محللون: إعلان استشهاد الضيف يؤكد قوة حماس ولن يفيد إسرائيل إستراتيجيا
تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT
يرى محللون أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لن تتأثر باغتيال قادتها السياسيين والعسكريين في معركة "طوفان الأقصى"، وأكدوا أن الإعلان عن استشهاد قائد جناحها العسكري محمد الضيف لن يفيد إسرائيل بل يعد مؤشرا على قوة الحركة.
ويرى الخبير في الشؤون الإسرائيلية أن إسرائيل أرادت من عمليات الاغتيال تاريخيا تحقيق أمرين هما: زرع نوع من نشوة الانتصار لقتل قيادات فلسطينية، ومحاولة رسم صورة من الانتصار.
وأعرب مصطفى للجزيرة عن قناعته بأن الاغتيالات لم تغير من الواقع الإستراتيجي والظروف الميدانية، ولم تغير من فاعلية حماس وقدرتها على المواجهة مع إسرائيل.
وجاء ذلك بعد إعلان أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام -مساء اليوم الخميس- استشهاد قائد هيئة أركان كتائب القسام محمد الضيف و"ثلة من المجاهدين الكبار من أعضاء المجلس العسكري للقسام".
وأوضح أبو عبيدة أن الشهداء هم: قائد هيئة أركان القسام محمد الضيف، وعدد من القادة أبرزهم مروان عيسى نائب قائد أركان القسام، وقائد ركن الأسلحة والخدمات القتالية غازي أبو طماعة، وقائد ركن القوى البشرية رائد ثابت، وقائد لواء خان يونس رافع سلامة.
وبشأن دلالات التوقيت، يقول مصطفى إن الإعلان يظهر كأن المعركة قد انتهت، مؤكدا أن إعلان حماس الرسمي لن يفيد إسرائيل سوى معنويا، وسيظهر استمرار الحركة بالقتال وقدرتها على إدارة المعارك برغم اغتيال قادتها.
إعلانوستنظر إسرائيل بعد الإعلان الرسمي -وفق مصطفى- إلى حماس على أنها حركة قوية وليست ضعيفة، ويسحب هذا الإعلان من تل أبيب مقولة إن الحركة قد ضعفت.
وأكد مصطفى أن فكرة استثمار إسرائيل للاغتيالات المتكررة والنابعة من نزعة انتقامية "لم تنجح، فحماس تتطور رغم اغتيال قادتها".
"ملء الفراغ"بدوره، رأى الباحث في الشأن السياسي والإستراتيجي سعيد زياد أن الضرر المتوقع بشأن اغتيال هذه القيادات "من المفترض أنه قد وقع خلال المعركة"، لافتا إلى أن "حماس نجحت في ملء الفراغ".
وأعرب زياد عن قناعته بأن ما خسرته القسام من قادة وعناصر لا يتعدى 20% من قدرتها ومخزونها البشري، مؤكدا ثبات مقاتلي القسام عندما يسمعون استشهاد كبار القادة في الميدان.
وبشأن تأثير الضيف، قال المتحدث إن خير المعارك التي يقتل فيها قائدها، مشيرا إلى أن الرجل عاش 23 عاما من دون أن تكون له صورة واضحة.
وأكد أن الضيف كان شخصية مركزية بكتائب القسام، مستدلا بقراره قصف تل أبيب ردا على اغتيال نائبه أحمد الجعبري عام 2012، إلى جانب إطلاقه شرارة معركة سيف القدس عام 2021، إذ انتقل فيها عمل المقاومة من الدفاع إلى الهجوم.
وكذلك، قاد معركة "طوفان الأقصى"، والتي وصفها زياد بالمعركة الأعظم في تاريخ الشعب الفلسطيني، واستشهد فيها الضيف إلى جانب نصف قادة المجلس العسكري العام لكتائب القسام.
"قدرة على التعويض"
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني أحمد الحيلة إن عمليات الاغتيال التي طالت قادة حماس جاءت بعدها بشخصيات قوية وذكية، مؤكدا أن الجيل القادم سيبنى على ما تركه قادة حماس من موروث.
