تدهور المزاج النفسى أبرز أعراض.. «كآبة الشتاء»
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
يجلب فصل الشتاء معه مجموعة فريدة من التحديات للصحة النفسية، ويعانى العديد من الأفراد من تغيرات فى مزاجهم ورفاهيتهم خلال الأشهر الباردة، ويشار إليها عادة باسم «كآبة الشتاء» أو الاضطراب العاطفى الموسمى، وإن فهم تأثير فصل الشتاء على الصحة النفسية، واتخاذ الاحتياطات اللازمة، يمكن أن يساعد الأفراد على التعامل بشكل أفضل مع هذا الوقت الصعب، وذلك كما يقول الدكتور أحمد جمال ماضى أبوالعزايم، أستشارى الطب النفسى بمستشفى دار أبو العزايم للطب النفسى وعلاج الإدمان.
ويختلف تعريف الصحة النفسية من بيئة لبيئة، وهو يشمل السواء الشخصى والقدرة على تلبية الاحتياجات الشخصية، والاستقلال والكفاءة والارتقاء بذاته، وهى ليست فقط مجرد الخلو من المرض، بل يجب أن تشمل التمتع بأفضل صحة نفسية، كما تشمل التمتع بمخزون للصحة النفسية، وهى شىء حيوى لا غنى عنها لاطمئنان كل فرد ومجتمع ودولة.
ويوضح الدكتور أحمد جمال أبوالعزايم، أن الصحة النفسية تتعلق بإحساسك بنفسك وبإحساسك نحو الآخرين، ونلاحظ مع انخفاض درجات الحرارة وتضاءل ساعات النهار وقلة ساعات التعرض لأشعة الشمس، نجد أنها من العوامل الأساسية التى تؤثر على الصحة العقلية فى الشتاء، وهو تقليل التعرض لأشعة الشمس الطبيعية، ويلعب ضوء الشمس دوراً حاسماً فى تنظيم الساعة الداخلية للجسم وإنتاج السيروتونين، وهو ناقل عصبى يسهم فى الشعور بالسعادة، ويمكن أن يؤدى ضوء النهار المحدود، خلال أشهر الشتاء إلى انخفاض مستويات السيروتونين، مما يسهم فى مشاعر الحزن والخمول، واضطراب إيقاعات الساعة البيولوجية الذى يحدث بالتغير فى الفصول، وهى الساعة البيولوجية الداخلية التى تنظم دورات النوم والاستيقاظ، ويمكن أن يؤدى تقليل التعرض للضوء الطبيعى، خاصة فى الصباح، إلى صعوبات فى الحفاظ على نمط نوم منتظم، ويمكن أن يكون للنوم المتقطع، آثار متتالية على الصحة العقلية، ما يؤدى إلى تفاقم التوتر والقلق.
ويضيف الدكتور أحمد أبوالعزايم، من تحديات الطقس البارد لطقس الشتاء القاسى، أن يمنع الأفراد من ممارسة الأنشطة الخارجية وممارسة الرياضة، والتى تعتبر ضرورية للحفاظ على الصحة العقلية، وقلة النشاط البدنى يمكن أن تسهم فى الشعور بالخمول وتدهور المزاج العام، والعزلة الاجتماعية التى يجلبها الشتاء بالرغبة فى البقاء فى الداخل والسبات الشتوى، ما يؤدى إلى زيادة العزلة الاجتماعية، فيكون للتفاعلات الاجتماعية المحدودة تأثير كبير على الصحة النفسية، لأن التواصل البشرى أمر حيوى للرفاهية العاطفية، ويسهم مزيج الطقس البارد والتردد فى المغامرة بالخروج، فى الشعور بالوحدة والاكتئاب.
وينصح الدكتور أحمد أبوالعزايم، على كل فرد أن يبذل جهداً واعياً لتحقيق أقصى قدر من التعرض للضوء الطبيعى، خاصة خلال ساعات الصباح الباكر، بالمشى لمسافات قصيرة فى الخارج، وفتح الستائر، والجلوس بالقرب من النوافذ، لزيادة التعرض لأشعة الشمس، وفكر فى الاستثمار فى صندوق العلاج بالضوء، وهى طريقة مجربة لتخفيف آثار انخفاض ضوء الشمس خلال فصل الشتاء، والمحافظة على جدول نوم ثابت بالالتزام بمواعيد نوم منتظمة، من سبعه لثمانى ساعات من النوم كل ليلة، وقم بإنشاء روتين مريح قبل النوم لإشارة جسمك إلى أن الوقت قد حان للاسترخاء، وقلل من التعرض للموبايل قبل النوم لتحسين نوعية النوم، وحافظ على نشاطك البدنى لتحسين مزاجك، وشارك فى التمارين الداخلية، مثل اليوجا أو التمارين المنزلية، وفكر فى الانضمام إلى دروس اللياقة البدنية إذا سمح الطقس بذلك، واحزم أمتعتك واستمتع بالأنشطة الخارجية مثل الرياضات الشتوية، والتى يمكن أن توفر لك التمارين الرياضية والتعرض للضوء الطبيعى، وابحث بنشاط عن التفاعلات الاجتماعية لمواجهة الميل إلى العزلة خلال أشهر الشتاء، وخطط لتجمعات منتظمة مع الأصدقاء والعائلة، سواء أكان شخصياً أو افتراضياً، وانضم إلى الأندية أو الفصول الدراسية التى تتوافق مع اهتماماتك لتعزيز الروابط الجديدة، ومكافحة مشاعر الوحدة، والاستيقاظ قبل الشروق لصلاة الفجر، ثم المشى فى اشعة الشمس المبكرة لرفع نسبة السيروتونين، ويساعد على إطلاق ملكة التأمل فى الكون، والتفكير فى برنامج اليوم وفى حياتك، وكتابة يومياتك أو ممارسة الهوايات التى تجلب الفرح والاسترخاء، وانتبه لاحتياجاتك العاطفية بجعل علاقاتك مع اسرتك وأصدقائك وجيرانك دافعاً لتجدد النشاط الفكرى ومد شبكة علاقاتك الوجدانية الإيجابية.
