من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. بَرَكَةُ التوقيت
تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT
بَرَكَةُ التوقيت
من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ .. 31 / 10 / 2016
لا أحد يفرح بتأخير الساعة 60 دقيقة مثلي ومثل “المكوّعين” أدناه – شروا السامعين- وآل “عواطلية” الكرام الذين يفرحون بتمديد ساعة اضافية لليل من اجل انجاز ما لم يتم انجازه من نقل المخدّات ذات اليمين وذات الشمال و”طرق” الشاي بالميرمية ومطّ الرجلين من طول الجلوس وسماع “طقطقة” الركب أثناء “الثني و”الكفّ”.
شخصياً أحب جداً #التوقيت_الشتوي لأجد لنفسي مبرراً مقنعاً بقلة الانجاز النهاري وممارسة الكسل الجميل ، وكلما سألني أحدهم أو عاتبني لمَ لم تنجز هذه المهمّة؟ أستمتع وأنا أقول له: “ما بيش نهارات”، “لدّ، مهو صار يوذّن المغرب ع الخمسة” وغيرها من جمل الانقلاب الشتوي المدعومة ببرهان ودليل..
لاحظوا كيف يبدو مذيع أخبار الساعة الثامنة ، عيناه ذابلتان “من النعس” وصوته متقطع ويتثاءب بين الموجز والتفصيل أكثر من عشرين مرة ، طاقم التصوير وهندسة الصوت جميعهم “مستويين من النعس” أما المخرج فــ”نياعة تشلّخن” وهو يتثاءب منتظراً زميله حتى يقول عبارته المنتظرة: ” دمتم في رعاية الله”…حتى يطفئ أضواء الاستديو ويرمي الجرابات “على طول أيده” …حتى أصحاب الكافيتريات والمطاعم الشعبية ، صاروا يدخلون مقلى الفلافل ، ويشطفون المحل ، ويجمعون الكراسي بالتزامن مع دخول الدجاجات إلى الخم وما جاوره..
هناك بَرًكَة حقيقية في “التوقيت الشتوي” بحيث تستطيع أن تقوم بكل ما تريد القيام به في شبابك ، لا أدري كيف تغفل الدول النامية عن هذا التوقيت ولا تستغله في نموها العام ..أمس مثلاً، صلينا المغرب وقمنا بجولة على بيوت العزاء ، وذهبت إلى الحلاق ، ورددت على رسائل الأصدقاء، وحضرت مقال اليوم التالي ، وتفقدت الخزان ، وحضرت ما وراء الخبر، وقرأت عشرات الصفحات من رواية وقعت بين يدي ، وتعشيت …وقرّينا البنات ، و حجّيت، وعمّرت للأولاد بحوش الدار، وجوّزتهم ، وطوّبت لأم العيال ربع دونم من شغلة حلال حرام..وما زالت الساعة 7:20 مساء..
مرحبا بالتوقيت الثقيل، مرحبا بالشتاء الجميل…ما أجمل أن تكون #عباءة_الليل أطول بكثير من أرجل الأحلام المؤجلة…أما الناتج القومي فــ”الله يجبر”.
عن “المكوّعين” أدناه:
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: التوقيت الشتوي
إقرأ أيضاً:
سر الابتسامة
ناصر بن حمد العبري
"خير خلف لخير سلف".. ليست مجرد مقولة عابرة؛ بل حقيقة تنطبق بكل صدق على من يسير على درب العطاء والبذل، ويزرع الخير بصمت، ويُقابل الناس بابتسامة صادقة تنبع من قلب مُخلص. هذا هو حال الشيخ أحمد بن سويدان البلوشي، الذي واصل مشوار العطاء في ميادين العمل الإنساني والخيري بعد أن أنهى خدمته الرسمية بكل شرف وتفانٍ.
لم يكن الشيخ أحمد بن سويدان بحاجة للظهور الإعلامي أو تسليط الضوء على جهوده، فعمله يتحدث عنه. دعم الشباب، ومساندة الابتكارات، والوقوف إلى جانب المحتاجين، كل ذلك أصبح نهجًا يلازمه، كما كانت الابتسامة لا تفارق محياه، تمامًا كما كان والده الشيخ سويدان بن محمد البلوشي، الفارس وصاحب المربط المعروف، الذي عُرف في المجتمع بابتسامته وكرمه ومبادراته الإنسانية.
لقد كان والده الشيخ سويدان -رحمه الله- رمزًا في التواصل المجتمعي؛ يزور المرضى، ويُواسي كبار السن، ويمدّ يد العون لكل محتاج. وها هو الابن يسير على خطاه، محافظًا على نفس القيم والمبادئ، في صورة جميلة تجسد معنى الوفاء والترابط بين الأجيال.
سر الابتسامة في حياة الشيخ أحمد بن سويدان ليس مجرد تعبير وجه؛ بل هو انعكاس لروح طيبة تحمل الخير للجميع، وتُجسد معنى القيادة بالقدوة، والعطاء بصمت. وإن شاء الله هناك أعمال في طريق الإنجاز سوف نكشف عنها لاحقًا تخدم المجتمع ككُل.
رابط مختصر