وأشار الحيلة إلى أن الأيام الأخيرة من معركة طوفان الأقصى أظهرت طريقة قتال مذهلة للقسام مثلما بدأت في بداية المعركة.
واستدل باغتيال الاحتلال سابقا قائد القسام صلاح شحادة وعددا من أبرز القادة العسكريين مثل يحيى عياش وعماد عقل وأحمد الجعبري ورائد العطار، ولم يؤثر ذلك على قوة حماس وأدائها وتطورها.
إعلانوفي هذا الإطار، قال إن حماس أكثر حركة وطنية قدمت شهداء من كبار قادتها السياسيين والعسكريين وخاصة في الحرب الأخيرة.
واستدل باستشهاد كبار القادة السياسيين في الحركة مثل اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية بالعاصمة الإيرانية طهران، واستشهاد يحيى السنوار في رفح جنوبي قطاع غزة، ونائب المكتب السياسي للحركة صالح العاروري الذي اغتيل في ضاحية بيروت الجنوبية.
وشدد الحيلة على أن حماس لا تزال تمتلك قدرة كبيرة على تعويض كبار قادتها، مرجعا ذلك إلى مصداقيتها، ولكونها تعبر عن روح الشعب الفلسطيني، وهو ما أدركه الاحتلال بأن هذه الحركة فكرة لا يمكن هزيمتها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
بعد إعلان جيش الاحتلال بدء تنفيذها في غزة.. ما هي خطة «عربات جدعون»؟
خطة عربات جدعون.. أعلن الجيش الإسرائيلي توجيه ضربات واسعة النطاق خلال الـ 24 ساعة الماضية وتعزيز قواتها في مناطق داخل قطاع غزة، ضمن مراحل بداية عملية عربات جدعون.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في بيان: «خلال اليوم الأخير بدأ جيش الدفاع شن ضربات واسعة وحشد القوات في مناطق مسيطر عليها داخل قطاع غزة، وذلك ضمن مراحل بداية حملة عربات جدعون وتوسيع المعركة في قطاع غزة بهدف تحقيق كافة أهداف الحرب بما فيها تحرير المختطفين والقضاء على حركة حماس»، وأضاف إنه ستواصل قوات جيش الدفاع في القيادة الجنوبية العمل لحماية مواطني دولة إسرائيل وتحقيق أهداف الحرب.
ومن جهة أخري أعلنت هيئة البث الإسرائيلية إن عملية مركبات جدعون ستبدأ قريبا، موضحة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غادر الشرق الأوسط، وبحسب العملية سيتم اجتياح عموم قطاع غزة ودفع سكانه نحو محافظة رفح ومن ثم مطار رامون.
وفقا للخطة التي وضعها رئيس الأركان إيال زامير وقيادة الجيش، وتمت المصادقة عليها من قِبل وزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، سيعزز الجيش الإسرائيلي قواته وسيتحرك بقوة من أجل حسم حماس عسكريا وتدمير قدراتها القتالية، مع خلق ضغط شديد من أجل إطلاق سراح جميع الأسرى، وسيُمنح غطاء حماية قوي للقوات المناورة من البر والجو والبحر، من خلال استخدام أدوات ثقيلة لتفكيك العبوات الناسفة وتدمير المباني المهددة، بحسب الخطة.
ويكون العنصر المركزي في الخطة هو إجلاء واسع النطاق لجميع سكان غزة من مناطق القتال، بما في ذلك شمال غزة، إلى المناطق الجنوبية من القطاع، مع فصلهم عن عناصر حماس، من أجل تمكين الجيش من حرية عمل عملياتية.
وعلى خلاف ما سبق، سيبقى الجيش الإسرائيلي في كل منطقة يتم السيطرة عليها لمنع عودة حماس، وسيتم التعامل مع كل منطقة يتم تطهيرها وفق نموذج رفح، حيث تم تحييد جميع التهديدات وتحويلها إلى جزء من المنطقة الأمنية، وسيستمر الحصار الإنساني وفقط في وقت لاحق بعد بدء العمليات القتالية والإجلاء الواسع للسكان إلى الجنوب، وسيتم تنفيذ الخطة كما عُرضت يوم الأحد الماضي من قِبل الجيش وصادق عليها المجلس الوزاري.