وختاماً من الأعراض المبكرة لـ«كآبة الشتاء»، إذا قل جهدك لدرجة نصف نشاطك المعتاد، أو أصبح نومك قليلاً أو كثيراً، وقل تركيزك، وأصبحت تنسى وتدهور مزاجك إلى الكآبه، وقلت ابتساماتك وبدأت فى الانطواء والشك فى الآخرين، والنظر للحياة برغبة من الخلاص، فتلك أعراض تحتم عليك القراءة عن الاكتئاب، والسعى لاستشارة طبيب موثوق فيه، والاستماع لتعليماتة واتباع النصائح السابقة، ولا ننسى أن الشتاء له جماله وزهوره و«لمة» الأسرة فى الليالى الباردة، ونمط رائع يجب أن نستغله لبناء المحبة والقراءة والعبادة والنشاط الملائم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فصل الشتاء استشاري الطب النفسي
إقرأ أيضاً:
اللغة والذات ندوة بجامعة الوادي الجديد تكشف أثر التعبير اللغوي على الصحة النفسية للطلاب
نظمت كلية الآداب بجامعة الوادي الجديد، الخميس، ندوة علمية بعنوان "دور اللغة في التعبير عن الذات والتنفيس الانفعالي"، وذلك في إطار حرص الكلية على تعزيز الوعي اللغوي والنفسي لدى الطلاب، وحضور لافت من أعضاء هيئة التدريس والطلاب المهتمين بالعلاقة بين اللغة والوجدان الإنساني.
وجاءت الندوة برعاية د.عبد العزيز طنطاوي، رئيس جامعة الوادي الجديد، وبإشراف د.محمد عبد السلام، عميد الكلية، وعناية الدكتور عاطف عبد العزيز وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، وبمتابعة وتنسيق الدكتور خلف بدوي، منسق الأنشطة الطلابية، والأستاذ محمود مفتي مدير إدارة رعاية الطلاب.
وخلال الفعالية، قدم الدكتور أحمد علي سعد الله أستاذ النحو والصرف المساعد بالكلية رؤية تحليلية تكشف كيف تتحول اللغة من وسيلة تواصل إلى أداة قوية لفهم الذات وتحرير الانفعالات المكبوتة.
وأوضح المحاضر أن اختيار المفردات وبناء الجمل والإيقاع اللغوي يمثل انعكاسًا مباشرًا للحالة النفسية للفرد، ويساعد التعبير اللغوي على تخفيف التوتر وتنظيم الشعور الداخلي، مشيرًا إلى أن اللغة تمثل مسارًا آمنًا للفئات الشابة لفهم مشاعرها وإدارة ضغوطها.
كما قدمت الدكتورة شيماء جاد الله، أستاذ علم النفس بالكلية، نماذج من الدراسات البحثية التي تؤكد قدرة التعبير اللغوي الواعي على تقليل مستويات القلق والتوتر، وتعزيز الشعور بالتماسك والوعي بالذات.
وفي ختام الفعالية، أكد الدكتور خلف بدوي ضرورة دمج برامج الكتابة التعبيرية والدعم اللغوي في الأنشطة الطلابية لما لها من أثر فاعل في بناء شخصية متوازنة ومجتمع جامعي واعٍ. وأعرب الطلاب عن استفادتهم الكبيرة من الندوة، مؤكدين أنها فتحت لهم أفقًا جديدًا لفهم أنفسهم والتواصل مع مشاعرهم من خلال اللغة.
وتأتي هذه الندوة ضمن سلسلة الفعاليات الأكاديمية التي تنظمها كلية الآداب بجامعة الوادي الجديد بهدف تطوير مهارات الطلاب الفكرية واللغوية، وتعزيز الوعي النفسي لديهم. وتحرص الكلية على تقديم برامج علمية تخدم احتياجات الطلاب وتواكب الاتجاهات الحديثة في الدراسات اللغوية والإنسانية.