل متقطع ومتذبذب مع حالة ندرة كبيرة للحوم الحمراء والبيضاء والألبان ومنتجاتها بالتزامن مع انعدام غاز الطبخ.

وفيما يتعلق بخدمات الكهرباء لا تزال أحياء المدينة تعيش في ظلام دامس منذ شهور مع عودة المياه في بعض الأماكن بعد تشغيل عدد محدود من المحطات بالطاقة الشمسية أو بالجازولين على ندرته وقلته.

وساهم انقطاع الكهرباء وعدم تشغيل المراوح ومكيفات الهواء بالإضافه إلى الأوساخ والأنقاض وعدم تصريف مياه الأمطار في توالد وانتشار البعوض والذباب ما أدى لتفشي الأمراض وعلى رأسها  الملاريا.

ورغم توفر دقيق الخبز إلا أن انعدام الغاز تسبب في توقف معظم المخابز حيث يعمل عدد قليل منها في الأحياء مع ارتفاع كبير لسعر رغيف الخبز.

وبشأن عمل المصارف ما زالت جميعها متوقفة عن العمل ما عدا بنك الخرطوم الذي عاد للخدمة في فرعه الرئيسي.

الوسومالجزيرة الجيش الدعم السريع السودان المياه الوقود ود مدني

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الجزيرة الجيش الدعم السريع السودان المياه الوقود ود مدني الدعم السریع ود مدنی

إقرأ أيضاً:

الدعم السريع تحمل الجيش السوداني مسؤولية "هجوم كمو"

أعلنت قوات الدعم السريع مقتل 45 شخصا غالبيتُهم من طلاب المدارس وجرحَ آخرين في هجوم شنه الجيش السوداني بطائرة مسيّرة على منطقة "كمو" في جبال النوبة .

ووصفت قوات الدعم السريع الهجوم بأنه انتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي الإنساني جريمة حرب تستوجب المساءلة والمحاسبة، معتبرة أن استهداف المؤسسات التعليمية والتجمعات المدنية هو تعدٍّ مباشر على حقوق الإنسان.

بدورها دانت الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال ما أسمته بالمجزرة التي ارتكبها الجيش السوداني بحق الطلاب في منطقة "كمو" مؤكدة في الوقت نفسه أنها لن تقف مكتوفة الأيدي وسترد بقوة على انتهاكات الجيش السودان.

وتتفاقم مأساة السودان يوما بعد يوم، فيما تحوّلت الحرب الدائرة منذ أكثر من عام ونصف إلى أكبر أزمة نزوح في العالم، مع تجاوز عدد النازحين واللاجئين أربعة عشر مليون شخص، وفق تقديرات الأمم المتحدة ومنظمات دولية.

وفي تقرير مؤلم، كشف المجلس النرويجي للاجئين أن أكثر من 400 طفل وصلوا خلال شهر واحد إلى مخيم "طويل" للاجئين من دون آبائهم.

كثير منهم يعاني صدمات نفسية وسلوكيات عدوانية نتيجة ما شاهدوه، فيما وصف العاملون الوضع بأنه “هش للغاية”، وأن المخيم لا يمنحهم سوى “الملاذ الآمن الوحيد المتاح”.

هذه الشهادات تعكس جانباً صغيراً من كارثة إنسانية أكبر، في ظل تقطّع شبكات الإنترنت وانعدام أمن العاملين، ما يجعل حجم المعلومات المتوفرة أقل بكثير من حجم المأساة الحقيقية داخل السودان.

مقالات مشابهة

  • بالفيديو .. ضابط يكشف تفاصيل ما حدث في الفرقة 22 بابنوسة وحقيقة سيطرة الدعم السريع
  • عاجل | الجيش السوداني: أحبطنا بقوة وحسم هجوم مليشيا الدعم السريع على بابنوسة في غرب كردفان
  • البرهان يقترح عودة السودان إلى علم الاستقلال.. ويريد تفكيك الدعم السريع
  • الدبيبة يلتقي عمداء البلديات لمتابعة خطة «عودة الحياة»
  • السودان: «الدعم السريع» تتهم الجيش بالهجوم على مواقعها في بابنوسة
  • السودان.. الدعم السريع يدخل آخر معاقل الجيش في بابنوسة
  • نساء الجزيرة.. ضحاياب ين نيران الحرب ووصمة المجتمع السوداني
  • بنك مصر يؤكد عودة خدماته للعمل بكامل كفاءتها
  • الدعم السريع تحمل الجيش السوداني مسؤولية "هجوم كمو"
  • الدعم السريع تحمل الجيش السوداني مسؤولية "هجوم كمو"