خطة عربات جدعون: مكوناتها ومبرراتهاتمت الموافقة رسمياً على خطة عربات جدعون من قبل مجلس الأمن القومي الإسرائيلي في السادس من مايو، وتهدف الخطة إلى القضاء على حماس، وإرساء وضع جديد في غزة مع استمرار الوجود العسكري الإسرائيلي، وضمان عودة الرهائن، ورغم أن الخطة قد تدفع حماس فعلياً إلى الإفراج عن بعض الرهائن مقابل هدنة مؤقتة، فإنها تنطوي أيضاً على مخاطر عديدة، منها استمرار الاحتلال الإسرائيلي للقطاع، وتصاعد المقاومة المسلحة، وإعادة تسليح حماس، بالإضافة إلى التحديات المحتملة الناتجة عن رفض الأمم المتحدة والأطراف الأوروبية والعربية لهذه العملية.
وأوضح رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، أن ذلك سيتطلب احتلالاً مباشراً، ونزع سلاح القطاع، وتفكيك قدرات حماس على الحكم، ونقل السكان إلى جنوب غزة لتوزيع المساعدات الإنسانية هناك، وأخيراً، إطلاق سراح الرهائن.
وستنقسم الحملة إلى ثلاث مراحل، تتشكل جزئياً وفقاً لقيود سياسية وعملية، كما صُممت هذه المراحل لتتيح مخارج محتملة في حال وافقت حماس على شروط إسرائيل.
1. التحضير والضغط الأولي (قيد التنفيذ): تتضمن هذه المرحلة تدمير البنية التحتية العسكرية والإدارية لـ حماس، بالإضافة إلى تجهيز جنوب غزة لاستيعاب المدنيين النازحين وتقديم المساعدات الإنسانية بالتعاون مع شركات أمريكية، تحت حماية أمنية إسرائيلية، وتتيح هذه المرحلة لـ حماس فرصة الإفراج التدريجي عن الرهائن بموجب إطار عمل اقترحه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف كشرطٍ مبدئي لوقف التصعيد.
2. نقل السكان: في هذه المرحلة، تهدف إسرائيل إلى إعادة تموضع المدنيين في غزة داخل مناطق محددة في الجنوب الغربي، تم تطهيرها، مع فرز وعزل عناصر حماس.
3. المناورة البرية: في المرحلة النهائية، تدخل قوات الدفاع الإسرائيلية المناطق التي تم تطهيرها، لتقضي على العناصر المتبقية من حماس، وتؤسس وجوداً عسكرياً طويلاً الأمد.
تسلط الخطة الضوء على خمس آليات للضغط على حماس، بعضها لم يتم تفعيله بالكامل بعد:
1. إقامة احتلال إسرائيلي دائم في مناطق معينة، خاصة في المناطق المحيطة والممرات التي تقسم غزة إلى نصفين.
2. إجلاء السكان إلى مناطق أمنة معزولة عن نفوذ حماس.
3. منع وصول حماس إلى المساعدات الإنسانية لضمان عدم تمكنها من السيطرة عليها أو استغلالها.
4. تفتيت قيادة حماس وسيطرتها في مختلف أنحاء المناطق.
5. ممارسة ضغوط نفسية على قادة حماس والمجتمع من خلال تسليط الضوء على تكلفة المقاومة المسلحة.
اقرأ أيضاًعاجل| جيش الاحتلال يعلن تدمير صالة مطار صنعاء الدولي وطائرات مدنية ومرافق خدمية
عاجل| جيش الاحتلال يصدر إنذار بإخلاء منطقة مطار صنعاء الدولي بشكل فوري
عاجل| جيش الاحتلال يعلن انتشاره في جنوب سوريا تحت ذريعة حماية الدروز