"فرنسي إسرائيلي" ضمن الرهائن الثلاثة التي ستفرج عنهم حماس غدا
تاريخ النشر: 31st, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ذكرت تقارير فرنسية أن فرنسيا إسرائيليا يدعى "عوفر كالديرون" سيتم إطلاق سراحه ضمن الرهائن الثلاثة التي ستفرج عنهم حركة حماس غدا /السبت/؛ في إطار اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين.
جاء ذلك بحسب قائمة نشرتها الجمعة حركة حماس لأسماء الرهائن المقرر الافراج عنهم غدا ونقلتها وسائل إعلام فرنسية.
وكان عوفر كالديرون ( البالغ من العمر 54 عاما) قد تم احتجازه في 7 أكتوبر2023، من كيبوتس نير عوز مع طفليه إيريز (12 عاما) وساهار (16 عاما)، اللذين أطلق سراحهما خلال نوفمبر 2023 في إطار اتفاق الهدنة الأول.
ومن المقرر أن تطلق حماس قريبا سراح الإسرائيلي الفرنسي أوهاد ياحالومي (50 عاما) كجزء من الهدنة الحالية في قطاع غزة.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أعلن - في 17 يناير الجاري - أن الرهينتين الفرنسيين-الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، عوفر كالديرون وأوهاد ياحالومي، من بين قائمة الرهائن الـ33 الذين سيطلق سراحهم في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل.
وقال الرئيس الفرنسي إن بلاده تواصل "تعبئتها" - بلا كلل - حتى يتمكن عوفر كالديرون وأوهاد ياحالومي من العودة إلى عائلاتهما.
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
العجائز الثلاثة وفناء العالم ورهائن نتنياهو
العالم يجد نفسه الآن أسيرًا في قبضة ثلاثة عجائز طاعنين في السن، كأن عجلة الزمن توقفت بهم، ليقرروا مصير الأرض بأسرها وهم على مشارف الرحيل.
بين تل أبيب وطهران وواشنطن، يقود بنيامين نتنياهو وعلي خامنئي ودونالد ترامب، حربًا لا تشبه كل الحروب السابقة، حربًا بلا حدود ولا حساب للعواقب، وكأنهم قرروا أن يحرقوا ما تبقى من هذا الكوكب قبل أن يغادروا المشهد.
العالم كله يقف متفرجًا على هذه المسرحية السوداء، حيث تتداخل المصالح بالحسابات الشخصية، وتتصارع الأحلام القديمة مع واقع لم يعد يحتمل المزيد من الدماء والدمار.
كل هذا والعالم يترقب بقلق بالغ ما يدور في الشرق الأوسط، من صراعات متفجرة تهدد باندلاع حرب عالمية ثالثة ستكون، إن نشبت، آخر الحروب التي يشهدها كوكب الأرض.
رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، البالغ من العمر 76 عامًا، لا يخوض فقط حربًا ضد غزة أو حزب الله أو حتى إيران، بل يخوض معركة بقاء سياسي وشخصي، عنوانها «إما أنا أو الفوضى».
فمنذ 7 أكتوبر الماضي، وهو يخطط لضرب المحور الإيراني الممتد من طهران إلى بيروت وصنعاء، مدعومًا بغطاء أمريكي كامل، لتحقيق حلمه القديم في تغيير وجه الشرق الأوسط، وجعل إسرائيل القوة الأولى المهيمنة في المنطقة.
لكنه، في سعيه هذا، حوّل شعبه إلى رهائن، وفور بدء الضربة الجوية الأولى ضد إيران، أغلق نتنياهو المجال الجوي الإسرائيلي بالكامل، وعلّق حركة الطيران في مطار بن جوريون، ودفع بأسطول الطائرات إلى قبرص واليونان، في إشارة واضحة إلى أن الإسرائيليين لن يكون أمامهم سوى الملاجئ التي ثبت لاحقًا أنها لم تعد توفر أمانًا كافيًا، بل أصبحت أشبه بالمقابر الجماعية تحت وقع الصواريخ الإيرانية الدقيقة والمدمرة.
على الجانب الآخر، يقف المرشد الإيراني علي خامنئي، المولود عام 1939 والبالغ 86 عامًا، لاعبًا دور «الرد الحاسم» على العدوان الإسرائيلي، بعدما صبر طويلًا على ضربات تل أبيب لوكلائه في المنطقة.
وفجأة، أطلق المرشد الأعلى سلاحه النووي غير المباشر المتمثل في مئات الصواريخ والطائرات المسيرة، التي أصابت قلب إسرائيل، وتسببت في دمار هائل لم تعتده تل أبيب من قبل، في مشهد شبيه بما فعلته آلة الحرب الإسرائيلية في غزة.
ورغم أن طهران تروج بأن هذه الضربات دفاعية ومشروعة، إلا أن المتابعين يرون أنها جزء من خطة كبرى تهدف إلى رسم خريطة جديدة للمنطقة بالقوة، مستغلة تراخي الغرب وتواطؤه الضمني مع إسرائيل، وأيضًا رغبة خامنئي نفسه في تسجيل إنجاز استراتيجي قبل أن يغادر الحياة.
أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المولود عام 1946، والبالغ الآن 76 عامًا أيضًا، فهو داعم أساسي وشريك قوي لتل أبيب في حربها على طهران، موفرا لها الدعم العسكري والسياسي واللوجستي، بل إن هنك تقارير أشارت إلى أن خطة الضرب من بدايتها وضعتها واشنطن، فالرجل يصمت دائما عن دعم إسرائيل في كل خطواتها العدوانية.
ترامب الذي ادعى طويلًا معاداته للحروب، لم ينجح يومًا في كبح جماح نتنياهو، بل زاد من تسليح تل أبيب وقطع الطريق على أي قرارات دولية لإدانتها في حرب الإبادة الجماعية التي تشنها على المدنيين العزل في غزة، حتى صار شريكًا غير مباشر في كل ما يحدث الآن.
يبقى السؤال المحوري: هل يدرك نتنياهو وخامنئي وترامب أنهم يجرون العالم إلى الهاوية، أم أن أعمارهم المتقدمة ورغبتهم في «إنجاز اللحظة الأخيرة» تجعلهم غير مبالين بالعواقب؟! المشهد ينذر بانفجار كبير ربما يفوق ما شهده العالم في الحروب السابقة، فالمسرح هذه المرة يمتد من غزة إلى طهران وتل أبيب، وكل الأطراف تمتلك أسلحة قادرة على تدمير مدن بأكملها.
ما بين مشروع نتنياهو الصهيوني، وطموح خامنئي النووي، وصمت ترامب المريب العلني والدعم السخي الخفي، يقف العالم كله على حافة الهاوية، ينتظر لحظة اشتعال الفتيل الأخير الذي سيحول الشرق الأوسط - وربما الكوكب بأسره - إلى مسرح حرب لا نهاية لها، ويدفع الملايين إلى الفقر والجوع والموت.. ما لم يتدخل عقلاء العالم لكبح جماح هؤلاء العجائز قبل فوات الأوان.