رئيس كولومبيا: سياسات ترامب فاشية
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
شبه الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه المهاجرين بـ"الممارسات الفاشية"، مؤكدا أن ترامب ينظر إلى كل مهاجر "على أنه مجرم".
وفي حديث لقناة تلفزيونية خاصة، انتقد بيترو "المعاملة القاسية" التي يتعرض لها المهاجرون بأميركا، مشيرا إلى أن الأمر "لم يعد يتعلق بالسؤال عما إذا كانت لديك وثائق أم لا، بل أصبحوا ينظرون إلى وجهك، وإذا لم تنجح في اجتياز اختبار العرق بنظرة واحدة، يتم الاعتداء عليك.
ولدى سؤاله عما إذا كان يصف ترامب بأنه "فاشي"، أجاب بيترو "هذه السياسة، التي تقوم على تجريم مجموعات سكانية لكسب تأييد الأغلبية، هي تماما ما فعله هتلر عام 1933 عندما كسب دعم شعبه من خلال استهداف اليهود والاشتراكيين".
وشبه الرئيس الكولومبي (64 عاما) عمليات ترحيل المهاجرين غير النظاميين من الولايات المتحدة بالأساليب التي مورست في "معسكرات الاعتقال" في ألمانيا النازية، وذلك في استمرار للتوتر القائم بين بيترو وترامب منذ فترة بسبب سياسات الأخير تجاه المهاجرين وترحيلهم.
وكان ترامب أعلن الأحد قبل الماضي فرض سلسلة عقوبات على كولومبيا قبل أن يتراجع عنها، في تصعيد للتوتر عقب قرار بوغوتا إعادة طائرات عسكرية أميركية على متنها مهاجرون رحّلتهم الولايات المتحدة.
إعلانوفي مساء اليوم ذاته، أعلنت بوغوتا أنه تم "تجاوز الأزمة" مع الولايات المتحدة، وسحبت واشنطن تهديدها بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع البضائع الكولومبية التي تدخل الولايات المتحدة ومضاعفتها بعد أسبوع إن تطلب الأمر.
وأكدت واشنطن أن الحكومة الكولومبية وافقت على جميع شروطها "بما في ذلك أن تقبل من دون قيود جميع الأجانب غير النظاميين من كولومبيا المرحلين من الولايات المتحدة، بما في ذلك على متن طائرات عسكرية أميركية، من دون تأخير".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
سردية معاداة السامية تجبر جامعة كولومبيا على تسوية مع إدارة ترامب
وضعت تسوية مالية بين جامعة كولومبيا والحكومة الأميركية حدا لمواجهة طويلة على خلفية الموقف مما يجري في قطاع غزة.
وبينما رأى خبراء في الهجوم الذي تشنه إدارة الرئيس دونالد ترامب ضد الجامعات "سابقة كارثية"، نددوا بالتسوية التي "اضطرت" جامعة كولومبيا إلى إبرامها مع الحكومة المحافظة.
وأكدت جامعة كولومبيا أن اتفاقها مع إدارة ترامب "يصون استقلاليتها وصلاحيتها في توظيف أعضاء هيئة التدريس والالتحاق والقرارات الأكاديمية".
وقال ديفيد بوزن، أستاذ القانون في هذه الجامعة المرموقة، لوكالة الصحافة الفرنسية "ما حدث مع جامعة كولومبيا يندرج ضمن هجوم استبدادي أوسع على المجتمع المدني"، مشيرا إلى ضغوط مماثلة على الإعلام والمحامين.
ورأى بوزن أن الاتفاق "بُني منذ البداية على نحو غير قانوني وقسري"، معتبرا إياه "ابتزازا مقنعا بشكل غير قانوني".
وانتقد بشدة "التدخل الكبير في استقلالية جامعة كولومبيا"، الذي يدل "على بروز نظام تحكم جديد تُعطل من خلاله إدارة ترامب نظام التعليم بانتظام وبشكل غير متوقع، وتطالبه بتقديم تنازلات".
وتوقع بوزن أن يمارس "ضغطا هائلا على جامعة هارفرد وجامعات أخرى" في الأسابيع المقبلة.
"معاداة السامية"وأعلنت "كولومبيا"، في نهاية يوليو/تموز، أنّها ستدفع 221 مليون دولار "لإغلاق تحقيقات متعدّدة"، تستهدف إلى جانبها جامعات أميركية بتهمة التقصير في التصدّي لمعاداة السامية في الحرم الجامعي، لا سيّما خلال الاحتجاجات المؤيّدة للفلسطينيين العام الماضي.
ونفت "كولومبيا"، بالإضافة إلى جامعة هارفرد، أعرق جامعة أميركية ومقرها بوسطن، غضّ الطرف عن أي شكل من معاداة السامية، وأكدتا اتخاذهما تدابير لضمان عدم شعور طلابهما وموظفيهما اليهود بالترهيب.
من جانبها، دعت وزيرة التعليم ليندا مكماهون إلى أن يكون الاتفاق مع كولومبيا "نموذجا للجامعات الأخرى في البلاد".
إعلانوأعلنت، الأربعاء الماضي، تسوية لإعادة بعض التمويل الفدرالي لجامعة براون في ولاية رود آيلاند (شمال شرق) مقابل التخلي عن سياستها المتعلقة بالتنوع.
كما قدمت مؤسسات أخرى تنازلات، مثل جامعة بنسلفانيا التي منعت النساء المتحولات جنسيا من المشاركة في ألعاب القوى النسائية.
وتحدثت صحيفة نيويورك تايمز عن إعداد تسوية بقيمة 500 مليون دولار بين إدارة ترامب وجامعة هارفرد.
وأوقفت الحكومة الفدرالية ضمن هذه المواجهة منحا تزيد عن 2,6 مليار دولار، وألغت الترخيص الذي يتيح استقبال الطلاب الأجانب لمتابعة تحصيلهم العلمي في الولايات المتحدة.
خطوة أولىلكن جامعة هارفرد طعنت في هذه الإجراءات أمام القضاء ضمن مواجهة تشكل أيضا اختبارا لمؤسسات التعليم العالي الأخرى التي تستهدفها إدارة ترامب.
ويخشى ستيفن ليفيتسكي، أستاذ السياسات العامة والحكم في هارفرد، من أن "تكون سابقة جامعة كولومبيا كارثية على الحرية الأكاديمية وعلى الديمقراطية".
ورجّح أن تكون تلك الإجراءات "مجرد خطوة أولى" لأن "أولئك الذين يمارسون الابتزاز لا يتوقفون عند التنازل الأول".
كما ندد ليفيتسكي "بهجوم غير مسبوق" على التعليم العالي، داعيا الجامعات إلى رص صفوفها "لمحاربة نظام استبدادي".
واعتبر بريندان كانتويل، الباحث في جامعة ولاية ميشيغان، أن تدخل إدارة ترامب في عمل الجامعات "لم يصل قط إلى هذا المستوى، ربما في تاريخ الولايات المتحدة".
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني، كثف الرئيس الأميركي، الحليف القوي لإسرائيل، الضغط على الجامعات من خلال تجميد منح فدرالية بمئات ملايين الدولارات، كما هي الحال مع كولومبيا.